أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: صوتك في حقول صباحاتي (9)

  1. #1
    الصورة الرمزية شريفة العلوي أديبة وشاعرة
    يرحمها الله

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : بقلب جيبوتي
    المشاركات : 2,093
    المواضيع : 139
    الردود : 2093
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي صوتك في حقول صباحاتي (9)

    الرمادي رحلة مكوكية حول واقعي و لم أعشها في خيالي و يقظتي ولكني حلمت أن احلم بها ومازلت في بزرخ الأسطورة أتقلب على جمر الصبر استجمع فيها ما بقي من آثار طيفك على وسادة الأمل ..ذلك الأمل المسروق من أزمنتنا الحقيقية العائدة بالضبابية و الزيف والأقنعة الأكثر وضوحا من الوجوه وحين تعود إلينا تستهلك مسافة السؤال على طبق من جواب اللحظة ..عجبنا أم لم يعجبنا فهو الخبز المتوفر والفاكهة المحكومة بالنضج قبل الأوان حد الإحتراق و قبل ان يؤتى أكلها
    تلك اللحظة لوحدها كفيلة بإشهار الجواب الشافي تلقائيا , ولكن هل تعلموا حجم الثمن الذي سندفعه لطواعية هذه اللحظة ؟
    عندما فهمناهم لم يفهموننا وعندما لم نفهمهم فهمونا وصوبوا على صدور الساعة سهام التباطؤ وعلى إنجازاتنا حراب الوقوف بالتواطؤ ..
    لا يهم ..لقد أعتدنا على أن نتكبد أحكام الطقس في أوروبا ..وان ندفع فاتورة رصيدها الحفاظ على بقاء الجوع من أجل أن تتحسن الأوضاع المحسنة للشعب الأمريكي و ازدياد رقعة العلولمة في نزعتها التمددية لزيادة الدعم العائم لإسرائيل و منح الضوء الأخضر لها بكل أنواع الجرائم وهذا الضوء غير قابل للتعامل مع أي نوع من انواع الوقود سوى زيت كرامتنا..يا الله كم من وقود لنا ..رحمة الله على كرامتنا التي هشمت رأسها مطرقة مجلس الأمن بنصف صوت والأمم المتحدة بربع صوت لعرض يبدأ مسبقا على منصة مطبخ البيت الأبيض .
    اليوم تُضرب غزة ويُضرب عنق كياننا ووجودنا بسيف الفناء .. غزة التي لا يؤلمها الضباب الأسود ولا الدخان الأهوج الآتي من ترسانات الصهاينة الجبناء وهي تمد يدها في صرتها الحريرية التي تصرف في كل لحظة لؤلؤة بل لألئ جمة آآآآآه يا قلبي الروح لؤلؤة والفناء هنا غاية النفس والهناء .. ولكن يؤلمها أن يختلط زبد دمائها الساخن على سهول ترابها الطاهرة لتصب في مصب الدموع العاجزة خلف أسوار الحدود لأنها تعي تماما إن عادة الجريان أن يجتمع في مصب واحد ...
    نعم يجرحها أن يجتمع حكام العرب على مواساة علب المناديل وهم يذرفون دموعهم على اهتزازات مقاعدهم الخالية من قواعدها سوى كف الريح التي تعصف بها قوى المصالح والصالح يضع يده في يد الطالح , يبدو لي أنهم نهلوا والله اعلم من كتاب العقد الإجتماعي( التنين) لتوماس هوبز أكثر مما جاء فيه ووجدوا بكل إخلاص أن التشبث بظل سلطة أبقى وأبقى ..(كما حمّلت النازية نظرية هيغل أوزارها بقراءة خاطئة في التطبيق المتطرف وهذه هي معضلة النظريات السياسية في نزولها الى الميدان.. فتنحرف عن المسار وتفقد هويتها بتشريح تطبيقي يغتال روح النظرية ويشوه معالمها )
    يتبادلون الاتهامات لبعضهم البعض و يتقاذفون كرة التقصير والتقتير بحثا عن مرمى ..لا توجد كرة ولا حارس هنا..لا أحد هنا سوى صدى يعود الى مصدره ..ولم تقترب أياديهم المغلولة الى قرارات العدو من القضية خوفا من الغرق بصمتهم الذي أغرق التماسيح وهم مازالوا يتنافسون على مصبات أنهار الكذب والتقهقر نعم إنهم يجيدون دور المقهور والسباق إلى حلبة تفخر بهم فلولا ..
    قال أحد رؤساء العرب متأثرا بالوضع وهو يميل الى رئيس عربي اخر مستشيرا اياه : سوف أتخذ موقفا أكثر إيجابية من الشجب والتنديد لقد مللت من هذا .
    رد عليه الآخر كيف ستتحمل عواقب ذلك؟
    قال : أليسوا هم من طلبوا منا تحقيق الديمقراطية للشعب وهذه أيضا إرادة شعبنا ان نتخذ موقفا واضحا إزاء هذه الأزمة التي نصب بنارها وقود الصمت ..
    رد الآخر إذن سوف تتكبد تنفيذ أمر آخر قد لا يعجبك
    قال : وما هو ؟
    رد صاحبه : أكمل خطوات الديمقراطية وتنازل عن السلطة للحزب المعارض الذي ليس له مكتبا في البلاد والديمقراطية يا صديقي مصيدة لا فكاك منها وباب اذا فُتح لن يغلق
    قال الاول ..إذن هلم بي لأتناول اسبرين الصمت وفي الصمت تكمن راحة البال ولا اتخاذ موقفا يجر علي الوبال

