إنه الليلُ يا أبي
فدع ْ سُبابَ الدَّرَج
وامسح ْ شفاه الملام
ما كان ذنباً سقوطُك
فالمدينة ُ غارقة ٌ في الظلام
فاخلع ْ رداء الحرج
واسبح على زورق السابقين
فالخيل ُ تكبو في أزقة الغارقين
والحرف ُ تائه ٌ فما أجابه الصدى
وزرقاء ُ اليمامة ِ تتحسس الخطى
فقد هالها عتمة العوج
إنه الليل يا أبي
فالأشكال ُ واحدة
والأصوات ُواحدة
ودائماً باردة
هل رأيت يا أبي ليلاً بهذا الجمود
ومؤشراً بقراءة ٍ واحدة
لا ترى غير الجدال ِ والضلال ِ والحجج
وساحة ٌ للغلال ِ والمُراهنة
مباحة ُ المنال
يدوسُها الجنود
إنه الليل يا أبي
وكلُ ما درستُه عن مطلع ِ النهار
وكلُ ما رسمتُه من بسمة ِ الصغار
غرائبُ الخيال
لا تخرجُ الأرانبُ البيضاءُ من عباءة ِ القرود
لا يخلف النبي َ ساسة ُ الهمج
إنه الليل يا أبي
على جناحه ِ وساوس الغريب
يصاحِبُ الهروب
يلامسُ النهاية َ المقدسة
فلا يرى يداه
ويبدأ ُ النحيب
إنه الليل يا أبي
نخوض ُ في مزالق ِ الجواب
عن نجومنا الكبار
عن ردة ِ الوقار
فنمْضُغ ُ السؤال
وينبتُ الهرج