أحدث المشاركات

ما الفرق بين ( رحمت الله) و( رحمة الله)» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» اتجاهات» بقلم بسباس عبدالرزاق » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ابتهالات.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 1» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» افتكرني يا ابني» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: سيد يوسف مرسي »»»»» جسور الأمل.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» أنا لن أحبك لأن الطريق مغلق» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: سيد يوسف مرسي »»»»» دعاء لا يهاب ! _ أولى المشاكسات» بقلم أحمد صفوت الديب » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: ماذا يريد الليبراليون من ابن عربي؟

  1. #1
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي ماذا يريد الليبراليون من ابن عربي؟

    ماذا يريد الليبراليون من ابن عربي؟
    http://www.alarab.com.qa/details.php...o=417&secId=23
    2009-02-13
    أحمد خيري العمري *
    لم يأت حين من الدهر، منذ أن عُرِف ابن عربي، دون أن يكون للرجل مريدوه ومعجبوه وأتباعه.. وذلك أمر طبيعي جداً طالما ظل للتصوف مساحة في عالمنا، وهي مساحة ظلت تمد وتجزر، لكنها بقيت موجودة وبقي في جزء معين منها، مكانٌ لابن عربي..
    وابن عربي مختلف عليه دونما شك، والآراء حوله تتدرج من اعتباره (الشيخ الأكبر) إلى (من شك بكفره فقد كفر)! وقد كفّرته طائفة من العلماء منهم العز بن عبدالسلام وابن حجر العسقلاني وابن كثير وابن تيمية، ونقل عن الإمام الذهبي قوله: «ومن أردأ تواليفه كتاب الفصوص وإن كان لا كفر فيه فليس في الدنيا كفر!»، بل إن السيوطي الذي لم يكفره وانتقد من كفّره عدّه مبتدعا وحرّم النظر في كتبه!
    وبغض النظر عن التكفير أو التبجيل، فإن التيار الإسلامي العام رفض «شطحات» ابن عربي حتى لو لم يكفره من أجلها، وهي شطحات ظلت هجينة عن التراكم الفكري الإسلامي وناشزة عن مجمله، وكان وضوح نشاز بعض هذه الشطحات محرجا للمدافعين عنه، وقائمة الدفاع تتضمن القول إن الشطحات مدسوسة عليه (كالعادة!) وأنه قال في كتبه أشياء أخرى تناقض هذه الشطحات، أو أنهم يعتذرون عن ذلك بتعقيد لغته وغموضها وبالتالي عدم فهمها كما يجب، والفصل في كفر ابن عربي –كشخص- أو إيمانه أمر لا يخصنا حتماً، بل يخص الذي يعلم ما في صدورنا جميعاً، هذا مع العلم أن الكثير من الطرائق الصوفية السائدة حالياً قد نأت بنفسها عن شطحاته، أو على الأقل عن البعض من مؤلفاته..
    إلى هنا والأمر عادي جداً، فلغة الرجل المميزة رغم تعقيدها وغزارة مؤلفاته منحت له مكانة معينة ضمن رفّ معين، له بالتأكيد رواده ومحبوه..
    لكن غير العادي إطلاقاً، هو هذا الاهتمام الجديد بابن عربي من قبل تيار بعيد ليس عن التصوف فحسب، بل عن الدين ككل، تيار ظل يدعي العقلانية بمفهومها الغربي الديكارتي الذي لا يؤمن بغير التجربة ومعاييرها الواضحة، لكنه فجأة صار حريصاً على ابن عربي وذوقياته التي لا يمكن إخضاعها لأي معيار ومن أي نوع..
