|
حزنٌ ألمَّ وما حزني إلى نفرٍ |
إلا لسارينَ بين الفجر والسّحر |
ساروا على إبل مزموة الخصِر |
تعدو كعدو مخوفٍ واجل ٍ ذعِـر ِ |
وخلفها حصبٌ قد ثار منتعشاً |
كأنه سهمُ قوّاس ٍ بلا وتَرِ |
أعـجـازُها عَظُمَت في عين ِ راكِبها |
لأنها عَظُمَت في عين ِ كل سرٍ |
شغواءُ من كثْرَةِ الترحال ِ بارزةً |
لا تشتكي روحها أو غدوها بقري |
تجثوا على ركبٍ كأنها وتد |
جلمودُ أخشنُ لا يخشى من العَسِرِ |
فيا حُداة خشوف الأينق ِ الغررِ |
عودوا إلى الرُسُم ِ الخالين من مطر |
واقضوا بها وطرا في شمّ تربتها |
حتى تجود لكم نفحا من العطر |
بالله يا أيها الحادون بالإبلِ |
سلوا جدارهَمُ عن سالف الأثر |
وحاذروا أن تفوهوا باسم ساكنها |
حتى إذا قلتموهُ صار في سقر |
وأبلغوهُ سلاماً من أخي دنَفٍ |
ذاق المرارةَ من شوق ٍ ومن كَدَر |
يرعى نجومَ سماءٍ في الضحى السّجر |
ويرتجي الشمس عند الليل والسّحر |
يكفكف السيل من إنسانه وإلى الـ |
غدائر السمر يجري سيله بغري |
لله أنّته لو أنّ أنّته |
زُفّت إلى جبلٍ لنهدَّ من سعرِ |
فيا صريم َ الهوى أثكلتَ أميَ في |
قتل امرئٍ أرقٍ قد فاز بالكدر |
لو كان غيرُك حقاً قاتلي لكما |
عفا الرسول لكعبٍ عفوَ مقتدرِ |
عفوت عنه بصفحٍ ملؤه سَعَدٌ |
ولو أتى بذنوب البدو والحضرِ |
أبكي على إلفك الماضي وأُشرعهُ |
بدمعي القاني المهدارِ والعكر |
وأستبيح هوايَ عند ذي سمرٍ |
ومن يبيح هواهُ غير ذي سمرِ |
سأرتجي الله فيكم كل آونةٍ |
لعلني أستفيق اليوم من سَكَرِ |
وأطردنَّ جزوعا في مخيلتي |
وأُشرقَنّ عليه السمر بالخطر |
حتى يفارق فكري يائساً وبه |
من الفظاعة شيئاً ليس بالنضرِ |
وأستعيد حياة لا كفرقتها |
فراقُ روحٍ وفقد الروح ذو ضرر |
قد كنت أعجل في حب يغارمني |
فأتقيه بصدٍّ لينٍ هصِر |
وأدعي عز بأسي في الهوى وأنا الـ |
خوار من نسمة في ثغرها العَطِرِ |
وتُستَبى نفسيَ الشماخةُ ال |
بلحظ من تستبيح الدمَّ للقدر ِ |
فيا سعاد أجيبي ناحل الجسد |
فلا أُطيق فراقاً منك يا قمري |
قدأُمرِضَ الجسم في ما قد مضى وبكِ |
أعود صاحي جسمٍ باردَ السّعرِ |
وترتقي روحيَ العظمى إلى قممٍ |
لا يرتقي عُشْرَها أياً من البشر |
وإن تركتِ عجولاً في هواك فقد |
أسعدت بؤسَ فؤادٍ سُعد مبتشر |
فلا شكاة إليك ِ بعد صرمك لي |
الله يعلم كل السر والخبَرِ |
رحماك يا ربُّ إن الحزن يقرعنا |
قرعا على الكبد بل والقرع بالشّفُر |