الرحيل
شعر : د. جمال مرسي
تحمَّلتُ وحديَ ما لا أُطيقْ من الإغترابِ وهَمِّ الطريقْ ركبتُ البحارَ وجُبتُ السهولَ و طِرْتُ وحيداً بغيرِ رفيقْ و ظلَّت عيونُكِ نهرَ العطاءِ إذا ما ظمئتُ رشَفْتُ الرحيقْ و في ذاتِ يومٍ شديدِ التجنِّي وجدتُ فؤاديَ فيهِ غريقْ لأنكِ نورٌ كنورِ النهارْ وعيناكِ بحرٌ عميقُ القرارْ لأنكِ حُبٌّ قديمٌ قديمٌ رحلتُ إليكِ بدونِ انتظارْ و في مقلتيْكِ سبحتُ و خِلتُ بأني الوحيدُ بفنِّ البحارْ فما أن بدأتُ إليكِ ارتحالي غرقتُ ببحرٍ شديدِ المرارْ غرقتُ فيا أنتِ هل تنقذينْ شراعي و نبضَ فؤادي الحزينْ تخليتِ عنِّي كثيراً كثيراً و ذُقتُ بهجرِكِ مُرَّ السنينْ و عُدتُ إليكِ بقلبٍ جديدٍ يُسابقني في هواكِ الحنينْ فهلاّ مددتِ يداً للغريقِ فما زال في القلبِ حبٌّ مكينْ أنا يا فتاتي صباحٌ جميلْ أتى للدُّنا بعد ليلٍ طويلْ أنا بسمةُ الزهرِحين يُغنِّي فيُصغي إليهِ الضحى و الأصيلْ أنا شاطئُ البحرِ خبّأْتُ عندي حديثَ الرمالِ و همسَ النخيلْ فلا يخدعنَّكِ بعضُ انكساري فمنكِ إليكِ بدأتُ الرحيلْ
و دمتم