أحدث المشاركات
صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 42

الموضوع: مُختَلفٌ

  1. #1
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي مُختَلفٌ



    اقْتَرَبَ النَّهَارُ مِنْ مُنتصَفِهِ في يَومٍ صَيفيٍّ حَارٍّ يَكادُ لولا بَعضُ ظِلٍّ وَقَرٍّ مِن مُكَيِّفِ هَواءٍ لا يَستَقِرُّ أنْ يُوغِرَ صُدُورَ البَّشَرِ وَأنْ يَزيدَ فيهَا المَللَ والضَّجرَ. رَغم ذَلكَ كانَ طَابورُ المُرَاجِعين يَطُولُ بَدَلَ أنْ يَقصرَ وَالمعَامَلاتُ تَتَكدَّسُ على مَكتبَهِ يَنظُرُ إِليهَا شَزرًا وَقَهرًا حَتَّى إذَا بَلَغَ الصَّمْتُ مِنْهُ الحُلقُومَ صَرَخَ في المُرَاسِلِ الذِي يَنقلُ إِلَيهِ كُلَّ تِلك المُعَاملاتِ أَنْ كَفَى.

    كانَ مُديرًا لِقِسمِ التَّوثِيقِ والتَّدوينِ وَكَانَ عَلَيهِ أنْ يُوَقِّعَ بِالاستلامِ عَلى كُلِّ مُعَاملةٍ تَصِلُّ مَقَرَّ الإدَارَةِ العَامَّةِ للمَشَاريعِ ثُمَّ تَحويلهَا للقِسْمِ المُخْتَصِّ. أَمْسَكَ قَلمَهُ يُوَقِّعُ عَلى المُعَاملاتِ مُتَذمِّرًا مِنْ كُلِّ مَا حَولهُ. لَمْ يَكُنْ يُرضِيهِ شَيءٌ ؛ هُوَ يَرَى أَنَّهُ مُخْتَلِفٌ لا يُحِبُّ الرَّتَابةَ وَلا التِّكْرَارَ ، وَلا يَرضَى أنْ يَكونُ أَسِيرَ نِظَامٍ إِدَاريٍّ قَائِمٍ وَرَهِينَةَ عَمَلٍ رَتِيبٍ كَئِيبٍ. تَذَكَّرَ كَيفَ كَانَ يَتَذَمَّرُ مِنْ تَوجِيهَاتِ جَدِّهِ النَّاصِحَةِ بِأَمْرٍ أَو بِنَهْيٍ ، وَكَيف كَانَ يَمقتُ مُدَرِّسِ النَّحْوَ وَالقَوَاعِدِ ، وَكَيفَ كَانَ يَنْزَعجُ مِنْ التَّشَدُّدِ فِي الالتزَامِ بِمَواعِيدِ الحُضُورِ وَالانْصِرَافِ أَيَّامَ الدِّرَاسَةِ بَلْ وَحَتَّى هَذِهِ الأيَّام. كَانَ يُؤمِنُ بِالحُرِّيَةِ وَالانطْلاقِ وَالتَّحَرُّرِ مِنْ كُلِّ قَيدٍ وَالتِزَامٍ إِلا بِمَا يَقتَنعُ بِهِ رَأيُهُ ، فَفَلسَفَةُ الحَيَاةِ عِندًهُ أَنَّهَا لِلأحيَاءِ فَمَنْ سَبَقَ قَضَى وَمَنْ لَحقَ اقتَضَى وَمَنْ عَاشَ فَلَهُ مِنْ عَيشِهِ أَيَّامَهُ لا تَزَيدُ وَلا تَعُودُ.

