أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 22

الموضوع: أوبة!.

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2008
    المشاركات : 322
    المواضيع : 33
    الردود : 322
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي أوبة!.

    أعلمُ، أعلمُ أنَّكِ وإياي دنيا ما عادتْ تكشِفُ لمفتونٍ بها سِناً، وما جادت على ليلها بثمينٍ من السكون الذي أغرى الأدباء أن يتكلموا، وأعلمُ بأننا ما زلنا نَرِثُ رِكازَ السالفين مِنَ البشر، والذين شاركتْ ظواهرهم بواطنهم في تأججها بنار التوصل إلى الحقائق، وغليانها في أن تبلغ الحدَّ الأدنى من الوقوف على كيفية تفاعل ذلكم الخليط الروحي في حيز المعاملات الإنسانية، وإنْ ظننا قبلاً بأننا أتينا على ما لم يأتِ به أحد، أو أنَّنا بزعمنا طرقنا ما هَجَرَهُ الأولون، وإن كانتِ الأخرى أقربُ إلى الاستئناس؛ وذلك لأنَّ الحياة ما انقبضت غرابةً عنَّا، ولا تَبَسَّطت حَميميَّةً لنا، وإنَّما هي تألفنا كوننا ما استجدَّينا على من كان قبلنا، لا في مادةٍ، ولا في معنويٍّ من الأفعال؛ عدا ذلك فلا ندري أهي تهشُّ لِمَن تصنَّع لها فَهْماً من الفئتين، أم تكافئه بأن تجعل قفاها له وجهاً!.
    لا شكَ أني على علمٍ بهجري لكِ وشقاقي، وإن رمتُ في ذلك هوى هويتِه لي، فهوى بي وبكِ إلى موضعٍ ما عُدتُ أراكِ فيه إلا عالماً زاهداً زهدتُ في علمهِ وقتي ذاك، وأرجأتُ اغترافي من بحره إلى أن يَتَقَيَّأ الذَّنْبَ طُهري!.
    وأنا إن أقحمتُكِ فيما كان لي عبثاً، فإنَّما هو إقحام الكُلِّ بالبعض، ولتعلمي يا غالية بأنَّكِ انقسمتِ في أمري هذا إلى ثلاث: مؤبنة، ومتغافلة، وراضية!.
    فأمَّا الأولى فهي بلاغةٌ عهدتُها فيكِ، ورحيقٌ خَلصْتُ به إلى سُلافٍ منكِ أغواني في أن أفاخر بكِ الأكابر، وأكابرَ فيكِ المفاخر، بل ما كانت هذه القالة إلا لهذه الأولى التي أتقرَّبُ فيها إلى عقلي!.
    وأمَّا الثانية، فهي بين بين، فتارةً أراها طرفَ حكيمٍ يغضه، وكبير همِّه على ما سأخرجُ به من هذه التجربة، وأخرى أراها اطِّراداً للرضا، وميلاً إلى اللهو؛ ولكن بأسلوبٍ لا يبينُ إلا لصاحبه، فهو مسلكُ الأضداد، حينما تقفُ فيه ردة الفعل في موقعٍ متشابهٍ من نفسك، فإن أنتَ عزوتَه إلى الصواب، فبدافع القيمة المُناطة به، وإن كان لصبغةِ السخرية فيه موقعاً أثبتَ للصحة في نظرك، وإن أنتَ أخذتَ منه مأخذ التغافل، والتعامي؛ فلأنَّ الصمت في فِقَرٍ مِنْ حواشيه رضا سَبَق معياره المُذَهَّب!. على أنَّ هاتِه الوسط، كانت وسطاً من عدمِ اهتمامي وانشغالي بها، فما آثرتها على غيرها إلا في الوسط من الأوقات التي كانت تَلِجُ فيه إليَّ!.
    أمَّا الثالثة، فهي أكثركم لي صحبة في ذلك العهد، وأوصلكم بي رحماً، وأفتنكم لفتنةٍ لي، وإنَّها لأقدمُ من أن أقدم عليها أحداً منكم في تَيهي ذاك، فهي ربيبُ الطفولة، وريعانُ الشيب، وغُرة النِّعم، وأوَّل المشاعر، عدا أنَّها صاحبٌ أعمى البصيرة، واسع الحيلة، يهنأ بما تسابق من لذةٍ، وما تدارك من لهو، وما تعزز من سعادة، فَصَحِبْتُها ناذراً على عودةٍ أرى فيها مَن ثَكلني وقد أوثقَ الطيشَ بنعيهِ، وأحزم النَّزَقَ بشديد تقريعه ولومه، وإن تلَبَّستُ في مرادي لمعنى ذلك اللوم علي، بأن يكونَ في غاية من الرِّقة، وأبدٍ من اللُّطف، ونهايةٍ من العطف، حتى لا أعود منها بمسمعٍ، ولا صلة، وما آن لي أواني ذاك بأن أترجَّل من ذلك المركب حتىَّ تركتِني لمبضع الزمن، وكانت له معي جراحٌ استطببتُ بها، فعدتُ منها إليكِ سالماً، وأتمنى أن أكون من الغانمين!.
    ولتعلمي بأنَّني إن أحجمتُ عن أن أبرُزَ إليكِ فيما مضى، فهو إحجام من حمل لكِ جلالةً في قلبه، وقدراً وكُلفة في نفسه، وليس الهروبُ إلا لجوءاً إلى شقٍّ منكِ يأمرُ بالسوء تملَّصتُ منه أخيراً إلى وخزٍ يَحْسُنُ في نفسي!.
    ثم إنِّي لا أذكرُ آخراً إلا قول عبد الله بن رواحة قبل أن تذهب نفسه، وبعد بيعٍ رابحٍ: " يا نفسُ إلا تُقتلي تموتي!."
    ولا تنسي بأنَّه ما خيَّرها ساعة أن أقدم، إذ قال:
    أقسمتُ يا نفسُ لتركبنَّه & طائعةٌ أو لتُكرهنّه
    وهو أقد أركبها خيراً؛ بلا شك!.

