أخي سمير
شكرا لاستجابتك
يقول أخي الصمصام :" لا يصح به قياس م ع فالعملية هنا بدون مشاعر وانفعالات وإنما تركيب كلمات على بعضها وهو ما يشبه النظم لا الشعر"
وسبق لي كلام مثل هذا في غير موقع وأهم ما أقوله بهذا الصدد:
1- قيمة م/ع نسبية وليست مطلقة فلا نقارن بيتا في قصيدة معينة ببيت آخر في قصيدة أخرى إلا في توفر شروط منها ثشابه في الموضوعين والوزنين والقافيتين بل ومجمل السياقين.
2- المؤشر تحليلي لا إنشائي. وقلت لأخي الدكتور شاكر بأن الفرق بين الأمرين كمن تُقاس حرارته لتشخيص مرضه، وكمن يتناول الفلفل لرفع حرارته لينال إجازة :)
3- لعبقرية اللغة دور في ذلك يأخذ طريقه دون تعمد الشاعر.
4- كلما ازداد الفارق كانت الدلالة أقرب للصحة.
5- يمكن في قصيدة واحدة أن يكون هناك مؤشران متقاربان أحدهما للانفعال بالحزن في بيت والآخر للانتشاء بالفرح في بيت آخر
ورغم ما تقدم، فلنر مثلا ما تفضلت به:
تقول:
" الشطر الأول:
لا زال طائرها يرديك بالنار
2 2 3 1 3 2* 2 3* 2 2
م/ع = 2/7 = 0.3
هاما بها شغفاً قلبي كما روحي
2 2 3 1 3* 2* 2 3 2 2
م/ع = 2/7 = 0.3
في الشطر الأول تهديد من قوة وانفعال وإصرار بما يستوجب معه شحنة إنفعالية عالية وغضب يستوجب أن نرى مؤشراً عالياً يعكس هذه الحالة المتوترة التي ترسمها الصورة ولكنا نرى هنا مؤشر منخفض جداً لا يشي بما تحمل الكلمات.
وفي الشطر الآخر كلمات عاشق يذوب رقة ويعبر عن مشاعره المتوثبة في الحب والشغف ولكن معدل التوتر فيه يفترض أن يكون أقل من الغضب والتحدي ولكننا نحصل على ذات القيمة للمعدل المنخفض على عكس ما يتوقع من ذات الصورة أولاً ومن مقارنتها بسواها ثانياً.
يمكنني أن أقول مثلا أنه بالنسبة للشطر :" لا زال طائرها يرديك بالنار " فإن انخفاض المؤشر رغم ظاهر التهديد يكشف حبا وحنانا كامنين للمحبوب وهذا ما يفسر انخفاض المؤشر رغم ظاهر التهديد "
وقولي هذا كقولك كلاهما ممكن والحكم للسياق الغائب.
وتقول:
" لننظر هنا في شطرين مرتجلين أيضاً:
هب النسيم بعطر الزهر محتفلاً
2* 2* 3 1 3* 2* 2* 3* 1 3*
م/ع = 7/1 = 7
النفس تهمس من شوق بكل هوىً
2* 2* 3* 1 3* 2* 2* 3* 1 3*
م/ع = 8/1 = 8
في الشطر الأول حالة وصفية بجو جميل ونسيم يهب وزهر يحتفل ويتوقع أن يكون المؤشر في أقصى انخفاضه ولكننا نرى مؤشراً عالياً جداً جداً يوحي بحالة أشبه ما تكون بحرب شعواء تحيط بالشاعر لا جو عاطر وإحساس محتفل.
وفي الشطر الثاني نرى مؤشراً مخيفاً لحالة بوح هامسة من عاشق بما لا يعبر عن الحالة الحقيقية للمشاعر حينها."
وهنا أيضا يمكن أن أقول عن الشطر: هب النسيم بعطر الزهر محتفلاً
إن تفاعل الشاعر مع الطبيعة بلغ به حد من النشوة والابتهاج والاندماج أثملته فارتفع مؤشر النص.
كما يمكنني أن أقارن الشطر:
النفس تهمس من شوق بكل هوىً...........(8)
بالشطر:
روحي تتوق وأشواقي تناجيكِ ................(1/8)
فأقول هنا شطران كلاهما رقيق:
في الأول توق للقاء وفقدان للصبر.........(8)
وفي الثاني حنين وما يشي باستسلام للبعد ..........(1/8)
وكذلك قد يصح هذا وقد لا يصح والحكم فيه السياق في الحالين.
لكما تحياتي.