عتمة الإنتظار !!
شعر : درهم جباري
* إلى صانع الثورة ومزلزل عروش الطغاة أبي الأحرار / محمد محمود الزبيري .
غسق الليل لم يزل في الديارِ كاد يمحو بقاه ضوء النهارِ كم حلمنا بشمس يوم جديد وصحونا بعتمة الإنتظار ورجونا للصبح عمرا مديدا فطوته أصابع الإحتضار فإذا بالغد الذي كان حلما قد توارى بكومة من حجار وطن منهك ووال عميل وجيوش مصابة بالدوار وشعوب تمد للنجم كفا وهي تبدو بحافة الإنهيار تغتلي لحظة وتخبو سنينا ثم تهفو للبس وجه حضاري بئس أحلامها تود إنتصارا وهي في غفلة عن الإنتصار تصطلي في جحيم من يحكموها وهي أقوى لدفع نار بنار إنما للضياع يسعى بنوها إذ أضاعوا حق اتخاذ القرار سلّموا أمرها إلى خائنيها وتواصوا بحكمة الإصطبار هكذا أمتي غدت في حماها بعدما قد وهبتها كل نبض مانحا جل صفوة الأفكار وتجليت في سماها كبدر مرسلا نوره إلى الثوار راسما للكفاح نهجا قويما مُزجت فيه ثورة الأشعار ( 1 وصلاةٌ عمق الجحيم أنارت دربهم بأشعة الأنوار ( 2 قلت : ( قم يا يراع ) فانصاع يجري ليوافي الشعوب بالأخبار ( 3 ومن الدهر قد صنعت نهارا وصلت شمسه إلى الأمصار ( 4 ورثيت الشعوب بالدمع حتى شاطرتك السحاب بالإنهمار ( 5 وتغنيت للغريب بصوت مثقل بالحنين والدمع جار ( 6 ثم أرسلت للطبيعة شدوا فتلقاه بلبل الأشجار ( 7 أنت ياساحر البيان بيان واضح الرأي حازم بالقرار يازبيري إننا في زمان هاك بعضا مما حوته يداه من شجون ، واقبل غزير اعتذاري غزة الصابرين تحيا جراحا وتعاني مرارة بالحصار اسلموها ثلاثي الغدر - ظلما - للمنايا بلحظة من نهار إنما غزة الصمود تحدت غدرهم وعلت على الإنكسار أثبتت أنها - بفضل بنيها - قد أعادت ملاحم الإنتصار في عراق الرشيد تُدمى قلوب حطّمتها الغزاة في كل دار وعلى القدس كم تفيض عيون أبعدتها مشيئة الأقدار ودم المسلمين في كل ركن سائلا كغزارة الأمطار رغم هذا فإن للحلم وهجا سوف يزهو بعد انقشاع الغبار لم تمت أمتي وإن شاع فيها وجع الإنفصام والإنشطار !!
ــــــــــــــــــــــ
سان فرانسيسكو ـ كالفورنيا في 12 / 1 / 2009 م
ـــــــــــــــــ
* الأبيات المرقمة من 1 إلى 7 فيها إشارات إلى بعض دواوين الشاعر وقصائده .
اللهم ابرم لأمتنا أمر رشد وقائدا يقودها إلى الخير وينتشلها من براثن الشر .