معلّش خلي يعضّني !!!!!!

دائما عندما نحب شخص ما ، نتجاهل ، أو نتغاضى عن أخطائه ..
مهما كثرت ومهما كانت آثارها ، ومهما سببت لنا الكثير من الأحزان والآلام .
هذه هي الحياة ....
اسمحوا لي أحبتي أن اسرد لكم هذه القصة التي حدثت أمامي ..
أبطال هذه القصة (أحمدتي ) اسم الدلع لأحمد ابن اختي عمره سنة ونصف ومن هواياته العفرتة والعض وجولي ابنة خالته عمرها 5 سنوات تقريبا ..
أحمد طفل ما شاء الله جميل جداً وكربوج كتير كتير ، و كلما اجتمع مع الأولاد الأخرين يقوم بعضّهم .. نعم يعضّهم بأسنانه الصغيرة التي في فيه ، فيمتلأ البيت صراخ وعويل ..
في أحد المرات اجتمع أحمدتي مع جولي في الغرفة التي كنت فيها ، وجولي هذه تحب أحمدتي كتير ، تحمله من مكان لمكان ، وتجلب له الأكلات الطيبة ، وتلاعبه بالالعاب ، وكلمة أحمدتي ما بتصير عند جولي كلمتين .
وبينما كانت جولي تلاعب أحمدتي ، قام هذا الأخير بعضّ جولي ، حتى أن أسنانه الصغيرة طاب لها البقاء وأبت أن تخرج من يدها ، بدأت جولي تصرخ وتبكي بشدة ، و بدأ أحمدتي يصرخ ويبكي بشدة أكثر .

عند ذلك قمت من مكاني وأحضرت أحمدتي ومسكت يده ، وخاطبته بغضب
لماذا فعلت هذا ؟ ..
وقلت لجولي لا تبكي .. سأعاقبه لأنه عضَك .
هنا خففت جولي من شدة بكاءها ..ونظرت إلى أحمد وهو يبكي ويصرخ ..
قلت لها : يجب أن يُعاقب كي لا يعض أحداً مرة ثانية .
وعندما مسكت ُ بيده واتجهت به إلى مكان أخر في زاوية الغرفة ، قالت لي جولي : لا تضربيه يا خالتي ، فإن عضته ما بتوجع . ولكن .. لم أكترث لها واستمريت بمخاطبة أحمدتي بلهجة حادة وأنا ممسكة بيده ، منبهة عليه أن لا يعيد هذا الفعل ، وهو يبكي ويبكي ويبكي
هنا تدخلت جولي وقالت لي : اتركيه .. معلّش خلي يعضّني !!!!!!
*******
فهل الحظ يلعب ليكون الشخص محبوب من الأخرين ؟ أم أن هناك عوامل أخرى؟
وهل هناك أشخاص في حياتنا نحبهم رغم إنهم يسببون لنا الكثير من الأحزان ؟



في النهاية ادعو من الله ان نكون من الذين يحبهم الناس كي يتغاضوا عن الاخطاء التي يمكن ان نرتكبها معهم ، بقصد او بدون قصد..
تحياتي

ذكَّرتْنِي هذه الحادثة بأحد الصالحين قديما ، اجتمع أصدقاؤه من جميع الأمصار وقرَّرُوا زيارته في قرْيتِه ، فلمَّا رآهم من بعيد أخذَ يرْمِيهم بالحجارة وهمُْ ينادونَه: يا فلان ما بك؟ نحنُ أصدقاؤك جِئْنَا لزيارتك . لمْ يكْتَرِث لقولهم ومضى يرْمِيهم ، حتَّى ضَجرُوا وقرَّرُوا العودة .
عندها نَادَاهم وقال لهُمْ : تَزْعُمُونَ حُبِّي وَلاَ تَصْبِرُونَ علَى أَذَاي!!.

هذه هي الصداقة وهذا هو الحب ( الحب بالفطرة ، لا بالمصلحة )

وهذا هو حال جولي ، أحبت أحمدتي بالفطرة حتى ولو آذاها.

نسأل الله أن يكبُر هذا الحبُّ بينَهُمَا بِمُرُور السنين وأن لا تغيره نوائب الدهر.

احترامي وتقديري

ربما هي أسباب كثيرة معلومة أحياناً
ولكن في أغلب الأحيان غير معلومة
تلك التي تجعل الشخص محبوباً من الآخرين
وفي عالم الأطفال تختلف الأمور تماماً..
سؤالك أثار الكثير من علامات الاستفهام.

برغم المغزى الكامن والفكرة القيمة إلا ان موضوعك
لايناسب أدب الطفل لذا

فلتسمحي لي بنقله إلى حيث ينتمي
تقبلي تقديري واحترامي