حجة الصياد

كعادته كل يوم، حمل الصياد شبكته وسلة طعامه وقطع دروب القريه قاصدا شاطىء البحيره وهو يدندن ببعض اغانى الصيادين التى توارثها عن اجداده والتى تحث على الهمه والنشاط وتبشر برزق وفير،اخذ يمنى نفسه بصيد شهى يطعم به زوجته واولاده ويبيع ما يتبقى فى سوق القريه وبثمنه يشترى بعض لوازم البيت ، وربما بعض الفاكهه او قطعة حلوى لابنته الصغيره .
وما ان وصل الصياد الى البحيره حتى سارع والقى شبكته وانتظر قليلا ثم اخرجها من الماء واستعد لجنى الاسماك العالقه بها و لكن هيهات ، الشبكه كانت فارغه ، ليس بها اى نوع من الاسماك ، كرر الصياد القاء الشبكه وسحبها عدة مرات دون ان يعلق بها اى سمكه
جلس الصياد حزينا و اخذ يحدث نفسه يقول
– لماذا تهرب الاسماك من شبكتى ، الا تعلم بشدة جوعى وسوء حالتى !! اين التضحيه ؟ اين الرحمه والشفقه ؟ انا استنكر تصرف تلك الاسماك ،ثم لماذا لا يكون لهذا السمك احدا مسؤلا عنه ، حكومه مثلا، او برلمان ، او اى احد مسؤول عنه استطيع ان اطلب منه ان يعطينى بعض من رعاياه ، لابد ان يكون لهم ملك ، ملكه ، او سمكه كبيره بمثابه الام والجده لهم ،آه عروسة البحر ، لابد انها هى السمكه الام ، سأتوسل اليها ان تعطينى بعض ابنائها، سأشرح لها ما يعانيه اولادى من جوع ، او ربما أغازلها ، أداعب انوثتها ( هاهاها -- آه لو كانت امرأه لعوب ، هاهاها ، بالتأكيد ستستجيب لطلباتى )
لكن ماذا لو لم تستجيب؟ او طلبت الثمن !
- اى ثمن هذا ، نقود وماذا تفعل الاسماك بالنقود
- ربما تطلب شيئا آخر ، مقايضه مثلا ، احد اولادى مقابل اولادها
- لالالا ، لايمكن هذا ظلم
- بالعكس هذا منتهى العدل ،انت تطلب اولادها و بالمقابل هى تطلب احد اولادك
- لكن السمك لايأكل الحوم
- من قال هذا ، هناك سمك القرش مثلا ياكل اللحوم ، ثم ان جسم الانسان يتحلل ويصبح طريا ـتأ كله باقى الاسماك
- لكننى اريد السمك لاطعام اولادى ، والسمك لا يوجد الا عندها ،اما هى فالبحر مملوء بأنواع المأكولات ومنها اللحوم ، حجتى اقوى من حجتها
- نعم حجتى اقوى من حجتها ، لاتجوز تلك المقايضه
- لكن ماذا لو جاء اسد جائع يريد ان يأكل احد اولادى ؟
- – ستكون حجته اقوى من حجتى
- لالالالالا لايمكن ان اسمح بذلك
- ساتصدى له بكل ما املك من قوه
- لكن ، ربما اكون انا الفريسه المنشوده
- يآآآآآآآآآآه يريد ان يأكلنى انا !!!!!!!!!!!
- فزع الصياد من تلك الافكار التى تراوده فحمل شبكته وفر هاربا
تماما مثلما هربت الاسماك من شبكته

حجة الصيادة حكائية جميلة استمتعنا بها وأخذتنا في تشويق نسأل: المقايضة ترى في صالح من؟

شكرا لحكائيتكَ الشيقة ونتمنى أن تراعي الهنات الكيبوردية ليزيد الإمتاع

لكنها ليست قصة فعنصر الحبك ليس متوفرًا, فاسمح لنا بنقلها الى مكانها المناسب.

تقديري

الهروب حتى من الأفكار , لهذه الدرجة أصبحنا هاربين , نهرب من كل مايحيط بنا , لكن لم نتساءل يوما , لمَ نهرب ولأين ؟ ومن سيتقبلنا ؟
نهرب منا لنعود إلينا , الهرب المباح هو الهروب من كل شيء إلى الله .
أستاذي الكريم
نص يبرز ضعف الإنسان أمام أفكاره , فهل لديه من القوة مايواجه بها أعدائه ؟
خالص تحياتي