|
أمازالَ شَكُّ الهَوَى يَرتَدِيكِ |
وفِي مُقلتيكِ يُنَاغِي الأنِينَا |
فَلَيلاً تَلِيني إِلَيهِ و تَصغِي |
فَيَأتِي مَعَ الفَجرِ وَجهَاً حَزِينَا |
أَلَم يَسرِ وَجدَاً بِعَينَيكِ شِعرِي |
وفِي رَاحَتَيكِ سَكَبتُ الحَنِينَا |
أَلاَ فاَذكُرِي الشوقَ حِينَ تَجَلّى |
بِقَلبِي وأَوحَى غَرَامَاً أمِينَا |
فَدَثرتِ قَلبِي حَنَانَا وقُلتِ |
هُوَ الحُبُّ هَذَا فَهَيَا انتَشِينَا |
فأَولاَكِ شِريَانُ رُوحِي شِرَاعَا |
وأقسَمَ ألاّ سِوَاكِ سَفِينَا |
وأَجرَاكِ نَهرَاً مِنَ العِطرِ فَاحَا |
وأغرَقَ عُمْرِي شُعُوراً دَفِينَا |
فَصِرتِ كَزَهرٍ وصِرتُ كَنَحلٍ |
وصَارَ النّسِيمُ مَلاَكَاً يَلِينَا |
فَلاَ تَسمَعِي لِلظّنُونِ كَلاَمَا |
فَإنَّ الظّنُونَ تَشُجّ الجّبِينَا |
وعُودِي كَمَا أنتِ طَيرَاً شَجِيّا |
وقِرّي بِصَدرِي فَضَاءً مَكِينَا |
فَإنّي أخَافُ عَلَينَا الظّنُونَا |
تُعشعشُ فِي القَلبِ جُرحَاً سَمِينَا |
لإِنّي أحُبّكِ حُبّاً تَمَادَى |
ومَازَالَ يَروِي أَمَامِي السّنِينَا |
فَفِي القَلبِ يَزرَعُ عِشقَاً وشَوقَا |
وفِي العُمرِ يَنثِرُ نُورَاً مُبِينَا |
فَتُثمِرُ فَوقَ اللَيَالِي حَيَاتِي |
غِنَاءً و فَرحَاً و رُوحَاً مُعِينَا |
فَقُومِي وهُزّي جِذُوعَ الأمَانِي |
وصُكّي عَلَى الشّكِ بَابَاً مَتِينَا |
تسَاقِطْ عَلَيكِ عُيُوني حَنَانَا |
ودِفئَاً يُسَاقِطُ قلبي ولِينَا |
فَمَهمَا تَغيّرَ وَجهُ الحَيَاةِ |
سَيَبقَى هَوَاكِ رَسُولاً وَ دِينَا |
وإنْ كُنتِ تَبْغِينَ مِنّي دَلِِيلاَ |
فَإِنْ غِبتِ عَنّي سَأُبقِيكِ فِينَا |
خِتَامَاً و خَيرُ الخِتَامِ كِتَابٌ |
يُنِيرُ الدّرُوبَ و يَهدِي السّكِينَا |