كم أرهقت قلبي فلسفة الغياب , حينما عبثا أحاول أن أفهم كنهها , أترياقا للشوق انبثق من لحظة تأمل فاختار بعدها العصفور الطيران بعيدا..!!؟؟
هي الدنيا تعلمنا أنه لا قرار ولا استقرار, نرحل من حال إلى حال , من أيام كثيرة لا أستطيع عدها أحسست أن الزمن توقف عند كلمة لم ألملم حروفها بعد , ظلت تتغلغل في أغوار نفسي تبحث لها عن مستقر, إلى الآن هي حائرة مثلي , تتجرع الصبر بمره وتعدني أن لا تعرف طريقها إلى أعماق ذاتي .. تظل معلقة بأمل لم يشرق بعد فجره الحبيب ..
وحدي الآن أعيد تفاصيل الحلم حرفا حرفا وكلمة كلمة , ارتشف منه رحيق الزهر قطرة قطرة .. يمنحني بعضا من الأمل
والألم سكين موجع يمزق نياط قلبي إذا ما تذكرت أن الغياب كان الداء والدواء وعلاجا حسبته يشفيني مما ألم بي .. الله وحده يعلم في أي حيرة بسؤالي عنك رميتني , لملامحك دوما هيبة وجلالا يظللها ويذكرني بايماني وشموخ الإيمان ...
يرتقي بي إلى هناك بعيدا عن الدنيا , يرتفع بي إلى الجنان.
أواه مما يعتصر قلبي ويلم به إذا ما تذكرت بُعد الشقة بيننا لا مفر من أمل ينسيني طعم الألم . مازلت قادرة على الصبر ويرافقني ذاك الصوت الهامس لا تستسلمي , واصلي السير على درب الإيمان والطهر لعل اللقاء يكون قريبا ... إيمانُكَ العميق علمني أنه لا ضرر من أن نتجرع بعضا من المرارة من أجل يوم لا بَيْنَ فيه ولا فراق , لا بأس أن يشكو الجسد المعلول من الألم وأن نكتم هوى سكن القلوب فكأنما الحياة به أضحت رحلة شوق لا تنتهي , لعلنا بصبر واحتساب نشدو يوما في جنات الخلد ونترنم :
الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن , الحمد لله الذي أسكننا جنته بعد رحلة اختبار ارتقى فيها من ارتقى أعلى الدرجات , وخلد للطين والشهوات والملذات من أعمى بصره وأصم سمعه وأوقف عقله عنوة عن التفكير في الآت , أرأيت كيف سما بي ألمي وغيابك كل السمو وارتفع بي إلى غاية وجودي ..
أتعبني السؤال عنك فأتيت هنا كي أتزود من الطهر والنقاء وأخذ معي الكثير من الصبر , الكثير من الحنين ..وبعضا من كلماتك الندية ..