صباح كهذا الصباح الرصين
و ورد تناثر كالغيث فوق الجبين
فهل أخذل الشمس
لو أشرقت بين كفي ؟
ولاسيما إن ضوءها عطر
تدثر بالياسمين
ويرسل لي زاجلا يتأنق
بين جناحيه سحر الخطاب
وما روعة السطر
حين تلوت صليل البيان
وفجأة توقف نبضي
كأنه قيد يكبل كل الحواس
بخيط من الجمر ..والروح مثل البراق
تطير الى حيث يحنو الضباب
و دارت بي الأرض دارت على عقبيها
ثم أوقفني الهمس في طرف الغمضتين
ولن أخذل النظرة في مقلتيه الحزينة
تلك التي تستدر من الصخرة عين الفرات
تنز من البورتريه القديم
ملاحم قلب تمرس صدحا
وعاش من العشق عهدا و ردحا
و الزهور التي في يديه
تقدم عربون عمر مديد
سيفنى لإرضاء جفني السديد
إذا ما المآقي يبللها الحزن قبل المغيب
سأدهن أطرافها في بريق اللجين
وماذا أقول له حين يسألني
أين الندى العاكس؟
وأين انكسار الضحى في مرايا اللمى ؟
يباغتني بالتباريح
ينتزع النسيان
يسير على قدمين
ولا ادري من دله نحو طيفي
ومن عتبة القلب جاء يدق ,
يدق على وترين
سبقني فؤادي إليه
اليه سبقني الفؤاد
ليعرف من يطرق الباب
وعدت ارتب بين لآلئ أوجاعي
أغنية الشوق بالفل والأخضرين
يُعجّن بوحا مضى عهده
و يحبو على طين نبضي
يجس الحنين
ولن تذبل الزهرة بين اليدين
فبات يضفر حلمي فما استطاع
وما لاح من وهجه الباهي
كاد يموت شهيدا بحضن الحنين
ونجم يقر بأن الكواكب محجوزة لي
يسوق قطيع النيازك مثل السبايا
ليملأ منها حديقة روحي
و يهفو دوما لقائي
فماذا أقول لصبح
كهذا الصباح الذي
يأتني بالورود
يقلم أظفاره بالأنين
فهذي الطيور المهاجرة الراحلة
تختفي في الهديل
سيلجمها الصمت حتى
تعود الى رشدها في المحاق الهزيل
ويرسن أحصنة من عهود الدلال
ببستان قلبي الحزين
وكل المخاوف في ليلي المعتم
تستعير قناديل أجفانه الراسيات
على القلب كي تستكين
وماذا يريد المساء الذي
يوقف الأسئلة ؟
وإن وهن الظن بات السؤال
كسوط العقاب
وحين أضعت عناوين خارطتي
وجدت بأن جميع المرافئ تغلق أبوابها
تمنع الجولة بعد المساء
وقبل الزوال ..
يقيم بذاكرتي ليصب الحنين
ولكن رمشي العنيد العتيد
مازال يرمش
بالإثمد الغادي السارح
يزين رحلته بالبقاء
وقيل لكل غياب من العذر قائمة
لا تعد ولا تحصى
حتى أتاني على صهوة الشمس
سيف اليقين