موسوعة الواحة للفنانين العالميين

السلام عليكم ورحمة الله


في هذه الصفحة سنحاول الوقوف عند شخصيات فنية عالمية
ولذا آمل منكم أن تتفضلوا بإراها بما لديكم من معلومات كي تصبح موسوعة مصغرة للفنانين العالميين
أنتظر مشاركاتكم القيمة
وننطلق معاً بحول الله لمزيد من الثقافة والفكر


والموضوع مثبت للفائدة



خالص تقديري

ليوناردو دافنشي ,,Leonardo Da Vinci


ولد ليوناردو دافنشي سنه 1452 م في قرية إيطالية صغيرة "فينسى" . وظهرت عليه وهو طفل صغير موهبة الرسم غير عادية , حتى انه التحق وهو في الرابعة عشر من عمره ليتدرب في مرسم الفنان فيروشو . وكان يغني بصوته العذب ويحمل اله موسيقية فضية أشبه بالعود , وعندما كان يعزف عليها كان الناس يقفون ليستمعوا إليه . وعندما بلغ ليوناردو الأربعين تبنى غلاما راعيا اسمه سالانيو , عثر عليه وهو يرسم ذات يوم صورة شاة بقطعة فحم على حجر .
وفي سنة 1502 م كلفة تاجر موسر في فلورنسا أن يرسم صورة شخصية لزوجته و فكانت النتيجة هي الصورة الشهيرة "الموناليزا" الشهيرة بابتسامتها الغامضة , و مات ليوناردو في أمبوز في الثاني من مايو 1519 م .

لم يكن ليوناردو فنانا عبقريا موهوبا في جميع مجالات الفن فحسب بل كان كذلك رجلا عالميا ,باهتمامه وقدراته في عدد وافر من المجالات : كالموسيقى , والطبيعة , والتشريح , والرياضة , والعلوم , وطبقات الأرض , والهندسة , والميكانيكا . وتوجد بين رسوماته لوحات حائط شديدة الروعة مثل العشاء الأخير The last supper و وصور أشخاص ولوحات تثير الاهتمام من بينها الموناليزا Mona Lisa وعذراء الصخور The Virgin of the Rocks وان مهارته في الرسم لا يدانيه فيها احد , كما كان نحاتا متألقا . وقد استخدمه دوق لودوفيكو سفورزا عندما كان في ميلان مهندسا حكوميا , ورساما للبلاط ومشرفا على احتفالات القصر , وبدا وهو في ميلان بتدوين يومياته , فملاها بملاحظاته ورساماته في شتى الموضوعات , وعاد بعد ذلك الى فلورنسا فكلف أن يرسم على حائط من حوائط قاعة مجلس المدينة لوحة ضخمة تصور معركة حربية , كما كلف نظيره مايكل انجيلو أن يرسم على حائط آخر لوحة ضخمة كتلك , وان لم يكتب لأي من اللوحتين أن تكتمل . وقد رسم ليوناردو متنبئا وسابقا لعصره تصميمات أشياء لن تعرف بعد في مجالات مختلفة مثل : الغواصات , وآلات الحربية , وآلات طيارة , ومظله هبوط .
وكان ليوناردو رقيق القلب جدا و حتى انه كان يشتري طيور في أقفاصها لا لشيء فقط لطلق سراحها , وكان في نفس الوقت يدرس آلية حركتها , مثلما كان يدرس مشاهد الطبيعة من حوله : من الصخور والنباتات , الى المياه . وبلغ من حسد بعض الناس إياه لإنجازاته أن حاولوا تنغيص حياته فسعى في العام 1515 م ليعمل في خدمة ملك فرنسا لينجو من مضايقاتهم , فانزله الملك في قصر كلز بمقاطعة أمبوز حيث استمتع بفترة من الحرية الكاملة يعيش ويعمل كيف يشاء .

