|
مَلَلتَ يَا شِعرِيَ المَجنُونَ مِنْ قَلَمِي |
وَ مِنْ عَنائِيَ فِي إِمدادِهِ بِدَمِي |
وَ بِتَّ تَعزُفُ عَنْ أَفكَارِ مِحبَرَتِي |
فَذابَتِ الرُّوحُ فِي بَحرٍ مِنَ الحِمَمِ |
حَزَمتَ أَمرَكَ فِي أَشلَاءِ أَخيِلَةٍ |
وَ عِشتَ تَحمِلُ قَلبًا بَادِيَ السَّقَمِ |
وَ رُحتَ تَبحَثُ عَنْ غَيرِي ؛ فَهَلْ وَجَدَتْ |
تِيجانُ عِزِّكَ أَعلَى مِنْ ذُرَى شَمَمِي ؟ |
أَمِنتَ لِلحاقِدِ المَهزُوزِ ؛ فَارتَطَمَتْ |
لُحُونُ صَنجِكَ - بَعدَ السَّمعِ - بِالصَّمَمِ |
وَ كُنتَ يَا شِعرُ تَرجُو صَحوَةً ؛ فَغَفَتْ |
مَحاجِرُ النُّورِ فِي جَفنِ الكَرَى ؛ فَنَمِ |
يَا صاحِ ؛ فَانظُرْ إِلَى مَنْ جِئتَ تَرفَعُهُ |
أَذَلَّ مَجدَكَ بِالتَّدلِيسِ فِي الكَلِمِ |
وَ كَدَّ يَنطَحُ جُلمُودِي فَخارَ عَلَى |
وَحلِ الهَزِيمَةِ لَمَّا ارتَدَّ عَنْ هَرَمِي |
فَكَيفَ هُنتَ عَلَى أَقدامِ نَاظِمِهِ ؟ |
وَ قَبلَهُ كُنتَ فِي كَفَّيَّ كَالعَلَمِ ! |
وَ بِتَّ تُنحَرُ قُربانًا بِمِذبَحِهِ ! |
وَ عِفتَ وَحيِيَ وَ اشَّبَّثتَ بِالصَّنَمِ ! |
يَا شِعرُ ؛ يَا شِعرُ ؛ يَا لِلَّهِ , كَيفَ غَدا |
سِفرُ التَّراتِيلِ يَشكُو قَسوَةَ الرُّقَمِ ؟ |
كَيفَ اصطِبارِيَ ؟ كَيفَ الحُزنَ أَمنَعُهُ ؟ |
وَ كَيفَ أُظهِرُ وَجهَ السَّعدِ فِي نَدَمِي ؟ |
وَ كَيفَ أَضحَكُ ؟ وَ الأَنَّاتُ قَافِيَتِي ! |
وَ أَعيُنُ النَّاسِ ذِئبٌ ! وَ المُنَى غَنَمِي ! |
فِي يَومِ حِلِّيَ أَغمَدتُ السُّيُوفَ فَلَمْ |
أَطعَنْ , وَ هُمْ طَعَنُوا فِي الأَشهُرِ الحُرُمِ |
يَستَنكِرُونَ امتِدادَ العِشقِ فِي لُغَتِي |
وَ يَزدَرُونَ اتِّقادَ الشَّوقِ فَوقَ فَمِي |
وَ يَزعُمُونَ هَوَى الأَوطانِ , لَيسَ لَهُمْ |
مِنْ حُبِّها غَيرُ قَولٍ كَاذِبٍ فَدِمِ |
وَ يَدَّعُونَ جِهادًا فِي قَصائِدِهِمْ |
وَ هُمْ لَهُمْ - أَقصُدُ الباغِينَ - فِي سَلَمِ |
وَ يَنهَشُونَ بِنابِ السُّحتِ أُمَّتَهُمْ |
وَ يَكدَحُونَ لِرَصِّ المالِ فِي رِزَمِ |
وَ الأَرضُ تَنزِفُ فِي مِدمَاكِ أَحرُفِهِمْ |
فِيما يَعِيشُونَ فِي رَوضٍ مِنَ النِّعَمِ |