    انتَبَهَ فجْأَةً عَلى المُرَاسِلِ يَمُدُّ إِليهِ بِيَدٍ رَاجِفَةٍ وَرَقَةً وَاحِدَةً فَأَمسَكَها بِمَللٍ وَأَرسَلَ لَهَا بَصَرَهُ بِكَسَلٍ ، فَمَا لَبثَ إِلا قَليلا حَتَّى ارتَسَمتْ عَلى وَجهِهِ وَلأَوَّلِ مَرَّةٍ مُنذ أيَّامٍ بَعْضُ مَلامِحِ انفِراجٍ أَدْنَى إِلى الابتِسَامِ. كَانَ خَبَرُ حُضُورِ الوَزيرِ وَلفِيفٍ مِنِ المَسؤُولينَ وَكِبَارِ الصَحَفِيينَ الحَفلَ السَّنَوِيِّ الذِي سَتُقِيمُهُ الإدَارَةُ فِي مَوعِدِهِ المُحدَّدِ بَعْدَ أسبُوعَينِ فُرصَةً رَآهَا سَانِحَةً لِيؤَكِّدَ للجَمِيعِ أَنَّهُ مُخْتَلِفٌ وَأَنَّهُ يَستَحِقُ الفَوزَ بجَائِزَةِ التَمَيُّزِ في الأدَاءِ ، بل ويَستَحِقُ أَكثرُ مِنْ هَذَا المَنصبِ الذِي يَقْبَعُ فِيهِ ، وَأَهَمُّ مِنْ هَذَا كُلِّهِ أَنْ يُثْبِتَ لِلمُدِيرِ العَامِ وَأَمَامَ الحَشْدِ الكَبِيرِ أنَّهُ أَفضَلُ بَذْلا وَأَكمَلُ عَقْلا مِنْ مُدِيرِ شُعْبَةِ التَّخطِيطِ وَالتَّطوِيرِ هَذَا الذِي يُدْنِيهِ مِنهُ وَيُقَرِّبهُ إِلَيهِ وَيَثِقُ بِهِ.

    كَانَ الحُضُورُ كَبِيرًا وَقَدْ تَعَلَّقتِ الأنظَارُ بِالمُصطَفِّينَ خَلفَ المَنَصَّةِ مِنْ مُدَراءِ الأقْسَامِ لِيُقَدِّمَ كُلُّ مُدِيرٍ مِنْهُم تَقييمًا وَتَقوِيمًا لِخِطَّةِ قِسْمِهِ وحَصْرِ الإنْجَازاتِ وَمُناقَشةِ آلِيَّاتِ التَّدْبِيرِ وَالتَّطوِيرِ بِمَا يَتَّفِقُ وَالقَوَاعِدِ العَامَّةِ وَيرتَقِي بِالمُستَوَى شَكْلا وَمَضْمُونًا. شَعَرَ بِمَوجَةٍ مِنِ الرِّضَا تَجْتَاحُهُ وَهُوَ يَرَى جُلَّ العُيُونِ وَقَد اتجهَتْ صَوبَهُ تَرْمقُهُ بابتسَامَةٍ حَارَ فِي تَفسِيرِ مَعنَاهَا. لَقَدْ شَعَرَ حِينهَا بِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَخْدَعُ نَفْسَهُ وَبِأَنَّهُ بِحَقٍّ جِدَّ مُختَلِفٍ ومُتَفَوِّقٍ عَنْ غَيرِهِ ، واقتَنَعَ بأَنَّهُ سَيكُونُ نَجْمَ الحَفلِ لا مَحَالَةَ خُصُوصًا بَعدَ أنْ يُلقِي كلِمَتهُ وَيُدْهِشُ الحَاضِرِينَ بِأسلُوبِهِ وَرُؤيَتِهِ.

    تَوَالَتِ الكَلمَاتُ لا يُلقِي لَهَا بالا وقَدْ غَرِقَ فِي شُعُورِهِ العَارِمِ بِمُتعَةِ التَّمَيُّزِ مِنْ خِلالِ كُلِّ تِلكَ النَّظَراتِ التِي أَصَرَّتْ أَنْ تَمْنَحَهُ الجُزْءَ الأَكبرَ مِنْ التِفَاتَاهَا وَابتِسَامَاتِهَا. نَظَرَ حَولَهُ ثُمَّ إِلى زُمَلائِهِ المُديرِينَ فَسَخِرَ فِي نَفسِهِ منْهُم حَدَّ الرِّثَاءِ وَقَدْ لَبِسُوا الحُللَ الرَّسْمِيَّةِ يكَادُونَ يَخنِقُونَ أَنفسَهُم بِربطَاتِ العُنُقِ المُنْسَجِمَةِ مَعْ أَلوانِ الحُللِ بِرَتَابَةٍ وَتَقَارُبٍ يَكَادُ يُصِيبُهُ بِالغَثَيانِ. حَاولَ أَنْ يَستَمِعَ لبَعضِ مَا يَقُولونَ فَزَادَ فِيهِ مَا قَالُوا ذَلكِ الشُّعُورَ بِمَا أَبدوا مِنِ التزِامٍ بِالمَنهَجِ العَام وَأفكَارِ التَّطْوِيرِ المَنْهَجيِّ التَّقْليدِيَّةِ وَحَتَّى تِلكَ اللغَةِ المُستهلَكَةِ التِي يَستَخدِمُونَهَا فِي تَوضِيحِ مَا يَقْصدُونَ بِشِكْلٍ فَجٍّ وَمُبَاشِرٍ.

