غزَّة المُهْداةَ للمَوْتِ (صَرَخَةْ عَرَبِيْةْ)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
إليكم هذه الأبيات التي تصف حال المسلمين هذا العصر و بالله المستعان

أحبابنا إني أغالب حسرة ***** مشبوبة و على الأسى تتجلد
نضرات أعينكم تعذبني فلا ***** عيشي يطيب و لا جفوني ترقد
تجري دماء الأبرياء على الثرى ***** نهرا, وعالمنا المخدر يشهد
أوااه من نار أحس بحرها ***** لما يراق دم و يهدم مسجد

والله الذي لا إله إلاّ هو لو نملك أنْ نقدّم أرواحنا في أرض غزة لما توانينا ولمتنا على الأقل هناك مرة واحدة بدلاً من موتنا ألآف المرات في بيوتنا على مايحدث هناك ...

ماذا ستجدي أحرفٌ صمّاءُ
وهنا نفوسٌ أُزهِقتْ ودِماءُ
وهنا الأسى كالعاصفاتِ تدكُّني
دكّاً وداس كرامتي الخُبثاءُ
صرخاتُ أطفالي توارتْ في الدجى
الخطبُ أكبرُ .. عزلةٌ وشقاءُ
في غزّةِ الأحرارِ بحرُ منيّةٍ
مُتلاطِمٌ أمواجُهُ ظلْماءُ
بلعَ الحياةَ تكبُّراً وتجبُّراً
وتساقطَ الأبرارُ والشهداءُ
الخوفُ يقصِفُنا بوابِلِ ويلِهِ
والأرضُ في أنحائنا خرساءُ
ولظى القذائفِ أمطرتْ لهباً فلا
هربٌ سينجينا ولا استجداءُ
فإذا أكلنا فالعذابُ طعامُنا
وإذا شربنا فالشرابُ عناءُ
وإذا تنفّسنا فبارودُ الأسى
أنفاسُنا وإذا الدُخانُ هواءُ
شهداءُ أخدودٍ غدونا جهرةً
والظالمون قلوبُهم عمياءُ
الدورُ هُدّتْ والمساجِدُ دُمِّرتْ
والموتُ يبطِشُ والنفوسُ ظِماءُ
الكونُ كلُّ الكونِ قبرٌ مرعِبٌ
والنّاسُ من حولي هنا أشلاءُ
الشيخُ والثكلى وأطفالي وكـ
ـــلٌّ هاهنا عند العدوِّ سواءُ
عاثَ اليهودُ بحُرمتي وتجبّروا
وأدوا بنيّ .. وزُلزِتْ أرجــــاءُ
ماذا سيجدي الدمعُ حتى لو جرى
بحراً .. وأرضي هاهنا حمراءُ
أيردُّ دمعٌ مامضى من عِزّتي
أيُعيدُ مجدي صرخةٌ وبكاءُ
أدري بأنّ المسلمين تسابقوا
يبكونَ موتي ... سادةٌ وإماءُ
أدري بأنّ قضيتي أرجوحةٌ
كبرى عليها يركبُ الزعماءُ
أدري وأدري ثُمّ أدري أنّهُ
في وصفِ بؤسي أُشغِلَ الشعراءُ
أدري وأدري ثُمّ أدري أنّني
ثكلى وماتَ الرأسُ والرؤساءُ
صورُ المآسي في الفضاءِ توزّعتْ
حتى استغاثَ من البكاءِ فضاءُ
ياقادة العَرَبِ الذين تفرّقوا
إنّ التفرُّقَ حيّةٌ رقطاءُ
ياقادة العَرَبِ الذين تشتّتوا
إنّ التشتُّتَ لعنةٌ وبلاءُ
آنَ الأوانُ لأنْ تقوموا قومةً
يرضى بها الأحرارُ والشرفاءُ
ردُّوا بني صهيون لا تترددوا
في الأرضِ أشتاتاً همُ اللقطاءُ
إنّ الأسودَ إذا توحّدَ جمعُها
دانتْ لها الأرجاءُ والأنحاءُ

أكاد أجهش بالخجل،وأنا أفتح كفي فلا أجد ما أقدمه لغزة إلا أحرفا صماء

لك الله مني يا غزة...ووالله لو كنا نملك لقدمنا أرواحنا في سبيل الله والنصر والعزة...كما قال أخونا الشاعر

عبد الخالق الزهراني.