  2. #2
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    مرحبا بك أخي الكريم ..

    نص نثري يحتاج القراءة مرات ومرات ، حتى تكتمل لذة القاراءة حسا ولغة وتعبيرا وإبداعا ..
    لغة عميقة جميلة ، فيها الحكمة ، وفيها التأديب للنفس ، والتأمل في الذات ..

    قد منحك الله أخي نعمة الفصاحة وروعة البيان وحسن التعبير ..
    بحق نص يستحق التثبيت ..

    فاسمح لي ...
    بتثبيته
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 46
    المشاركات : 3,845
    المواضيع : 82
    الردود : 3845
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    الجميل / الهاجــري

    أوبـــة / نص متألق متدفق بسلاسة لفظه و حسن صوره و طريقة عرضه و تناوله ... يحاور النفس بهدوء العقل و وعيه من خلال صفاتها ليبرز للعيان أي الثلاثة أجدى و أنفع مسلكا ... من خلال رصد حركات و مشاهدات حسية و حركية لا تتخطى المفاهيم المتعارف عليها .

    نص ثري لفظا و حسا و معنى ...

    دمت بهذا الرقي سيدي ...

    اكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشـــام
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    الصورة الرمزية سعيدة الهاشمي قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    المشاركات : 1,346
    المواضيع : 10
    الردود : 1346
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    نص ثري لغة وعميق دلالة، اجتياح متقن لعوالم الذات.

    لا أجد ما أعلق به على هذا الزخم الباذخ من المعاني، سوى شكرا وسلمت يمناك .

    تحيتي ومودتي.

  5. #5
    الصورة الرمزية يسرى علي آل فنه شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    الدولة : سلطنة عمان
    المشاركات : 2,428
    المواضيع : 109
    الردود : 2428
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    قد أفلح من زكاها

    أخي الكريم مبارك الهاجري

    ماأجملها من أوبة ؛ شعورٌ راقٍ ونصٌ أدبي متميز فكرةً ولغة
    لكن استوقفني سؤال في قولك (وهو أقد أركبها خيراً؛)
    هل هي قد أم أقد ؟ إن تكن الثانية أتمنى أن أعرف معناها
    احترامي لك
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  6. #6
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.50

    افتراضي


    :

    نص أقل ما يستحقه التثبيت ..!!
    ما أبدع الحرف هنا فلله درك ..!

    سلمت وداك حبرك الفاخر.

    تقبل خالص تقديري وتراتيل ورد

  7. #7
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2008
    المشاركات : 322
    المواضيع : 33
    الردود : 322
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    مرحبا بك أخي الكريم ..

    نص نثري يحتاج القراءة مرات ومرات ، حتى تكتمل لذة القاراءة حسا ولغة وتعبيرا وإبداعا ..
    لغة عميقة جميلة ، فيها الحكمة ، وفيها التأديب للنفس ، والتأمل في الذات ..

    قد منحك الله أخي نعمة الفصاحة وروعة البيان وحسن التعبير ..
    بحق نص يستحق التثبيت ..

    فاسمح لي ...
    بتثبيته
    شكراً من موطئي هذا إلى مكة، وكفى!.

  8. #8
    الصورة الرمزية عبدالصمد حسن زيبار مستشار المدير العام
    مفكر وأديب

    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 1,887
    المواضيع : 99
    الردود : 1887
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    أوبة!.
    نص حواري شفاف
    بلغة متينة
    و معان مضيئة
    و بعد طهراني متعالي غير مغرق في الخيال

    تحياتي
    تظل جماعات من الأفئدة ترقب صباح الانعتاق,لترسم بسمة الحياة على وجوه استهلكها لون الشحوب و شكلها رسم القطوب ,يعانقها الشوق و يواسيها الأمل.

  9. #9
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2008
    المشاركات : 322
    المواضيع : 33
    الردود : 322
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    الجميل / الهاجــري

    أوبـــة / نص متألق متدفق بسلاسة لفظه و حسن صوره و طريقة عرضه و تناوله ... يحاور النفس بهدوء العقل و وعيه من خلال صفاتها ليبرز للعيان أي الثلاثة أجدى و أنفع مسلكا ... من خلال رصد حركات و مشاهدات حسية و حركية لا تتخطى المفاهيم المتعارف عليها .

    نص ثري لفظا و حسا و معنى ...

    دمت بهذا الرقي سيدي ...

    اكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشـــام
    لا أملك أمام هذا الزخم من العطاء، والثناء، إلا أن أشكركَ عاجزاً يا هشام!.
    شكراً من القلب!.

  10. #10
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2008
    المشاركات : 322
    المواضيع : 33
    الردود : 322
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    نص ثري لغة وعميق دلالة، اجتياح متقن لعوالم الذات.

    لا أجد ما أعلق به على هذا الزخم الباذخ من المعاني، سوى شكرا وسلمت يمناك .

    تحيتي ومودتي.
    وعليكم سلام من الله ورحمة وبركة
    أعجز أن أرد جميل ما أتيتِ به سعيدة!.
    فلله أنتِ!.

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. أوْبةٌ إلى الماضي
    بواسطة رياض شلال المحمدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 30-12-2016, 01:48 AM
  2. له أوبة
    بواسطة لطيفة أسير في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 13-01-2011, 10:12 PM
  3. أوبة ..
    بواسطة مجذوب العيد المشراوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 17-08-2008, 02:13 PM