    سَمِعَ كَأَنَّ المَجْدَ يُنَاديهِ حِينَ هَتَفَ مُقَدِّمُ الحَفلِ بِاسمِهِ فَتَقَدَّمَ لِلمنَصَّةِ وَالعُيُونُ لا زَالتْ تُطَارِدُهُ بِتلكَ الابتِسَامَةِ. تَلَعْثَمَ كَثيرًا يَبْحَثُ عَنْ لُغَةٍ جَدِيدَةٍ مُختَلِفَةٍ وَأَفكَارٍ مُخَالِفَةٍ حَتَّى استَطَاعَ أَخيرًا وَبِالكَادِ أنْ يُفهِمَ الحُضُورَ بِأَنَّهُ يَرفُضُ مَنْهَجَ التَّقلِيدِ وَاتِّبَاعِ الأُطُرِ وَأَنَّهُ يَقتَرحُ أنْ يَكونَ مِعيَارُ الأدَاءِ بِيَدِ المُوظَّفِ نَفسِهِ لِيرسُمَ بِهَذهِ الحُرِيَّةِ حَالةَ إِبْدَاعِيَّةً تَنْعَكِسُ إِيجَابًا عَلى الأَدَاءِ العَام لِلمَشَارِيعِ. صَمَتَ ينتَظِرُ هاَلةً مِنِ التَّصْفِيقِ فَهَالَهُ أنْ المُصَفِّقِينَ لَهُ كَانُوا قِلَّةً يجْلِسُونَ فِي آخِرِ القَاعَةِ يَلبسُونَ قُمْصَانًا قَصِيرَةَ الأَكمَامِ. التَفَتَ مضْطَربًا يَبحَثُ عنِ تِلكَ العُيُونِ التِي كَانتْ تَرمقُهُ بابتسَامَاتِهَا فَوَجَدَهَا قَدِ انقَلَبتْ عَنهُ وَعَنْهَا إِلى نَظَرَاتٍ جَادَّةٍ مُعجَبَةٍ وتَصفِيقٍ مُجَلجِلٍ لِمُدِيرِ التَّخْطيطِ وَالتَّطويرِ يتَسَلَّمُ الجَائِزةَ ويُجِيبُ علَى أَسئِلةٍ دَقِيقَةٍ للصَّحَفيينَ مُوَضِّحًا لَهُم أَهَميَّةَ الاتِّكَاءِ عَلى مَورُوثِ الوِزَارَةِ وَالالتِزَامِ بِأُطُرِهَا المُنَظِّمَةِ مَعْ إِيجَادِ حَالَةً مِنَ الوَعيِ العَام بِالوَاقِعِ لِتَطويرِ آليَّاتِ أَدَاءٍ نَاجِعَةٍ وَمُنسَجِمَةٍ مَعِ الأهدَافِ وَالتَّطَلعَاتِ دُونَ انقِلابٍ عَلى الذَّاتِ وَلا انكِفَاءٌ عَلى الإنْجَازَاتِ.

