|
تَفيـضُ الْقَـرائِحُ نائِحَـةً |
وتحنى خُنُوعـاً رِقابُ القُـوادْ |
وما الشِّعرُ يوقفُ جُرْمَ الْعِدَا |
ولا الْقَتْلُ يُفْنِي الأباةَ الشِّدادْ |
أغـزَّة إنّـا ابْتُلينـا بِمـن |
رُفاتُهُمُو نَخِرَتْ منْ رُقــادْ |
يَهَابُونَ خَوْضَ غِمَارِ العُـلا |
ويَنْحونَ للذّلِّ صَوْبَ الحيـادْ |
متى داس رتلُ العِدا زَرْعَهُمْ |
تَبَاكَوْا نِفَاقاً، وَبَاعُوا الْجيـادْ |
كَأَنَّهُمُو في الْوَرَى خُشُبــاً |
مُسنَّـدَة والصُّدورَ جَمــادْ |
أغَـزّة أكْبَــادُنا فُحِّمَـتْ |
بِمِحْرَقَة والقُلـوبُ رَمَــادْ |
رَثَى شاعِرُ الْغَرْبِ أَطْفَــالَنَا |
وأُخْرِسَ رَاعي حُماةِ البِـلادْ |
قِـلاعُ الخنا ما شَكَتْ قِلَّـةً |
بجيشٍ ولا قلَّـةً في العتــادْ |
بَلِ الجُبْـنُ كَبّـلَ أوْثَـانَنَـا |
فبيعتْ شَمـائلنـا بالْمَـزَادْ |
أغَـزَّةَ لمْ يَقْلِنـا رُشْـدُنـا |
ولَسْنَا دُعَـاةً لِنَشْرِ الفَسَـادْ |
ولا الْجَوْرُ يطْبـعُ أخْـلاقَنا |
ولا شرَعَ الدّينُ ظُلمَ العبـادْ |
هُوَ الْحـقُّ مُغْتَصبٌ عَلَنـاً |
بعـرضٍ يداسُ وشعبٍ يُبـادْ |
فما صَانَ جَلْدُ الذَّواتِ حِمىً |
وَلاَ نَصَرَ الْعَدْلَ لُبْسُ السَّوادْ |
ولا ألْجَمَ الْخَـوْفُ أقْلامَنـَا |
ولا أنْكَرَ النَّـارَ قَدْحُ الزِّنادْ |