    هذا الاستحضار الليبرالي-العلماني لابن عربي تجلّى في كتابات لكتاب ليبراليي التوجه (هاشم صالح، وعبدالوهاب المؤدب، ونصر حامد أبو زيد، وسواهم)، وهو استحضار لا يمكن أن يكون بريئاً البتة، بمعنى أن ابن عربي يبدو هنا غريباً وشاطحاً حتى أكثر من ذي قبل، فقبل كل شيء، فإن انتماء ابن عربي إلى منظومة التصوف، ولو في طرف الغلو والشطط منها، سيكون أمراً مفهوماً داخل هذه المنظومة ككل، أما استحضاره داخل المنظومة الليبرالية، فأمر يشبه إقسار «كارل ماركس» أو «سيغموند فرويد» داخل منظومة الفكر الإسلامي..
    والحقيقة أن (شطحات) ابن عربي التي كفّره من كفره من أجلها، هي بالذات ما يريده هؤلاء الليبراليون من ابن عربي المستحضر ليبراليا، أي إن موقفهم هنا لا يشبه موقف المدافعين التقليديين الذين يعتذرون عن شطحاته بهذا العذر أو ذاك، بل في الواقع هم حريصون على (تكريس) هذه الشطحات وتأكيدها، بل والتركيز عليها والدفاع عنها..
    ولا شك أن ما يفعله الليبراليون ذكي جداً، فهم يدركون أن القارئ المعاصر لا يملك النفس اللازم لقراءة مجلدات الفصوص والفتوحات، بالذات مع لغة ابن عربي التي تميل إلى الغموض والتعقيد أحيانا، لذلك فهم يقدمون وجبة سريعة معاصرة من ابن عربي تحتوي على انتقاءات معينة مما قال، وهي انتقاءات مدروسة لخدمة منظومتهم الليبرالية، وتجعل من ابن عربي (حلقة وصل) بين تراكم (محسوب في نهاية الأمر على التراث الإسلامي) وبين منظومة غربية يحاول الليبراليون منذ عقود إدخالها إلى العقل المسلم وبوسائل شتى وبنجاحات متفاوتة، ويبدو ابن عربي اليوم وسيلة أخرى من تلك الوسائل، خاصة أن اسمه مدعوم (غربياً) من قبل دوائر عديدة ومؤسسات بحثية ومراكز دراسات..
    يبدأ الليبراليون نهجهم هذا بما يعدونه «مسلمة» لا جدال فيها بينما هي ليست كذلك إطلاقا، ألا وهي اعتبار ابن عربي (قمة نضج الفكر الإسلامي! في مجالاته العديدة من فقه ولاهوت وفلسفة وتصوف وعلم تفسير القرآن وعلوم الحديث واللغة والبلاغة) (أبو زيد، هكذا تكلم ابن عربي، ص 24).
    هكذا مرّة واحدة وبحسم نهائي يعتبر ابن عربي قمة نضج الفكر الإسلامي في كل هذه المجالات! ما الدليل على كل هذا؟ سيلقمنا أبو زيد بمستشرقين اثنين يوافقانه على رأيه، أحدهما ياباني والآخر إسباني، وما داما ينتميان إلى المنظومة الغربية، فإنه يستغل عقدة نقصنا تجاههما، ويمرر الأمر كما لو كان (متفقاً عليه) بينما هو على الأغلب في النقيض من ذلك.
    سيقول أبو زيد أيضا بلا مواربة: «إن استدعاء ابن عربي يمثل طلباً ملحاً بسبب سيطرة بعض الاتجاهات والرؤى السلفية على مجمل الخطاب الإسلامي في السنوات الثلاثين الأخيرة» (أبو زيد، ص26)، وبعبارة أخرى فإن صورة ابن عربي (المتطرفة تسامحا وبلا حدود) هي البديل عن» صورة الإرهابي حامل البندقية والسكين» (المتطرفة عنفا وبلا حدود أيضا) «أبو زيد، ص 27».. كما لو أن علينا دوما الاختيار بين واحد من التطرفين بلا خيار ثالث مستمد من ثوابت وسط للأمة الوسط..
