أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 20

الموضوع: بهلوان البربرية ورقص القِصــــــــــــــــــــ ـــــــاصْ ...

  1. #1
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Nov 2008
    المشاركات : 145
    المواضيع : 18
    الردود : 145
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي بهلوان البربرية ورقص القِصــــــــــــــــــــ ـــــــاصْ ...((1))

    بهلوان البربرية ورقص القِصـــــــــــــــــــا صْ...


    ((1))

    في المَساء...
    والشّمسُ تُحْتَضَرُ في السَّماء...
    وقُرصُها المُتَثَائِبُ يَلْتَهِبُ أَحْمَرَ كالمَرْجان بين ثَنَايَا السُّحُب ويَكْرُبُ أن يَنْسَكِبَ في المَغِيب، كنتُ هناك...
    قُرْبَ أَسْوِجَةِ الحديقة الخَلْفية للكوخ لابثةً في انتظار هَلَّتِِه عَلَيَّ منذُ الظَّهيرة؛ أُفَرْقِعُ الأصابع بقوة، وأحْرُقُ الأَنْيابَ بعُنْفٍ، وأَسْحَقُ دُون رحمة زُهَيْرات الفُلِّ والبنفسج المحيطة بي؛ بقَدَمٍ تَجُرُّ بقايا صَنْدَل ٍ مطاطيٍّ أسود ليس لي غيْرَه، وأَخْمَصِ أُخرى كنتُ قد خلَّفْتُ صَندَلَها بالدَّاخل حين خرجتُ على عَجَلة ولم أَنْتَبِه.
    وكنتُ مُشَتَّتةَ الفِكْر، مُبعثَرةً، بيْن مراقبة طريق الرَّبْوةِ المُقابِلَة لي من جهة، وتتبُّع حركة الفَأْسِ المُتَهَاوِيَةِ على الأرض في تَتابُعٍ من الجِهة المُعاكسة،
    والَّتي ما تَوقَّفَ صاحبُنَا الشَّادي بألحان نَشَازٍ عن رَفْعها وخَفْضِها مُنْذُ ساعات الصَّباح الأولى، ولا عن التَّنقُّل بها كالنَّحلة بين الشُّجَيرات والنَّهر والمَزروعات، وأَدْعو الله- وأنا أَلْعَنُ الشَّذى الحِرِّيفَ الرَّائِحَة الَّذي تَفاقَمَ به حَدَّ الجُنُونِ تَوَتَُّري، وخُلاصَةَ ماء البَنَفْسَج الَّتي تَشَرَّبَتْ بها حَوَافُ ثَوْبِي فأثْقَلَتْنِي عن الحَراك، و لامَسَتْ قَطَراتُها ساقَيَّ فما زادَنِي احْتِكَاكُها بِهِما إلا تَبَعْثُرا-أنْ لا تَعْلُوَ الفَأسُ الكَتِفَ، ليَنْقَطِعَ النَّشاز، ويَعُود صاحِبُنا إلى المَنزل فيَكْتَشِفُ أَمْرِي..ثُمَّ أُكْمِلُ المُراقبة من جديد.
    ولِحُسْن الحظِّ أنَّ الانتظار ما دَامَ طويلاً، فما هي إلاَّ لَحَظَاتٌ قََلائِل حتَّى لاحَ لي هَيكل مَعْدِنِيٌّ مُسْرِعٌ منْ بعيد، وبَرَقَتْ لي أَنْوارُهُ باهتةً من بين جُذوع الأشجار عريضة الخُصور، وسَرَى دَوِيُّ مُحَرِّكه في أُذُنِي..
    ولِلَهْفَتي، أو لِخشْيَتِي من أنْ يسمَعَهُ الأخرُ من هنالك رُبَّما،
    وَثَبْتُ فَوْرًا من مَخْبَئي، نَفَضْتُ بسُرْعَة أَتْبانَ العُشِّ الكبير الذي بَنَيْتُهُ، من على رأسي و مِنْكَبي، وكثَوْرٍ هائِجٍ جرَيتُ نَحْوَ السَّيَّارَة، ورَكَضَ الصَّغيرُ بلا اصْطِبار نَحْوَ وِجْهَتِي، واحتَضَنَنِي بِشَوْق وقَبَّلْتُه بحرارة...
