أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الفسيفساء...........قصة بقلم بوفاتح سبقاق

  1. #1
    الصورة الرمزية بوفاتح سبقاق أديب
    تاريخ التسجيل : Jun 2008
    العمر : 55
    المشاركات : 83
    المواضيع : 26
    الردود : 83
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي الفسيفساء...........قصة بقلم بوفاتح سبقاق

    تأملت الكتب الجديدة الموضوعة فوق المكتب ، إنها لا تختلف عن تلك التي في الرفوف ، أشباح وأرواح ، الإقتراب
    من الموت ، كيف تتحدث إلى موتاك ، ما بعد الحياة .بالرغم من ولعي الكبير بهذا النوع من الكتب، إلا أن صديقي مدمن على مطالعة كل ما له علاقة بالموت ، من فرط اهتمامه بالأرواح أضحى مرتبطا بالعالم الآخر أكثر مما هو

    مرتبط بالواقع وفي الحقيقة لم نعد نكترث بهذه الحياة ، همنا الوحيد هو اكتشاف خبايا الموت ، لكن ياترى لماذا طلب مني سليم الحضور اليوم .

    وفجأة فتح الباب بطريقة صامتة ، يخيل للمرء بأن الدخان يزحف ويصعد إلى أعلى وظهر رجل نحيف ذو وجه جامد وعينان غائرتان ، كأنهما لا تنظران .

    - أهلا صالح ، أراك حضرت في الوقت المناسب

    - ومن يستطيع مخالفة مواعيد الموت

    - على كل حال لن أطيل معك ، لقد آن الأوان لإحداث قفزة نوعية في تجاربنا الروحانية . كفانا حديثا مع الأرواح وتحقيقات ميدانية حول الموت ،اسمع يا صالح سأموت هذا الأسبوع وكل ما عليك فعله هو أن تعد لي شهادة وفاة وأن تطلب نقلي من المستشفى الذي تعمل فيه مباشرة إلى المقبرة وتعود لخرجني بعد دقائق من الدفن .

    - معنى هذا أنك ستقدم لنا تقريرا مفصلا عن شعور شخص مات . وعاد!!

    - أريد أن أعرف عن قرب كل طقوس الموت وهل أن موت إنسان مشكلته أم مشكلة الآخرين .

    لقد مات سليم هذا هو الخبر المهم الذي أخذ يتجول إذ ذاك .. الصباح في شوارع وأحياء المدينة و يجر خلفه خبرا ملحقا ، مفاده أن الجنازة بعد صلاة العصر وإنطلاق الموكب سيكون من المستشفى .

    - إنه ميت منذ زمان وما حدث له اليوم هو موت مادي فقط .

    هذا ماقاله صاحب المكتبة العتيقة في حين فضل جاره الاحتفاظ برأيه لأنه بكل بساطة يخاف الموت .

    انطلق الموكب الجنائزي في أجواء من الخشوع والحزن ، وعلت الوجوه علامات الرهبة والوجل وهم يرددون ما يليق

    بالمقام ، في حين كانت تبدو على ملامح صالح مسحة من الخشوع ممزوجة بابتسامة شيطانية وهو يفكر في صديقه الذي يرقد فوق النعش ، في الوقت الذي يعم الإرهاق الموكب ، صاحبنا محمول على الأكتاف ، يبدو أنه ميت محظوظ .

    في هذه الأثناء كان سليم مسجى بقطعة قماش ناصعة البياض ، يفكر في مصيره المخطط له سلفا ، أحس بألم في ظهره بسبب الصعود والنزول ، زيادة على تهافت الناس على حمل النعش بطريقة فوضوية ، لقد تناسى بأنه ميت حي ، من حين لآخر يطرد هواجس الخوف ، مقنعا نفسه بأنه يقوم بتجربة علمية ، الفرق بينه وبين علماء الغرب هو أنهم يستعملون معدات إلكترونية في حين أنه يستعمل الحيلة . ماذا لو ينهض من نعشه ، أكيد سيجد نفسه على قارعة الطريق ، سيجرون نحو كل حدب وصوب ، إنهم يعترفون بالموت لكنهم لا يستطيعون مواجهة الميت ، بعد دقائق وصل الجميع إلى المقبرة حيث نهاية كل حي ، واستعدوا للصلاة على الفقيد ، كان صالح في الصف الأول ، لم يكن يتصور يوما بأنه سيحرر شهادة وفاة صديقه ويحضر جنازته .بدأ شعور غريب ينتاب سليم الذي أضحى قاب قوسين أو أدنى من الدفن ، حيث سيجاور الموت الحقيقي وسيضع كل شجاعته وإرادته في كشف المجهول على المحك .