    وهكذا سيتم إعادة إنتاج ابن عربي أو تحضير روحه من قبره في السوق الدمشقية القديمة، في حفلة زار عولمية الملامح من أجل أن ينضم صوته لجوقة المصفقين لها ولقيمها.. (حتى لو قيل ضمن ما قيل أشياء ضد العولمة ذرا للرماد في العيون).
    وبين كل ما قاله ابن عربي، سيتم التركيز على أمور دون غيرها، ربما كانت أساسية في تكفيره بالنسبة إلى مناهضيه، لكن هذه المرة ليس لتكفيره، بل باعتباره النموذج الذي يجب ترويجه.. وهكذا سنرى أبيات ابن عربي التي كثيراً ما عُدت سبباً لكفره، تتحول لتصير مُعلَّقة من معلقات الليبراليين الجدد..
    لقد صار قلبي قابلاً كل صورة
    فمرعى لغزلان وديرٌ لرهبان
    وبيت لأوثان وكعبة طائف
    ألواح توراة ومصحف قرآن
    أدين بدين الحب أنى توجهت
    ركائبه فالحب ديني وإيماني
    هذه الأبيات يحتفي بها الليبراليون لأنها ببساطة «تؤدي إلى تحويل الاعتقاد القرآني إلى اعتقاد نسبي عن طريق إعطاء الصدقية لجميع الأديان والاعتقادات الأخرى بما فيها الاعتقاد الوثني» (هاشم صالح، الانسداد التاريخي، ص 171)، و»هو يؤدي إلى المصالحة مع فلسفة التنوير على طريقة سبينوزا وفولتير وروسو»، بل الأكثر من هذا يهلل هؤلاء إلى أن هذا ما دفع «»المسلمين المستنيرين! إلى تقبل الرسالة الماسونية!» (هاشم صالح، ص 171). إذن فالهدف من كل هذا الاحتفاء معلن وصريح: تحويل الاعتقاد القرآني إلى اعتقاد نسبي يضع كل المعتقدات، حتى الوثنية، وأسهل منها الليبرالية، في سلة مقبولة واحدة!
    لكن هذا الانفتاح غير المشروط على كل العقائد الذي نظَّر له ابن عربي، سيكون له فيما كتبه شخصيا شواهد «عملية» مناقضة، فحينما تكون هناك مواجهة عسكرية بين المسلمين وغيرهم تنتهي بهزيمة المسلمين نجد أن ابن عربي (لا يحتمل رؤية الزور وأهله يعزون والدين القويم ذليل، ويحلم بأن يقام دين محمد، ودين المبطلين يزول)، وهو موقف إنساني وطبيعي تماما، لكن الليبراليين هنا يعتذرون لنا، بالنيابة عن الشيخ الأكبر»عن هذا التناقض الذي حول التسامح إلى تعصب» (أبو زيد، ص 71) فمجرد الرغبة بانتصار الإسلام يصبح تعصباً يستحق الاعتذار بالنسبة إلى هؤلاء! ولعل هؤلاء كانوا يفضلون لو أن ابن عربي خرج لاستقبال الغزاة بالورود، بالضبط كما روّجوا للغزاة الجدد ولطريقة استقبال مثلى تحقق عمليا قراءتهم المعاصرة لنظرية ابن عربي في التسامح!
    رؤية ابن عربي للكفر والإيمان، سيتم أيضاً تجييرها لصالح المنظومة الليبرالية عبر الوجبة السريعة دون أن نتمكن من معرفة إن كانت هذه رؤية ابن عربي حقاً، أم أنها القراءة الليبرالية لها، وهكذا «فالكفر بمعنى عدم الاعتراف بوجود إله لا وجود له عند ابن عربي، فالكفر بمعنى إنكار وجود الباري ليس إلا صفة عارضة ظهرت ظهور الشرائع السماوية على أيدي الرسل الذين صدقهم البعض -وكذبهم البعض- ولولا نزول الشرائع ما كان للكفر أن يظهر ولكن ذلك لا ينفي حقيقة أن العالم كله مؤمن في الباطن» (أبو زيد، ص 78).
    إذن لا كفر هناك حقاً، حتى المشرك الذي يعبد الأوثان والأشجار والكواكب ليس كافراً حسب هذه المنظومة لأنه «يعبد تجلياً من تجليات الله!».