    المواقف مثل الميزان ترفع الصوت الثقيل وتهبط بآخر هزيل إلى القاع ولا احد يسمع صوتا يتدحرج على ثلوج التردد والانكسار ما بين الرغبة في الصمت والمحاولة الواهنة لإظهار السخط ....أغرب موقف قابلته إن إحدى السيدات وهي تعد نفسها للحج سألت لجنة الحج والأوقاف عما اذا ستتكفل اللجنة بأخذها الى القدس لتكملة النسك ؟
    غريب هذا الطلب ..هل بالفعل غريب ؟
    أم إننا أصبحنا عبئا على أنفسنا لنتواكل ولا نتوكل ..أخبرت هذا الموقف لشخص احترمه قال لي إن هذه السيدة نطقت بالحق بل عين العقل بكل عفويتها.
    وليت كل مسلم يفكر مثل هذه السيدة ويطالب بتحرير القدس ولا يتركوا أبناء فلسطين يعانون لوحدهم عواقب حروب لا تنتهي ..ليتنا نتجرد من التفكير الذي يقودنا الى الحرص بشيء لا نملك الحفاظ عليه
    الرمادي ..إسقاط نثار الدجى بكل طغيانها على صفحة هذا البلور المتتالي الذي يرصع جباه الشرفاء والشهداء و ستار زجاجي مسدل على جدار الريبة واليقين لأسألك يا أبي ..هل كنت تدري بأن الضعف والوهن ينخر في عظامنا منذ الحربين العالميتين التي شحنت محركاتها من دمائنا ومدت رقعتها لأرضنا ومازالت أسراب بعوضهم تعيش على فرقتنا.. هل ترى معي كل هذا ؟
    عندما ينبثق طيفك من نوافذ همومي لأقف ثانية على أقدام الثبات وليس هذا الثبات قوة من عندي إنه حالة فرضت تواجدها و الاستغناء عنها محال ...ولكن على ارض الواقع امتلاك هذا الثبات يعد من سابع الاحتيال في قانون وجودية الموت وموت التواجد وخاصة بعد أن أصبحت مهمة اليد الواحدة محكومة بأحجام أصابعها وتباين كفاءتها فكيف لا تتفرق الأيادي وقد فرقوا أصابع اليد الواحدة بين مؤيد للإبهام ومعارض للسبابة حين اتهموا التشهد بالإرهاب وفرقوا بين الإبهام والسبابة ... أم إنه محاولة ترويض الريح حتى تتلاءم مع الأوراق المبعثرة على سطح واقعنا فتنتظر لحظة القراءة أو أليست القراءة تلزم القارئ باستدراك المقروء ؟ ....
    تتصدع الخواطر وتتشقق المخاطر ليصبح الهم مضاعفا وعندما تشم روحي عطرك الذي لم يغادر متعلقاتك بينما لم يزل عبق ذكراك يتسلق فقرات وجعي أمام ما يحدث هنا وهناك .. لأجدني أنقى وأتقى بأناقة الشوق حين يتنحى الرمادي عن لونه الصريح ويتخفى بلون البيئة كالحرباء, أكاد أجزم بأن الموت أكبر حجاب يخفي الوجوه واللحد هو المكان الوحيد الذي يحتفظ بهوية الرجال وان كفت أياديهم من العمل وعيونهم عن قراءة الواقع بصورها الكئيبة الا إن لحظة الغروب تلك تعود الينا ثانية باشراقة ..
    سأخبرك يا أبي : هناك ثمة معركة تثبت أقدام الرجال وثمة مواقف تحدد خريطة الغد في لحظة مفاجئة توثيقا لعلاقات الأخوة والصداقة في تجاهل سافر لكل ما قيل عن المناخ وما أرخته الوثيقة البيولوجية للتفريق بين الطوائف والطرائق ووصفة دواء جيولوجية منحرفة تأتي لتزرع فينا روح الفرقة خوفا من أن تُستدل إلى أوجاعنا طيور في الجوار ومن يغمض عيون الصبح من يغمض ؟
    ومن الذي يستطيع ان يمنع مسار دم النخوة بأوردة حية ؟
    أقول لكل من ينتعل التردد والتخاذل سيطول المسار وستبقى الحاجة الى نعل أقوى والمسار لا يختار السائر ما لم يحسن القدم سلوك المشي وهو لا يعي بتاتا محطته ؟
    أترى المحطة هي التي ضاعت ؟