على حافة البكاء..

أعليَّ أنْ أبــكي لكيْ أشــْفِي غــَليلي؟
أوْ أنْ أمرّغَ فــِي التـــُّرَابِ الوَجــْهَ
أوْ أهــْذِي وَأصـــْرُخَ
أوْ أســُبَّ وَألـــْعَنَ الأعدَاءَ....
وَالخــِصْيَانَ مَنْ وضعُوا حــَوَاجــِزَهُمْ أمَامي
فـــَانــْثــَنــَيْتُ -وَلــَمْ أشــَأ أنْ أنـــْثــَنِي-
وَرَجَعْتُ أقـــْتــَرِفُ الخــُطـــَى لــِلــْخــَلـْفِ...مَا أقسَى الرُّجوعَ عَنِ السَّبيلِ!

يــَا دَمْعَ عــَيْني لا تسِلْ..!
أوْلــَى بــِنــَا-نـَحْنُ- الخــَجَلْ
فــِي غـــَمْرَةِ الخــَطــْبِ الجــَلِيلِ!

لا شــــَيْءَ نــَمْلِكُ مِثـــْلَ عَادَتـــِنَا
ســَنــَبْلــَعُ جــُرْحَنـــَا الدَّامِي
وَســَوْفَ نــَلـــُوذُ بــِالصَّبــْرِ الجــَمــِيلِ!

يـــَا دَمْعَ عــَيْني لا تَسِلْ فــَوْقَ التـُّرَابِ وَيَا دِمَاءَ أحــِبَّتي الشـُّهَدَاءِ سِيلـِي
فــَدُمُوعُنــَا الحــَرَّى إذَا ســَقــَطـَتْ تــَجـِفُّ بــِسُرْعـَةٍ!
أمَّا الدّمَاءُ فــَإنــَّهَا حــِبْرُ التــُّرَابِ تــَخــُطُّ ذَاكِرَةً وَتــَارِيخــاً...
وَجــِسْراً..يــَحْمِلُ المَوْتــَى إلــَى أعْلــَى
وَقـــَبْراً وَاسِعاً كــَالحُلــْمِ...يُهْدي رَاحَةً أبـَدِيَّةَ المَعْنــَى
إلــَى الجــَسَدِ الكــَليلِ!

طـــُوبَى لــِمَوْتــَانــَا...فـَمَ� �ْتَانَا رَسَائِلــُنــَا المُضِيئــَةُ للسـَّمَاءِ
غــَداً سَيَحــْسُدُ قــَاتــِلٌ رُوحَ القـــَتِيلِ
وَيــَوَدُّ لــَوْ نــَالَ الشــَّهَادَةَ مــِثــْلــَهُ
طــُوبَى لــِمَوْتــَانــَا
وَخــِزْياً لــِلــْعَدُوِّ وَلــِلــْعَمِيلِ!

يــَا سـَيِّدي فــِي الجُرْحِ...يــَا مَنْ ســِرْتَ وَحْدَكَ فــِي طــَرِيقـِي
كــُنــْتُ خــَلــْفــَكَ سَائِراً لــَوْ كــُنـْتَ تــَذْكُرُ!
بــَلْ لــَقــَدْ كــُنـَّا مَعاً نــَمْضِي
وَظِلاَّنــَا قــَدِ الــْتــَحَمَا وَرُوحــَانــَا...
أتــَذْكــُرُ أمْ تــُرَاكَ نــَسِيتَ مــَا قــَدْ كــَانَ فــِي الزَّمــَنِ الجَمِيلِ؟

يــَا سَيــِّدي فــِي الجــُرْحِ...
تــُهْتُ عــَنِ التــُّرَابِ فــَكــُنْ دَلــِيلـِي
يــَا ســَيِّدِي فــِي الجــُرْحِ أيــْنــَكَ؟
تــُهْتُ عــَنـْكَ..
وَتــُهْتُ عــَنــِّي..
عــَنْ جــَدَاوِلِ نــَخــْوَتــِي..
عــَنْ غــُصْنِ زَيــْتــُونٍ زَرَعــْنــَاهُ مَعاً
عـَنْ نــَايِ ذَاكــِرَةِ البُطـُولــَةِ...عــَنْ نـَخــِيلـِي
يــَا ســَيِّدِي فــِي الجُرْحِ تـُهــْتُ فــَكـُنْ دَلـِيلِي!

