أحدث المشاركات

نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»»

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: بقلم : أبو عبدالله د. خليل انشاصي

  1. #1
    الصورة الرمزية خليل انشاصي شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 1,198
    المواضيع : 48
    الردود : 1198
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي بقلم : أبو عبدالله د. خليل انشاصي


    رغم كل ما كانَ يملكه من إمكانياتٍ , عجزَ عن الوصولِ إليها , لدرجة أحس معها باليأس والحزن , فشعرَ بالفقرِ رغم غناه الفاحش , فانطوى على نفسه اكتئاباً , فشمتَ به الكثيرُ من الناسِ , والقليلُ منهم عبرَ لهُ عن مواساتهِ , وكان أخلصهم له مستشارهُ القانوني , وزميلُ دربهِ , وعالم دقائقُ قصته مع تلكَ المرأةِ من ألفها إلى يائها , فوقفَ إلى جوارهِ يخففُ عنه ويواسيه في محنةِ البحثِ عن محبوبةِ الصِبا والشباب , التي تركها ظلماً وعدواناً دون جريرة منها , فلمعت في ذهنهِ فكرةٌ أجالها في عقلهِ فهزَ رأسهُ إعجاباً بها , فدخل عليه في خلوتهِ وخاطبهُ بثقةٍ كبيرةٍ قائلاً :
    - وجدتُ لمعضلتكَ حلاً
    - قل
    - ما عليك إلا أن تموت ...
    فزَ من مكانهِ كمن لدغته عقرباً , ثم تراخى في مقعدهِ , وابتسم بمرارةٍ شديدةٍ فضحت هزاله , وأطرقَ إلى الأرضِ والدموعُ تكادُ تطفر من عينيهِ , فقالَ :
    - هذا بالضبطِ ما قالته قارئةَ الفنجانِ يوماً من الأيام ...
    - وماذا قالت لك ؟
    - قالت لي : "لن تجدها حتى تموت" ...
    - كذبَ المنجمونَ ولو صدقوا ...
    - فلا أدري ماذا تقصدُ بقولها , "لن تجدها حتى تموت" , أحتى أموتُ أنا أم تموتَ هي ؟
    - أوَ تصدقُ تلك الخزعبلات , إنما قصدتُ أنا ادعاءَ الموتِ
    سكتا لحظاتٍ ثم قال المستشار فجأةً :
    - وجدتها , لتمت إذن ...
    ثم استدركَ موضحاً على عجل :
    أقصدُ ندّعي موتكَ , وهذا يوافق ما ادعته قارئةَ الفنجان في نبوءتها
    صمتَ لثوانٍ كي يرى ردةَ فعلهِ على اقتراحه , ثم أكملَ قائلاً :
    - ... فكرةً مجنونةًٌ لكنها مضمونة
    - أليس كذلك ؟ قال مستشاره له
    التفتَ إليهِ وقال باقتضابٍ شديد :
    - قل نسمع
    - نصطاد أربعةُ عصافيرٍ بحجرٍ واحد ...
    قاطعه وهو يعتدل في جلسته , وقد بدأ ت الفكرة تستفزه , وتجد آذناً صاغية , فقال بتهكمٍ :
    - طيّر العصافيرَ الأربعة من فضلك
    - الفكرة تحقق لك أربعةَ أشياء
    أولها تثبت لكَ أنها على قيد الحياة..
    قاطعه بلهفةٍ قائلاً :
    - والثانية ؟
    - تثبت لك إنَّ كانت لا زالت تحبك أم لا ...
    - والثالثة تجدها أمامك وبين يديك ...
    قاطعه قائلاً :
    - والرابعة نكون قد وفقنا بذلك ما ادعتهُ قارئةَ الفنجانِ وما نود ادعاءهُ
    , نعم تسلسل منطقي أيها المستشار , أليس كذلك ؟ فمهما كانت الفكرة مجنونة , فما فعلتهُ بها في شبابي هو الجنون بعينة , ولن أسامحَ نفسي على ظلمي لها ما حييتُ , عجّل وقل ما هي فكرتك
    - تسافر علناً , ثم تعود سراً , وتُغير شَكلك حتى لا يتعرف عليك أحداً , ثم تكتبُ إعلاناً في الصحفِ والمجلاتِ يخبرُ عن موتك ... قاطعه وهو يبتسم مزدرداً ريقهُ قائلاً :
    - فكرة مجنونة حقاً
    ثم أردف في شوقٍ لمعرفة باقي الفكرةَ فقالَ :
    - أكمل ... أكمل ثم ماذا بعدُ ؟
    - ... ويقام لك عزاءٌ , ويُبنى لك قبرٌ , ويكتبُ عليهِ اسمكَ وتاريخَ موتكَ ...
    - إذن لنبدأ التنفيذ على بركة الله .
    وعند عودته سقطت به طائرته بالفعل ومات في تلك الحادثة
    بعد أيامٍ كانت تقفُ على القبرِ زائرةٌ تتشحُ بالسوادِ , والدموعُ تسحُ بخديها بصمتٍ
    , فهمست بكلماتٍ قليلةٍ لكنها حزينة , اقتربَ منها المستشار ومدَ يدهُ مُعزّياً :
    - عظَّمّ الله أجركِ سيدتي
    - شكراً لك
    - لعلكِ السيدةَ ذكرى
    - نعم أنا هيَ
    - أرجو المعذرةَ ...
    وتناولَ من جيبهِ مظروفاً أبيضاً , وأخرج منهُ ورقةً وأكمل قائلاً :
    - ... تفضلي , هذهِ وصيةُ حرب لك
    ابتسمت في ألمٍ وهي تصدُ بكفها الوصية وقالت له :
    - ... أرجو المعذرة , فلا أقبلُ تعويضاً , ولولا أني علمت بوفاته ما أتيتُ أبدا .