    5/1/2009
    [/SIZE]

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    الدولة : أرض الله..
    المشاركات : 1,952
    المواضيع : 69
    الردود : 1952
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي


    المحترمةو شريفة ..
    سلام الله عليكم ورلاحمته تعالى وبيركاته..
    هم يخافون كل الخوف من توافق الطبقة الحاكمة مع رعيتها ..
    لذا يعوِّلون كثيرا على ما يسمى سلطة الخفاء التي تنخر الأمة من الداخل ..
    هؤلاء هم الخونة العملاء..
    سلطة الخفاء هي سبب الفوضى والتقهقر ..
    تقف بين الحاكم والمحكوم..
    بالغ تقديري..

  3. #3
    الصورة الرمزية شريفة العلوي أديبة وشاعرة
    يرحمها الله

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : بقلب جيبوتي
    المشاركات : 2,093
    المواضيع : 139
    الردود : 2093
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معروف محمد آل جلول مشاهدة المشاركة

    المحترمةو شريفة ..
    سلام الله عليكم ورلاحمته تعالى وبيركاته..
    هم يخافون كل الخوف من توافق الطبقة الحاكمة مع رعيتها ..
    لذا يعوِّلون كثيرا على ما يسمى سلطة الخفاء التي تنخر الأمة من الداخل ..
    هؤلاء هم الخونة العملاء..
    سلطة الخفاء هي سبب الفوضى والتقهقر ..
    تقف بين الحاكم والمحكوم..
    بالغ تقديري..
    اخي المبدع الأديب معروف محمد آل جلول
    صدقت في كل كلمة وواكبت مجملة الفكرة وهذا هو دور المبدع في قراءة النصوص اضافة الى قراءة الواقع من هذه الرؤية
    دمت بكل خير