    وَلأنَّهُ لَمْ يُدْرِكْ يَومًا أنْ التَّمَيُّزَ الحَقِيقَ إِنَّمَا يَكُونُ بِالاخْتِلافِ عَنِ الأَشبَاهِ لا الاخْتِلافِ مَعِ الأَشبَاهِ ثَارَ حَتَّى أَزبَدَ وَأَرعَدَ مُتَطَاوِلا عَلى صَاحِبِ الجَائِزَةِ فَمَا التَفَتَ إِليهِ أَحَدٌ سِوَى أَصحَابُ القمْصَانِ قَصِيرَةِ الأَكْمَامِ ، وَغَاظَهُ مِنهُ أَنَّهُ لا يَأْبَهُ بِهِ ، وَلَكِنْ غَاظَهُ مِنهُ أَكثَر تِلكَ الحُلَّةُ الرَّسمِيَّةُ التَّقلِيدِيَّةِ التِي زَادَتهُ وَسَامَةً وأَنَاقَةً وَهَيبَةً.

    ******
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    الصورة الرمزية بابيه أمال أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : هناك.. حيث الفكر يستنشق معاني الحروف !!
    المشاركات : 3,047
    المواضيع : 308
    الردود : 3047
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    سلام الله عليكم
    هذه الرؤية الضيقة لمفهوم العمل الجمعوي من قبل الكثير من الموظفين الذين أطمروا الكراسي الإدارية بمكاييل إضافية من العجز كانت من بين الأسباب الرئيسية التي أحالت العمل الإداري إلى "كاميرا" تعكس ما تراه دون إضافة ما.. لنجدهم بالتالي راضون بالوقوف في الطرف الثاني من الحلبة حاملون مشاعل الرؤية المستقبلية، وسابقون كل الفروض والأقيسة كيما يعبرون تخوم اليوم إلى مجاهيل الغد المحجب يقودهم على الطريق إحساس نبوئي صادق الإيماء !

    الدكتور سمير..
    للأسف.. فهذه العينة من العقول متواجدة في كل ركن وزاوية من الحياة التي يأبى المستقبل بما يحمله في غيبه إلا أن يتركهم وراءه..

    تقديري لقلم يجيد استخدام الحروف ومعانيها حاملا دوما أكثر من رسالة..

    دمتَ بخير..
    سنبقي أنفسا يا عز ترنو***** وترقب خيط فجرك في انبثاق
    فلـم نفقـد دعـاء بعد فينا***** يــخــبــرنا بـأن الخيــر باقــي

  3. #3
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    وَلأنَّهُ لَمْ يُدْرِكْ يَومًا أنْ التَّمَيُّزَ الحَقِيقَ إِنَّمَا يَكُونُ بِالاخْتِلافِ عَنِ الأَشبَاهِ لا الاخْتِلافِ مَعِ الأَشبَاهِ ثَارَ حَتَّى أَزبَدَ وَأَرعَدَ مُتَطَاوِلا عَلى صَاحِبِ الجَائِزَةِ فَمَا التَفَتَ إِليهِ أَحَدٌ سِوَى أَصحَابُ القمْصَانِ قَصِيرَةِ الأَكْمَامِ ، وَغَاظَهُ مِنهُ أَنَّهُ لا يَأْبَهُ بِهِ ، وَلَكِنْ غَاظَهُ مِنهُ أَكثَر تِلكَ الحُلَّةُ الرَّسمِيَّةُ التَّقلِيدِيَّةِ التِي زَادَتهُ وَسَامَةً وأَنَاقَةً وَهَيبَةً.

    حين يرتقي الأديب الشاعر السامق د. سمير العمري منصة القصة القصيرة ، فلا بد أن هناك رمزية عميقة ،
    على القارئ أن يتروى حتى يصل إلى عمقه والهدف منه ، فهو لا يكتب أي نص دون أن يكون من ورائه هدف وغاية ومقصد يثريان النص الأدبي بالحكمة والموعظة ودروس عظيمة في الحياة ..
    قرأت مرة ومرتين ، وبدأت تتوالى الأفكار وأنا أغوص في عمق هذه القصة كي أصل إلى مغزاها ..
    مرة وجدتها ربما تشير إلى الحداثة ، والتي يدعي فيها المحدثون أن الحرية هي أساس التميز وإن سلكت طرقا وعرة لا تؤدي إلا إلى نهايات لا غاية منها إلا الخروج عن كل ما هو مألوف ، من قيم وأخلاق ودين وعرف ..
    فيكون كل محرم مباح وكل مباح مستنكر ، حتى ليصل أحدهم حد الإلحاد ..
    ثم تأتي صورة أخرى تظهر لنا صور القياديين ، معما اختلفت مواقعهم ، وكل يتشدق بمفهوم حضاري جديد ، معلنا أن الحرية في الفوضى ، وعدم الالتزام ، وأن الغوغائية هي منبع الإبداع الفكري ، والكم لا الكيف هو الميزان
    لتقييم العمل ، بعيدا عن كل الأسس والمفاهيم العلمية التي كانت أساسا راسخا لكل علم ..