    ماذا عن الملحد الذي يزعم مطلق الكفر ويرفض الانتماء لأي دين؟.. حتى هذا «مؤمن رغم أنفه» حسب ما تحاول القراءة الجديدة لابن عربي إقناعنا «أي إنسان لا بد أن يكون مؤمناً بشيء ما، بمذهب فكري ما، وهذا في باطنه ليس إلا إيماناً بمجلى من مجالي الحقيقة الإلهية المطلقة» (أبو زيد، ص 19).. حتى الإلحاد، حتى الموقف الفكري الواضح الذي يتضمن الإنكار الصريح لوجود الله تعالى يعد إيماناً وفق هذه الرؤية!..
    ماذا يريد الليبراليون أكثر من هذا؟
    فكل ما سينتجونه، مهما كان بعيداً، بل ومناقضاً ومحارباً للدين وللقيم الدينية، سيكون إيماناً رغم كل النصوص الدينية، بل إن هذا المفهوم سينفي مفهوم الكفر من أساسه رغم تعارض هذا النفي مع القرآن الكريم ووضوح مفهوم الكفر فيه، لكن ستحصره القراءة الليبرالية لابن عربي في هامش ضيق واضح أن ابن عربي لم يقصده، ولكنهم يقوّلونه رغم أنفه (لا مجال للتكفير عند شيخنا، فالخطأ يقع فقط حين يزعم الزاعم أياً كان أن منظوره للحقيقة هو المنظور الكامل والنهائي!) (أبو زيد، ص96).
    سيبدو ابن عربي هنا دمية صامتة يحاول الليبراليون عبرها أن يقولوا كل ما يريدون قوله دون أن يتمكنوا من ذلك، بالضبط سيكون وسيلة لشرعنة التفلت الفكري ومن ثم السلوكي باعتباره رمزا محسوبا على التراث الإسلامي حتى لو كفّره أكثر من خمسين عالما من رموز هذا التراث!
    خلال كل ذلك، سيتضح إلى أي مدى يكون استعداد الليبراليين للتضحية بأبسط مبادئ العقلانية في سبيل تمرير جزء من منظومتهم، فمن أجل أن نروج لابن عربي، سنسكت عن خرافات وترّهات كتبها ابن عربي بمنتهى الجدية مثل لقائه المتعدد بالخضر، وعن بساط طائر.. إلخ، وكلام آخر يستحق قائله أن يرسل إلى مشفى الأمراض العقلية لكي يجد حلاً لمشاكله، لا أن يعد (قمة نضج الفكر الإسلامي)، ولكن العقلانية لا تهم، والتفكير السليم لا يهم، ونبذ الخرافات لا يهم، المهم أن نقبل الآخر، أن نتماهى معه، أن نقبل ما ينتجه من أفكار ولو كانت لا تقبل أبسط ثوابتنا.. وأن نرتكز على ذلك كله على شخص محسوب على التراث الإسلامي..
    أمر أخير، لم يكتف أبو زيد بكل ما سبق، بل تجاوز ذلك إلى ذكر أبيات شعرية تغزل فيها ابن عربي بصبي تونسي، وذكر تفاصيل عن ذلك مثل اسم الصبي وعمره ومهنة والده وما يحبه ولا يحبه (أبو زيد، ص 42) وبعد أن ينهي هذه التفاصيل، يذكرنا أن هناك دلالات صوفية عميقة للتغزل بالغلمان ويفوته أن يقول لنا شيئا من هذه الدلالات!
    هل يمكن حقا فصل هذا بالذات عما يدور في الغرب من حديث عن «حقوق المثليين» وقوننتها، وارتباط ذلك بقدس الأقداس عند الليبراليين «الحرية الشخصية»، وبالتحديد بشق التفلت والانحلال من هذه الحرية؟
    هل تكون هذه التفاصيل إلا لإثبات أن الأمر حقيقي، وأن الشيخ الأكبر كان يتغزل فعلا بصبي حقيقي وليس بغلام افتراضي؟ وبالتالي لتمرير موضوع الشذوذ الجنسي ولو بشكل غير مباشر؟
    ابن عربي، في حفلة الزار الليبرالية هذه، ليس سوى باب من أبواب المشروع التغريبي، كل ما في الأمر أن الباب هذه المرة «بديكور تراثي»!
    الإنسان : موقف