مايكل أنجلو ,,Michel Anglo


ولد مايكل أنجلو في 6 مارس سنه 1475 م من أسرة ميسورة في كبريز بالقرب من اريزو بفلورنسا وسط ايطاليا , وفقد أمه في طفولته المبكرة و انجذب الى النحت وهو طفل صغير , وتعلم أن يعمل في كلا من الرخام والحجر , وعندما بلغ الثالثة عشر اشتغل صبيا يتدرب عند الرسام لندايو ثم التحق بمدرسة النحت بحدائق القديس مارك فلورانسا , حيث قلد نماذج التماثيل الرومانية القديمة .
وفي سنة 1505 م استدعاه البابا يوليوس الثاني الى روما ليقوم بتنفيذ مشروع كبير , وكان مايكل يود أن يكون المبدع الكامل للمشروع هندسة وتصميما وبناء وتزينا , ولكن خط الصراع والأسى الذي لازمة طوال حيلته منعه من تنفيذ الحلم "المشروع " حيث اسند البابا المشروع الى نخبة من المهندسين ايطاليا الموهوبين و ورأى أن يعهد لمايكل بمهمة أخرى لا تقل شان عن ذلك المشروع الهندسي الذي حرم منه , فاسند إليه زخرفة سقف كنيسة سكستين , وهنا حانت الفرصة ليترجم الفنان إيمانه بالنحت الى تصوير مجسم , حيث رسم أكثر من ثلاثمائة رمز بأسلوب عملاق فريد اقرب الى النحت منه الى التصوير , وقد جعل الجسم البشري مسرحا للتعبير عن أعمق المشاعر و الأحاسيس , وأتم انجيلو زخرفة السقف كنيسة سكستين عام 1512 م .
وعندما بلغ مايكل أنجلو الثمانين من عمره كان لا يزال يقوم بعمله في حيوية ونشاط , وكان أهل روما يحترمونه ويعجبون به , وظل في روما حتى انتهت حياته المليئة بالكفاح في سن متأخرة . مات في حوالي السادس والتسعين من عمره .
كان مايكل أنجلو فنانا عبقريا مارس اغلب أنواع النشاطات الخلاقة في عصره , مارس النحت والعمارة , والرسم والشعر والموسيقى , وغيرها , فهو شأنه شأن ليوناردو دافنشي فنان شامل .
ففي مجال النحت اشتهر وهو بعد في العشرين من عمره كمثال موهوب مقتدر , عايش الصراع الديني العنيف الذي قاده الزعيم سافونا رولافسار في ركابه , وتلظت روحه بالنار التي أحرقت زعيمة في ثورة عامرة قام بها , ولكنه استلهم من هذا الحدث لوحة تمثاله الخالد الرحمة Pitiee , وهو تمثال نهره بإمضائه يصور المسيح طفلا على ذراع العذراء . والتمثال تحفة فنية رائعة , يجمع بين الدقة والفن وعمق الشعور .
وفي مجال العمارة لا تزال لمساته العبقرية في واجهة الكنيسة سان لورنزو , وفي مصلى آل مديتشي , وفي مكتبة البابا , وفي تصميمات الميادين المختلفة في روما وفلورنسا تشهد بعبقرية .
