|
ما انصاعَ لِي الشِّعرُ إِلَّا حاسِدِي اعتَرَضا |
فَما التَفَتُّ لَهُ - فِي غَفلَةٍ - عَرَضا |
لِعاذِلِيَّ - أَنا - داءٌ أَلَمَّ بِهِمْ |
فَلا جُناحَ بِأَلَّا يُحبِبُوا المَرَضا |
وَ لا عُجابَ إِذا ما أَبغَضُوا قَلَمِي |
وَ لا عَلَيَّ بِأَنِّي حَتفُ مَنْ بَغَضا |
وَ لاتَ حِينَ رَشِيدِ الرَّأيِ ؛ يَنصَحُهُمْ |
وَ لا تَحَيَّنَ غَدرًا غَيرُ مَنْ رَفَضا |
فَأَنكَرُوا - لَيتَ شِعرِي - كِبرِياءَ فَمٍ |
بِتِيهِ نَبرَتِهِ الشِّريانُ قَدْ نَبَضا |
فَقُلتُ : ( تِيهُوا ؛ إِذا ما اسطاعَ أَيُّكُمُ |
جَرَّ الأَناشِيدِ - عَنْ قِيثارَتِي - عِوَضا ! ) |
أَيُّ الأَمانِيِّ لَمْ تَضبَحْ إِلَى لُغَتِي ؟ |
وَ أَيُّها لَمْ تَنَلْ مِنْ أَحرُفِي غَرَضا ؟ |
لَمَستُ مُهجَةَ مَيتِ الحِسِّ فانتَبَهَتْ |
فَباتَ يَلهَجُ مَنْ أَلفَيتُهُ حَرَضا |
فَكُلُّ قَلبٍ بِما أَحيَيتُهُ كَلِفٌ |
وَ كُلُّ عِرقٍ بِما رَوَّيتُهُ انتَفَضا |
أَنا الَّذِي لَمْ تَقُمْ لِلشِّعرِ قائِمَةٌ |
لَولَايَ . لَولَا حُروفِي الغُرُّ لَانقَرَضا ! |
لَماتَ مِيتَةَ كَلبٍ فِي دَفاتِرِهِمْ |
وَ شَاقَهُ كَلَفُ النُّظَّامِ فانقَبَضا ! |
لَو كُنتُ أَعلَمُ فِيهِمْ مُستَحِقَّ يَدِي |
لَحَمتُهُ بِحُسامٍ ما نَضَوتُ مَضَى |
لَكِنَّنِي لَا أَرَى فِي القَومِ مَنْ سَنَحَتْ |
لَهُ القَوافِي - كِفاحِي - عِندَما قَرَضا |
فَزاعِمُ الثَّأرِ ما هاجَتْ ضَغائِنُهُ |
بِحَدِّ رَدِّيَ وَعدَ الثَّأرِ قَدْ نَقَضا |
وَ رَاغِبٍ بِعِدائِي لَو أَرَدتُ بِهِ |
شَرًّا ؛ فَقَأتُ لَهُ عَينَيهِ مُذْ رَبَضا |
أَنا لَهُمْ هَجمَةُ الطَّاعُونِ ؛ جَائِحَةٌ |
ما غَادَرَتْ مَنْ ثَوَى مِنهُمْ ؛ وَ مَنْ رَكَضا |
إِنْ شِئتُ حَطمَ قَوافِي الشِّعرِ ؛ لَامتَثَلَتْ |
أَو شِئتُ نَهضَتَهُ ؛ مِنْ فَورِهِ نَهَضا |
لَكِنَّنِي قَدْ وَجَدتُ الرَّدَّ يَرفَعُهُمْ |
إِلَى عُلُوِّيَ ؛ حَيثُ الضَّوءُ قَدْ وَمَضا |
فَعِفتُهُمْ ؛ كَي يُعانُوا لَيلَهُمْ أَرَقًا |
وَ نِمتُ وَ الشِّعرِ ؛ فِي ضَوءِ الضُّحَى ؛ بِرِضى |