للفجرِ المكذوبِ حذاءٌ
و لعينيهِ ..لخدّيهِ ..لبسمتِهِ الفاجرةِ
تبيعُ الحبّ على كلّ الطرقاتِ ..
و في كلّ الأوقاتِ تبيعُ الحبّ
حذاءٌ للفجرِ
و للقمرِ الزُهَريّ يمارسُ ذلّتهُ في الغيمِ
خلالَ النَوْمِ..
و يحتلمُ الشيطانُ عليهِ غشاوتَهُ البرّاقة
و حذاءٌ للمطرِ العاري من طُهْرٍ كانْ
لم يهطًُلْ إلاّ الماءُ على الأغصانْ
لم ينزفْ إلاّ الدمّ من الشريانْ
بمدامعهِ الرقراقة..لم يسقطْ إلاّ قلبي
أأقولُ حذاءٌ لكَ يا قلبي..!!
يا الْمنفيّ من الأحلامِ إلى أرْضِ الكِذْبِ!!
في عينيكِ اليومَ رأيتُ الدجلَ الصافي
و رأيتُ رموشَكِ تزرعُ ألغاماً..
في دربِ فؤادي الحافي
و قرأتُ بعينيكِ القصّةَ
و الغصّة
و السحرَ الأسودَ و الأصفر
و البنّيّ ..
كأنّي شاهدْتُ القوسَ القزحيّ الدجليّ
سأدخلُ عينيكِ..
إلى (ترتاروسَ) ..إلى أرض الموتى ..
تلميذاً يحتاجُ دروساً في الموتِ
سأدخلُ في تابوتْ
قد أخرجُ منها حينَ ينوّرُ في الملحِ التوتْ!!
يا (هيديسُ) الأسحمُ يا (هيديسانْ)
كيفَ تقيؤُكَ بالرفثِ العينانْ..؟!!
كيف تقيؤكَ حاضنةُ الأجداثِ,
و مقبرةُ الريحانْ؟!!
سأصيحُ :حذاءٌ للسجنِ
و للسجّانِ حذاءانْ..!!
الآنَ و قبلَ الآن و بعد الآنْ
سيقولونَ: سياسيّ هذا الشعرُ,
فكاهيٌّ هذا الشعرُ,
جنونيّ ممّا بعدَ الرعشة!!
أتثيرُ جُروحي فيكم تلكَ الدهشة؟!
فَحذاءٌ للشعرِ,
لكلّ الأبواقِ المسمومةِ في أفواهِ الشعراءْ
للفكرِ الممقوتِ,و للجهلِ المنحوتِ حذاءْ
و لكلّ الزعماءِ المزعومينْ
عاشَ الوطنُ و ماتَ الطينْ
سأبيعُ زعيمي المزعومَ بعُلْبةِ سَرْدينْ
و أبيعُ سلامي الوطنيّ المهزومَ بكيس طحينْ
أو كيس شعيرْ
و سأركبُ في باصِ التغييرْ
سيقولونَ يعابثُ سيّدةً في الباصْ
يغريها بقصيدة شعرٍ وطنيّة
بغرامٍ باروديٍّ و رصاصْ ..
و يولولُ من أجلِ قضيّة..!!
و يصيحُ جميعُ الناس:
عاشَ الردفُ العربيّ ..
و عاشَ الخدّ الألماسْ
الشاعرُ متّهمٌ بالمسّ
بحُرْمَة راقصةٍ شرقيّة
ياللهولِ..!!
أكانتْ عمليّة..؟!
تدبيرُ كتائبِ شهداء الأقصى,
أمْ تدبيرِ حَماسْ..؟!
لا ريبَ و ذلكَ جرمٌ
و حياةُ الأبرار قصاصْ
الشاعرُ عابثَ راقصةً في الباصْ
ألفُ حذاءٍ في وجهِ تفاهتِنا العربيّة
ألف حذاءْ
كلّ صباح و كلّ مساءْ
تنتظرونَ ليأتيَ (منتظرٌ) بحذاءٍ
كي تتململَ أفكارٌ و رؤوسْ ؟!
و يضجّ البركانُ المَحْبوسْ؟!
بولوا فوق البركان الكاذبِ بولوا
خارتْ أبواقٌ و طبولُ
و كفوفٌ و فؤوسْ
لا فرقَ و كلٌّ مركوبٌ أوْ مرؤوسْ
لا تنسوا.. يا أبناءَ الجَمْر المهترئينْ
بتحاميلِ الشرْجِ
و حُقْناتِ المُورْفِينْ
لا تنسوا.. لو تدرونْ
أيّ حضيضٍ أنتم فيهِ أيّ حضيضْ
من حلقاتِ النارِ و أسواطِ الترويضْ..!!
لو تدرونْ..!!
رشّاشي سيخطّ لكُمْ قبل الرّجْمِ عبارة:
"برصاصِ الأمّةِ
لا بحذاء الأمّة يُبْنى التاريخْ"
إنْ أعجبكم أعجبكم أو أولى بكمُ المرّيخْ
فابنوا فيه لأحذيةِ الصحواتِ حضارة
و دعوا للفخر و للأمجادِ قذارة
و ضعوا لافتةً ..
تدفعُ عن قلب المحزون أذى:
"أحذيةُ الأمّة ثارتْ سنة كذا و كذا"
.