|
أُدَارِي جَوَابِي وَهْوَ سِفْرُ الْحَقَائِقِ |
وَأَكْتُمُ حَقِّي فِي سُفُورِ الوَثَائِقِ |
وَأَحْسَبُ أَنِّي لَوْ بَلِعْتُ صَحِيِفَتِي |
لَلاحَفْتُهَا بِالشَّهْدِ جَوْفَ الْعَمَائِقِ |
سَحِيِقٌ عَلَى نَفْسِي خِدَاعُ أَحِبَّتِي |
وَمَا كَانَ حُبِّي مُدْلَهِمَّ السَّحَائِقِ |
رَمُونِي بِذَاتِ الآهِ جَمْرَةَ قَوْلِهِمْ |
وَيَا حُرْقَةَ الشَّفَافِ طَيَّ الْحَرَائِقِ |
وَلَوْ كُنْتُ أَدْرِي بِاخْتِلالِ عُقُولِهِمْ |
لَدَارَيْتُ فِكْرِي فِي اتِّزَانِ الطَّوَائِقِ |
سَعَيْتُ بِعِلْمِي لِلصِّغَارِ أَسُوقُهُ |
فَسَاقُوا لِيَ الْفَحْشَاءَ فِي جَهْلِ سَائِقِ |
وَقَدْ خَرَصُوا بِالإِفْكِ مَحْضَ وِشَايَةٍ |
وَمَا هَمَّنِي فِي الْمَكْرِ هُزْءُ الْخَرَائِقِ |
وَلَوْ عَلِمُوا الْجُهْلُ اكْتِنَازَ جَنَائِنِي |
لَسَارُوا مِن الأَحْرَاجِ صَوْبَ الْحَدَائِقِ |
وَمَا لَذَّ مِنْ رِيِقِي تَشَهَّدَ فِي الرَّوَى |
وَلَسْتُ لِسِمِّ الْمُفْتَرِيِنَ بِذَائِقِ |
وَلَمْ يَبْقَ فِي حَلْقِي سِوَى جَدْبِ غُصَّةٍ |
لَعَلِّي أُنَدِّيِهَا بِخِصْبِ الْحَزَائِقِ |
كَذَا العَبْقَرِيُّونَ اللَّيَانُ بِفِكْرِهِمْ |
أَرَقُّ اسْتِوَاءً مِنْ ثِمَارِ الرَّقَائِقِ |
بِكُلِّ بِقَاعِ الرُّوحِ عِنْدِي بُحَيْرَةٌ |
تُرَوِّي غُضُونِي مِنْ زُلالِ الشَّقَائِقِ |
وَزَهْرِي لَهُ يَوْمٌ وَلابُدَّ بَازِغٌ |
فَأَنْثرُ عِطْرِي فِي زَمَانِ الْعَتَائِقِ |
لَعَلَّ اكْتِنَازَ الْوَرْدِ فِي سَكَنِ النَّدَى |
يُفَجِّرُ شَلاَّلَ الصَّفَاءِ لِضَائِقِ |
ذَرُونِي وَلَكِنَّ الشُّذُورَ نُثَارَتِي |
فَيَحْوَرُّ دُرِّي فِي هُبُوبِ الْعَلاَئِقِ |
وَما فَرَّقَتْ رِيِحُ الْعَدَاءِ جَوَاهِرِي |
وَلا جَمَّعَتْ كَنْزَ الدُّرُورِ لِطَائِقِ |
إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الأَصْلِ ذَرَّةُ لُؤْلُؤٍ |
فَمَاذَا الَّذِي يَبْقَى بِجَمْعِ الْبَوَائِقِ ؟ |
فَهَذِي فُصُوصُ النُّورِ تَنْشُرُ سِحْرَهَا |
وَشَتَّانَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ الْعَقَائِقِ |
يَدُورُونَ فِي الْغَبْرَاءِ سَوْءَةَ فِعْلِهِمْ |
فَأَلْمَعُ فِي الْجَوْزَاءِ رُغْمَ العَوَائِقِ |
إِذَا غَجَرِيٌّ لَمْ يَطَلْ هَامَةَ الْعُلاَ |
فَمَا هَوَ إِلاَّ نُتْفَةٌ لِلْخَلاَئِقِ |
عَلَيَّ بِخِدْرِي ثَوْبُ طُهْرِ قَطِيِفَةٍ |
مَفَازَةُ أَصْلِي فِي خِمَارِ السَّلائِقِ |
وَرَبَّةُ أَرْيَاشِ الشِّعُورِ بِجَعْبَتِي |
تُرَبِّي حَمَامَ الرِّفْقِ طَيَّ الدَّقَائِقِ |
وَشَالِي عَلَى كَتْفَيَّ يَرْفُلُ مُخْمَلاً |
يُلَمْلِمُ مَا تَذْرُو الرِّيَاحُ بِرَائِقِي |
وَإِنِّي لِأَثْقَالِ الهُمُومِ لَحَامِلٌ |
فَلاَ يُنْقَصُ الْهَمَّ انْسِلاخُ الْوَشَائِقِ |
نَذَرْتُ لِعُمْرِي أَنْ أَطُوفَ مُسَالِماً |
وَهَلْ يَحْتَمِي بَدْرُ السُّرَى خَلْفَ دَائِقِ ؟ |
وَصِدْقٌ لَهُ أَنْ يَسْبِقَ الشَّمْسَ سَاطِعاً |
وَيَخْنِسَ أَنْصَافَ النُّجُومِ بِفَائِقِ |
عَجِيِبٌ هَوَ الأَمْرُ الَّذِي قَدَّ فَيْصَلِي |
وَبِالأَصْغَرَيْنِ احْتَدَّ سَيْفُ الصَّرَائِقِ |
فَمَا كَانَ ذَنْبِي وَالْفُؤَادُ مُعَذَّبٌ |
وَلاَ كَانَ رِيِقِي فِي لِسَانِي لِشَائِقِ |
وَإِنْ زَهَقَ السَّهْمُ انْحِسَاراً بِغَفْلَتِي |
فَذَا سَهْمِيَ الْهَدَّافُ رِشْقُ اللَّصَائِقِ |
دَعُونِي فَإِنِّي لَسْتُ مِمَّنْ إِذَا اْخَتَفَى |
تَوَارَى بِجُنْحِ اللَّيْلِ فِي سِتْرِ حَائِقِ |
أَلاَ أَيُّهَا الْقَلْبُ اسْتَجِمَّ بِرَوْنَقِي |
مَثَابَةَ حِلْمِ الرُّوحِ فِي مَهْدِ لاَئِقِي |
فَلاَ تَمْسَحُ الآهَاتُ مَا الْقَلْبُ شَاعِرٌ |
وَلَنْ تَمَّحِي النَّبْضَاتُ فِي قَلْبِ تَائِقِي |
فَهَذَا سُفُورُ الْحَقِّ أَفْلَجَ غَيْمَةً |
لِيَرْتَعِدَ الْبُطْلانُ خَلْفَ الْحَقَائِقِ |