وفي مجال الرسم كان مصورا لا يباري و وما تزال رسومه الخالدة في الفاتيكان تحكي قصة نبوغه الذي يتحدى الزمان .
وفي مجال الشعر تقول أشعاره انه أديب وشاعر مطبوع , وهالك نموذجا من أشعاره التي يحكي فيها قصة أحزانه التي تألفت عليه طوال حياته :
أثق أن الفناء مقبل ,,
لكني لا ادري متى وكيف ؟
فالعمر وان طال قصير
والزمن يذوب مع الأنفاس ...
وهكذا نرى أن مايكل أنجلو كان مجموعه من المواهب في واحد .
وعاد مايكل من روما الى فلورنسا , حيث عثر في كنيسة سانتا ماريا دي فيورى على كتل ضخمة من رخام كرارا لم تمس, ولم يكن أي فنان آخر غير مايكل أن يصنع منها شيء , ولكنه استطاع أن ينحت منها تمثالا ضخما لدود David , أتم صنعه عام 1503 م .
وتوالت إبداعات الفنان وما إن قد انتهى من مشروع كبير وضع فيه خلاصة فكره وإمكانياته كرسام , حين قام بالمشاركة مع ليوناردو دافنشي بتزين إحدى قاعات فلورنسا , فانقسمت المدينة الى معسكرين متحمسين لأكبر عبقريتين في عصر النهضة , وكان عمال الفنانين الكبيرين مدرسة ونبراس لجميع الرسامين , وجاءت رسوم انجيلو مفعمة بعمق الشعور , زاخرة بالإيماءات النفسية .
ولفت الأنظار مواهب مايكل و فاستدعاه البابا يوليوس الثاني الى روما , فغادر فلورنسا وعاد الى روما وأقام في مدينة الفاتيكان , حيث كلفه البابا بعمل ضريح له , فأضفى عليه ما شاء من آيات فنه , ولكن الرجلين وكلاهما ذوي طباع حادة ام اختلفا وتشاجرا .
وفي سنه 1520 م "عندما كان في الخامسة والأربعين" بدأت تصيب مايكل نوبات من الحزن والكآبة , ولكنه استمر رغم ذلك دون كلل أو ملل في تصميم ضريح البابا يوليوس الثاني , وفي مصلى آل مديتشى الأثرياء , وأنجز تحفة البابا حاد الطباع , وأنجز ضمن منحوتاتها العظيمة تمثاله الشهير موسى .
وفي سنة 1541 م مات اثنين من أصدقائه الحميمين : سانجالو وسباستيانو , ماتا في نفس الوقت تقريبا وهذه الصدمة العنيفة – وما تلاها من موت صديقته العزيزة فيتوريا كولونا مركيزة بسكارا – أغرقت مايكل أنجلو دوامة من الحزن العميق , إذ كان مقربا من المركيزة فخصها حين موتها بأرق ما ألهمته قريحته الشعرية من أشعار فقال فيها :
لقد ماتت فكتوريا يا ألاهي – كيف يموت كل هذا النبل وسمو الروح ؟ - لقد انطفأ بموتها النور وخيم الظلام الرهيب ,......
وحوالي هذا الوقت اختاره البابا بولس الثالث كبيرا لهندسي كنيسة القديس بطرس الفخمة بروما , فأعاد تصميمه بين سنتي 1549 – 1559 م .