يــَا سَيـِّدِي :
مـَاذَا يــَظــَلُّ لــِمِثــْلِيَ الآنَ...اكــْتــَشـَفــْتُ هـِوَايَةً أخـْرَى لــَدَيَّ
بــِدَاخــِلِي غــَضَبٌ طــُفـُولــِيٌّ
أفــَجـِّرُهُ عــَلــَى وَرَقٍ بـَــَلِيلِ
أوْ قــَدْ ألــُوذُ بــِحَائـِطِ الصَّمـْتِ المُمِلِّ
أدُسُّ وَجــْهـِي فــِي ذِرَاعِي ثــُّمَّ أجـْهـِشُ فـِي مَلاحِمَ مـِنْ عـَوِيلِ!

مــَاذَا ســَأفــْعَلُ؟
إنَّ ريحَ الخــَوْفِ أطــْفــَأتِ الرُّجــُولــَةَ فــِي فــَتِيلــِي
وَمـَحــَتْ مـَلامِحَ كـِبــْرِيــَائي فـَانــْكـَسَرْتُ
وَفــَرَّتِ
الخـَيْلُ الكــَرِيمَةُ مــِنْ صَهـِيلــِي!

كابوس :

ســَيَســْألــُني لا بـُدَّ حــِينَ أقــَابــِلــُهْ
وَيـَقــْتــُلــُنـِي لــَوْماً
فــَمَا أنــَا قــَائــِلــُهْ

بــِعـَيـْنــَيْــهِ بـُرْكـَانٌ كـَغـَزَّةَ غـــَاضِــبٌ
يَضِيقُ المَدَى عـَنْ بـَعْضِ مَا هُوَ حَامـِلـُهْ

ســَيَسْألــُنــِي
مـَاذَا أقــُولُ لــَهُ إذَنْ؟
وَكــَيـْفَ وَقــَدْ قــَصَّرْتُ
سَوْفَ أجَادِلـــــُهْ؟

ســَيَرْفــُضُ أعـْذَاري السَّخــِيفــَةَ..إنــَّهُ
رَأى بــَحـْرَ خــَوْفــِي
كـَيْفَ يــَمــْتــَدُّ سـَاحِلــُهْ

وَيــَبــْصُقُ فــِي وَجـْهــِي
وَقــَدْ صــَارَ مـَنــْطــِقـِي
يُــــعَاتــَبُ مــَقــْتـــُولٌ وَيُعــــْذَرُ قــَاتــِلــُهْ

تــَمــُـرُّ غــُيُومُ الـمــَوْتِ تـَحْجـُبُ شـَمْســـَهُ
وَيَســْقِـــيهِ مــِنْ غــَيــْثِ المَوَاجـِعِ وَابــِلـُهْ

وَتــــُشــْحــَذُ ســِكــِّينٌ
وَيـــُســْتــَلُّ مــِنـْجـَلٌ
فـــَتــَهــْوِي-كــَمَا شــَاءَ البــُغــَاةُ- سـَنـَابـِلـُهْ

ســَألــْقــَاهُ وَجــْهاً
كــَالـكـَوَابــِيسِ...عـَ� �ذِلاً
وَقـــَدْ تــَقــْتــُلُ القــَلــْبَ الضَّعـِيفَ عَوَاذَلــُهْ

وَيـــَمــْضِي وَأبــْقــَى فــِي مـَكـَانـِي مُسَمــَّراً
يــَكــَادُ
يــُذِيبُ الرُّوحَ ذُلاًّ تـَجَاهــُلــُهْ



خلاصـــــــــــة :

حــَقــْلٌ مِنَ الأشــْجــَارِ يــَحْتــَرِقُ
ســـَيْلٌ مــِنَ الأرْوَاحِ يــَنــْدَلِــــقُ

وَدَمٌ يـــَسِيـــلُ جــَدَاوِلًا وَأنـــــــَا
جَاثٍ يـــُكـَبــِّلُ خـُطـْوَتِي الفـَرَقُ

