ليس في العمر متسع
للمزيد من الحزن والدمع...
آنَ لهذا المدى أن يكشر عن ضحكة
أن يكحل بالليل أنجمَهُ
قلتُ هذا له حين أبصرتهُ
يتوسَّدُ حائط أحزانه
ويطيل التوغل في نفسه
في قراراته
والتألمَّ
لا شيء يلفي سوى ما ترسب من بؤسه
كم تألمت حين رأيتُ تألمهُ
دون جدوى..
يحاول أن يمتطي سكة البوح..
يعبر في باله طائر ما يغني فيحسدُهُ :
ليت لي مثله حنجرةْ
أو جناحينِ..أو شجرةْ
أو فضاءً
ودمعي الذي شفَّ عن صورتي
ليتني قادرٌ مثله أنْ أكـتِّـمَهُ
ليس في العمر متسع للمزيد
من اليأس...ـ قلتُ له ـ
يا صديقيَ فاقطفْ لنفسك
من روض أحلامها أملا
وابتسم
لغد سوف يأتي إليك غدا
ثمَّ يبسُطُ نحوك سلـَّمَهُ
ليس في العمر متسع للمزيد
من الذكرياتِ
لماذا تسير بعمرك للخلفِ؟...
لن تستطيع الوصول إلى نقطة البدء..
أو أن تعودَ إلى رحْمِ أمك ـ يا صاحبي ـ
مثلما تشتهي
ـ لا كما تشتهي ـ طال عمرك أكثر مما تريد
ولم تستطع أن تقـلـِّمَهُ
ليس في العمر عمر سواهُ
فقم كي تعيش حياتك
لم يبق منها الكثيرُ
ولا منكَ
واقض الصلاة التي لم تصلِّ
ولا تختبئ خلف وهم..وظلِّ
وغنِّ مع الشمس...لحن التجلِّي
-نظرت ُ إليه- :ابتسمْ
أولُّ الفجر ضحكة أفقٍ
وريشةُ ضوءٍ إلى لوحة الكون تمتدُّ
كي تبعث الصبح فيها
وترسمَهُ
قم إذن وارم خلفك –سَوْفـَ كَ-
قم واقتحمْ مدن ال"أنتَ" وال"نحنُ"/...
يا صاحبي في انتظاركَ نحنُ
تقدَّم إلينا
ومدّ يديك
وكن بيننا
وابتسمْ
وابتسمْ
وابتسمْ
وارتشفْ عسل العمرِ وانس علقمَهُ
نهاية :
قام من صمته/موته
واستعدَّ ليبدأ فصلا جديدا
وجرب أن يتبسَّمَ
لكنه لم يجد فمَهُ