    كانت النهاية جميلة تخدم الرمز ليصل إلى الهدف المراد منه ..

    لعلي اكون وفقت أستاذي بقراءة نصك القصصي هذا ، واقتربت إلى ما أرته منه ولو بنصف خطوة ..


    خالص ودي ..
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  4. #4
    الصورة الرمزية مروة عبدالله قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    المشاركات : 3,215
    المواضيع : 74
    الردود : 3215
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    د. سمير العمري

    فرصة طاولته بكل ما هو جدير بالذكر من طموحات, وزخرفة يرسم بها نفسه بدون أسمى المعايير, لم يدرك أن الإختلاف يكمن في النفس من خلال عيونهم هم وليس عينيه هو, أصبح هو الآن كرقعة كبقية الرقع التي علي المكاتب تكابد لتكسب قوتها مثل كل الأجناس, جميلة القصة وبسيطة كلماتها, فمن القلب أشكركَ.

    محبتي

  5. #5
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي



    أخي الفاضل الأديب / د. سمير العمري
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مر زمن منذ أن قرات لك آخر قصة
    تعتمد في قصصك على بناء هندسي محكم ، أو لنقل معادلة تحرص دائماً على وجود جميع معطياتها لنصل إلى معادلة موزونة ( كما يقول أهل الكيمياء) ..
    العمل غارق في الرمزية ويمكن تأويله على أكثر من وجه ،رأيت فيها مقارنة بين حرية الفوضى
    والحرية المسؤولة ، هناك فرق بين الالتزام بالنظم والقواعد وبين الروتين ؛فهناك البعض يرى الأمور من وجهة نظر وحيدة قاصرة ، ويبني عليها عالماً خاصاً يعيش داخله متشرنقاً لا يحاول الخروج من تلك الشرنقة ورؤية العالم حوله من وجهة نظر محايدة على الأقل .
    ذكرتني قصتك بمقولة عامية ( العلم في الراس مش في الكراس) حيث أن البعض يرى في الأكاديميين ونظمهم الأكاديمية نوعاً من التكلف ، وذلك غالباً بسبب أن المشوار الأكاديمي لا يطيقه الكثيرون فيلجا البعض منهم إلى الاختلاف لمجرد الاختلاف والتمرد ، وقد يرميهم بما ليس فيهم (روتين أو جمود) إشارتك إلى أصحاب القمصان قصيرة الأكمام ، والحلة الرسمية التقليدية قادتني إلى هذا التفسير.
    تمنيت لو انك لم تورد هذه العبارة في القصة(برغم أهميتها) فقد جعلتني أشعر بوجود الكاتب :

    "وَلأنَّهُ لَمْ يُدْرِكْ يَومًا أنْ التَّمَيُّزَ الحَقِيقَ إِنَّمَا يَكُونُ بِالاخْتِلافِ عَنِ الأَشبَاهِ لا الاخْتِلافِ مَعِ الأَشبَاهِ."