  4. #4
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    توقفت بداية عند حديث الأمل ؛ أملنا جميعًا ؛ فرأيتك قد وضعت يدك على الجرح وحددت أبرز معالم وملامح لصوص الأمل في هذا العصر الحديث والممتد في جذوره إلى قديم الزمان . لصوص ندفع من دمائنا فواتير رفاهيتهم ، وأعوان لصوص سخّروا كل إمكانياتهم لقمع الصوت الحرّ والرافض لاستمرار هذا النزيف .
    ولأنّ اللص تمادى في غروره وغيّه ، وشعر أنّ الضحية قد يكون لقمة سائغة بعد أنْ أنهكه الحصار والتعب وما يترتب عليه من آثار نفسية ومادية واجتماعية ؛ قرر أنْ يخوض جولة أخرى من الذبح والقتل ، ولا ضير أنْ تكون بمثل هذا الحجم من الفظائع والفضائح أيضا ، فضائح ليست للقاتل ؛ ليست لهم بل فضائح لمن يحكم ويتواطأ ويتآمر على شعبه ، فكان من الصعب أنْ تغطي أكاذيبهم فضيحة بحجم الكون كشفت مدى تآمر البعض ممن يدّعي انتسابه للعروبة والإسلام والذي كان مشاركًا وبفعالية حسده عليها القاتل نفسه ، إنّها فضيلة الكذب والفضيحة التي تكشف صاحبها وتعريه وبدون أن يدري – ولعلّه يدري ولم يعد يهمه من يدري ومن لا يدري .
    أنْ يكون لك موقف فهذا يعني أنْ تكون على مفترق طرق ، طريق معبد بالإيمان يوصل إلى سلام أبدي ؛ لكن الثمن لا بدّ وأنْ يكون باهظًا ، إنها الجنة ، وطرق كثيرة ومتفرعة فيها كل ما لذّ وطاب ، لكنها توصل في النهاية إلى الذلّ والمهانة والندامة والخسران ، إنها النار ، وما بين الجنّة والنّار هناك امتحان صعب تجاوزه ، لمن لم يقرأ ولا أظنّه سيقرأ .
    عن الحكام ومن سار في ركبهم ؛ وعن تواطؤهم مع القاتل ، وذم الضحية على تجرؤه ووقوفه إلى جانب طريق الإيمان ، كانت ليّ تجربة سمعتها من أحد المتاعيس ، قال لي : أستغرب لماذا ذاك الرجل يدخّن الحشيش ويدعوني إلى مشاركته في ذلك رغم أنّ ثمنه مرتفع ، وهو بالكاد يستطيع توفيره ؟
    فقلت له : لأنّه يريد أنْ يغطي جريمته بحق نفسه ومجتمعه ، لذلك فهو يحاول أنْ يجد من يشاركه هذه الجريمة حتى يقلل من فرص لومه لنفسه ، وجلده لذاته ، وعندما يكثر المشاركين في حفل الجريمة هذا ؛ تضيع الفرص نهائيًا في لوم الذات ، أو محاولة مراجعة الذات ، فتخبو الإرادة وتضعف أمام المغريات ، ويصبح السيد مكيافيللي مثلًا أعلى والغاية تبرر الوسيلة ، فيزداد الطلب على الرذيلة ، والرذيلة تحتاج إلى مصاريف أيضًا ، والمصاريف تؤخذ من دمي ودمك ودم أبناء هذه الأمّة .
    وما يجري الآن وما جرى سابقًا لا يختلف حاله عن ذاك الحشاش الذي يجمع أعوانه ومرتزقته في سبيل إشباع رغباته ورغبات أسياده ، إنّه عصر الحشيش وعصر الرذيلة . إنّه عصر ملوك الطوائف ، وما الأندلس عنا ببعيد .
    أديبتنا الصادقة شريفة العلوي
    كان وقتًا جميلًا قضيته بين حرفك الباذخ الزاخر بأجمل الأفكار والنضج المعرفي .
    تقديري واحترامي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    الصورة الرمزية شريفة العلوي أديبة وشاعرة
    يرحمها الله