    وكان الاحْمِرارُ الاحْمِرارُ يَسْتَوْطِنُ أَعْيُني، يَفْعَمُ كَيَانِي، ويَتَراءَى لِي في كلِّ مكان و جانِبِ؛
    في المَرْج الأَخضر المُحِيط بِي، في الأُفْقِ البَعِيدِ وفي الغَسَق،
    في الشَّمْس المُرْتَحِلَة، والهَواء المُنْعِشِ، وشلاّل المِياه المُتَدفِّق صاخِبًا من وَرائِي، وفي اليَنْبُوع الصَّغِير الَّذي كَثِيرًا ما وَقَتْنا مِيَاهُهُ عَكَّ تَمُوز وأُغُسْطُس فكان لَنا على وَجْهِ المَعْمُورَةِ السّلسَبِيل، وفي الصَّغِيرِ أيضًا؛
    في عُيُونِهِ الفَيْحَاء المُسْتَدِيرَة، في وَجْهِهِ النَّيِّر النَّاصِعِ البَيَاض، في أنْفِهِ الدَّقِيقِ وفي فَمِه، وكذلك في الوَجْنَتَيْنِ المُتَكَوِّرَتَيْن المُتَوَرِّدَتَيْن وكامِل الجَسَد..
    حتَّى إنَّني كنتُ أسْتَشْعِرُ الحُمَّى وأنتفِضُ من البَرْد، وأُحِسُّني أََغْرَقُ على مَهْلٍ في مُحِيطاتٍ عميقةٍ، غاية في العُمْقِ مِن النَّبِيذِ والخَمْرَة وأَلْوَان شَتَّى مِنَ المُسْكِرات،
    وأَيادٍ حَمْرَاء؛ رَفِيعَةُ الأَصَابِعِ، مَلْسَاءُ الرَّاحِ، تَتَقاطَرُ بَنانُها حُمْرَةً تَتَسَابَقُ إلَيَّ لتَنْتَشِلَني، لا، بل لتَزيدَني غَرَقًا على الغرق وتُوغِلَنِي أكثر في عُبَابِ المياه الرَّاكِدَة،
    فأسْتَسْلِمُ لها، و أََجِدُنِي أََهْوِي في جُبّ سَحِيــقٍ...سَحِيــق، وفقاقيع ضخمة شَفَّافَة في مِثْلِ لَوْنِ الأُقحوان تَنْبَعِثُ مِنْ فَمِي
    وتَنْفَجِر من حَوْلي في تتابع كمُفَرْقَعات المَوالِدِ، مُصْدِرَةً أَصْواتًا رَخِيمَةً سَلِسَةً رَنّانة:
    "-بُــقْ-بُــقْ-بُــقْ-بُــقْ..
    بُقْبُقْـــ-بُقْبـُــقْ.."
    تُسْعِدُنِي، تُبْهِجُنِي، ولا تَزِيدُنِي على السُُّكْرِ إلاَّ غِيابًا عن الوَعْيِ وسُكْرا.
    فتَتَفاقَمُ إذْ ذاكَ رَغْبَتِي، ويَشْتَدُّ نَهَمِي وتَعَطُّشِي..لِضَمِّ شيءٍ أَحْمَرَ، لالْتِهامِه، شُرْبِه، أو العَوْم فيه..
    شيء كالتُّفاح الأحمر أو العِلّيقْ، كالكَرَز الشَّهي أو الدُّرَّاقْ، كعَسل النَّحْل المُصَفَّى أو الـْ..؟
    لسْتُ أَدْري أنا؟ أيّ شَيْء، أيّ شَيْء!
    وكنتُ أُشِيحُ بالوَجْهِ عن كُلِّ مَوْجُودٍ هَرَبًا مِنَ الحُمْرَة فيَشُقُّ الوَمِيضُ السَّاطِعُُ بِطانَة جُبَّتِي ويَنْتَشِرُ سَرِيعا مُضيئا في المكان حتى يكادُ يَسْلِبني البصر، فأَفِرُّ منه، لأَصْطَدِمَ من حوله بالاحمرار فأعود إليه، وأبقى..هكذا..
    في فرار من السيِّئ إلى أحضان الأسوأ لا أرسو على ميناء!
    وكان المَقْصِدُ القَصِيُّ يناديني والصَّخرة المَلساء تُلِحُّ علَيَّ في الإسراع، فاستدرتُ إليه، وشَدَدت يدَه بقوة:
    -"هيّا..،
    فإنني أعرف مكانا، لا يَسَعُ هَوَامَ الأرض ولا جِنَّة السَّماء اللَّحاق بنا إليه؛
    مكانا آمِنًا انتقَيْتُهُ لنا منذ أيام..
    أَسْرِعْ.."