    ما هي إلا لحظات حتى وجد سليم نفسه محمولا بالأيدي إلى مثواه الأخير ، وكاد أن يصرخ عند إرتطام رأسه بمقدمة

    القبر ، لكنه فضل تمثيل الموت ، لقد صال وجال في الأرض ولم يحصل منها في الأخير سوى على مساحة صغيرة ،

    سرعان ما أحس بذرات التراب تسقط عليه وأخذ يحس بضيق المكان وصعوبة التنفس ، الضرر كان ماديا أكثر منه معنويا ، استمع إلى وقع الأقدام وهي تتلاشى شيئا فشيئا ، ثم غمره شعور غريب نابع من العدم مرادف للخواء والضياع في السراب ، إن لم يكن ميتا فالموت يحوم في المكان والموتى المجاورون لن يرضوا بعودته من جديد إلى الحياة . في نفس الوقت كان صالح محاصرا بهواجس الخوف والرهبة ، لقد جثم على ظهره شبح الموت محملا أياه كل خطايا البشرية وآخرها دفن صديقه حيا ، وفجأة داهمه دوار خطير و وجد نفسه يسقط كالحبل أرضا ، سارع بعضهم إلى إسعافه .

    - مسكين لم يهضم حقيقة وفاة صديقه ، لقد كانا رمز الوفاء والأخوة ، قال أحدهم

    حمل صالح على جناح السرعة إلى المستشفى وهو يصيح بكل ما تبقى فيه من قوة

    - سليم حي ، سليم حي ، أرجعوني إلى المقبرة ..

    وكان مرافقوه يواسونه ، اعتقادا بأنه متأثر بوفاة صديقه ، ومن يصمد أمام الموت ، بعد دقائق معدودة أحس سليم باختناق عظيم ، متسائلا في أعماقه عن سبب عدم مجئ صالح في الموعد المتفق عليه ، أتراه كان يخطط لقتلي ، من الاقتراب إلى الموت إلى الموت مباشرة ، هذا هو مصيري المشؤوم .

    بعد ثوان أحس سليم بأحدهم ينزع عنه أكوام التراب ، وسرعان ما ترافق ذالك مع نباح شديد ، لم يكن المنقذ سوى

    كلب مشرد ، خرج سليم من قبره عاريا ينبح فكأنما أضحت روحه أسيرة طباع حيوانية . في اليوم الموالي لم يظهر أي خبر عن اكتشاف علمي جديد ، بل كل ما في الأمر هو إضافة سليم وصالح إلى قائمة مجانين المدينة .

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 3,604
    المواضيع : 420
    الردود : 3604
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي

    قصه ماساويه بامتياز لو كان لها جذر واقعي لكانت حرجا عصريا لادواء له
    لانه عند تكاثر المصائب ربما يطلبها المرء من الله بصدق
    اعاذنا الله واياكم من الزلل
    تحيتي لك وتقديري
    فرسان الثقافة

  3. #3

  4. #4
    الصورة الرمزية سعيدة الهاشمي قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    المشاركات : 1,346
    المواضيع : 10
    الردود : 1346
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    غريبة أطوار هذه القصة إلا أنها لا تبتعد كثيرا رغم خيالية بعض صورها عن مدمار واقعي صرف،

    في بعض المواقف يتمنى الإنسان الموت، يدفعه إلى ذلك الحياة التي يعيشها، أو رغبة منه في اكتشاف

    ذلك العالم الآخر، الوقوف على شعور الميت وما يجري في شبر تحت التراب، لكن ليس كل الأسئلة

    لها أجوبة محددة ومقنعة، وليس النبش في عوالم أخرى يشبع غريزة المعرفة وحب الفضول،

    ففي النهاية لم يتوصلا إلى شيء بل أضيفا إلى قائمة المجانين، هذه نهاية تجربة ضبابية الرؤيا منذ البداية.

    تحيتي ومودتي.

  5. #5

المواضيع المتشابهه

  1. الشبكة ....قصة بقلم بوفاتح سبقاق
    بواسطة بوفاتح سبقاق في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 05-07-2022, 11:21 PM
  2. خيانة زوجية ... قصة بقلم بوفاتح سبقاق
    بواسطة بوفاتح سبقاق في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 30-04-2019, 08:27 AM
  3. إعترافات رجل مهم ....قصة بقلم بوفاتح سبقاق
    بواسطة بوفاتح سبقاق في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 04-12-2015, 11:57 PM
  4. الوفد المرافق له...قصة بقلم بوفاتح سبقاق
    بواسطة بوفاتح سبقاق في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-09-2014, 02:52 PM
  5. الوفد المرافق له .... قصة بقلم بوفاتح سبقاق
    بواسطة بوفاتح سبقاق في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-07-2008, 11:38 PM