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : بقلب جيبوتي
    المشاركات : 2,093
    المواضيع : 139
    الردود : 2093
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راضي الضميري مشاهدة المشاركة
    توقفت بداية عند حديث الأمل ؛ أملنا جميعًا ؛ فرأيتك قد وضعت يدك على الجرح وحددت أبرز معالم وملامح لصوص الأمل في هذا العصر الحديث والممتد في جذوره إلى قديم الزمان . لصوص ندفع من دمائنا فواتير رفاهيتهم ، وأعوان لصوص سخّروا كل إمكانياتهم لقمع الصوت الحرّ والرافض لاستمرار هذا النزيف .
    ولأنّ اللص تمادى في غروره وغيّه ، وشعر أنّ الضحية قد يكون لقمة سائغة بعد أنْ أنهكه الحصار والتعب وما يترتب عليه من آثار نفسية ومادية واجتماعية ؛ قرر أنْ يخوض جولة أخرى من الذبح والقتل ، ولا ضير أنْ تكون بمثل هذا الحجم من الفظائع والفضائح أيضا ، فضائح ليست للقاتل ؛ ليست لهم بل فضائح لمن يحكم ويتواطأ ويتآمر على شعبه ، فكان من الصعب أنْ تغطي أكاذيبهم فضيحة بحجم الكون كشفت مدى تآمر البعض ممن يدّعي انتسابه للعروبة والإسلام والذي كان مشاركًا وبفعالية حسده عليها القاتل نفسه ، إنّها فضيلة الكذب والفضيحة التي تكشف صاحبها وتعريه وبدون أن يدري – ولعلّه يدري ولم يعد يهمه من يدري ومن لا يدري .
    أنْ يكون لك موقف فهذا يعني أنْ تكون على مفترق طرق ، طريق معبد بالإيمان يوصل إلى سلام أبدي ؛ لكن الثمن لا بدّ وأنْ يكون باهظًا ، إنها الجنة ، وطرق كثيرة ومتفرعة فيها كل ما لذّ وطاب ، لكنها توصل في النهاية إلى الذلّ والمهانة والندامة والخسران ، إنها النار ، وما بين الجنّة والنّار هناك امتحان صعب تجاوزه ، لمن لم يقرأ ولا أظنّه سيقرأ .
    عن الحكام ومن سار في ركبهم ؛ وعن تواطؤهم مع القاتل ، وذم الضحية على تجرؤه ووقوفه إلى جانب طريق الإيمان ، كانت ليّ تجربة سمعتها من أحد المتاعيس ، قال لي : أستغرب لماذا ذاك الرجل يدخّن الحشيش ويدعوني إلى مشاركته في ذلك رغم أنّ ثمنه مرتفع ، وهو بالكاد يستطيع توفيره ؟
    فقلت له : لأنّه يريد أنْ يغطي جريمته بحق نفسه ومجتمعه ، لذلك فهو يحاول أنْ يجد من يشاركه هذه الجريمة حتى يقلل من فرص لومه لنفسه ، وجلده لذاته ، وعندما يكثر المشاركين في حفل الجريمة هذا ؛ تضيع الفرص نهائيًا في لوم الذات ، أو محاولة مراجعة الذات ، فتخبو الإرادة وتضعف أمام المغريات ، ويصبح السيد مكيافيللي مثلًا أعلى والغاية تبرر الوسيلة ، فيزداد الطلب على الرذيلة ، والرذيلة تحتاج إلى مصاريف أيضًا ، والمصاريف تؤخذ من دمي ودمك ودم أبناء هذه الأمّة .
    وما يجري الآن وما جرى سابقًا لا يختلف حاله عن ذاك الحشاش الذي يجمع أعوانه ومرتزقته في سبيل إشباع رغباته ورغبات أسياده ، إنّه عصر الحشيش وعصر الرذيلة . إنّه عصر ملوك الطوائف ، وما الأندلس عنا ببعيد .
    أديبتنا الصادقة شريفة العلوي
    كان وقتًا جميلًا قضيته بين حرفك الباذخ الزاخر بأجمل الأفكار والنضج المعرفي .
    تقديري واحترامي
    أخي المبدع والقلم المتيمز راضي الضميري
    الرد هنا لوحة مستوفية لتلك الفكرة ومتفوقة بعدتها وعتادها
    تستشهد بشواهد جلية مقنعة الحبكة , تتخذ من اركان الواقع زوايا تتسع
    كلما اتسعت في صدر الساعة خطوات الزمن ...
    في الحقيقة لا يوجد ما يضاهي حضورك هذا
    واكتفي بالشكر العميق بحجم هذا التواجد العظيم
    دمت بكل خير