تيتيان ,,Titian


ولو أن تيتيان "أو تزيانو فلشو بالإيطالية " اشتهر كأعظم نموذج يعبر عن مدرسة البندقية "Venetian School " في الرسم , إلا انه ولد في بيفي دي كادوري , وهي قرية صغيرة في جبال الألب حوالي العام 1477 م , وكان ينتمي الى أسرة من النبلاء , فأرسله والدة وكان موظفا كبيرا في الحكومة ليعيش في البندقية في رعاية عمه , وأول ما عرف من رسوم تيتيان لوحات : السيدة الغجرية The Gipsy Madonna , وتعميد المسيح The Baptism of Christ , والإسكندر السادس يقدم بيسارو الى القديس بطرس Alexander VI Presenting Bishop Pesaro to St Peter , وكان آنذاك يعمل مع الرسام جيورجيوني .
وعندما مات جيورجيوني رحل تيتيان الى بادوا وعمل هناك , وتميز إنتاجه في العشرين سنه التالية بالثراء والخصوبة , ومن بين إنتاجه :
القديس مارك وع القديسين الأربعة Saint Mark with Four Saints , والاعتقاد في العذراء The Assumption of The Virgin , وأطوار الإنسان الثلاثة The Three Age of Man , وجوقة الموسيقى The Concert , وهيكل البعث The Altarpiece of the Resurrection , وتمثال العذراء لدى القديس نيقولا The Madonna of San Nicola , وتمثال العذراء الضخم لدى أسرة بيسارو Huge Madonna of the Pesaeo Family , كما أنجز صورتين شخصيتين لصديقة أريتينو وسانسوفينو . وفي عام 1531 م ماتت زوجته وتركت له ولدين وبنتا , فاتخذ ابنته لافينا نموذجا "موديل" لعدة لوحات معروضة بمتحف درسدن وبرلين ومدريد .
وعندما بلغ الحادي والأربعين من عمره , خلص نفسة تماما من تأثير معلمه الأول بيلليني عليه , واسترجع ما كان تعلمه من جيورجيوني , ويمكن ملاحظه الفرق بين تأثيريهما بمقارنه إنجازاته الأولى بما أنجزه بعد سنه 1518 م , فنجد انه قد توصل الى أسلوب مكتمل خاص به هو نفسه , وأصبحت لوحاته فيما بعد مفعمة باللمعة الذهبية التي اشتهر بها فن البندقية , والذي يمزج الألوان بعضها ببعض , ثم يغمرها بنور هادئ لطيف .
دخل تيتيان عالم الفن وهو في العشرين من عمره صبيا يتدرب في مراسم كلا من زوكارتو , وجنتيل بلليني , وجيوفانى بيلليني , وعندما كان في بادوا , زخرف قصر كونيرو , ورسم حوائط مدرسة كارمين وحوائط مدرسة دل سانتو , وأنجز بعض اللوحات العامة منها :
السيدة والطفل Madonna and Child , سيدة الكريز Madonna of the Cherries , و رمال الخراج The Tribute Money , وبعد سنه قضاها في بادوا تزوج فيلانه ابنة زميل الدراسة بالما عام 1512 وله من العمر خمسه وثلاثين عام .
وعقب ذلك مباشرة اختير رساما في البلاط دوق فيرارا الأكبر , وأنتج في هذه الفترة أحسن أعماله , من يبنها :باكوس وأريديانه Bacchus and Ariadne سنه 1515 م , وعبادة فينوس The Worship of Venus , والعربدة The Bacchanal سنه 1523 م , وفي سنه 1526 م رسم صورة شخصية لفرنسوا الأول ملك فرنسا . وعلا ذكر تيتيان في رسم الصور الشخصية , حتى الشاعر آريوستو , وألفونسو دوق فيرارا , وانديا جريتي دوق فينيسيا جلسوا كلهم أمامه ليرسمهم . ورسم كذلك لوحة لورا ديانتي المعروضة حاليا في متحف اللوفر . وفي سنه 1532 رسم في بولينا رسم الإمبراطور شارل الخامس الذي بسط عليه حمايته , وبعد عام كلفة الإمبراطور برسم صورة ثانية له , وكافأه عليه بان عينه كونت بالاتين وفارس المهماز الذهبي , ورسم زوجه الإمبراطور إيزابيلا البرتغالية , وفي سنة 1545 م , بلغ الثامنة والستين وبداء يطور عمله بشكل جديد , فزاد اهتمامه بخلق الجو العام أكثر من اهتمامه بالتركيز على التفاصيل الدقيقة , كما استعمل اللمسات الكاسحة بالفرشاة , وتتسم أعماله التي أنجزها في تلك القوة بالوضوح والقوة , وتوقف عن استخدام اللون الأزرق والأحمر والأصفر والأخضر الفاتح التي استعملها في أعماله السابقة , واستعاض عنها بالضلال الرقيقة من الرمادي الرصين , والأزرق الباهت , والأسمر الدافئ , والوردي القديم , وخلال تلك الفترة أنتج لوحة داناي Dana , وفينوس Venus , والرجل والبيان القيثاري Man at the Harpsi Chord , واغتصاب يوربا Rape of Europa . . وحوالي سنة 1560 م رسم صورة شخصية لنفسه , وسنة 1575 م شرع في رسم آخر له وهو الورع Pieta , ويمثل العذراء تنوح على جسد المسيح , بدأه ليضعه على قبرة لكنه لم يتمه وتوفي عام 1576 م .

