سُعَدَاءُ بِأشْيَاْء قَلِيلَةٍ
نَزْرَعُ فِي الْفِقْدَانِ أَزْهَارًا بَرِّيةً
وَمَا تَيَسَّر مِنْ مَطَالِعِ أُغْنِيَةٍ عَتِيقَةٍ
سُعَداءُ بِمَا يَلْزَمُنَا
مِنْ انْتِظَارَات طَوِيلَةٍ
وَخَسَارَاتٍ هَائِلَةٍ
وَتَلَوُّعَاتٍ أَشَدُّ مِنَ المَوتِ الْقَاسِي
سَنَكُونُ كِبَارًا فِي هَزَائِمِنَا
كَأَبْطَالِ رِوَايَاتِ دويستويفسكي
كَنَهَارٍ عَاطِلٍ عَن الطَّقْسِ
كَما يَرِنُّ هَاتِفٌ طَوِيلاً دُونَ أَنْ يَرُدَّ أَحَدٌ
نُؤَجِّلُ فَرَحًا عَظِيمًا لاِنْشِغَالِنَا بِأَحْزَانِ طَارِئَةٍ
لَنْ نَسْتَرِيحَ مِنْ
سَفَرٍ مُؤقَّتٍ
وَخَمْرٍ مُؤَقَّتٍ
وَإِقَامَةِ مُؤَقَتَةٍ
وعِشْقٍ مُؤقَّتٍ
نُقِيمُ بين حَبَّة مَطَرٍ وَأُخْرَى لا تجِيءُ
لَنَا فِي الحَيَاةِ حَيَاةٌ أُخْرَى
نُحِبُّ دُفْعَةً وَاحٍدَةً
وَلاَ نَنْسَى دُفْعَةً وَاحِدَةً
الْمُهِمُّ بَعْدَ أَنْ نَعْبُرَ شَارِعًا أَوَّلَ النَّهَارِ
نَكْرَهُه لازْدِحَامِه
نَعُودُ إِلَيه
نُحِبُّه آخِرَ الليْلِ لازْدِحَامِه
نكْسِرُ إِيقَاعَ الزَّمنِ بِتَحْوِيلِ كُلِّ لَحْظَةٍ إِلَى مُصَادَفَةٍ
تُدِيم ارْتِعَاشَةَ الْجَسَدِ وَتُطِيلُ إغْمَاءَتهُ مِن خَدَرِ مُرْتَجِفٍ
سُعَدَاءُ بِأشْيَاء قَلِيلَة
بِدَنْدَنَة أُغْنِيَة امْرَأ الجار
تَصْعَدُ مَعَ رَائِحَة البنِ
بِامرأة نُصَلِي لَها تَسْتَعْصِي عَلى الْحُـبِّ وَتُمَـارِسُ التَقَشُّفَ العَاطِفِي
بِحُرِّيَةٍ نُعَارِكُ فِيهَا المَوت وَلا تَقولُنَا
بالنَّوْمِ فِي كِتَابٍ أَوْ
فِي غُرْفَة بِلا شَبَابيك ولاَ جُدُرَان ولا باب
بمَا يَمْنَحُنَا الضَّجَرُ اليَومِي مِن تَشَرُّدٍ أَنِيقٍ
سعَدَاء بِكِبْرِيَاء حُزْننا
فَلَنَا في الْحَياة حياة أخرى