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    الدولة : أرض الله..
    المشاركات : 1,952
    المواضيع : 69
    الردود : 1952
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    وصف دقيق عميق ..
    للتوتر النفسي في أعلى مستوياته..
    بتصوير الملامح الدالة ..
    تصويرا ينقل الحالة النفسية بشفافية وصدق..فهو تصوير شفيف لألم الانتظار..
    وبلغة احترافية باختيار المشبه به الذي أثرى الخيال ..ثم تسلل إلى الشعور الباطن للمتلقي..ليضيء الموقف والحالة ..
    المحترمة ياسمين ..سأواصل ..ما بعد السطرين الأوليين..
    هنا لأثبت لنفسي مؤهلاتك..فقط..
    ومنتهيات مبلغها في فن الكتابة أولا..
    خالص تحياتي

  3. #3
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Nov 2008
    المشاركات : 145
    المواضيع : 18
    الردود : 145
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معروف محمد آل جلول مشاهدة المشاركة
    وصف دقيق عميق ..
    للتوتر النفسي في أعلى مستوياته..
    بتصوير الملامح الدالة ..
    تصويرا ينقل الحالة النفسية بشفافية وصدق..فهو تصوير شفيف لألم الانتظار..
    وبلغة احترافية باختيار المشبه به الذي أثرى الخيال ..ثم تسلل إلى الشعور الباطن للمتلقي..ليضيء الموقف والحالة ..
    المحترمة ياسمين ..سأواصل ..ما بعد السطرين الأوليين..
    هنا لأثبت لنفسي مؤهلاتك..فقط..
    ومنتهيات مبلغها في فن الكتابة أولا..
    خالص تحياتي
    أشكر لك هذا الاهتمام الصادق الأستاذ معروف،
    وأبارك لك سرعة التلقي والإلقاء..
    لن أعلق بالقول أصبتم في تحليلكم أو..
    بل سأترك لكم هذه المرة حق التحليل، والتحليق في رحاب نصي كما تشاؤون، وبدون حشرية، علما أن الحق مع ما جاء به قلمكم يا ساكن 'الجنوب..
    أنتظر المزيد من النقد والتعقيب
    فشكرا ..

  4. #4

  5. #5
    أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    الدولة : أرض الله..
    المشاركات : 1,952
    المواضيع : 69
    الردود : 1952
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي


    خطر..خطأ..
    خطورة تنزاح عن خطيئة..
    الإطار الزمكاني ..بيئة تبدو فلاحية ..وما يترتب عنها من جهل بالعواقب..ووقت غروب يقترن في النفس بحالة الكآبة والتوتر..
    استطراد كبير ؛وإلحاح شديد في تكرار رمزية /اللون الأحمر/وهو عنصر مكرر يؤكد فكرة الخطر في نفسية المتلقي ..وليس هناك إطناب ممل ..محاولة ترسيخ الخطر الذي غرق فيه البطل حتى أذنيه..
    الأحمر يشكل رؤية البطل داخليا حين الالتفاة إلى باطنه..والاصطدام بطيفه المرعب..خارجيا كذلك..هو ..هو ذاته اللون الأحمر رغم الطبيعة الخضراء المحيطة به ..والمياه العذبة المنسابة..
    للدلالة السيميائية أن الاختيارات الحسنة المُسعدة كانت متوفرة ..
    خروج عن مألوف الوعي وولوج في لاوعي السكر..ولمّا كان السكر حالة غير مألوفة لدى المجتمع الإسلامي ..فقد انتقاه النص رمزا للخطيئة..ولكنها مجرد معصية ..رغم أنها من الكبائرإلا أن العبد بمجرد الندم وإعلان المقاطعة النهائية للخمر ؛والإكثار من الاستغفار..يعود إلى مألوف التقوى وينعم بطمأنينة التوبة النصوح..
    لكن السكرهنا إحالة رمزية معنوية ..الخطيئة تبدو هي عينها أداة السكر..اللامألوف ..غربة عن عادة ..جديد في الحياة ..دوامة مستدامة ..تعكسها كثافة تصوير اللون الأحمر..
    ذلك أن الانغماس التلقائي في حضرة اللون الأحمر ..يرفع مستوى الخطيئة ..ويتجاوز بها مجرد السكر العادي..
    إذ يبدو أنه سيضيف إلى معصية الله ..ظلم لكائن حي ..تتكشف هُويته في القادم من النصوص..
    ولمّا كانت كل المظالم ليست قابلة للإحالة إلى حالتها الطبيعية ..فإن الندم الدائم لايفارق صاحبه حتى الموت ..وهو أيضا دلالة حياة ضمير ..
    وهنانصل إلى مستوى اللون الأحمر..
    وبناء على المعطيات السابقة ..
    فإنّ النّص يبدو مجرّد تمهيدلأحداث مفاجئة ؛غير مألوفة ؛قادمة..
    وصف حالة البطل ـ داخليا وخارجياـ وتوصيف المكان والزمان ..سرد احداث الانتظار..اللقاء الذي يبدو غير بريء..الحوار الوارد المقتضب..
    عناصر ..تشع الإثارة والتشويق..تدفع المتلقي إلى ترقب المنتظر..والبحث بشغف عن الدوافع الحقيقية الواثبة وراء الأحمر..ورمزية السكر المشار إليه..
    معرفة صلب الحقيقة..
    تقنية احترافية في حرية التنقل الممنهج بين السرد والوصف..وحسن اختيار لحظة التحاور..
    تدل على مراس الكاتبة ؛ومستواها الثقافي ؛والدراية بخصائص القصة ..وإدمانها على قراءة هذا الجنس الأدبي..قراءة تفسيرية ؛ثاقبة ؛متبصرة ..
    هذه المعطيات تكسب الثقة في النفس..
    العنوان يبدو أنه سيتراءىدائما في دلالات أحداث النص ؛وانعكاساتها على النفس مما سَيَدُلُّ على مسايرته لتوقعات المتلقي..ومطابقته لأفق الانتظار..
    خطيئة ..عقاب نفسي ..انتقام مظلوم ..ما لم يحدث انحراف في النصوص القادمة .؟؟
    هذا التمهيد يبدو مدخلا لأحداث كبيرة ..مغامرات ونتائج..
    مستواه الرفيع يشجع على المواصلة والمتابعة ..
    لنرى لاحقا مدى التحكم في الحُبْكة الفنية ..
    القراءة المقبلة ..نفسية البطل ..الذي ما زال لم يكشف عن هُويته وجنسه..
    ذات الشرق..
    لاأنا ناقد ولا مفكر..ولاأديب ..
    مجرد قارئ مسلم بسيط..
    وهذه مجرد قراءة بسيطة لاعلاقة لها بمنهجية ..فهي مني وإليَّ..وإن كانت الأدوات الإجرائية الغربية جلية فيها ..
    لكنها تخضع للرؤية الإسلامية ..بكل تصوراتها..
    قد أواصل ..بعد مداخلتك المنتظرة ..
    لاتورِّطينا ..وتسدلي يديك؟؟
    تحياتي ..



  6. #6
    الصورة الرمزية سعيدة الهاشمي قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    المشاركات : 1,346
    المواضيع : 10
    الردود : 1346
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    المبدعة ياسمين،

    ثاني لقاء بيننا على مائدة حرفك العاطر الدسم، ما هذه الأحاسيس العميقة المتضاربة المتسارعة التي فجرها ينبوع حرفك

    بين لهفة الانتظار ورغبة جامحة في تناول الأحمر الذي له دلالات متعددة ربما ستكشف لنا في المقبل

    من الأجزاء، جاءت سرديتك ترفل في ثوب الطبيعة النقية، ثملة هي، بداية تعد بالكثير من الأحداث.

    ياسمين لن أغوص أكثر في المكتوب بل سألتزم الصمت حتى جزء آخر تتضح لي فيه الرؤية أكثر

    وربما أجد فيه إجابة عن بعض الأسئلة التي تدور في ذهني ابتداء من العنوان.