بيكاسو Picasso :


ولد بيكاسو في ملقة في أكتوبر 1881 م كان والدة مدرسا في مدرسة الفنون بملقة. وفي سن الثامنة وبتشجيع من والدة رسم بيكاسو أول صوره الصغيرة , ولكنه لم يبداء عمله الفني الحقيقي إلا في سنة 1895 م عندما انتقلت أسرته الى برشلونة .
وفي برشلونة سنه 1900 م بداءت تظهر في الصحف والجرائد أول المقالات تشيد بالفنان الصغير , وتظهر صورة شخصية في ذلك الوقت شاب نحيل ذا وجه صريح, وفي سنه 1901 م تعرف على باريس لأول مرة , وبعد زيارات خاطفة لمدريد وملقة ولشبونة عاد ثانية الى باريس حيث اشترك هو ورسام الباسك إيتورينو في معرض عرضا فيه خمسا وستين لوحة في صالة "جاليري" فورلارد . والتقى في باريس بالكاتب ماكس جاكوب , وبداء فترته الزرقاء فصار اللون الأزرق هو اللون الذي يستعمله غالبا بؤس الإنسان وتوحده وفقره.
وفي سنه 1904 م انتقل الى مرسم أقيم على سفينة لافور و وخلال هدا الوقت المشحون بالإثارة والتحدي , عاش قريبا من الرسام الأسباني جوان جريس و وصار صديقا للشاعر غليوم أبو للينير والكاتبة جرترود شتاين , وفرديناند أوليفييه . وفي هذا الوقت أيضا افتتن بشخصيات حلقات السيرك والمهرجين وبداء فترته الوردية , وفي سنة 1907 – 1908 م أنشأ هو وبراك الحركة التي عرفت باسم الفن التكعيبي .
وفي أثناء الحرب العالمية الأولى ازدهر الفن التكعيبي و و وجد بيكاسو نفسة اشتهر عالميا و وقد صمم ستائر وملابس الروسي لدياجيليف و وتزوج الراقصة ألوجا كوكلوفا وعاضد الحركة السريالية التي كانت تسعى لتكشف عن آفاق جديدة في حركة الواقعية و كما اخذ بيد كل مدارس الفن وعاضد حركاته منذ أول نشأتها.
كان الفنان الأسباني العظيم بابلو بيكاسو مند طفولته وما بعدها شخصية متميزة , ففي خلال حياته الطويلة التي امتدت اثنين وتسعين سنه , درس خلالها وشارك وأنتج وقاد بنفسة قرنا كاملا من التاريخ الفن . ففي الحقبة التي ظهرت فيها جماعة الوحوش Fauves أول مرة , رسم بيكاسو صورة متأثرا فعلا بتولوز لوترك , وفي أسلوب حساس وجوههم في الطريق بلا مأوى . وبعد سنوات قليلة انتقلت موضوعاته الى 2 لاعبي السيرك والراقصين والمهرجين في أسلوب أدفء وانعم .
ويشار الى هاتين الفترتين غالبا كفترتيه الزرقاء والوردية , نسبة الى اللونين الذين استعملهما آنذاك مرارا وتكرارا , وهذا وان لم يهمل بيكاسو عناصر الواقع في رسومه إهمالا تاما , إلا انه لا يمكن أن نطلق عليه رسام واقعي , وذلك لأنه لم يشاء أن يظهر الأشياء في صورة كما تبدو في الواقع , ولكنه أراد – بدلا من ذلك – أن يصور ما يكمن وراء ها من مشاعر .ويعرف هدا النوع من الفن بالفن المجرد . وكلما مر الوقت على بيكاسو اهتم أكثر فأكثر بكل ألوان التحديات الجديدة, فقد اقترح الفنان سيزان مثلا فكرة أن يعرض الفنان موضوعات طبيعية باستعمال أشكال الاسطوانة والكرة والمخروطة فاخذ بيكاسو الفكرة وسار فيها – بنظرياته الفنية الجسورة – الى شوط ابعد بكثير مما اقترح سيزان . كما افتتن أكثر وأكثر بفكرة إظهار صورة الأشخاص في مساحة مسطحة لكن بدون عمق كما في صور" لوحة جرترود شتاين Portrait of Gertrude Stein و وفتيات آفونيون Les Demoiselles d' Avignon , وفرناند Fernande .
وقد قاد بيكاسو في هذا الأتجاة بمعاونه جورج برالك حركة بلغت حد الثورة و إذ ادخلا على الرسم بعدا رابعا هو بعد الزمن . وازداد بيكاسو وبراك جرأة واندفاعا بان اظافا الى صورهما قصاصات من ورق الصحف و والصقوا عليها بالغراء قطعا من الورق الملون والاقمشة وظروف الرسائل وورق اللعب والتذاكر وغيرها . وبداء بدلك يصنعان ملصقات تتكون من مواد وان تكن غير ذات قيمة إلا أنها تمنح تأثيرا معينه بالطريقة التي تستعمل فيها كجزء من التصميم الكلي للوحة , وحتى هدا لم يدع بيكاسو نفسة يتقيد بأي قواعد .
في سنة 1973 م اندلعت شرارة الحرب الأهلية الأسبانية , فأيقظت في بيكاسو شهورا وطنيا جارفا و فرسم لوحة ضخمة حازت على شهرة عظيمة هي جيرنيكا Guernica عبرت عن هلعه من قسوة الحرب . وعندما وضعت الحرب أوزارها بدأ يصنع انيه الخزف في فالورس بفرنسا و وهي واحدة من نشاطاته الكثيرة الأخرى .
واستمر يعمل في موجان بالقرب من كان بحيوية لا تصدق , بينما تتزايد يوما بعد يوم شهرته , وقبيل موته اشرف على تنظيم معرض لأعماله في باريس , ومات في موجان في ابريل سنه 1973 م .