  2. #2
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    الأخ العزيز خليل حلاوجي
    أسعدني جدًا أدراجك لهذا المقال المهم ، والذي يفتح أبوابًا مازالت موصدة أمام الكثير ممن يدّعون العقلانية ، ولقد رأيت فيه طرحًا فيه نوع من الحمية والغيرة على هذا الدين من قبل الدكتور أحمد العمري – رغم أنّني لا أتفق معه في بعض ما كتبه – لكنّني هنا وجدتني معجبًا بموقفه هذا ، فقد عرض القضية بشكل أظهر بالفعل تلك الضغائن التي يكنّها أولئك الليبراليين للإسلام وأهله . والحقّ أحقّ أنْ يتبع ، وأنْ ينصف أهله عندما يكون في مكانه الصحيح .
    ومقولة " قمة نضج الفكر الإسلامي " استوقفتني طويلًا لأقول : إنّ هذا النموذج الذي يروّجون له ، إنّما القصد منه هو لفت الأنظار لمن لم يحسم أمره بشكل نهائي من مسألة التوجه شرقًا أم غربًا إذا جاز التعبير ، وعند من لا يملك حصانة فكرية تؤهله لرفض مثل هذه الأفكار ، ومن يقف وراء تلك المقولة - وقد أتعب نفسه ولا شك بقراءة ابن عربي أو غيره - ، فإنّ هذا التعب لم يذهب سدى حسب اعتقادهم وقناعاتهم ، بل إنّ أقصى ما يتمنونه هو لفت الأنظار إلى تاريخ جثة أفكارها قد تحلّلت – تمامًا كأفكارهم – وأكل الدهر عليها وشرب ، وهم يحاولون إحياء نشاطهم الخرف من خلال إحياء هذه الشخصية لتمدّهم بدفع معنوي فقدوه تمامًا على أثر ردود المتابعين الرافضة لأفكارهم .
    إنهم يحاولون أنْ يجدوا ثغرة من خلال الإسلام لينفذوا منها وليقولوا فيما بعد ، ما نقوله الآن لديه قدم راسخ في تاريخنا الإسلامي فنحن لم نأتي بأفكارنا من كوكب آخر .
    وإذا كان ابن عربي قمّة النضج الفكري الإسلامي في عرفهم فنحن نشكرهم على هذا الاستدلال العظيم الذي زاد من محنتهم وقلة عقلهم وبعدهم عن كل ما هو منطقي .
    ولعلّ هذا المقال يعيدنا إلى موضوع التراث ، ولنطرح سؤالًا يقول : هل ابن عربي ومن هم على شاكلته يحسبون على الدين فيقاس الدين وتطوره تبعًا لذلك ؟
    إنّ التراث يعجّ بأمثال ابن عربي ، ولكن من أعمى الله قلبه فهو يعتقد بأنّ ابن عربي ومن هم على شاكلته هم التراث فعلًا ، ولهذا نقول إنّ تنقية تراثنا تحتاج إلى وقفة جدية لإعادة غربلته وتنقيته من الشوائب ، وهذه الغربلة والتنقية يجب أنْ يكون منطلقها الأساسي النية الصادقة ، والحوار الهادف والبناء لكي تمرّ عاصفة التغيّير بهدوء .
    التغيّير يجب أنْ يكون مرافقًا لنقد حرّ وهادئ يبتعد عن القدح والذمّ والتعيير ، ويتطلب أنْ ينظر إليه بعين الإنصاف لا بنية التآمر ، وفي النهاية فإنّ التراث يحمل في جعبته الصالح والطالح ، وتلك أمّة قد لها ما كسبت ...ولنا ما كسبنا .
    وأخيرًا فحتى عدوك لو احترمته فإنّه سيحترمك ، فما بالك بتراثنا كله ومن يقف خلفه .
    تقديري واحترامي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية البربريسي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2009
    العمر : 41
    المشاركات : 112
    المواضيع : 19
    الردود : 112
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    النفاق بحر لا ساحل له ولا حد، فلا يقف عند إبطان الكفر وإظهار الإيمان.. بل لمحاربة الدين الحق ومن يدينون به ليزول عن الوجود، سواء على الصعيد العسكري (بتواطؤ أمثال هؤلاء مع الغزاة كما هو حاصل في أيامنا هذه) أو على الصعيد السياسي (وأحداث غزة كشفت نماذج من هذا القبيل) أو على الصعيد الفكري كما هو واضح من دراستكم الرصينة ومن ما تطالعنا به الصحف من نقد متطاول لرموز الأمة وأعلامها، ونبذ لشرائع الإسلام وآدابه وسننه، ومحاولة (إقصاء) أهل الفضل والعلم والديانة والصلاح من حضورهم الحتمي في المجتمع ومن تأثيرهم في صناعة القرار في البلاد.