مــِنْ كـَفِّ أبـْطـَالِي سَلـَلـْتُ يَدِي
وَغــَدَوْتُ فــِي أعـْدَائــِنـَا أثـِقُ

لِي إخـْوَةٌ فـِي النـَّارِ أبْصِرُهــُـمْ
غـَرْقــَى..وَلـَيْسَ يَطـَالـُنِي الغَرَقُ

فــَكــَأنَّمَا الدُّنــْيــَا الرَّحـِيبَةُ لــِي
وَكــَأنَّهــُمْ لــِلــْمــَوْتِ قـَدْ خـُلِقــُوا

عــَيْنِي أحَــوِّلـَهَا إذَا انــْتـُهـِكـُوا
وَأصَمُّ أذنــِي لـَوْ هـُمُو نـَطـَقـُوا

حـَتــَّى إذَا مَا شــِئـْتُ نُصْرَتـَهُمْ
نـــدَّدْتُ: لا...يـَا إخـْوَتـِي اتَّفِقـُوا

وَرَجَعْتُ مُرْتــَاحَ الضَّمـِيرِ وبِي
لِلـْعَيــْشِ مثلَ نـَعـَامــَةٍ شــَبَـــقُ

مـَا طـَاوَعـَتـْنـِي الكِبـْرِيــَاءُ عـََلَى
إيـقــَاظِ شـَمْســِي إذْ طـَغَى الغـَسَقُ

وَعـَلـَى اقـْتِحَامِ المــَوْتِ فــَلـْسَفَتِي
وَعــَلـَى ارْتـِكــَابِ الثــَّوْرَةِ النَّزَقُ

أنــَا شــَاعــِرٌ لا شــَيْءَ أحـْسِنــُهُ
إلا الكــِتــَابــَةَ حــِيـــــنَ أخــْتـَنـِــقُ

وَحــْدِي بــِكـَهْفِ الصَّمْتِ مــُنـْعَزِلٌ
لــِي صـَاحـِبــَانِ: الحــِبــْرُ وُالوَرَقُ

خــَاصــَمـْتُ ســَيــْفـِي وَانـْتـَسَبْتُ إلـَى
وَطــَنِ الزُّهــُورِ فــَضَمــَّنـِي العَبـــَقُ

أنـــَا هــَكــَذَا..صَوْتــِي بـــِلا وَتــــَرٍ
وَخـــُطــَايَ..جـَفـَّتْ عــِنـْدَهَا الطـُّرُقُ

من منا يقتحم العقبة؟!!!

