مقدمة :
هناك على منضدة الغياب أغسل ما تبقى لديك من عقل
فهنا ستتذوق طعما جديدا للجنون ....
بداية مؤلمة :
عند الحجز للسفر من الحلم إلى عالم الواقع
هناك العديد من الحقائق التي تتغير ....
و نهاية لن تكون غير مؤلمة :
بعد آلاف الأفكار التي تراودني ... تلقفني من حاضري المؤسف لترميني في غياهب السنين الماضية التي صنعت من اسلافي أناسا يذكرهم التاريخ و صنعت مني انسانة ينساها التاريخ ....
بين الماضي .... و ..... الحاضر
رسالة :
لولا الموت ... لما استشعرنا قيمة الحياة ...
إن الثرثرة بهما إثم ...
و التنبؤ بآياتهما زلة ...
و إطالة التفكير في سياستهما مضيعة للوقت ...
كم من الاحتفالات تقام في اليوم للمواليد
و كم من المآثم تقام للمتوفين ..
لكن السر الذي يكتشفه الميت حين الاحتضار ...
أبدا لا يعلمه المولود ....
لكن !!! ... الزمن وحده كفيل بأن يعلمه كيف تموت البسمة بعد انطلاق مراسيم العزاء
...
وحده الزمن كفيل بإذابة عمر بائس رمى بنفسه على
قارعة الطريق .... وحيدا يتهادى على إيقاع الألم
يرجمه غيث الغربة في وطن نتن كان قد وضع لبنته
الأولى بيديه المتعطشتين لبناء عوامل معنوية لا لفظية
تسمو بالحب لحظة التلاطم القوي بجدار الجنون ...
...
وحده الزمن كفيل بأن يحرق ذاك الصمت الصدئ
بمداد الكلمات ... فيفضي بكارة الحلم المتداعي
الآيل للسقوط ... الذي أجبر الواقع أن يخسر الكثير الكثير
ليربحه ... و اقترح على باقي الاحلام البيع والشراء في
حماقات الأيام البالية للفوز بابتسامة مرهقة هرمة ...
.....
وحده الزمن مستعد لأن يعلم ذاك المولود كيف تتقاذفه تلك الافكار الميتة ... في متاهات الذكرى أو متاهات الصمت الذي لا يستوجب الندم بقدرما يستوجب الكلام ،
مستعد للصلاة في معابد اللذة والخطيئة بعيدا عن ذوات تحن إلى قطرة حب في زمن كاذب مخادع مجنون ...
...
وحده الزمن كفيل بأن يعلمه معنى الغباء الذي يقابل ابتسامة هادئة ... و مقدار التفاهة في الإعتقاد أن كل من
يتلفظ بكلمة : " أحبك "
هو رجل استثنائي تحتله روح امرأة واحدة ...
و أن كل امرأة تقول : " أنا لك على طول " هي امرأة متفردة تقدر معنى الجملة بالحرف و النقطة و حتى المدود و الفراغات التي تصل بين شقوق الكلمات ...
...
وحده الزمن سيعلمه كيف يكتشف السر عند الإحتضار ...
مباشرة عندما يتحول وعيه إلى بقايا حطام قارب ألقاه البحر
على شاطئ الحقيقة ... حقيقة لم و لن يعرف مغزاها إلا عندما يلفظ أنفاسه الأخيرة ... حيث لا تنفعه تلك الحقيقة في مشواره القادم ... و هناك سيبدأ اكتشاف سر جديد ...
خاتمة :
تعلمنا من فصول روايات الجنون :
أننا لسنا مجبرين على الاعتراف بأنه عندما ينطق فهو قمة قمم العقل ...
لكن أجمل تلك الأشياء التي يقترحها العقل ...
يكتبها الجنون ....
وئام