عدي لم يقتل وتلقيت رسالة بشيفرة لا يعرفها سواه قبل أسبوعين سلمتها للشرطة النمساوية

شبيه نجل صدام "لطيف يحيى" يتحدث عن سنوات السجن القسري وقيامه بـ60% من أدواره:


لاهاي: فكرية أحمد
فجر العراقي لطيف يحيى ( 35 عاما) شبيه عدي صدام حسين حملة تشكيك لدى الاستخبارات الأوروبية والرأي العام، بإعلانه أن عدي لم يقتل على يد الأمريكيين، وأنه لا يثق في الرواية الأمريكية، وأكد أنه فحص صورة مقتله بالعدسات المكبرة ولديه شكوك في أن المقتول عدي.
وقال لطيف إنه تلقى رسالة إلكترونية من عدي قبل أسبوعين، وإنه فوجئ بأن الرسالة كانت مشفرة بشيفرة خاصة لا يعرفها سواه وعدي وذلك على الرغم من مضي مدة طويلة على انتهاء العلاقة بينهما، وكانت الرسالة تحمل جملا تقول "لن أهدأ حتى انتقم ممن ظلموني" و قام لطيف بتسليم الرسالة إلى الشرطة النمساوية وإلى عناصر من الاستخبارات الأوروبية التي تتعاون معه، وطلب منهم حمايته من احتمالات القتل على يد عدي أو أعوانه، وقال إن هذه الرسالة ستكون دليلا يرشد الشرطة إلى من سيعرض حياته للخطر حال تعرضه للقتل.
ويعد لطيف نسخة مطابقة لعدي، و كان يقوم بنسبة 60% من أدواره في الحياة الاجتماعية السياسية بالعراق.
و جاءت تصريحات شبيه عدي المقيم كلاجئ سياسي في النمسا في حوار أجرته معه مجلة " فراي نيدرلاند " الهولندية الأسبوعية".
وأكد لطيف يحيى أنه عند تلقيه رسالة بالبريد الإلكتروني موقعة من عدي، شعر أن قلبه سيتوقف من الخوف ورجح أن الرسالة ليست إلا مزحة سخيفة من أحد أصدقائه .
وقال" بالرغم من ذلك تضمنت الرسالة رمزاً سرياً وشفرة للتراسل بيني وبين عدي لا يعرفها إلا عدي وأنا" وقام بتسليم الرسالة للشرطة، وأكد لطيف يحيى أنه يعالج الآن في النمسا من أمراضه النفسية التي سببها له عدي وتقمصه لشخصيته، فقد فشل في حياته الزوجية الثانية، والآن تزوج من ثالثة وهي إيرلندية .
وأكد لطيف أن عدي كان يتاجر في السيارات الثمينة بين أوروبا والعراق، وأنه سرق مئات السيارات من الكويت إبان عملية الغزو للاتجار بها، وكان يعتبرها غنيمة.
وقال: كنت أقوم بدلا منه بإنهاء إجراءات بيع هذه السيارات، وأن عدي تكسب من عمليات البيع هذه ملايين من الدولارات، إلى أن انتشرت المعلومات حول تجارته هذه، مما أساء للنظام الحاكم ولوالده صدام، فقام صدام بتنبيهه لذلك حتى لا يسيء إلى سمعته .
إلا أنه - عدي - كان يجد في لطيف وسيلة للهرب من أفعاله، ويلصقها بلطيف مدعيا أن لطيف يرتكب هذه الأفعال باسمه وبدون علمه .
وفي 9 نوفمبر عام 1990 أمرني عدي بالاعتراف زورا عن جرائم لم ارتكبها، وأنه هو من ارتكب كل المخالفات التي قام بها، وتبييض وجه النظام وذلك عبر إجباره لي على قراءة بيان صاغه عدي بنفسه في التلفزيون الحكومي.
يقول مضمون البيان: أنا لطيف يحيى من مواليد 14 يونيو 1964م، أنا شبيه عدي صدام حسين، وقد استخدمت وجه الشبه الكبير بيني وبين عدي لسرقة السيارات من الكويت وتصديرها إلى بغداد، وقمت ببيعها حبا في الثراء، وأن عدي بعيد كل البعد عن هذه الجرائم، وإن عدي مواطن صالح".
وبعد إلقاء لطيف البيان، ظهر قارئ النشرة بوجه صارم معلنا أنه سيتم إعدام لطيف بعد يومين، وذلك لتهدئة الرأي العام، وإنهاء الانتقادات الدولية، لكن لم يعدم لطيف.
ويقول " لقد تم إخفائي عن العيون عدة أشهر بعد هذا البيان، ولم أعد أعمل، ثم بعد ذلك انفصلت عن عدي، لكنهم أعادوا القبض عليّ، وسجنت في سجن الرشيد، وتعرضت للعذاب الشديد عدة أسابيع بتهمة التحدث عن عدي، ثم ألقي بي في الصحراء بالقرب من مسكن أسرتي، وكانت هذه نهاية شخصيتي الشبيهة بعدي في الحياة العملية .
وكشف لطيف بداية اختيار عدي له ليقوم بدوره في الحياة، وقال حدث ذلك في 23 سبتمبر عام 1987م عندما كان عمره 22 سنة، وقال كان موجوداً في الجبهة العراقية في منطقة جنوب شرق، ليقضي خدمته العسكرية إبان الحرب العراقية الإيرانية، حينها فوجئ بأفراد من حرس عدي يأتون أليه لاصطحابه لملاقاة عدي، واصطحبوه داخل سيارة ليموزين ذات زجاج أسود، وظن في البداية أن حراس القصر جاءوا لاصطحابه إلى عدي ليتلقى شكرا على جهده، وقيامه بمهام عسكرية، لكن سبب اصطحابه لعدي كان مختلفا، حيث وضعت عصابة سوداء على عينيه، واقتادوه إلى زنزانة جدرانها ذات طلاء أحمر ومسلطة عليها الأضواء ليل نهار، وبقي بالحبس الانفرادي أسبوعا كاملا، ثم أخذ لعدي، الذي طلب منه أن يلعب دور الدوبلير له .