بيكاسو وسنوات هامه في مسيرته الفنية :

1- ولد في أكتوبر 1881 م .
2- قضى في برشلونة حمس سنوات حتى عام1901 م .
3- بدأت محاولاته التجريبية الابتكارية مند هام 1901 م بدأها بفترة فنية تعرف بالفترة الزرقاء .أعقبها فترة السيرك ثم الفترة الوردية .
4- خلال عامي 1907 -1908 م ابتدع بيكاسو الأسلوب التكعيبي في الفن وكانت أول لوحاته التكعيبية هي "آنسات إفينيون " .
5- بداء يستقر نهائيا في باريس مند عام 1905 م .
6- رسم لوحته الشهيرة "جرنيكا" بعد أسابيع من هجوم الطائرات الألمانية على قريته جرنيكا صباح 26 ابريل 1936 م .
7- عرضت الجرنيكا أول مرة في المعرض الدولي بباريس عام 1937 م وفي لندن عام 1938 م .
8- عام 1939 م خشي بيكاسو على لوحاته من دمار الحرب العالمية الثانية فأرسل بها الى متحف الفن الحديث بنيويورك و أوصى أن تعود الى أسبانيا بهد انتهاء حكم فرانكو وعودة الديموقراطية للبلاد ثانية .
9- مات بيكاسو عام 1973 م قبل أن تتحقق الديموقراطية لبلادة ,, وبعد عامين من وفاته توفي فرانكو دكتاتور اسيانبا .
10- احتدم النزاع بين عدة جهات للفوز بلوحات بيكاسو بالرغم من وصيته أن تعود اللوحات الى متحف البرادو بمدريد .
11- تدخل الكونجرس الأمريكي فقرر في مايو 1978 م تم نكوم اللوحات من حق الشعب الاسباتي وان تعود الى متحف البرادو .
12- وهكذا عادت اللوحة الجرانيكا في صباح 10 سبتمبر 1981 م الى مدريد لتستقر بالمتحف الغريق , واللوحة العملاقة عرضها ثمانية أمتار وارتفاعها ثلاثة أمتار ونصف المتر.

بيتهوفن Beethoven :


ولد بيتهوفن في 16 ديسمبر 1770 م في بورن في شمال غرب ألمانيا , وكان أبوه منشدا في الجوقة المنتجة وقد عرف الموسيقى منذ كان في الخامسة , وبعد ثلاث سنوات ظهر بيتهوفن أمام الجمهور في كولونيا لأول مرة , وعندما بلغ الثانية عشر كان قد ألف موسيقى ثلاث سوناتات , وعين وهو في الرابعة عشر عازفا في الأرغن في البلاط الملكي .
وفي سنة 1781 م تلقى دروسا في الموسيقى على موتسارت في فينا , وعاد الى فينا مرة أخرى ليدرس على مؤلف الموسيقى العظيم هايدن, وعندما بلغ الخامسة والعشرين بداء يشكو من خلل في سمعه انتهى بإصابته بالصمم الكامل كان السبب في تنغيص حياته .
وهذا العذاب الأليم الذي قاساة أطلق فيه طبيعة التأمل الباطني , فاستغرق في صمت دائم لا يتكلم إلا نادرا , ودفعته هذه الطبيعة لان يتجه لملء حياته بنشاط خلاق .
واستمر يؤلف الموسيقى بذكاء بالغ , عزف في عام 1804 سيمفونيته الرابعة الإيرويكا لأول مرة اما أمراء لوبكوفتز وكان ألفها على شرف نابليون , ولكنه شعر بخيبة الأمل بعد ذلك إزاء تصرفات نابليون إذ رأى فيها خيانة لقضية الحرية , فعدل إهدائها فيما بعد الى رجل كان في وقت ما عظيم , ووقع بيتهوفن في شراك الحب عدة مرات فأحب المغنية المعروفة مدام فيلمان , ثم أحب تلميذته جيوليتا جيتشياردي , ثم أحب تريزا برونسوسك , ثم إيزابيلا برنتانو – لكنه لم يتزوج أبدا وعاش منقطعا عن الناس مكتئبا في الغالب يلقي صممه على حياته ظلالا كثيفة , وكان يمضي فصل الشتاء في فينا ,كما اعتاد أن يقضي فصل الصيف في القرى المتاخمة يؤلف الموسيقى ويستمتع بمنظر الطبيعة في الريف الجميل إذ كان يحبه من كل قلبه , وخلال السنوات الأخيرة من حياته كان الناس يتخاطبون معه بالكتابة على ورق الرسائل , وأصيب بعدوى المرض سنه 1826 م ثم ازدادت حالته سوء ا على اثر إصابته بالاستسقاء ومات في فينا سنه 1827 م .
يعتبر كثير من الناس أن بيتهوفن هو أعظم مؤلف موسيقى عاش على وجة الأرض فقد استكشف بخياله الخصب كل أنواع الإبداع الموسيقي وأنتج أروع ما صدر من سيمفونيات , كما كانت موسيقاه في بعض الأحيان مليئة بتعبير درامي مؤثر وأحيانا أخرى بتعبير رائق رائع , اما عن المؤلف الموسيقى نفسه في لحظات الإلهام أو حين يناقش موضوع موسيقى في محضره كان وجهه يضيء بالاهتمام والرضا .
بعد سنه من تدفق طوفان مؤلفاته الموسيقية :السوناتا الشجية سنه 1779 م , وتسع سيمفونيات من سنة 1800- 1824 م منها :سوناتا القمر سنة1801 م , سوناتا كريتسر سنه 1803 م , أوبرا فيدليو سنة1905 م , والقداس في السلم C الكبير سنه 19808 م , والقداس الخليل سنة1818- 1823 م , وحشد من الأعمال الكبيرة والصغيرة , كل أولئك في موسيقى رائعة أورثها لخلفائه وان لم يستطع هو نفسة أن يستمتع بسماعها فقد انفصل عن دنيا الناس بصممه , وانسحب مبتعدا الى عالم من الموسيقى الخاص به وحده يستطيع أن ينعم به وبسماعه في ذهنه .