يا سعدك ... يا سعدك ...غزة
فيم الشكوى؟
وبليلٍ قد نلت ِ الشهرة!!!
من منا لا يبغي السمعة ؟
فدعونا ننتقل سويا ...
عبر دموع الأم الثكلى ..
فوق دماء الورد الخجلى ...
عبر الشاشة ..
بث حي ...
حتى نشهد سبـْقَ اللحظة ....
***
لا تنتحبي ...
عفوا غزة
أعلم أنك ، تـُغتصبين ،
أسمع قلبك يصرخ فينا، هذي اللحظة !!!
أغمضُ عينا ...أفتح عينا
أكتم صوت ضميري غصبا .
وعلى أذنيْ ... أحسو الوحل
لكي لا أسمعْ.
(أخشى سيفا .... فوق الرقبة)
***
عفوا غزة
(عندي خمسة)
تمنحني كف أفندينا
خمسة أرغفة في اليوم
وملحَ الذل ...وكيسَ الحنظلْ
***
لا تنتحبي ...
فأنا كلب هَـرِمٌ أعرجْ
أصمت كالطين ولا أنبح
وأنام كما الخرقة ليلا
فوق جدار السلك الشائك
أكتم همسي ...
لا أتنفسْ
خشية أن يسمعني الوالي
أقعي خوفا ... أن تنطلق عصا الشرطي لتسكن بطني
أخنق حلمي ...
خشية أن ترصدني ليلا..
عين كبير البصاصين
***
لا تنتحبي ...
لست الفارس يا سيدتي
لا تنتظري هبَّة رجلٍ
يعشق ، صولتـَه ، الميدانْ
فأنا وَجـِلٌ .. . أخشى صوتي
عار ٍ أركض كالمجنونِِ ِِ
لكي أتسول بعض الملح ..
مقابل صمتي.
***
أرقد مثل الخرقة ليلا ..
فوق سرير السلك الشائك ....
أصمت كالطين ولا أنبحْ ...
خشية أن يـُتداولُ إسمي ..
في قائمة المنبوذينْ ..
أخشى أن يتمزق لحمي ..
في أقبية الليل وحيدا ..
حيث الرقص على الأشلاء
وحين تضاجعني السكين..
***
لا تنتحبي ..
عفوا غزة
عفوا ،زهرا مات نضيرا...
تحت ركام من بارود ..
عفوا، نهرا بات حسيرا
خلف متاهات وسدود.
عفوا،طيرا ذاب سكوتا ..
بين صواريخ ورعود.
عفوا كل ضحايا المحنة
فأنا تيس فوق المذبح
كيما أُطبَخُ يوم الزينة
يومَ اغتصبَ الوالي السلطة
عاش الوالي ...
كي يطعمنا كيف يشاءْ ..
شوكا.... وهما ..رعبا...موتا
عاش الوالي ...
كي ينهبنا حين يشاء ...
عاش الوالي ...
كي يرسمنا كيف يشاء
يلهو فرحا بملامحنا ..
صبح مساء ْ.
***
أرقد مثل الخرقة ليلا ..
بين هموم لي وجراحْ.
أدعوَ ألا أصحوَ أبدا ...
أفزع من سوط ونباحْ ...
أسقط عطشا ....
أشربُ ملح الذل هنيئا
أهتف شكرا :
إني أحيا
إني أحيا
(مثل الدود على الأوحال)
لا تنتحبي ..
( نحن ركام من صلصال)
***
عذرا غزة ... لا تنتحري
لست ملاما
فأنا مثلك ..
يوم النحس
نباع سويا ...
في حانات النخاسين
بشئ بخس.
لا... لا بأس ..
لست مٌلاما
فأنا مثلك
يوم الغدر
نساق سويا
نحو الذبح.
فلا تنتظري بعض الشفقة
عفوا كل ضحايا المحنة ...
( هيا كي نقتحم العقبة)

[عاجل ..... لمن ... لا يهمهم الأمر
(رسائل الحرفوش الصغير إلى مدن الملح)
شعر : محمد نديم علي

الرسالة الأولى :
إلى أخوة الدم والمرحمة
أنا في خطرْ
فلتنجدوني ...
ولتمنحوني ....
مزيدا من الوهم والأطعمة
ولترسلوا فورا في عجل :
شعيرا وزيتا
وزبد الشياه
وجبن الغنم
أنا في نهمْ.
أفيضوا علي :
حليب النياق ...
وشحم النعاج ..
وتمر العراق ...
ولحم البقرْ
أنا في خطرْ.
لأغدوا سمينا بعين العدو
فيذبحني في ابتهاج وتيه
فيزداد مني نزيف الدماء.
ويسقط في الوحل صاريْ العلم.
فلتنجدوني ..
(ألستم على الأرض خير الأمم)؟
ولتمنحوني ..
مزيدا من الطب والأدوية ...
شفاء من الوهم :
(أنَّا صقور برأس القمم )
فلتصمتوا ... أخوة المهزلة ...
( شبعت) صراخا ...
(شبعت) غثاء ...
(تورَّد لحم الصغار كثيرا ...
فلتتركوهم ...
ليحتضنوا الطعنة الغادرة )
الرسالة الثانية :
إلى بائع العلقم
ماذا تفعل ليل نهار ...
داخل قمقمك الفضي؟
تأكل تشرب .. ترقد ...تنهض ...
تلعب نردا ...تسحق وردا ...
تشرب خمرا ..تصدر مرسوما ... أو أمرا ...
تسجن شعبا ...تصحب غانية أو كلبا ..
تقتل شيخا ...تقطف زهرا ...
تكسر قلما ..تقصف عمرا ...
ترفع فوق الحانة علما ...
تشهد حفلا ... تتعب رقصا
تلقى ضيفا ...تحضر مأدبة رسمية ...
تلقى خطبا ...تكذب ...
تخدع ...تلمع ...
تصرخ ...تدمع ...
تملأ بطنك نارا ... سحتا ...
تطعم شعبك شوكا ...وهما ...
تخنق حلما ...ترسي في حاشيتك أمنا..
تطلق ذئبا ينهش أفئدة للجوعى ...
تعمل ... جاسوسا
نخاسا .. سمسارا
أو تسرق درهمْ.
ماذا تفعل كي ما ترسي عدلك فينا؟
قل لي ...أستحلفك بربك ...
قل لي أستحلفك بيختك ..
قل لي أستحلفك بخوفك ...
أو بنهود جواري قصرك ...
أو برصيدك خارج أرضك ..
أو في أرضك !!! ...
ما تصنع ...كي ما نسلم؟
حين صرخنا :
أن الحية جاءت تزحف ..
غبت بقمقمك الفضي
ولم نشهد لك من ألوية
فشربنا العار كما العلقم
2/1/09