    كل هذا.. إنما يخرج من المنافقين العملاء المرجفين الظانين بالله ظن السوء، ولو أننا سننا فيهم سنة الله ورسوله لما رأيت على ظهر البسيطة منهم من أحد ينعق أو يعربد بما يمليه عليه نزقه وتمرده، بدلاً من تقليدهم المناصب العليا، وإيكالهم المهمات العظام في الدولة، وتنصيبهم رؤساء تحرير للصحف والمجلات.

  4. #4
    الصورة الرمزية نور الفيصل قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Dec 2008
    المشاركات : 14
    المواضيع : 1
    الردود : 14
    المعدل اليومي : 0.00
    من مواضيعي

    افتراضي


    هذا المقال واحة غناء من وعي

    سعدت جدا بمروري هنا
    وكمّ الأسئلة التي تحصلت على إجابتها

    شكرا ولن تكفي

    .
    وحدهم العقلاء ،،
    لن يسألوا: لمَ أحرق روما ،، !!

  5. #5
    أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    الدولة : أرض الله..
    المشاركات : 1,952
    المواضيع : 69
    الردود : 1952
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي


    أخي الحبيب ..خليل ..
    والله اشتقت إليك ..
    فـجئت أسلم عليك..
    سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
    بارع أنت في الكلمة..
    في التوقيع..
    في المنهجية الهادئة الحكيمة ..
    اللهم زده من فضلك العظيم ..
    يا عظيم ..يا كريم ..يا ملهم..
    بارك الله فيك أيها الحبيب..
    بالغ تقديري..
    خالص تحياتي..

  6. #6

  7. #7
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    وأخيرًا فحتى عدوك لو احترمته فإنّه سيحترمك ، فما بالك بتراثنا كله ومن يقف خلفه .
    تقديري واحترامي


    \

    الحبيب النجيب الاستاذ راضي


    ونلتقي مرة أخرى على ضفاف المنهج المهيمن ..


    مودتي لقلبك .. بلا حدود.

  8. #8
  9. #9
  10. #10
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معروف محمد آل جلول مشاهدة المشاركة

    أخي الحبيب ..خليل ..
    والله اشتقت إليك ..
    فـجئت أسلم عليك..
    سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
    بارع أنت في الكلمة..
    في التوقيع..
    في المنهجية الهادئة الحكيمة ..
    اللهم زده من فضلك العظيم ..
    يا عظيم ..يا كريم ..يا ملهم..
    بارك الله فيك أيها الحبيب..
    بالغ تقديري..
    خالص تحياتي..
    وأنا أجلس باكياً الآن قرب قبر النبي يونس صاحب الحوت ... قلبي يسلم عليك أخ النقاء


    ونبضي يشتاقك ... والله

المواضيع المتشابهه

  1. ماذا يريد الأخر بنا ؟
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-12-2014, 07:29 PM
  2. ابن عربي بين مؤيد و معارض
    بواسطة ياسرحباب في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 07-11-2013, 01:32 PM
  3. ماذا يريدُ الغربُ من وطنِ السلام!!؟
    بواسطة ماجد الغامدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 09-01-2012, 11:28 PM
  4. شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك كتاب الكتروني
    بواسطة آمال المصري في المنتدى المَكْتَبَةُ الأَدَبِيَّةُ واللغَوِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 13-11-2008, 05:06 PM
  5. (( ماذا يريد ؟))
    بواسطة عادل عبد القادر في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 16-10-2005, 11:47 PM