نفحة علوية

[quote=هشام عزاس;424576]و مرحبا بكِ و بصدقكِ أيتها الكريمة , و ما أراني إلا متذوقا للأدب و لطالما رددتها , و لأنني مقتنع بحدود أدواتي الأدبية المتواضعة , و لكن رغم ذلك لا أنكر فضل أساتذتي الذين وجهوا هذه الأدوات إلى مكانها المناسب و حجمها الصحيح , و سأظلُ أحفظ لهم هذا و أردده في كل مناسبة متاحة .
ربما أخطأتُ قصدكِ كما أخطأتني أيتها المورقة , و أنا لم أدخل مدافعا كما تفضلتِ , بل موضحا , و شتان بين هذا و ذاك .
تحيتي لكِ أخوية [/





سلامي
أشكرك
صباح

بقدر ما يشحن من شاعرية ..بقدر ما أحاط فلسفيا بمفهوم الشعر الواسع في الزمان والمكان..
هذا الديوان الذي سجل مآثر الإنسان ونكباته..
وأحاط بكامل حياته فلم يترك شيئا..
والعجيب الذي يقل الالتفاة له عند المعاصر عبر الزمان أنه إلى جانب حمولته الفكرية ظل يسجل عواطف البشرية ..
فإذا هي خالدة وثابتة في كينونته تتردد في كل المشاعر البشرية..نفس المشاعر المتناقضة من عهد آدم الأول..
أعتذر عن العجز بالإلمام لأن السطور الشعرية تسمو على مجرد إحاطة لحظة عابرة من المتلقي..
الأخت الأستاذة الشاعرة المبدعة..صباح..
قلت فأجدت..ووصفت فأبلغت..
حماك الله ورعاك..
وجود ك في هذا المنتدى مهم للغاية ..
أملي ألا تنقطعي عن إخوانك..
بالغ تقديري..

كان صوت فيروز يدفئ أركان غرفتها في ذلك الجو البارد، بأغنيتها الشهيرة " حبّ بلا أمل " صبّت في كوبها البني، قهوة المساء الخمرية، و أخذت ترتشفها مستقبلة نافذتها المطلة على الشارع ــــــ مكانها المفضل للوقوف ــــ كانت الأشجار تتمايل و تتمايد، على سيمفونية الرّياح، قطبت جبينها متذكرة حياة كلّها في ومضة، متذكرة أغنية وردة " في يوم و ليلة" بدا لها طيفه من وراء الزّجاج، و صوته يناديها متحديا كل العواصف:" صوتك شعر، بل انت الشعر حبيبتي." رسمت ابتسامة و أغمضت عيناها بتنهيدة عميقة.
عندما فتحت عيناها لاحظت دموع زجاج نافذتها الضبابي، و كأنّها تعبّر عن دموع قلبها الصامتة، دموع قلب مقرور كطائر ضائع مكسور في يوم ممطر، منزو إلى ركن مظلم علّه يجد فيه بعض الدفء و يستر أنينه الصامت.
لا زال بخار القهوة ينبعث، و صوت فيروز منتش بدفئه في الجو البارد. أذكت دموع زجاج نافذتها الضبابي نشيجا، كانت تظن أنّها نسيته مع مرور الزمن، لم تكن تعلم أنّه احتلّ ركنا مظلما من قلبها الجريح.
و هي غائبة انتبهت إلى غياب صوتها المفضّل الدافئ، و برودة قهوتها، و صوت مذيع يعلن دقة العاشـــــــــــ....

شتاء 2008

"ما يسمى بالقصيدة الكونكريتية هو لوحة بصرية جامدة محدودة بشكلها
أما الشعر الحقيقي الذي يعتمد على الألفاظ في إيحاءاته فهو صورة ناطقة
يختلف استقبال الناس لها كل حسب خياله فالصورة الواحدة فيه يختلف
استقبالها و تخيلها من شخص لآخر و لا يمكن أبدا أن يتطابق استقبالها عند شخصين
بعكس الرسم الذي كما أسلفت هو صورة جامدة لا مجال للخيال لكي يعمل
فيها و إنما سيستقبلها جميع الناس كما هي مكتفين بالتعبير عن جمالها أو قبحها ..
وقد قيل: الرسم شعرٌ صامت و الشعر صورة ناطقة
والصورة الناطقة ليست بحاجة حتى للورقة -إن كان صاحبها ممن يحفظون
شعرهم وينشدونه من الذاكرة- فكيف بتنضيد الحروف و تجسيم جسد النص؟؟ .."

أخي جلال صقر الفاضل المحترم، تحية طيبة
أما بعد فإني أعتذر عن عدم الرد في الوقت المناسب لغيابي فترة عن الواحة جراء مشاغل الدنيا التي لا ترحم، وقد فرحت بتدخلك الواعي و الناقد، و أنا لا أخالفك في الرأي تماما فمالشعر سوى حسن تصوير بألفاظ تفرغها من الدلالة الوضعية و تكسبها دلالة جديدة، و كانّك تميتها و تحييها في الآن نفسه، لذلك سمي الشاعر بالخالق و المبدع لأنه يبدع الألفاظ و يخلقها خلقا جديدا متميزا، و يجعل بها العادي مدهشا، إلا أنّه لا يمكن أيضا ان ننسى أن الأيقونة تلعب دورا مهما في التوصيل و الإبلاغ، كما تحمل طاقة إبلاغية و شحنات عاطفية مثل اللألفاظ في نظمها و سياقها. و هذا ما كنت أقصده أخي الشاعر الناقد.
و دمت أخا و ناقدا
صباح حميدو