    قصة "ذكرى حرب"
    بقلم : أبو عبدالله
    د. خليل انشاصي
    غزة / فلسطين
    .
    خُــــذْ مِنْ شبابكَ للمِعَـــــادِ نصيبــا
    إنَّ المشيبَ إلىَ الشّبـــــابِ رســولُ

  2. #2
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    أخي الفاضل الأديب / د. خليل انشاصي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    يترك حب فترة الصبا والشباب أخاديداً في ذاكرتنا
    لا تعرف طريقها إلى النسيان أبداً، وخاصة عندما نلوم انفسنا على ما فرطنا فيه
    أخذتني القصة متشوقاً لمعرفة النهاية التي جاءت ساخرة صادمة
    لتطرح أكثر من سؤال
    هل تحققت نبوءة المنجمين حقاً ( كذب المنجمون ولو صدقوا) ؟
    هل يمكن للمستقبل أن يعيد لنا ماضينا ؟
    رأيت القصة تنتهي عند فقرة اخرى :
    "وعند عودته سقطت به طائرته بالفعل ومات في تلك الحادثة "
    تقبل تقديري واحترامي
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  3. #3
    الصورة الرمزية خليل انشاصي شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 1,198
    المواضيع : 48
    الردود : 1198
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي الأستاذ الفاضل / حسام القاضي .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام القاضي مشاهدة المشاركة
    أخي الفاضل الأديب / د. خليل انشاصي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    يترك حب فترة الصبا والشباب أخاديداً في ذاكرتنا
    لا تعرف طريقها إلى النسيان أبداً، وخاصة عندما نلوم انفسنا على ما فرطنا فيه
    أخذتني القصة متشوقاً لمعرفة النهاية التي جاءت ساخرة صادمة
    لتطرح أكثر من سؤال
    هل تحققت نبوءة المنجمين حقاً ( كذب المنجمون ولو صدقوا) ؟
    هل يمكن للمستقبل أن يعيد لنا ماضينا ؟
    رأيت القصة تنتهي عند فقرة اخرى :
    "وعند عودته سقطت به طائرته بالفعل ومات في تلك الحادثة "
    تقبل تقديري واحترامي
    [color="blue"]