تَبًّا لِشِعرِيَ ؛ تَبًّا ؛ كَمْ وَهَبتُ لَهُ |
عُمرِي وَ مُعتَقَداتِ الطُّهرِ وَ القِيَمِ |
فَاستَخدَمُوهُ لِشَنِّ الحَربِ ضِدِّيَ , إِذْ |
بَاتَتْ بِهِ حُورُ عِينِ الفِكرِ مِنْ تُهَمِي |
سَقَى الإِلَهُ زَمانًا كَانَ أَمهَرُهُمْ |
- بِالشِّعرِ - غِرًّا مِنَ الغِلمانِ فِي خَدَمِي |
مَا قُلتُ حَرفًا - عَلَى الجَوزاءِ أَخمَصُهُ - |
إِلَّا وَ أَنكَرَهُ مَنْ عَاشَ فِي الرِّمَمِ |
يَا أَيُّها الشِّعرُ ؛ يَا مَنْ بِعتَنِي ؛ بِأَبِي |
يَومًا فَدَيتُكَ , لَا تَرجِعْ إِلَى زَخَمَي |
دَافَعتُ عَنكَ بِرُوحِي , وَيكَأَنَّكَ لَمْ |
تَدفَعْ أَذَى القَومِ , إِذْ نَادَيتُكَ : ( اقتَحِمِ ) |
هَجَرتَ لَحمِيَ , وَ استَوطَنتَهُمْ عِوَضًا |
عَنِّي , وَ بَدَّلتَ شَحمِي - وَيكَ - بِالوَرَمِ |
يَا شِعرُ ؛ جَيرِ أَراكَ اليَومَ مُقتَسَمًا |
بَينَ الدَّفاتِرِ وَ الأَقلَامِ , فَاستَهِمِ (1) |
مَنْ خَانَ وُدِّيَ فِي وَقتِ احتِياجِيَ لَا |
أَحتَاجُهُ - رَغَدًا - فِي رِفقَةِ الحُلُمِ |
تَرَكتَنِي لِاحتِراقِي فَاحتَرَقتَ عَلَى |
جَمرِ المَهانَةِ , أَنَّى عُدتَ أَنتَقِمِ |
ضَربًا هَذاذِيكَ , مِنْ ثَأرِي تَئِنُّ بِهِ |
إِذا رَجِعتَ إِلَيَّ ؛ البُعدَ فَاغتَنِمِ (2) |
إِنِّي أَقَلتُكَ عَنْ عَقلِي وَ مَا قَسَمَتْ |
لَكَ الرُّؤَى مِنْ إِماراتِي , وَ ذَا قَسَمِي |
يَا سَاكِنًا فِي ضَمِيرِي , لَا أَبَالَكَ قَدْ |
وَقَعتَ مِنْ شَاهِقٍ , بِالقاعِ فَارتَطِمِ |
يَا شَارِبًا مِنْ يَدَيَّ الحَرفَ ؛ وَ اقتَرَفَتْ |
يَداكَ جُرمَ اختِلَاسِ النَّبضِ مِنهُ ؛ صُمِ |
يَا رَاكِبًا دَمعَةً حَدباءَ ؛ صَهوَتُها |
يَومًا سَتُلقِيكَ , عَنْ مَتنِ الرِّياءِ قُمِ |
لَيسَ المُناضِلُ مَنْ يَستَلُّ نَصلَتَهُ |
لِيَذبَحَ الآلَ قَبلَ الغَاصِبِ النَّهِمِ |
أَو نَاظِمًا لِلدُّنَى أَشعارَهُ طَمَعًا |
أَو خَائِنًا يَرتَدِي جِلبابَ مُعتَصِمِ |
فَاربَأ بِنَفسِكِ عَنْ أَوهامِ بَلسَمِهِمْ |
وَ اركُضْ بِرِجلِكَ ؛ ذَا نَهرٌ مِنَ الأَلَمِ |
وَ ابحَثْ عَنِ الضَّوءِ فِي مَعنَى قَصِيدِيَ ؛ طِبْ |
أَنَّى يَطِبْ صُبحُهُ فِي القافِياتِ ؛ عِمِ |