    وهي مجرد وجهة نظر ـ كما تعلم ـ من محب للقصة
    تقبل تقديري واحترامي

    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  6. #6
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بابيه أمال مشاهدة المشاركة
    سلام الله عليكم
    هذه الرؤية الضيقة لمفهوم العمل الجمعوي من قبل الكثير من الموظفين الذين أطمروا الكراسي الإدارية بمكاييل إضافية من العجز كانت من بين الأسباب الرئيسية التي أحالت العمل الإداري إلى "كاميرا" تعكس ما تراه دون إضافة ما.. لنجدهم بالتالي راضين بالوقوف في الطرف الثاني من الحلبة حاملين مشاعل الرؤية المستقبلية، وسابقين كل الفروض والأقيسة كيما يعبرون تخوم اليوم إلى مجاهيل الغد المحجب يقودهم على الطريق إحساس نبوئي صادق الإيماء !
    الدكتور سمير..
    للأسف.. فهذه العينة من العقول متواجدة في كل ركن وزاوية من الحياة التي يأبى المستقبل بما يحمله في غيبه إلا أن يتركهم وراءه..
    تقديري لقلم يجيد استخدام الحروف ومعانيها حاملا دوما أكثر من رسالة..
    دمتَ بخير..
    نعم أيتها الأديبة الحصيفة ، هناك من لا يرى الكون إلا من خلال نفسه فينصب نفسه معيارا وحاكما للقيم التي يجدر أن تسود.

    هي إحدى الزوايا أشرت إليها بحصافة ولباقة ، ورصدت أمثال هؤلاء ممن لا يجد المرء منهم إلا الكبر غرورا والقول بذلا.

    أشكر لك مرورك الكريم.



    تحياتي

  7. #7
    الصورة الرمزية إدريس الشعشوعي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    الدولة : قلب كلّ مسلم
    المشاركات : 2,253
    المواضيع : 185
    الردود : 2253
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    أستاذنا الحبيب العمري ... تحية ، و قد صدقت الاستاذة وفاء شوكت ، فما عهدنا تآليفكم إلا ذات مغزى و رسالة و إشارة و توجيه .

    مختلِف ؟؟ .. ما أصعبَ أغوار النّفس و تلبيساتها ، إذا صارتِ التراكمات على هبوط مقاييسها ، و العاداتِ على تدنّي مستواها الأخلاقي و القيمي ، إذا صارتِ هذه التراكمات و العادات لها في نفسِ صاحبها قيمة بل و تميّزا و اختلافاً عن غيره من الاقران .

    تلك سيدي طامة و أزمة ، فالنّفس إذا التفّ عليها عجزها و عاداتها السقيمة ، و لم تبلغ المدى المقبول من مقاييس القبول و الأخلاق مالتْ الى ذاتها و افعالها الى التبرير ، و الأعجب و الأسوء أن تميل في ذلك الى اعتباره تميّز و اختلاف و تفرّد !!

    ثمّ الأسوء من ذلك إذا تحوّلت هذه النرجسية المزيّفة المتوهمّة الى احتقار للغير ، و بعثت بصاحبها الى الكبر و الغرور .

    فحريٌّ بنا أن نلتفت الى أنفسنا يوماً بعد يومٍ نتّهمها فيما تدّعيه ، و نجعل مقياس تميّزها و قبولها مرجعا صحيحا من الأخلاق و المنطق المقبول و النصح ممّن عرفناهم أهلا للثقة و الصدق و الخلق النبيل .

    و ما أجمل أن يفيضَ التميّز و الموهبة بالتكامل مع الغير و المحبّة و الاندماج بدل الاستعلء و الغرور و الاحتقار .

    فما أشقى من يبعثُه وهمه أو حتى تميّزه و مواهبه الى الاستعلاء على الغير و الاحتقار لهم . لا شكّ أنّ مثل هذا قد جعل ما حباهُ الله من نعم و مواهب و فضل عبئاً على كاهله و سببا من اسباب شقائه .

    سيدي الكريم بارك الله فيك على هذه الاشارات القيّمة .

    دامَ هذا الإبداع الهادف .. تحياتي و تقديري .

