|
يَستَغضِبُونَكَ ضِدَّ اللهِ إِنْ غَضِبُوا |
وَ إِنْ تَراضَوا مَعَ الشَّيطانِ يِصطَحِبُوا |
لَا تَعجَبَنْ يا قَصِيدِي مِنْ تَلَوُّنِهِمْ |
أَشَدُّنا فِي النِّفاقِ الإِخوَةُ العَرَبُ |
فَلَيتَ مَنْ سَمِعَ الآسادَ إِذْ زَأَرَتْ |
- فِي السِّلمِ - أَدرَكَها - فِي الحَربِ - تَنسَحِبُ |
أَهلُ الخِيانَةِ ذَلُّوا لَا أَقامَ لَهُمْ |
رَبِّي بِما نَكَثُوا - ظَهرًا - وَ ما كَسَبُوا |
أَهلُ النِّفاقِ الجُناةُ المارِقُونَ إِذا |
جَذَبتَهُمْ نَحوَ أَهلِ الفِسقِ لَانجَذَبُوا |
لَو وَثَّقُوا فِي عُهُودِ الصُّبحِ أَيمُنَهُمْ |
لَأَخلَفُوها بِجُنحِ الليلِ وَ انقَلَبُوا |
يُتاجِرُونَ بِنا , مُ اللَّهِ مَا نَزَلُوا |
بِالأَرضِ إِلَّا تَفَشَّى السِّلُّ وَ الجَرَبُ |
رَحَى الخُصُومَةِ مَعْ مَنْ كانَ يَقذِفُهُمْ |
راحَتْ , فَقامَ عَلَى أَنقاضِها لَعِبُ |
هَاؤُمْ إِلَى حانَةِ الخِصيانِ قَدْ هُرِعُوا |
وَ دارَتِ الرَّاحُ بِالأَقداحِ تَنسَكِبُ |
فَالبِنتُ شَاكِيَةٌ ؛ وَ الزَّوجُ باكِيَةٌ |
وَ الأُختُ نادِبَةٌ ؛ وَ الأُمُّ تَنتَحِبُ |
نُوحِي أُخَيَّةُ ؛ ما فِي القَومِ غَيرِيَ قَدْ |
أَمَضَّهُ هاجِسٌ لِلعِرضِ يَنتَصِبُ |
لَا ماءَ ؛ لَا ظِلَّ ؛ كَي تَستَأنِسِي , فَدَعِي |
شَوكًا ؛ وَ حَرًّا ؛ وَ بِيدًا فَرشُها حَصَبُ |
لَا تَأمَلِي مِنهُمُ الإِنصافَ , قَدْ جَبُنُوا |
وَيحِي ؛ كَأَنَّهُمُ الأَلواحُ وَ الخُشُبُ |
لَا تَسأَلِي : ( يا تُرَى مَا سِرُّ فِعلَتِهِمْ ؟ ) |
لِكُلِّ فِعلٍ - إِذا مَحَّصتِهِ - سَبَبُ |
وَ ابكِي دَمًا لَا دُمُوعًا , إِنْ قَضَيتُ فَلَمْ |
يَأخُذْ بِثَأرِكِ مَنْ وَلُّوا وَ مَنْ هَرَبُوا |
هَلْ تَذكُرِينَ بَرِيدَ الغَوثِ ؟ لَاهِثَةٌ |
أَنفاسُهُ مُذْ أَطالَتْ دَربَهُ الخُطَبُ ! |
وَ كَيفَ كانُوا يَؤُزُّونَ القَصِيدَ لِكَي |
يَمُورَ - بِالقافِياتِ - الثَّائِرُ الخَبَبُ ! |
يا نِسوَةَ الحَيِّ ؛ ما لِلحَيِّ فِي صَخَبٍ |
يَسُودُهُ مِنْ ذُهُولِ الصَّدمَةِ الشَّغَبُ ؟ |
لَمَّا بِكُنَّ - لِصَدِّ الفاسِقِ - ادَّرَعُوا |
نادَوا : ( هَلُمُّوا رِجالًا , وَ انفِرُوا , وَ ثِبُوا ) |
فَجاءَ يَطرُقُ سَمعِي صَوتُ نائِحَةٍ |
بِي تَستَغِيثُ , وَ قَدْ أَزرَى بِها التَّعَبُ |
فَثُرتُ ثَورَةَ حامٍ عَنْ بَناتِ أَبِي |
وَ فَزَّ عَنْ عَارِضَيَّ النَّجمُ وَ الشُّهُبُ |
وَ بِتُّ أُضرِمُ جَمرَ الحَرقِ فِي لُغَتِي |
وَ أَقطِفُ الحَرفَ مِنْ رُوحِي , وَ أَحتَطِبُ |
فَهاجَ شِعرِيَ حَتَّى ماجَ زَلزَلَةً |
ضَجَّتْ بِغَضبَتِها القِرطاسُ وَ الكُتُبُ |
طارَتْ بِهِ عاصِفاتُ النَّارِ نافِثَةً |
حَرائِقًا لَا يُوازِي حَرَّها لَهَبُ |
لَمَّا رَأَوهُ يَدُكُّ الأَرضَ فِي غَضَبٍ |
يَعدُو إِلَيهمْ بِخَيلٍ ما لَها رُكَبُ |
قالُوا لِخَصمِهِمِ المَغرُورِ : ( جاءَكَ مَنْ |
يُذِيقُكَ البَأسَ , قَدْ دَوَّى بِهِ الغَضَبُ ) |
فَما استَطاعَ لَهُ نَقبًا , وَ لَا صَمَدَتْ |
فُلُولُ أَحقادِهِ السَّوداءُ وَ الأُهَبُ |
وَكَزتُهُ ؛ فَاستَبَقتُ الطَّعنَ ؛ فَاستَبَقُوا |
غَنائِمَ الحَربِ قَبلَ النَّصرِ , فَانتَهَبُوا |
فَصارَ يَطلُبُ صَفحًا - وَيحَ مَنْ صَفَحُوا - |
وَ النُّوقُ نُوقِيَ وَ الأَعرابُ تَحتَلِبُ ! |
فَسالَمُوهُ كَأَنَّ النَّصرَ نَصرُهُمُو |
وَ قَرَّبُوهُ إِلَيهمْ ثُمَّتَ اقتَرَبُوا |
وَ أَلجَمُوا فِي مَزادِ الصُّلحِ قَافِيَتِي |
فَالعَينُ رُبَّتَما قَدْ خَانَها الهُدُبُ ! |
فَلتَشهَدِي ؛ وَيلُ شِعرِي مِنْ لَظَى قَلَمِي |
إِلَّمْ يَقُلْ أَنَّهُمْ فِي طُهرِهمْ جُنُبُ |
مُذْ كَلَّلُوهُ بِغارِ النَّصرِ دَامِيَةٌ |
كِنانَةُ النَّبلِ , وَ الأَقواسُ , وَ الجُعَبُ |
لَا تَجزَعِي يَا ابنَةَ الأَشرافِ إِنَّ لَنا |
رَبًّا هُوَ اللهُ لَا تَرقَى لَهُ النُّصُبُ |
مَا رَصَّعُوا مِنْ نُحاسِ الشِّعرِ بَائِدَةٌ |
حُرُوفُ بَهرَجِهِ , فَالأَدوَمُ الذَّهَبُ |