السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية احيي هذا الدفق الأخاذ من المعاني والتعبيرات التي أنهكت قلمك بالفعل فدلت على رقي فهمك ونبوغ عاطفتك.
لن أقول كلاما ملتويا يستحثّ مجازات اللغة لينتهي إلى إطراء لا أظن بغالب أصحابِه يستشعرون معانيه خارج نطاق المجاملات حتى تفقد المعاني ألقها وبهجتها، وتتوراى العين الناقدة وراء حجاب أنت تعرفينه.
ومن هنا اسمحي لي سيدتي أن أقول: لولا اسعفتي هذا الدفق السامق من المعاني وشعرية العبارات بقوة العقل والانتظام وانقذتيه من سطوة تعدد الصور وتكرارها، وتتابع المجازات والأخيلة المتسلسلة، والإغراق في الذاتية.
أذهلتني الفكرة حقيقة، وأنا على ثقة بان قلمك ظل حبيسا وهو في أوجّ الحاجة إلى أن يفصح عما في كوامن ذاتك وتحسسك لمعاني الحياة، ولابد.
التمس من حضرتك أن تعيدي ترتيب هذا السنا وتدعيه يخرج إلى العالم يلمَس قلب الإنسان أي انسان؛ فهو قلم كان أراد تجاوز د. نجلاء ليكون شمسا تحفها الغبطة بان تجد من يستنير.
نعم أستاذة هكذا اخبرني قلمك وأنا أصدقه، فدعيه يكتب متجاوزا لحظة الانكسار، دعيه يترفع عن كل هذا فلا أرقى من قلم المرأة ولا أسمى وهو يحتضن العالم .... يرتقي به في سُبحات الرقي والجمال والقوة، لا أن يكتفي بالوقوف على أطلال هذا العالم المنكود، ولا على هشيم المعاناة الذاتية، فمن قلب المرأة ينبثق الحب ومن فهمها وإيمانها وقوة فكرها وخصوبتها يتمخض معنى الحياة، فاتركي بالله عليك هذا القلم، بل هذا القلب يحتضن العالم متسلحا بالالق وبالحب والانتظام، وانه لجديرٌ بكل هذا وذاك.
ما أحوجنا إلى قلم مثل هذا، بعد أن تهاوت بل انحطت بل خانت غالبُ أقلام الرجال.
أرجو أن لا أكون أثقلت عليك بملاحظاتي، ولك أن تعديها شوارد افتراضاتي.
تحياتي لك وأمنياتي