  8. #8
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء شوكت خضر مشاهدة المشاركة
    وَلأنَّهُ لَمْ يُدْرِكْ يَومًا أنْ التَّمَيُّزَ الحَقِيقَ إِنَّمَا يَكُونُ بِالاخْتِلافِ عَنِ الأَشبَاهِ لا الاخْتِلافِ مَعِ الأَشبَاهِ ثَارَ حَتَّى أَزبَدَ وَأَرعَدَ مُتَطَاوِلا عَلى صَاحِبِ الجَائِزَةِ فَمَا التَفَتَ إِليهِ أَحَدٌ سِوَى أَصحَابُ القمْصَانِ قَصِيرَةِ الأَكْمَامِ ، وَغَاظَهُ مِنهُ أَنَّهُ لا يَأْبَهُ بِهِ ، وَلَكِنْ غَاظَهُ مِنهُ أَكثَر تِلكَ الحُلَّةُ الرَّسمِيَّةُ التَّقلِيدِيَّةِ التِي زَادَتهُ وَسَامَةً وأَنَاقَةً وَهَيبَةً.

    حين يرتقي الأديب الشاعر السامق د. سمير العمري منصة القصة القصيرة ، فلا بد أن هناك رمزية عميقة ،
    على القارئ أن يتروى حتى يصل إلى عمقه والهدف منه ، فهو لا يكتب أي نص دون أن يكون من ورائه هدف وغاية ومقصد يثريان النص الأدبي بالحكمة والموعظة ودروس عظيمة في الحياة ..
    قرأت مرة ومرتين ، وبدأت تتوالى الأفكار وأنا أغوص في عمق هذه القصة كي أصل إلى مغزاها ..
    مرة وجدتها ربما تشير إلى الحداثة ، والتي يدعي فيها المحدثون أن الحرية هي أساس التميز وإن سلكت طرقا وعرة لا تؤدي إلا إلى نهايات لا غاية منها إلا الخروج عن كل ما هو مألوف ، من قيم وأخلاق ودين وعرف ..
    فيكون كل محرم مباح وكل مباح مستنكر ، حتى ليصل أحدهم حد الإلحاد ..
    ثم تأتي صورة أخرى تظهر لنا صور القياديين ، معما اختلفت مواقعهم ، وكل يتشدق بمفهوم حضاري جديد ، معلنا أن الحرية في الفوضى ، وعدم الالتزام ، وأن الغوغائية هي منبع الإبداع الفكري ، والكم لا الكيف هو الميزان
    لتقييم العمل ، بعيدا عن كل الأسس والمفاهيم العلمية التي كانت أساسا راسخا لكل علم ..

    كانت النهاية جميلة تخدم الرمز ليصل إلى الهدف المراد منه ..

    لعلي اكون وفقت أستاذي بقراءة نصك القصصي هذا ، واقتربت إلى ما أرته منه ولو بنصف خطوة ..

    خالص ودي ..
    أشكر لك هذه القراءة المميزة ، وأقدر لك هذه الثقة الكريمة أختي الغالية وفاء.

    والحقيقة أن للقصة أبعاد عدة أراك رصدت منها اثنين بحصافة وفطنة ، والنص مفتوح على قراءات أخرى أتركها للقراء كل وفق رأيه ورؤيته.

    أكرر شكري وتقديري على ما زينت به هذه الصفحة.