    ياسمين سأنتظر شرحك للمفردات التي أوردها الأستاذ معروف لنستفيد جميعا، وسأنتظر بفارغ صبر

    جزءا آخر عطر ودسم كهذا الجزء.

    استمتعت بما قرأت، وفي انتظار القادم لك تحيتي ومودتي.

  7. #7
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Nov 2008
    المشاركات : 145
    المواضيع : 18
    الردود : 145
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معروف محمد آل جلول مشاهدة المشاركة

    بداية ..
    نريد شرحا لهذه اللغة..
    يكرب..
    وأخمص أخرى كنت قد خلفت
    الشذى الحريف الرائحة..
    وكثور هائج جريت..
    أواصل بعد الشرح..
    خلاصة ماء البنفسج...حواف ثوبي فأثقلتني..
    خالص تحياتي..
    سلام الله عليكم...
    سيدي معروف، القديرة سعيدة..
    إليكم هذه المقبلات، في انتظار الطبق الرئيس...
    يكرب:، يقترب من، أو يوشك على الانغماس في المغيب.
    وأخمص أخرى كنت قد خلفت: كنت أسحق الأزهار بباطن قدمي الأخرى التي نسيت فردة حذائها، أو صندلها المطاطي في المنزل حين خرجت مسرعة...
    الشذى الحريف الرائحة: شذى الأزهار ذي الرائحة الحادة (المزعجة برأي البطلة)
    وكثور هائج جريت: ركضت بهياج، حتى أن الرائي يخالني ثورا هُيِّجَ ثم أُطلِق..
    خلاصة ماء البنفسج...حواف ثوبي فأثقلتني: كنت أسحق دون رأفة الأزهار، ومن بينها "زهر البنفسج"..
    والنتيجة خروج مائه(أو خلاصته، أو مستخلصه)، فجعلت ألعنه لأن حواف ثوبي تشربت به فأثقلت حركتي، وساقي لامستهما قطراته فزادتني توترا، شأني في ذلك شأن كل مهتاج متوتر تغدو جماليات الكون مصدر إزعاج لعقله المسَيطَر عليه..
    ملاحظة:
    الإطالة في الرد تعني أنني لم أفتح النت بعد وليس إهمالا مني، فأنا كلي امتنان على محبتكم واهتمامكم...
    كلي شكر وتقدير

  8. #8
    أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    الدولة : أرض الله..
    المشاركات : 1,952
    المواضيع : 69
    الردود : 1952
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي


    ياسمين ..
    المعالجة الفنية للحالة ..وتوعية القارئ بعواقب هذه الخِسّة..وانتزاعها من شعوره الباطن انتزاعا..
    بتقبيحها في نفسه..إلى درجة النفور منها ومقتها كلية ..فلا يكتفي بعدم ممارستها ..بل يسعى إلى النهي عنها بكل الوسائل المتاحة..ورفضها نهائيا في بيئته..
    ونكون قد ساهمنا في علاج انحرافات سلوكية شائكة ..في واقعنا المعيش..
    لايشترط فيها نقل واقعي كما حدثت الوقائع..
    بل لخيال الكاتبة دور في نسج الأحداث..
    السردية من وحي الخيال ..الوصف يُسْقط على حالات مرئية ..
    هذا البهلوان الذي سيرقص أكيد على القصاص..
    هل نريده إنسانا ناقما ..ينشر الرذيلة في المجتمع ..ويزيد الحالة عمقا في التردي..؟؟
    ونكون قد ساهمنا في تطبيع المعضلة وتوليفها في ذهن القارئ..ومنحه مؤشر نفسي ؛ومسوّغ عادي ..ونجعل نفسية المنحرف ناقمة دائما على دوافع ومسببات الانحراف ومصدره ..؟؟
    أم نجعل من الضحية ..شخصية بطلة متنامية بنموالإيجابيات من حولها ..مرتقية من عبرة إلى أخرى ..تتسلق حبال الفضيلة ..خاصة وهي لم ترتكب ذنبا؟؟
    لاذنب لهذه الفئة وأستحي أن أتلفظ بلقبها..يمكن أن تكون شخصية سوية من هذا المنطلق..الخيال يوجد لها الظروف والملابسات الممكنة..؟؟
    ويكون الالتزام بالحق والفضيلة أشد وأكبر انتقاما للنفس من المسيء الذي لايكون غير الأم..
    أي هندام اخترتيه للرقص؟؟
    المرأة التي جاءت الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ تبلغ عن فاحشة ..
    وبعد أن جاءت والصبي بيده خبز للدلالة على قدرته على الأكل..بعد أن أرضعته..
    وشجّها أحد الغيورين على حدود الله ..فقال له نبي الرحمة ..
    //لقد تابت توبة لو وزعت على أهل المدينة لوسعتهم ..//والطفل أكيد تكفله أحد المسلمين وعاش مسلما ..
    إنما هنا الحالة اختلفت ..يعلم الطفل منبته؟؟وهنا الكارثة التي لاتغتفرأبد؟؟ أبدا؟؟
    وهذا ما يسَوِّغُ نشر مثل هذه القصة ..
    ولكن بالطريقة التربوية الحكيمة ..
    ثم الأحداث الحساسة المحرجة يتجاوزها الأدب الإسلامي بما يسمى //الإيجاز بالحذف//..بحيث يدل الكاتب على الحالة .. يتجاوزها ..ويفهما القارئ..
    ياأختي الكريمة ..
    أنا قلت عملي صدقة ..وعملك صدقة وعمل غيرنا معنا صدقة ..
    ولكن للصدقة شروط لقبولها ..
    الكلمة مسئولة..نحن ذاهبون ..الكلمة باقية..
    انشري ما لديك ..ونقرر معا..
    خالص تحياتي..

  9. #9
    أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    الدولة : أرض الله..
    المشاركات : 1,952
    المواضيع : 69
    الردود : 1952
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي


    ( زبدة الكلام)
    ذات الشرق..
    الحالة الاستهلالية ..
    أعطت لمحة عامة عن تموقع أحداث القصة مستقبلا..
    استعراض دقيق فصيح للإطار الزمكاني الذي تقع.. أو تنطلق منه الأحداث..
    فحص كاشف لحضورة الشخصية البطلة داخليا وخارجيا..
    فلاح ..مُنتظر يبدو صغيرا..
    هذا بسط جميل لما سيأتي ..
    في الانتظار..
    خالص تحياتي ..

  10. #10
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Nov 2008
    المشاركات : 145
    المواضيع : 18
    الردود : 145
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معروف محمد آل جلول مشاهدة المشاركة

    ( زبدة الكلام)
    ذات الشرق..
    الحالة الاستهلالية ..
    أعطت لمحة عامة عن تموقع أحداث القصة مستقبلا..
    استعراض دقيق فصيح للإطار الزمكاني الذي تقع.. أو تنطلق منه الأحداث..
    فحص كاشف لحضورة الشخصية البطلة داخليا وخارجيا..
    فلاح ..مُنتظر يبدو صغيرا..
    هذا بسط جميل لما سيأتي ..
    في الانتظار..
    خالص تحياتي ..





