لِآخرِ مُدْيَةٍ في القلب
مازالت تُمَزِّقُهُ وتَفْطُرُه..
تُدَلِّكُهُ إذا انهارا..
لكي يبقى يكابدها..
ويحضنها
يُدَفِّؤُها..وتلعنهُ..!
وتقسو في ارتعاشتها عليه إذا رأت لونَ العيونِ
الواقفاتِ على مدى عينيهِ
تنفيهِ من الذِّكرى..
إلى مأساتِهِ الأخرى
تَغِيظُ المُدْيَةَ الشَّمْسُ الوَقُورَةُ في تجاعيدِ الجبينِ
وتحتفي بدمي يَنِزُّ من القصيدةِ والعيونِ على تباريح الجوى
يغلي
فتثمَلُ بينَ شِقَّيْهِ
وتَسْفَهُ بينَ شِقَّيْهِ
وتجرحُ نفسَها في تيهِ سكْرَتِها..
فيمسَحُ جُرْحَها قلبي..
ويَغْسِلُ جُرْحَها قلبي..
يُضَمِّدُ جُرْحَها قلبي..
فَتَصْحو بعدَ سكرَتِها..وتلعَنُهُ..!
أُحِبُّكَ أنتَ يا قلبي
***
لِمَنْ يهديهِ خيطُ دمي إلى قلبي
خذوا قلبي
فقلبي الآنَ مُضْطَرِباً
وليسَ يضيرُهُ إن كانَ مضْطَرِباً هنا ..أو بينَكم..
نُتَفاً
يُقَسِّمُه كبيرُ القومِ ..
لا ظلمٌ..ولا بخسٌ..
فذا مُسْتَبْعَدٌ لخنافِسَ اقتسموا من الأحزانِ نَرْجِسَةً
يفي بالأمرِ بعضُ عبيرِها
لو قسَّموهُ بأيِّ شكْلٍ
كانَ حاظيهم بِـ"لا شيءٍ" سعيداً
\
/
\
/
فهذا الثلثُ للأوَّل
-كبيرُ القومْ-
وهذا الثلث للثاني
ويقتَسِمُ الأخيرَ صديقُنا وعَدُوُّ هذا الشاعِرِ المنفيِّ
في شجنِ القصيدةِ
للمَدى الأبَدِيِّ سيزيفاً يُحَمَّلُ صخرَةَ الآلامِ
يَحمِلُها إلى الشَّمْسِ..
وتحفِرُ ظهرَه الصّخْرَةْ
وكانت حينما اقتَرَبوا من الشَّمْسِ
تعوذُ بِحَرِّها من حَرِّ ظهرِ العبدِ "سيزيفِ"..!
***
لِمَنْ يهديهِ خيطُ دمي إلى قلبي..
خذوا قلبي أو انصرِفوا
فقلبي الآنَ مرتاحٌ..
ويزدادُ ارتياحاً حينَ يعلَمُ أنَّني أبكي لِأجلِهْ..
كم أُحِبُّكَ أنتَ يا قلبي
جِراحُكَ فِيَّ تبعثني
وأمزِجُ من دماها والدموعِ قصيدتي
فاللحنُ يشجيني
بإذنِ اللهِ تبرَأُ يا أخي،،الجرحُ لن يبقى..
وقامَ يُرَبِّتُ الكفُّ النحيلُ على الفؤادِ
ويغزِلُ الرُّقيا..
-الجرحُ مُرْتَحِلٌ..
-سيبقى..أيُّ قلبٍ نازِفٍ ما بينَهُ والموتِ إلاَّ نبضَةٌ..
أتراهُ يُرْقَى؟؟!
ويلَهُ.. والقلبُ يبكي نازِفاً ما بينَهُ والموتِ إلاَّ نبضَةٌ..
والموتُ يشزُرُهُ...!
-نعم..وأراهُ يشحَذُ ما لديهِ من المُدَى..
ولعابُهُ يجري يسابقُهُ إلَيَّ..وينتشي بِأُفولِ وجهي..
آهِ..تلكَ الرَّعشَةُ الحَرَّى
تَمُرُّ سَحابَةُ استفهامها
يوماً على يومٍ أُرَتِّبُها وأوعِزُها إلى أمسي
لِأُثبِتَ للغدِ الآتي بأني الآنَ مرتاحٌ
وأزدادُ ارتياحاً حينَ أشعُرُ أنَّ قلبي الآنَ يبكيني..
لأجلي..
لن أغيبَ عن المَدى..
سأقومُ مُعتَزِلاً بقاياكم
وأحتَضِنُ السَّحابَ هناكَ
أُشعِرُها بدفء القلبِ والحُبِّ
أُقَبِّلُها على مهلٍ
فلا أدري أتأتي قبلَ ميلادي الأخيرِ سَحابَةٌ أخرى
فأشْرَعُ في مراسيمِ المَسيرَةِ نحوها
لن تسمعوني الآنَ أحكي قصَّةً بينَ الكبارِ عنِ الصِّغارِ
وقهقهاتٍ تُعلِنُ البَدْءَ المُكَثَّفَ في تفاصيلٍ لشيءٍ مُحرِجٍ
حيناً....
ونهدأُ بُرهةً قبلَ ابتداءِ القِصَّةِ الأخرى!
فقلبي صارَ أُغنيَةً
لها لحنٌ أثيرِيٌّ
وتُحْسِنُ الاستماعَ لأيِّ أغنيةٍ
بها إيقاعُ ما تشكو
وتَبْعُدُ عن كناياتٍ سيفهمها الكبارُ عن الصِّغار
وقلبي ليسَ مُضْطَرِباً
وقلبي ليسَ يدري كيفَ يُنْتَخَبُ النبيذَ
لِذا ..أراهُ اليومَ مُغتَرِباً خلالَ الموتِ والبُعْدِ..
وهذا الدَّرْبُ أقصَرُ من مسافتنا..
-فكيف تصل؟
-يُجَمِّعُنا غَدٌ آتٍ..
ويُسْكِنُنا المدى صدرَك..
أُحِبُّكَ أنتَ يا قلبي
ويُعْظِمُ جُرْحُنا حُبَّكْ
وإن كانت برازِخُنا لهُ وعداً..
أَمُتْ وحدي...ومُتْ وَحْدَكْ....