  6. #6
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 46
    المشاركات : 3,845
    المواضيع : 82
    الردود : 3845
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    المبدعة / شريفــة العلوي

    سأبدأ من تساؤلك الأخير ... المحطة لن تضيع أبدا سيدتي ... بل هي موجودة في ضمير كل واحد منا , مستقرة في وجداننا , و لكن العيب في المسير لبلوغها كما ذكرتِ , فالوصول إليها في مثل هكذا زمن و هكذا ظروف و مواقف و منهجيات هو من يعيق الحلم و يلبسهُ ثوب المستحيل .

    إذا ما أردنا الوصول حقا يجب أن لا نكتفي بقراءة اللحظة و تداعياتها , بل يجدرُ بنا أن نقفز فوق الحواجز التي وضعت سلفا في طريق أفكارنا و الرؤى التي تغذت بها أذهاننا و ما زال يتغذى عليها الجيل الصاعد .

    لا بد أن ننظر إلى أبعد من هذا الحد و أن نتعلم كيف نقرأ المستقبل و نؤثث له من خلال مفاهيمنا الخاصة النابعة من ذاتيتنا و هويتنا و معتقداتنا . بدون هذا التوجه لن يمكن لنا بأي حال من الأحوال أن نتخطى واقعنا المر الذي يتغذى من علقم الهزيمة و فداحة المشهد .

    نعم سيدتي كما ذكرتِ سيدتي لا بد لنا أن نتقن ثقافة المشي و سلوك الخطو , لا الجري و لا القفز الذي اعتدنا عليه في كل أمر يواجهنا , فلا حصلنا من خلال الركض سوى اللهاث , و لا من القفز سوى أن نكون أضحوكة الزمن .

    نص بحجم البحر ...

    اكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشــــام
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    الصورة الرمزية شريفة العلوي أديبة وشاعرة
    يرحمها الله

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : بقلب جيبوتي
    المشاركات : 2,093
    المواضيع : 139
    الردود : 2093
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام عزاس مشاهدة المشاركة
    المبدعة / شريفــة العلوي

    سأبدأ من تساؤلك الأخير ... المحطة لن تضيع أبدا سيدتي ... بل هي موجودة في ضمير كل واحد منا , مستقرة في وجداننا , و لكن العيب في المسير لبلوغها كما ذكرتِ , فالوصول إليها في مثل هكذا زمن و هكذا ظروف و مواقف و منهجيات هو من يعيق الحلم و يلبسهُ ثوب المستحيل .

    إذا ما أردنا الوصول حقا يجب أن لا نكتفي بقراءة اللحظة و تداعياتها , بل يجدرُ بنا أن نقفز فوق الحواجز التي وضعت سلفا في طريق أفكارنا و الرؤى التي تغذت بها أذهاننا و ما زال يتغذى عليها الجيل الصاعد .