تبسم

تبسم وودع حياة الظلام لأنت بموتك نور الأنام تبسم فكيف جنان الخلود وروحك هامت كسرب الحمام تبسم وحطم صموت النيام وعطر دماءك نعش السلام وانشر بصوتك رعباً ينادي هلموا كفانا سهام الكلام تبسم لرعبٍ بقلبِ الرجال هوانٌ وعارٌ علينا يُـقام تبسم وثبت أسوداً تخاف وعلم جبانك ضربَ الحسام وحطم بعينك ظل الخنوع فأنت بـُــنيًّ بقلبي تنام

أبوعباد

زغردي حين البكاء
شعر: علي عطية

لا تبـكِ أمـي موتَنـا فالقلبُ يحرقهُ البكـاء والعينُ ألقَـت دمعهـا سيلاً يدمرُ ذا العـداء شمساً تضئُ ـدماؤنا- روحاً تُطوقها السماء هامت بهـا أحلامُنـا واليوم يحدونا الرجاء نيل الشهـادة مأمـلٌ لقيا حبيـبَ الأنبيـاء عمري انتظرتُك هاهنا وسكبت مُنيايَّ دعـاء أنوار عرسي أهوهـا عرسي تزينه السمـاء وجنانُ ربـي مسكـنٌ ورفيقُ دربي الأوليـاء فلْتبْكني أمـي ولكـن زغردي حينَ البكـاء

أبوعباد

اواه يا عدنان اه

عدنان كنت تقول لي أهوى التقاؤك في الحياة أو في الجنان إذا تقـــ ـصِّر في اللقا سبل النجاة هل كنت يوم تبوح لي الروح ناجت للإله أواه يا عدنان يا رمز الشهادة في الجباه والهالة الغرا كست نور الرضا يجني سناه من أي أوراق خرجـ ـت وأي فكر في علاه من أي شمس قد سطعــ ــت على الوجود لكي نراه يا مسك تربة أرضنا هل قد رويت ندى دماه يا مسك زعتر ديننا يحميك ام تحمى حماه يا نبت أنفال الهدى والتوبة الكبرى المياه عدنان يا عدنان آه أواه يا عدنان آه يا رفقة الدرب الطويــ ــل على الظى وعلى شقاه يا صابر الصبر الجميــ ــل لقد بلغت جنى سناه رؤيا وصحبة كارمٍ والحور عين شذى مساه يا صاحبي يا أيها لـــ ــموعود ما قد فاز لاه ودعتنا بين السطو ر وما عقلنا منتهاه عدنان كنت تقول لي فاكتب مداد القلب واه لكن مدادك من دم ملئ الدواة إلي الشفاه يا أيها الدمَّ الذي للعز قد خطت يداه يا أيها النبل الذي قد عز إسلامي وتاه يال الدماء زكية أقصاك يفخر بالأباة والروح والريحان يا عدنان تهناك الحياة أتراك تسمعنا وقد شقناك يا عدنان آه وتركتنا للذل والد رب العسير نأى مداه و الصدق طيفك لم يزل يغشى وجوها من ضحاه يا من نحبه في الألــ (ــه) ونرتجي بغد لقاه نم هانئا فالنصر من تضحية غطى رباه

رحمه الله شهيد الواحة البطل
والحقنا به في جنة الخلد وشفعه في اهله
ونصر بدماه واخوانه غزة النصر اللهم امين