فان راين رامبرانت



رسام هولندي يعد من أحد عباقرة الفن في العالم , تميز بغزارة إنتاجه إذ ينسب إليه نحو 600 لوحة , ورامبرانت من أقرب الفنانين إلى قلب الإنسانية لأنه عرف كيف ينقل أفراحها وأحزانها ويحيلها إلى أشكال لونية رائعة من الظلال والنور , وهو يعد من أكثر الرسامين الذين اهتموا بتصوير أنفسهم حيث بلغ عدد تلك الصور الشخصية حوالي المائة لوحة , وكان رامبرانت شغوفًا بوجه الإنسان وتعابير الوجه التي كان بارعًا في تصويرها , بالإضافة إلى اهتمامه بالموضوعات التاريخية والمناظر الطبيعية ومشاهد الحياة اليومية .

حين تنغمس ريشة الفنان بالحب، تزدهر اللوحة وتأخذ منحى آخر لها لون الفرح ، تماما مثلما هو حال الشاعر، فاللوحة قصيدة مرسومة .
وفي حياة كل فنان تشكيلي حكاية حب تركت بصماتها على مساحات اللوحة ولكن ماذا حين يتحول الحب إلى قوة مدمرة ؟

ومن قصص الحب التي عاشها الفنانون التشكيليون نأخذ قصة الفنان الهولندي رامبرانت، لما لهذه القصة من أثر على إبداع هذا الفنان، فلم تكن علاقته بالفتاة "ساسكيا" مجرد شعور عاطفي ، بل إنها أخذت بعدًاً نفسيًا حركت في نفسه مكامن الإبداع .

ما إن التقي رامبرانت بساسكيا حتى اختلج وجدانه فباح لها بما يكنه تجاهها ، ولأنه شعر بعدم قدرته على الابتعاد عنها، قرر الاثنان الزواج. . وكان كلاهما يأمل حياة سعيدة بهذا الزواج ، إلا أن رياح الظروف عاكست سفينة أحلامها، فقد مات وليدها الأول والثاني والثالث ، وكانت الضربة القاصمة بالمولود الرابع فقد عاش المولود هذه المرة ، ولكن أمه ساسكيا هي التي ماتت !