    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    تحية حارة وسلام أحر إلى الأديب الناقد المتفرد المتواضع
    الأستاذ "معروف محمد آل جلول"
    سفير الجنوب..
    إن أهداك أحدهم بكل صدق 'وردة'، فمن شيم الكرام أن تهديه باقة،،،أليس كذلك؟؟؟
    وإن أهداك باقة منتقاة جميلة في منتهى البهاء والروعة-كما فعلتم-...
    فهل من اللائق إهداؤه وردة كواحدة من التي في الباقة؟؟؟
    كلا، هذه خسة، فلن يليق بالبديل إلا أن يكون من طراز الباقة فما فوق...
    وهكذا هي حالي،،
    أراني في سكون انبهار، وإعادة قراءة لكل ما جاء في ردودكم الفاخرة المتتالية بعفوية وانسيابية وعمق..
    أيعقل أن يقول من في مثل هذا المستوى عن نفسه: لست بناقد ولا بأديب....،،،،،
    أراه تواضعا جميلا يرفعكم درجات أيها الأديب
    فأرجو أن تلتمسوا لي بعض الأعذار في إطالة الرد، استنادا إلى ما قلته، وإلى ما قاله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (التمس لأخيك بضعا وسبعين عذرا ..)، و استنادا لما تجهلونه أيضا..
    إن كان التمهيد قد حاز على ردة الفعل هذه،، فكيف بالعرض وما بعده؟؟؟؟
    والله، لكم مني شكري الجزيل الجزيل،
    فكل الذي قلتموه سيدي، هو ترجمة لما ظل عقلي الباطن يصر على عدم البوح به لنظيره الواعي،، اللهم إلاّ إذا باح القلم
    ولعلمكم، فإن ردودكم هذه من أقوى الردود، ومن أكثرها تأثيرا على ذاتي المبدعة، لحيادية رأيها، وموضوعية طرحها، ونزاهة نقدها، ومنتهى جودها وكرمها...
    ومن كثرة جمالياتها، لست أدري بم، أو كيف سأعلق عليها؟؟؟؟وأرد الجميل؟؟
    الأكيد أنني سأحتفظ بها لأنها تستحق ذلك
    ولن أورطكم بالنقد ثم أسدل يدي، حاشا لله سيدي،
    بل سأتابع حرفكم كما تتابعونني،
    وأحاول قدر المستطاع الأخذ والرد وتبادل الآراء معكم، ومع غيركم من الذواقين الحياديين العاملين لوجه الله، وليس إلا لوجه الله،
    كما أرجو عدم القسوة على البطل/ أو البطلة من أول محطة، وخوصصة العام، والتشهير بالخوصصة،
    لأن إحداثيات النص لم تتضح بعد، ومَعْلَمه، لا نعلم إن كان فضائيا أو أرضيا،،
    وتجنب النظر من علٍ في التعامل مع الشخصيات خير دواء،،،بل ويتناسب مع رفعة قدر الممهِّد
    و التمهيد والاستهلال
    لأن جماله وتميزه، سيتناقض حتما مع تداخل آراء الوسط والنهاية في هذه الحالة، ويجعلها تتضارب مع حالها دون شك بعد مدة، تأكدوا..
    سيتطابق واقع الحدث البهلواني البربري في لاحق الفصول، مع قول العلي في نظره إلى القلوب التي في الصدور، وإهماله للأعمال وما دونها...
    فالألسنة قد لا تجيء بصدق قد يكون منبته القلب، ولهذا، حري بنا الإنحناء إكبارا لشفاه ما خانت عهدها مع المضغ""، وأيادٍ، كبلت بطشها-فقط- لأن الكلام رصاص، إن أطلق، مات وما عاد إلى منطلقه،،، مهما عاد سليما..
    وإن التوعد المخلّ، والنهي المستميت بكل الوسائل المتاحة عن ولوج شخصية ما من شخصيات الحدث لأرضها، والتكشير عن ناب السخط على القادم انطلاقا من تمهيد (لمقدمة)، أو عنوان فيه قبس من نقمة وانتقام وقصاص، لهو الــــــــ-ـتسرع في نظري، أترون أين التناقض؟؟؟
    في البدء وقف في سبيل الله وعطاءات خالصة بلا مَنٍّ أو أذية، وهنا، اقتلاع من الجذور وتبعات، ومقت وتقبيح وانتقامات، وتحليلات على المزاج، وتظلمات...
    أرى شيئًا من المبالغة في تحليل شخص البهلوان والبطل/أو البطلة، وإهانة من المحلل لشخص الفلاح رغم أننا أشدنا بفعالية دوره...
    ستطلع على اللب الحقيقي لكل شخص في الصفحات القادمة بإذن الله(طرحا منا/ وانتقادا منكم)،،،
    وفي الأخير، ليس لي من قول غير...
    "جمال وفن وإبهار
    وتفسير موغل في روعة التحليل والإسقاط..."
    تقديري وامتناني، أستاذي الكريم المحترم معروف..
    وإليك هذا الجزء أو الفصل،،،،
    أنتظر بفارغ الصبر إسقاطاتكم وتحليلكم
    ياسمين~~
    ملاحظة: قد يورط اللاشعور الشعور في البوح بالمكبوت والمكتوم، فيُحاوَلُ النبشُ، والتغيير في المكتوب...
    فلنحذر هذا المسمى اللا...شعور...،،

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة