هل كان يجبْ أن تحصل كلّ هذه الأمور المزعجة لتنسلخي من حياتي ،؟
هل كان يجب أن أجلس كما أفعل الآن وأفكر في عسى ولعلّ ولربما وووو وأنتِ تجلسين معَ آخرٍ وتشربين الشايَ مع آخر وتعيشين تجربة الحبّ العنيف مع آخر ،
والحبّ هو الطفل الوحيد الذي يجب أن يكون طاهراً ونقيّاً وأن لا يكبرَ فيُقتلَ بالزواجِ أو يقتلَ بالفراق ،
هل كان يجب أن أدخن كثيراً وأن أجرب أن لا أكل وأن لا اتنفسَ وأن أحتار على أي جسرٍ سأحاول الإنتحار هذه الليلة ، وأن أفشل كالعادةِ ، وأعودَ محمّلاً بالمزيدِ من الهمومِ كالعادةِ ، والا أموتَ في اليومِ التالي ..كالعادة ،
وأنتِ العادة الوحيدةُ التي تتغيّر في كلّ لحظةٍ ، فأتعوّد عليكِ حُلماً وأتعوّدُ عليكِ طيراً وأتعودُ عليكِ جلاداً ومظلوماً ...
هل كانَ يجب أن أحبّكِ لدرجةٍ اللادرجة ، وأن أرى عينيكِ في كلّ الطرقِ وأن أطاردَ وجهكِ في الشوارعِ المظلمةِ ، وأن أتعلمَ منكِ الجنونَ والهوسَ والضياع ،
أكره الأغاني المكررة ، والأحاديث المكررة ، والبرامج التلفزيونية المكررة ، وأحب تكرار دقّ مسامير ذكرياتي معكِ بقلبي كل خمسة دقائق ،،
ولم اكن اعلمُ أني احبّكِ بهذه الطريقة الوحشيّة العبثيّة العاقلة ، أيتها المعجونة بماء روحي ،
هل كانَ يجب ان أفكر في المطالبةِ بكِ يوم القيامة ، وأن أرتب اوراق الدعاوى التي سأرفعها إلى الله ، بدلاً عن رفع ورقةٍ صغيرةٍ لقاضي الاحوال المدنيّةِ والشرعية في مدينة دهوك ،
وهل كان يجب أن أهربَ إلى صوركِ التي تنام معي لنسهر كل ليلة مع البكاء والضحك... والقبَل ،
المجانين مِلح المدن ، المدن العامرةِ بامثالكِ اللواتي يعشقن خمسينَ مرةً ،
ويتزوجن من لا يعشقن!
.........
الإهداء
لي ..