لم تكن الحياة بعدها سهلة على رامبرانت الذي جمع ثروة هائلة لإسعاد ساسكيا ثم ما لبث أن انطوى على نفسه يعيش حزنه الأزلي الدفين ، وكان هذا الحزن بمثابة السكين التي نحرت ثروته فتبددت النقود الهائلة التي جمعها طوال حياته وهو الذي ولد لأبوين فقيرين في 51 يوليو عام 1606 بمدينة ليون ، وعاش مكافحًًا طوال عمره إلى أن جمع ثروة هائلة بسبب شهرته التي انتشرت في كل مكان ، وفي بداية حياته التحق رامبرانت بكلية الفلسفة في جامعة لابون ثم ما لبث أن ترك الكلية عام 1622 ليدرس الرسم على يد أحد الرسامين الهولنديين وبعد حوالي ثلاث سنوات أسس مرسمًا صغيرا ليبدأ رحلة جدية في عالم التشكيل، ويقول أحد النقاد عن أعماله: "أظهرت كافة اللوحات التي رسمها رامبرانت في الثلاثينات من القرن السابع عشر مهارة فائقة في الملاحظة كشفت عن الصلة الروحية لرامبرانت مع فان دايك وروبنز ، في ذلك الوقت أحتل رامبرانت مركز الرسام المرموق للشخصيات، كان يرسم لوحاته عادة على خلفية رمادية فاتحة وكان شكلها بيضاويًا وفي بعض الحالات غريب الشكل"

أما أبرز اللوحات التي رسمها رامبرانت فهي: " التاجر نيقولاس روتس " و " الشاعر جان كرول " و " امرأة شابة " و "رجل جالس على مقعد " ولوحات أخرى شهيرة جدا يقدر ثمنها بالملايين مما أعطى الفنان زخمًا ماديًا كبيرًا جعله من أغنى أغنياء عصره، حتى أنه اشترى أهم منزل في المدينة لكنه بعد وفاة زوجته لم تسعفه هذه الأموال للبقاء على قيد الشهرة ، ولا حتى موهبته التي بدأت تخبو ، حتى عاش في الظل وتراكمت عليه الديون.. ليقضي حياته فقيرًا كما ولد .

يستضيف متحف كوبنهاجن للفنون حاليًا معرضًا تحت عنوان رامبرانت والبورتريه يلقى الضوء على إبداعات الرسام الهولندي رامبرانت في مجال البورتريه الذي يعد أحد أبرز رواده القلائل خلال القرن التاسع عشر ، ويضم المعرض نخبة رائعة من اللوحات يصل عددها إلى تسعين لوحة تكشف النقاب عن اهتمام رامبرانت بالجانب النفسي والانفعالي للشخوص المصورة إلى جانب انتمائهم إلى الطبقات الاجتماعية المختلفة ، ويبرز المعرض بصفة خاصة أعمال رامبرانت في مجال المطبوعات الفنية .

كما عاد بورتريه رسمه الفنان العالمي رامبرانت لنفسه إلى النور مرة أخرى بعد قرون من الاختفاء تحت رسم لفنان آخر وأعوام من التحريات الفنية لإظهار اللوحة الأصلية التي يرجع تاريخها إلي القرن السابع عشر.

وقال متحف رامبرانت إن اللوحة التي رسمها الفنان لنفسه عام 1634 عرضت لأول مرة بعد سنوات من الترميم المضني بعد أن ظلت مطموسة لأكثر من 300 عام تحت لوحة رسمها فنان غير معروف لأرستقراطي روسي.

واكتشف فريق من الخبراء على رأسهم " ارنست فان دي فترنج " المتخصص في أعمال رامبرانت اللوحة التي يظهر فيها الرسام عندما كان عمره 28 عاما وهو يطلق شعره وشاربه ويرتدي غطاء للرأس .
وعلى الرغم من أن رامبرانت كان غنيا بالموهبة إلا انه لم يكن ثريا ويعتقد خبراء انه سمح لتلاميذ كانوا يدرسون فنه أن يرسموا على لوحات لم يبعها. ومن المعتقد أن واحدا أو أكثر من تلاميذه رسموا فوق اللوحة المكتشفة حديثا.

وتطلب الأمر أعوامًا للكشف عن غموض اللوحة التي تصور وجه رامبرانت. فبعد إجراء اختبارات باستخدام وسائل الطب الشرعي ومن ضمنها الأشعة السينية شرع الخبراء بحذر في ترميم العمل الذي يوضح وجه الرسام الذي كان صغير السن آنذاك ويحمل توقيعه. ولم تعرف قيمة اللوحة وان كانت أعمال رامبرانت عادة ما تساوي الملايين !!.

بارك الله فيك

شكرا لك أيها الفاضل د.عمر...

سعدت بــ موضوعك الأكثر من رائع

لك الامتنان عاطرا
وكل التقدير وباقة ورد

فعلاً موضوع رائع ، وشخصيات فنية عالمية رائعة، ننتظر المزيد من هذه الشخصيات لنغوص في عالمهم أكثر
بارك الله فيك أخي د .عمر