إنتظار
ليله ماطره ، وأنا خلف النافذه أرقب هطول المطر، تتراقص القطرات في مرح تحت أعمدة النور، تتلاعب بها أيدي الرياح، قشعريره تسري ببدني، يعتم الزجاج عند أقتراب وجهي من النافذه ، أخرج يدي من المعطف أمسح الزجاج، أعيد اليد الدافئه إلي المعطف، الطريق خال إلا من بعض السيارات التي تشق صمت المكان، الحوانيت مغلقه الأبواب ، يشدني ظل يحاذي الرصيف، تلتمع عيناي ، أحدق ، أتكون هي ، ألصق أرنبة الأنف بالزجاج ، تقترب في بطء من حافة الرصيف ، ضوء عمود النور يخفي تفاصيل الوجه ، المطر يعاند الرؤيا ، الضباب علي زجاج النافذه ، يضيق صدري ، تخرج عيناي من رأسي ، تسافر خلفها، المعطف الرمادي ، المظله الزرقاء ، هي ، أو.. ربما ، بل هي ، أستجمع بعضا من قواي أتجه صوب الباب ، أهبط الدرجات مسرعا ، تصدمني حبات المطر ، أقتحم الطريق ، أفتش الرصيف لا أحد ، تضطرب خطواتي ، يبللني المطر ، أزرع الطريق ذهابا وإيابا ، حتي السيارات أختفت، لم يبق سواي والمطر، أطرق للأرض ، أتجه صوب البنايه، تبرق عينيين في الظلام ، قطه رماديه تنظر في أنكسار، التقطها، تسكن بين يداي ، تدفئني ، أصعد الدرج ، إلي النافذه أتجه من جديد ، تنام بين يداي ، أظل أرقب الطريق ،إنهمار المطر يعزف سيمفونيه الفراغ ، لحن الوحده والأنتظار....
اشرف نبوي