    تحياتي

  9. #9
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Dec 2008
    المشاركات : 33
    المواضيع : 11
    الردود : 33
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    ذكرتني القصة بزميل في الكلية كتب علي معطفه " أنا مختلف " كتبها بالانجليزية طبعا " I'm different "
    بصراحة لم يلفت هذا نظري , في أيامنا هذه صارت الكتابة , بل والرسم علي معاطف الكلية البيضاء أمرا عاديا
    قال هذا الزميل تعليقا ما فضجت القاعة بالضحك , وكثيرا ما كان يفعل
    - فلان هذا ظريف فعلا
    تقولها لي زميلتي من بين ضحكاتها
    - حقا؟
    - انظري ماذا كتب علي معطفه , إنه فعلا مختلف
    مقتنعة أقول لها
    - وهذا هو أول دليل علي أنه ليس مختلفا في شئ , مجرد مراهق آخر يحاول لفت الانتباه
    بطل القصة هنا يبدو أنه تخطي المراهقة فيما يبدو " أم لا؟ " , ولكن أراه يشبه زميلي في كونهما مجرد نسخ بشرية مكررة تبالغ في تقدير الذات
    أومن تماما أن المختلفين حقا هم من لا يعرفون أنهم كذلك
    ولو أعطي بطل القصة هذا المنصب الذي يريد لما أضاف شيئا , بل ربما بخس
    الاختلاف ليس كلاما يقال , ولا خطبا تدبج
    الاختلاف رؤية عملية كاملة تأتي نتاج جهد وتأمل واستفادة من الخبرات السابقة , وتطويرأساليب تفيد , المهم أن تفيد الهدف
    أما الاختلاف لمجرد الخلاف بلا هدف , ولمجرد التميز عن الآخرين , بلا رؤية جادة , وعمل حقيقي مثمر , فله اسم آخر
    ومن هنا أقول عن بطل القصة " المختلف " كما قلت عن زميلي , هو مجرد شخص يحاول لفت الانتباه
    هذه هي الزاوية التي رأيت منها بطل القصة
    أما التطوير فأهلا به طبعا قاتلا للروتين والنمطية , علي أن يأتي علي يد شخص مختلف , لا يعرف أنه كذلك
    أستاذ سمير
    وافر التقدير علي هذا الطرح المتميز
    ومعذرة علي هذه القراءة القاصرة
    كدت أنسى أن أقول أنني أتفق مع أستاذنا حسام القاضي فيما قال عن هذه الجملة
    وَلأنَّهُ لَمْ يُدْرِكْ يَومًا أنْ التَّمَيُّزَ الحَقِيقَ إِنَّمَا يَكُونُ بِالاخْتِلافِ عَنِ الأَشبَاهِ لا الاخْتِلافِ مَعِ الأَشبَاهِ."
    وأراها تحاول شرح القصة , فلا تترك للقارئ فرصة للسعي وراء المغزي

  10. #10
    الصورة الرمزية نزار ب. الزين أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    الدولة : Anaheim,California,USA
    العمر : 92
    المشاركات : 1,930
    المواضيع : 270
    الردود : 1930
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    أخي المبدع الدكتور سمير
    عندما يشعر الإنسان أنه مختلف ، فإنه يعيش حياته في صراع نفسي دائم ، يسبب له الألم و يقربه من حافة اليأس .
    و من ناحية أخرى فإن وظيفة المنسق وظيفة هامة و تحتاج إلى دراية و تركيز ، و لكن أن يستمر بها الموظف لسنوات ، تصبح بالنسبة إليه تعذيبا متواصلا ، و قد انتبهت بعض الحضارات لهذه الناحية فاهتمت بعملية الحراك الدائم ، فهذا الموظف في هذه السنة منسق و في السنة التالية أمين مخزن و في الثالثة رئيس شعبة و هكذا... و بذلك تنتفي عنه الآلية و يختفي شعوره بالملل .
    أما إذا كان الشعور بالإختلاف لا يستند إلى أية إمكانيات ذاتية ، فذلك ضرب من الغرور يؤذي صاحبه و يضايق من حوله بما فيهم أقرب المقربين إليه .
    النص يتضمن سخرية لاذعة من النظام الوظيفي في بلادنا الذي هده الروتين و مسخه ذوو الياقات البيضاء و ربطات العنق الأنيقة ، بعقلياتهم المتحجرة و تعلقهم بحرفية النصوص و إهمال روحها و مرونتها ، و عدم تقبل أي نقد أو أية محاولة تطوير
    و قد اعتمد الدكتور سمير على التصوير الدقيق لحالة ذلك الموظف المختلف النفسية ، فافاض و أجاد ، كما أجاد بحبك النص أسلوبا و لغة
    سلم يراعك أخي الدكتور سمير و دمت مبدعا متألقا
    نزار

صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. صباحه مختلف
    بواسطة خالد الجريوي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 28-12-2015, 10:55 AM
  2. متلازمة مختلف بلاهوية
    بواسطة ضفاف أماني في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 24-03-2009, 04:38 PM
  3. مُختَلفٌ
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى كِتابُ النَّثْرِ وَالقِصَّةِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-03-2009, 03:14 AM
  4. حـــــــزن مختلف
    بواسطة سحر الليالي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 42
    آخر مشاركة: 17-07-2007, 10:05 PM
  5. لانك مختلف ........
    بواسطة ميادة العاني في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 20-04-2006, 10:50 AM