    الأستاذ الفاضل / حسام القاضي
    تحية طيبة وبعد :
    أسعدني مرورك الكريم وتعليقك الجميل
    وبالفعل فإنَ حب فترة الصبا والشباب يترك فينا أثراً قوياً حتى نهاية العمر ونقلبه شمالاً ويميناً كلما عن على البال فيترك في النفس حيرة بين الشد والجذب ، والواضح المؤكد أنه يترك فينا ندوباً لا يمحوها الزمن ، وتسال : هل تحققت نبوءة المنجمين وبالطبع لا فالمؤكد أنهم كاذبون وقد تتحقق بعض الأمور صدفة وربما هذا ما حدث ، والمستقبل لن يعيد لنا ما مضى وهذه هي سنة الحياة كما نرى تلك الأمور في واقع حياتنا ، فالأمر لا يعدو مجرد قصة قصيرة فيها من الخيال الكثير وفيها بعض الحقائق أو الوقائع التي لا تدل على أخد بعينه ، وصدقني لو أعدتُ كتابة القصة من جديد لغيرت فيها الكثير من الأحداث وهذه هي ما نسميه ببصمة الكاتب المتجددة حين يكتب فهو يتفاعل مع كل جديد وحب أن يضيف ويحذف معتقداً أن هذا أحسن من ذاك وهكذا ، وإحداث الأثر في نفس القارئ شيء مقصود ومطلوب فالقصة أرى أنها ليست خبراً بل هي قطاع من الحياة إن جاز لي التعبير .

    تقبل شكري وتحياتي وتقديري واحترامي الكبير .


    أبو عبد الله
    غزة / فلسطين .[/
    color]

  4. #4
    الصورة الرمزية نزار ب. الزين أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    الدولة : Anaheim,California,USA
    العمر : 92
    المشاركات : 1,930
    المواضيع : 270
    الردود : 1930
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    أخي المبدع الدكتور خليل " ابو عبد الله "
    نص جميل لقصة محبوكة بأنامل فنان و خيوط لغوية بليغة ، و سياقه الظاهري ، حب .. إساءة..ندم..موت ...تعويض مرفوض.. إلخ...
    و لكنني ارى بين السطور صورة أخرى اساسها حرب و ذكرى ؛ فلم يكن إسمه حرب هكذا مصادفة ، و لم يكن إسمها ذكرى مجازفة ، و لم يكن العنوان ذكرى حرب إعتباطا ..
    إنها صورة الواقع العربي ، منذ أعلنها سيء الذكر انور السادات " أنها آخر الحروب " فخان بذلك القضية الفلسطينية .. ثم نفق ، و إذ جاءت القضية "ذكرى" إلى قبره ، إنما جاءت لتلعنه ، و إذ عُرض عليها التعويض رفضته بإباء و شمم ، و تبقى القضية " ذكرى" حية رغم كل محاولات وأدها !
    لعلي سرحت بعيدا و لكن تلك كانت رؤيتي فهل وفقت ؟
    أخي الكريم أبو عبد الله
    إبداع جديد من مبدع أرجو له دوام الألق
    نزار

المواضيع المتشابهه

  1. قصة قصيرة :أخ أخ بقلم د. خليل انشاصي
    بواسطة خليل انشاصي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 01-06-2013, 11:59 AM
  2. قصيدة: " أنا العذراء " شعر خليل انشاصي .
    بواسطة خليل انشاصي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 29-04-2009, 08:17 PM
  3. عًٍ ى دًٍ
    بواسطة اسماء محمود في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 28-10-2008, 05:11 PM
  4. قصيدة : ذو الوجهين ... شعر لـ / خليل انشاصي .
    بواسطة خليل انشاصي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 01-01-2006, 01:26 AM
  5. قصيدة : لعله جرح قديم لـ / خليل انشاصي
    بواسطة خليل انشاصي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 22-10-2005, 07:27 PM