أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حضارتنا

  1. #1
    الصورة الرمزية عبادة العمراني قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Nov 2008
    الدولة : طنجة - المغرب
    المشاركات : 16
    المواضيع : 6
    الردود : 16
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي حضارتنا

    { { الطواحين المائية والهوائية في التراث الإسلامي } }
    احتاج الإنسان القديم إلى اختراع الطاحونة ليستعين بها في توفير الجهد حين يطحن القمح ، وكانت الطاحونة في بداية ظهورها تدار باليد وتحدث ضجيجا وجعجعة ، وتكلف القائم عليها جهدا عضيا كبيرا ، ثم استعان الإنسان القديم بالحيوان ليدير الطــاحــونة .
    وفي القرن الرابع الهجري ابتكر العرب المسلمون نوعا جديدا من الطواحين يدار بالماء ، إذ صنعو سفنا وركّبوا عليها طواحين تدور بفعل ظغط مياه الأنهار ، ويذكر الجغرافي العربي المسلم المقدسي في كتابه { أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم } : أن أهل البصرة في ذالك الزمان كانوا يعانون من مشكلة المد والجزر في شط العرب كل يوم ، فعمد بعض الصناعيين من أهل المدينة إلى صناعة الطواحين ، وجعلوها على أفواه الأنهار ليديرها الماء أثناء حركته خارجا وداخلا ، وبذلك استطاعوا حل مشكلتهم بما يعود بالفائدة عليهم .
    وكان نهر دجلة من أهم الأنهار التي أقيمت عليها الطواحين إذ كانت تقام في تكيريت والحديثة وعكبرا وبغداد .
    ويروي لنا علماء التاريخ وصفا للمطحنة التي كانت قائمة في مدينة الموصل ، وهي كما يقول المؤرخ العري ابن حوقل
    في كتابه { صورة الأرض } : عربة مصنوعة من الخشب والحديد الذي لايمازجه شيء من الحجر والجص ، وكانت تثبت وسط الماء بسلاسل الحديد وكانت ترتبط بحجرين كبيرين يطحنان القمح كل يوم .
    ونقل المِؤرخ اليعقوبي أن مدينة بغداد كان فيها طاحونة يقال لها البطريق ، وهي طاحونة عظيمة تدير مئة حجر ، وكان
    أصحابها يجنون لقاء عملهم فيها مئة مليون درهم كل سنة ، وهو مبلغ ضخم في مقاييس ذالك الزمان .
    ويسجَّل للعرب المسلمين اسخدام الطاحونة الهاوائية في تاريخ مبكر ، وكانت تلك الطاحونة تستخدم قوة الرياح في دورانها ؛ ففي إقليم سجستان وكرمان كان الناس يستفيدون من الرياح المحلية التي كانت تسمى { باد صدو بيست روز } وتهب مئة وعشرين يوما كل سنة ، وكان أهل تلك المنطقة ينصبون الطواحين عليها ، وكانت كل الطواحين تتألف من ثمانية أجنحة ، ويعلون أمامها عمودين ينفد بينهما هواء كالسهم ، وكانت الأجنحة تشكل مع المحور زاوية قائمة ، وكان طرف المحور السفلي يحرك حجرا ثقيلا ، وكان هذا الجر يدور فوق حجر آخر ، واستمرت هذه الطاحونة إلى عصرنا هذا .
    كما أن الناس الذين يشرفون على الطواحين كان في إمكانهم تنظيم سرعتها بواسطة مايسمى ( المنافس ) التي تغلق وتفتح كما نفعل في أيمنا هذه بالعجلات المائية ، ويروي أحد العلماء المسلمين الذين عاشوا في القرن الثامن الهجري وبداية التاسع قصة إحدى الطواحين فيقول : حدثني رجل ممن دخل مدينة سجستان وكرمان أن الطواحين تدور بريح الشمال ، وأن هذه الريح التي تهب على المدينتين في صيف الشتاء ، وريح الصيف أشد وأقوى من ريح الشتاء ، وكان عدد الطواحين الهوائية يبلغ إثني عشر ألف طاحونة ، وكان في كل طاحونة موضع يستخدمونه للتحكم في شدة السرعة ؛ إذ كانت الطاحونة تدور بسرعة كبيرة جدا فتحرق الدقيق ويخرج بلون أسود ، وربما أدى ذالك إلى تهدم الطاحونة ، فهم يحتاطون لذالك .
    هكذا كان الناس أيام زدهار الحظارة العربية الإسلامية لايعجزهم شيء ، بل يفكرون ويعملون حتى يجدو الحل لكل مشكلة تعترضهم ، كانوا يستخدمون عقولهم ويو حدون جهدهم بما يعود عليهم وعلى أمتهم بالخير والفائدة ، ونحن اليوم مطالبون بأن نفكر ونفكر وأن نعمل ونعمل حتى تعود حضارتنا إلى سابق أمجادها ، وتكون لنا شخصيتنا الـمـمـيـــــــــــــــــ ــــــــــــــزة
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    أخوكم عبادة العمراني

  2. #2