    لا بد أن ننظر إلى أبعد من هذا الحد و أن نتعلم كيف نقرأ المستقبل و نؤثث له من خلال مفاهيمنا الخاصة النابعة من ذاتيتنا و هويتنا و معتقداتنا . بدون هذا التوجه لن يمكن لنا بأي حال من الأحوال أن نتخطى واقعنا المر الذي يتغذى من علقم الهزيمة و فداحة المشهد .

    نعم سيدتي كما ذكرتِ سيدتي لا بد لنا أن نتقن ثقافة المشي و سلوك الخطو , لا الجري و لا القفز الذي اعتدنا عليه في كل أمر يواجهنا , فلا حصلنا من خلال الركض سوى اللهاث , و لا من القفز سوى أن نكون أضحوكة الزمن .

    نص بحجم البحر ...

    اكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشــــام
    أخي الأديب المبدع هشام عزاس
    القراءة وحدها عالم من الإبداع وما يتخللها من رؤى فكرية وتأويلات فلسفية تستند على مفهوم التحليل والتفسير بتقديم العمل على أكمل صورة , وربما أغلب النصوص تتضح معانيها بعد متابعة قراءات النص من قبل الاقلام التي تشق طريقها الى اعماق المكتوب حتى يبدو هذا المكتوب أمام الجميع أكثر وضوحا في رؤياه الخاصة والعامة ..وهذا تحقق بالفعل هنا
    دمت بكل هذا العطاء

  8. #8
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي


    نص شدني بقوة لما فيه من ألق الطرح الفكري وأسلوب الكتابة الجذاب ، وهو وإن لم يحمل لغة أدبية عالية إلا أنه حاز على الإعجاب بما حمل من فكر راق وتوجه كريم أبي.

    دمت متألقة رائعة أيتها الأديبة!

    أهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    الصورة الرمزية شريفة العلوي أديبة وشاعرة
    يرحمها الله

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : بقلب جيبوتي
    المشاركات : 2,093
    المواضيع : 139
    الردود : 2093
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سمير العمري مشاهدة المشاركة
    نص شدني بقوة لما فيه من ألق الطرح الفكري وأسلوب الكتابة الجذاب ، وهو وإن لم يحمل لغة أدبية عالية إلا أنه حاز على الإعجاب بما حمل من فكر راق وتوجه كريم أبي.

    دمت متألقة رائعة أيتها الأديبة!

    أهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


    تحياتي
    تركض الحروف صوب السطور لتلاحق مشاعرنا المتبعثرة فتلجم بعثرتها على هيئة جملٍ تخفي أكثر مما تظهر ونبقى لم نقل كل ما اردنا قوله وهكذا دواليك نقترف الكتابة كحد يحمي انتثار غبار آلامنا وآمالنا نحو سبيل الضياع الى حيث الآفاق الواسعة التي تمتلأ جيوبها من كل عاثر حظ لتخفي معالمه بين زواياها العملاقة والكتابة وحدها تلجم هذا السفر العبثي وتحلق بنا في حيز لا يتجازونا ورغم هذا لم نقل بعد ما اردنا قوله..

    الاستاذ الكبير د سمير العمري
    من دواعي فخري وسروري ان تنال كتاباتي بعض اهتمامك
    تقديري واحترامي.

المواضيع المتشابهه

  1. صوتك في حقول صباحاتي (2)
    بواسطة شريفة العلوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 23-07-2009, 06:02 PM
  2. صوتك في حقول صباحاتي (7)
    بواسطة شريفة العلوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 11-12-2008, 09:25 PM
  3. صوتك في حقول صباحاتي (5)
    بواسطة شريفة العلوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 29-10-2008, 06:11 PM
  4. صوتك في حقول صباحاتي (4)
    بواسطة شريفة العلوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 26-10-2008, 12:55 AM
  5. صوتك في حقول صباحاتي
    بواسطة شريفة العلوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 21-10-2008, 03:16 PM