هذه دمعة سقطت سريعة على خدي سرعة سقوط القنابل على غزة الحبيبة/لها الله


لـــــــــــــــــــ ــــــغزّة


لِغزّة سيحي عيوني دمًا دمْ
لغزة فيضي قلوب الثكالى
صلاةً لِربّ الملكوت
وكلّ شهيد يموت
فغزّة عاري وعار كلّ العرب
يصْمتون بِذلّ وأدبْ
بدون خجلٍ ..وندمْ


لِغزّة هذا رئيس
يُندّد بأحلى الخطبْ
ويَرمي يتامى العذاب
حصارًا وعدمْ
يُواسي جِياع الدمار
بِجلْب المزيد..
وقتل العديد.. رصاصا وحطبْ

لغزة ربّ السماواتْ
وهذي الكلماتْ
تواسي ذكورا وبناة
وطنا ونبات
وبعض قصائدِ
من بات يعُضّ لسانا بِغضبْ


لِغزّة ركْعة صَبْرٍ
وسجْدة عُمْرٍ
لغزة دعاء العصافير صُبحًا
تُكبّر بِفجْرٍ..
وفوق إجتماع القممْ
لأٍمّ تُضمد جُرحًا
تُجَلجِلُ نوحًا هنا اضطربْ
في هدير القنابل
في انكسار السنابل
تُواري وليدًا قطائف الشيح
بِبيْتٍ مهدّمْ..مُخرّبْ


لغزة تبكي الحرائرْ
وتحزن عواصم كل ّالأممْ
في شام..بيروت..قاهرة والجزائرْ
تحنّ لسيف الخلفاء وحمزة
فغزّة غزة
كتاب الكبائرْ
فكلّ الكراسي..وكل الجيوش
وكل الحكومات..
دون غزة..ونُصرة غزّة
سراب
إذا ما صَمَتتْ نخوة وعزا

لغزة رَفعْنا الأيادي
دَعوْنا إله البراري وربّ العبادِ
إليه شَكوْنا جُبْن الحكام
إليه نثرنا دعاء السلامِ
إليه تُولّى قلوب الجياع
ونَزُّف وجَعَ الزيتون
ودمع العيون
وحبّ الشهاده
وعطر الكروم
إليه نُساق رُوحًا
وأجسادًا للحطام
ونَبْقى شتاة.ً.نُقاسي الهموم



"فيا غزة
هل قبولُ لِعُذْرِ الضعيف
لِمحرومْ
يناجي البطولات
يجري وراء الرغيف
حياة ورمْزًا
ويُعطي لِقادتنا شَكل (عنزه)
ويَنْأى بأحلامه شطْر غزّة

إعتلى المنبـرَ شيـخٌ ، فخطـبْ حَمِدَ اللهَ ، وأثنـى ، واحتسـبْ ومضـى الشيـخُ علـى منبـرهِ يسكب الدمع ، ويتلو مـا كتـبْ إنها القـدس : بيـوتٌ هُدِّمَـتْ إنها القـدس : نسـاءٌ تُغتَصـبْ فـي فلسطيـن : صغـارٌ يُتِّمـوا ذا بـلا أمٍّ ، وذا مـن غيـر أبْ غزةٌ - يا أيها النـاس - غـدتْ جثثـا تمـلأ أخــدود لـهـبْ أيهـا النـاس : لنـا فـي غـزةً إخوةٌ ، للنار قد صـاروا حطـبْ وبكى الشيخ على القـدس التـي دُنِّستْ ستين عامـا . وانتحـبْ وعلى غزةَ ، سـال الدمـع مـن حرقةٍ ، والقلب يشتـاط غضـبْ إنهـا القـدس ، ومـن أوراقـهِ جُمَلٌ تسقط مـن غيـر سبـبْ ليتـه قـال عـلـى منـبـره ِ: لم يعد للقدسِ قـدسٌ يـا عـربْ ليتـه قـال لنـا : غـزةَ لــم تبقَ فيها عـزةٌ . حيـن خَطَـبْ ليته قـال ، فلـو قـال ، فقـد صدق الشيخ - لعمري - ما كذبْ ومضى الشيخ وفي نفسي مضـتْ ثقـةٌ أن فلسطـيـن خُـطَـبْ فـإذن بالقـدس يمضـي قـدرٌ ومـع الإخـوة فـي غـزةَ رَبْ

حامد محمد أبوطلعة
1 / 1 / 1430