وطني الجريح
وطني الجريح
جريح أنت يا وطني تكابد حُرقة الألم
وتشكو الله في غصص طُعنتَ بمارقٍ غدرا بكف حاسد باغٍ بأفَّاق وخوَّان أباحوا كل محصَنَة وبسمة طفلة خطفت وطلاب بمدرسة وساجدة بمَخدعها فكم هتكوا بلا خجل وصارت حرمة الأقدا فلا حجر ولا شجر شعار الغاب منهجهم وفي التاريخ أمثال ضباع البر إن تركت وما ظَفِرت نسور الجوّ جريح أنت يا وطني فسل حرس التراب فهل أم النكبات أوهام لقد قالوا وما فعلوا وهل في المَيْت من رُوح فما فُجعوا لثاكلة وما هبّوا لمغتصِب ولا لكرامة ثأروا عن الويلات عُميان فلا حِس بواقعة كأن العيش أذهلهم كأن الليل أسكرهم كأن الوهن أخرسهم وصار الرأي عندهم طريق هوانهم سلكوا وفي شره لقصعتهم فأين اليوم هارون ومن ينبي صلاح الديـ حبيب أنت يا وطني وحبك لم يزل أبدا وفضلك يغمر الأجيا كما بردى يروِّي الشا ومجدك ساطع دوما حباك الله تزكية فصيغت في بواتقها تُزيح الناس عن درك تدافع كل غائلة وتجلو كل غائمة رجال لقّنوا الدنيا أطاعوا الله واعتصموا بلغت بهم إلى العليا كواكب ضوؤهم يهدي فمن شمس الهدى نهلوا هم الرهبان إن قاموا وفرسان إذا اقتحموا وزُهّاد بفانية ورُحَّام بذي ضعف إذا افتتن الورى كانوا نبي الله أسوتهم بشير راحم سمح بخير قراك مَنبته وقدسك كان موعدها وكل بلادك ائتلقت أثير أنت يا وطني فلا تحزن لما صنعت ولا تحفل بخوّار فبحرك لا تكدّره ولا تجزع لنائبة فكم من أزمة خطرت أما نجّاك رَبُّ البيـ وعُربك يوم ذي قار فما هانوا ولا خضعوا وجند الروم قد حطبت وجندك يوم جالوت أطاحوا بالتتار ومن وبر الناصر المنصو وأوفى إذ تملَّكهم وما هزموه إذ ألقَوا فسيف الحق منبره ونجم جاوز الجوزا وقد لاحت خيوط الفجـ بفتيان بك انتفضوا رضا الرحمن يجمعهم أباة النفس ما ناموا أسود في مرابضهم وبذل الرُوح صنعتهم ورُبَّ براعم نبتت فكيف بتربة سُقِيَت وإن الله ناصرهم فبشراك الغد الآتي على لوح وقد جفت فقم وارقِئ جراح الأمـ وأعدد للوغى بأسا عزيز أنت يا وطني
مازن لبابيدي
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروة عبدالله