الفاضلة صباح ..
أسعدك الله على سعة صدرك وجمال فكرك ..
كأني بك تقولين بأن جمال العرض من جمال المعروض
وهذا حق لا يخالفك فيه أحد
غاية ما يقال أن الشاعر وكما قلت ينتقي كلماته انتقاء
ولأن الأصل في الشعر الإلقاء فعناية الشاعر تنصب على انتقاء مفرداته
وتبقى الجماليات المادية كاللون والخط ونوع الورق .... ذات اهتمام أقل
بحسب الظروف التي تفرض نفسها .. ربما تساعد أو تشجع على القراءة
لكن كلمات الشاعر هي التي تبعث الروح في نصه

أشكر سمو أدبك ورهافة فكرك
وأهلا وسهلا بك في أفياء واحتنا الخضراء

دمت بألق دائما

الفاضلة صباح ..
أسعدك الله على سعة صدرك وجمال فكرك ..
كأني بك تقولين بأن جمال العرض من جمال المعروض
وهذا حق لا يخالفك فيه أحد
غاية ما يقال أن الشاعر وكما قلت ينتقي كلماته انتقاء
ولأن الأصل في الشعر الإلقاء فعناية الشاعر تنصب على انتقاء مفرداته
وتبقى الجماليات المادية كاللون والخط ونوع الورق .... ذات اهتمام أقل
بحسب الظروف التي تفرض نفسها .. ربما تساعد أو تشجع على القراءة
لكن كلمات الشاعر هي التي تبعث الروح في نصه

أشكر سمو أدبك ورهافة فكرك
وأهلا وسهلا بك في أفياء واحتنا الخضراء

دمت بألق دائما

الفاضل جهاد إبراهيم درويش المحترم
تحية ودّ و تقدير
عزيزي، تعلم أن نقادنا العظام قد أسالوا حبرا كثيرا حول قضية اللفط والمعنى ، الصورة والمضمون ، الشكل والمحتوى وغيرها من المسميات والاصطلحات النقدية لمفهوم اللفط والمعنى، ولا يمكن لأي اتجاه نقدي الظهور في الساحة الثقافية إلا وبجعبته تصوره للفظ والمعنى والصورة والإيقاع، لكن ليس هذا الذي قصدته بالشعر الأيقونة أو الشعر الذي يرسم على الورق بأشكال مختلفة، مثلا : يتحدث الشاعر عن الحرية فيرسم بشعره على الورقة صورة حمامة، فالأيقونة التي أقصدها هنا هي صورة الحمامة، فلا شك من أن صورة الحمامة ستزيد من تكثيف دلالة النص ككل، والذي موضوعه الحرية، وهذا ما رمت الحديث عنه وإيصاله إلى المتلقي العزيز، وليس مفهوم الحرية من خلال ألفاظ الشاعر التي اختارها وهنا إشارة خفيفة فقط ـ لقد قلت بأن على الشاعر تخير اللفط لمعناه ، نعم لابد من ذلك لأن المعنى يمكن ان تعبر عنه بطرق مختلفة وهنا براعة علم البيان وجماليته، ولا يسمى الشاعر شاعرا فذا وعبقريا إلا إذا عبّر عمّا يحسّه بصياغة لم يسبقه إليها غيره، وقد قال بشر بن المعتمر :" و من أراغ معنى كريما فليلتمس له لفظا كريما، فإن حق المعنى الشريف اللفط الشريف ومن حقهما أن يصونهما عما يفسدهما ويهجنهما... إلى أن يقول إنما مدار الشرف مع الصواب وإحراز المنفعة ومع موافقة الحال ومع ما يجب لكل مقام من المقال."
أما اللون والذي قصدته أنت هنا لون الحبر ونوع الخط ونوع الورق فليس لها مجال في النقد أو في قول الشعر. أرجو أن تكون رؤيتي قد توضحت وانجلت.
لقد كتبت "نفحة علوية "على شكل طائر ناشر جناحيه إيحاء مني على حرية الشعر وانطلاقه، لذا أعطيت قيمة دلالية للصورة الأيقونية المرئية المرسومة بالألفاظ على الورق، وقد كتب شعراء كثيرون بهذه الطريقة، لأنهم وجدوا فيها طريقة أخرى للتعبير والإيحاء، تزيد من الكثافة الدلالية للقصائدهم.
شكرا على التعليق والتدخل
الدكتورة صباح لخضاري

كنت هنا متابعة للحوار
وأرفعه ترحيبا بعودة الكاتبة
ولاطلاع الأحبة

تحاياي

نقاش أبهج الخافق عزيزتي

أهلا بعودتك

وأنا بانتظار تدفّق ألق حرفك في واحتنا الحبيبة

فلا تطيلي الغياب ثانية

محبّتي

الحكم أختي على النص ودلالته على موهبة كاتبه
ونحن نعطي رأينا في النص الذي نقرأه وليس في الكاتب

نص واعد كما وصفه الأخ ناصر البنا

شكرا لك

بوركت

نثر جميل لافت
أشكرك