ولم يجد أي خيار إلا الموافقة، و تعرض إلى عدة عمليات جراحية تجميلية لإزالة كل الفوارق في الوجه والجسد التي تفرقه عن عدي، وقد خضع لتلك العمليات حتى أصبح نسخة مطابقة لعدي، وكان الفارق الوحيد الذي تبقى هو الطول، حيث كان عدي أطول منه بـ 3 سنتيمترات، فكانت تصنع له أحذية مخصصه لمعالجة هذا الفرق.
كما خضع لطيف لذات التدريبات التي تلقاها عدي على أيدي ضباط من المخابرات العراقية، على طريقة السير والسلوك، وكان الرئيس العراقي يمتدحه، ويقبله في رأسه، ويقول له: لقد منحني الله ولدين، وبك أصبح لي ثلاثة أولاد.
وخضع لطيف لتدريبات عدة أشهر عبر الاستخبارات العراقية، وعرضوا أمامه حينئذ عشرات الشرائط من الفيديو المسجل عليها عمليات تعذيب يمارسها عدي حتى يقوم هو بدوره بممارستها فيما بعد، كما تعرض لعمليات استخباراتية كغسيل مخ، ولتحويل مسارات تفكيره، حتى شعر أنه يفكر تماما كما يفكر عدي وفقا لما قاله للمجلة الهولندية.
ولفترة 5 أعوام متواصلة كان لطيف يحيى شبيه عدي الابن الأكبر لصدام حسين يمارس كل الأفعال والأعمال التي يقوم بها عدي ما عدا القتل، وكان يفعل كل ما يأمره به سيده .
ووفقا لحديث لطيف لـ "المجلة الهولندية" هو الفدائي المضحي بحياته من أجل سيده عدي حال تعرض الأخير لأي خطر، وكان تحت إمرته على مدار الـ24 ساعة، ويوجد بدلا منه في مناطق الزحام والخطر، فكان ينوب عنه في حضور المباريات، ولقاءات بعض المسؤولين، بل أيضا في اللقاءات التلفزيونية، وكان يزور كتائب القوات العسكرية دون أن يكتشف أمره أحد.
وعندما كان عدي يجلس في القصر دون مهام توكل إليه، لا يجد يحيى ما يفعله، فيجلس في الجناح المخصص له في القصر يحتسي الكحوليات ويشاهد شرائط الفيديو، وكان يتم تجهيز الطعام الخاص به ولعدي من قبل طهاة غربيين، وكان يتم استيراد أنواع الطعام النادرة من أوروبا بطائرات خاصة .
ويروي لطيف جانبا من جرائم عدي التي عايشها قائلا: إن عدي كان يسير ذات يوم على الشاطئ وشاهد ضابطا بالجيش يسير مع خطيبته متشابكي الأيدي، ونادى الضابط فرفض الاستماع له، فأمر حراسه باختطاف الفتاة، وحملها الحراس لقصره، حيث ضربها بعصا كهربائية، ثم اغتصبها، وعقب اغتصابها حاولت الفتاة الهرب من إحدى شرفات القصر، لكنها سقطت قتيلة، ثم قام عدي بمحاكمة الضابط الشاب عسكريا بتهمة شتم عدي ونفذ فيه حكم الإعدام .
وقال لطيف إن عدي كان يطلب من حراسه أن يحضروا له ظهيرة كل يوم من 3 إلى 4 فتيات لاغتصابهن، وكان لا ينام إلا مخمورا، وكان في الملهى الليلي المعروف باسم "بابل أوبري" في منطقة الرشيد يقوم بإطلاق الأعيرة النارية في سقف الملهى كلما أصيب بالسكر الشديد، ويرقص على المناضد، ويأمر كل الحاضرين من نساء ورجال بخلع ملابسهم.
وكان سادياً، يتلذذ بتعذيب النساء، على الرغم من ذلك كان هو الابن المدلل والمقرب لوالدته، ولم تكن علاقته بوالده على مستوى جيد، على الرغم من ذلك كان يكره كل النساء، ويرى فيهن صورة يمكن أن تسيء لأمه التي يحبها، وكان يرى أن معاملة صدام حسين لوالدته ليست معاملة جيدة.
واعترف لطيف أنه كان شاهدا على عشرات الجرائم التي ارتكبها عدي، وكان الكثير منها يتم رغما عن أجهزة الاستخبارات العراقية ودون علمها، وكان لا يعبأ بتنفيذ إرشادات كبار ضباط المخابرات، بل يتصرف بمحض إرادته.

ويقول لطيف أنه نجا من 12 محاولة اغتيال كان عدي هو المستهدف فيها، وأنه كان يكره عمله ويرغب في التخلص منه، لكن على الرغم من ذلك انعكس عمله على حياته الخاصة فتغيرت، وأصبح ذوقه عاليا في اختيار الملابس والحلي وأنواع الطعام، كما أصبح مريضا بالولع بالنساء مثل عدي، وأصبح يقلده في كل تصرفاته مع النساء، وأن حياته الزوجية وأسرته دمرت بسبب سلوكياته التي اكتسبها من عدي، لإصابته بحالة من الغرور، حتى أنه أصبح يشك في شخصيته، وينتابه شعور بأنه عدي، وأنه يعيش حتى الآن أزمة الذات، ويسأل نفسه "من أنا"؟!.
**********
الخبر كما أوردته الجزيرة