9
غيابك ِ
إكليلُ زهرٍ
شدّ الحنينَ من ياقة قميصه الكالحة
وأجلسه على أريكة الحضورْ
ومسحَ بزهر الياسمين جبهته المالحة
وغطاه بلحاف من نورْ
وقال له: كن طيباً يا فتي
ونمْ مبكراُ في سرير الشعورْ
احمد المنسي» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» غاب الأميـــــر» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: شاهر حيدر الحربي »»»»» آية الكرسي.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أنا المحب رسول الله» بقلم لؤي عبد الله الكاظم » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» مع الظلام» بقلم عبدالله سليمان الطليان » آخر مشاركة: عبدالله سليمان الطليان »»»»» رسالةٌ إلى لا أحد» بقلم العلي الاحمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» في وداع الشيخ عبد المجيد الزنداني رحمه الله» بقلم طارق عبد الله السكري » آخر مشاركة: طارق عبد الله السكري »»»»» جسور الأمل.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» هنا العمريُّ الثائر الحرف» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»»
9
غيابك ِ
إكليلُ زهرٍ
شدّ الحنينَ من ياقة قميصه الكالحة
وأجلسه على أريكة الحضورْ
ومسحَ بزهر الياسمين جبهته المالحة
وغطاه بلحاف من نورْ
وقال له: كن طيباً يا فتي
ونمْ مبكراُ في سرير الشعورْ
10
غيابكِ أيقونة مشاكسة
يتقطّرُ منها الزيتْ
مشتْ القطراتُ كسرب رذاذ ٍ
واستلقتْ على عتبة ِ الوقتْ
كل كلمة أصبحت حرفاً
وتداخلت الحروفُ
وكانت كلمة: يا ليتْ
يموت الغياب بداء القلبِ
ونعود إلى البيتْ
11
غيابك ِ, غيومٌ مشفرة
لا البرقُ ولا الرعدْ
يفككان أرقامَها السرية
الحقلُ ينتظرُ أخضرهَ
والتلال ترقبُ عودةَ الوردْ
ويجرحُ صمتي عواءُ البرية
وهنا أبجدية الكون ِ مستنفرة
والطاسات تنتظرُ الشهدْ
غيابكِ طوقٌ في عنق الحرية
وعلى الحضور ِ أن يمتلكَ المقدرة
وعلى الغياب أن يصعّر الخدْ
وتظلُّ رقبته( محنية).
12
غيابك ِ
مدرسةٌ والتلاميذ
ضبعٌ وذئبٌ وثعلبْ
وفرّاشُها دائم النومْ
وفي الصحو يتعبْ
غيابك ِ, إن لا يطول
يشاكسني في ممرِّ الحديقة ِ
فيهبطُ عند الدخول
نوارسَ بيضاءَ
وعند الخروج ِ يعابثني
ببراءة كوكبْ
ويتركني في جوار الأريكة,
طفلاً يشاغب أمّه
وفي خرز ِ الماء ِ يلعبْ
غيابك ِ محض انتظارْ
وفي القلب ِقوسٌ من النارْ
ويتركني آخر الأمرِ
فوقَ صليب ِ القرنفلِ أصلبْ
13
غيابك ِ مقهى
زبائنه الحزنُ والانتظار ْ
وقلبي تكوّم في مقعد القش ِ
خلف الجدارْ
مضى الليلُْ مبتهجًا
وأتى ضاحك الوجه
ضوءُ النهارْ
وفي همسه ِ:
ستجيء على عجلٍ
فانتظرها
في بريدِ القرنفل والجلنارْ
غيابك ِ "غودو " الجديدْ
وما من بريدْ
سوى حفنة ٍ من غبارْ
14
غيابكِ جيش انكشاري
يباعد بيني وبين مساري
ودوماً أليك ِ الرحيلْ
وكنت على عتبات المستحيلْ
أهرّبُ من إبرة الانتظار ِ
خيوط الغيابْ
وأرففو قميص حضوركِ
في مقعد النار ِ
وكم سرقوا من يديّ الخيوطْ
فكان على عجل ٍ
يتدلى على إبرتي خيطَ ضوء
ولا أحد ُ كان حولي
سوى قرص شمس النهار ِ
أتعلم سيدي ! أنني لم أجدُ بدُّ من قلوصِ تـُناخُ هنا ... عند تخوم غيابك هذا السردي ـ ، بكل ما فيه من استدعاء لقوافل النور التي مضت ... بشجونها التي تركتَ ، بأحزانها التي أورثتَ ، بأمطار الحنين وأنِفة الإياب وسطوة اللاعودة ... بفجورِ الرحيل وعُهر المسافات ـ هكذا عابداً متبتلاً ناسكا ، لقدسية أنواعَ غياب تأنفها خواص العدّ ... فلي مواقيت مكانية وزمانية معه وبه ، أرّخت كلها لبربريته وهمجيته الحتمية ... ولا نملك إلا أنصياعاً لنحر الأقدار لخراف ذكرياتنا الزغب ...
وها أنت سيدي تنكأ غيابه الحاضر ، تنفض بحضورك عنه تواتر غبار آسِن وتزيلُ عنه شأفة الأفول ... غياب لأمكنة وهي حاضرة بأهلها وأصواتهم تتعالى بالسلام وتمشي قلوبهم بينهم بالودّ وتناديهم الإلفة فيما بينهم ... وحاضرة حتى بالسائمة ... بثـُّغاء جوعها وخُوار عودها
مع كامل الوُدّ .... وللحديث بقية
15
غيابك
رفُّ نجوم ٍ بسقف ِ دمي
والخريرُ الذي في وريدي بكاءْ
وحين يؤرقها الدمعُ
تأوي إلى معطف الروح ْ تغفو
ويعلنُ إضرابهُ قمري في المساءْ
غيابكِ إنشوطة
فتدلتْ رؤوس الحنين ِ
على طرف النطع ِ
هل ينبتُ الورد ُإذا رنّخ الأرضّ
نهرُ الدماءْ !
صغارُ الحنينْ على العشب ِ قتلى
وكلّ قتيل هوى
أجمل الشهداءْ
غيابك ِبيدرُ جوع ٍ
وناي دموع ٍ
ودمعُ المحب ِتحاصرهُ الكبرياءْ
غيابكِ لازوردُ وسندسُ و استبرق ْ
أولمتهُ لعيدِ الغياب ِ السماءْ
وماذا تبقى لأم الفصولِ
إذا مات أجمل أولادها
الطيب الرعوي الشتاءْ!
غيابكِ نارٌ مجوسيةٌ كلما شربتْ
يترنحُ فيها الأجيجُ
وتزدادُ شعلتهُ
كلما زادها الانطفاءْ
غيابكٍ ,
أعجبهُ
يختفي بالظهور ِ
ويظهرُ بالاختفاءْ