جدتي والانقلاب العسكري …؟؟ !!
….مع اشراقة يوم جديد بدأت الشمس ترسل أشعتها الذهبية على أسوار القدس أحسست بنشوة غريبة سرت في عروقي …. تأملت الطحالب الخضراء
تتناثر بين الحجارة العتيقة فتعكس حزم الأشعة بألوان الطيف … يا للروعة … !!
منظر يدغدغ المشاعر ويبعث الذكريات..؟؟ ترجلت نحو بيتها …. قبلت رأسها
جلست بجوارها بدأت استمتع بحلو حديثها وأنا أرتشف قهوتها العربية …أحسست
بنشوة واطمئنان وهي تروي أخبار الأمس بعبارات مختصرة و منتقاة واسترسلت
وكم رجل يعد بألف رجل... !! قاطعتها: وكم رجل يمر بلا عداد.. وما المناسبة
يا جدتي أجابت مستهجنة : يبدو أنك لم تسمع الأخبار هذا اليوم
أجبت : لا … لا... لم أسمع أخبار اليوم وما الجديد
وتابعت حديثها, قائلة: منتصف الليلة الماضية … قبر العرب الهزائم للأبد, سيبدأ
عالمنا العربي رحلة النصر, سيدفن هموم الماضي, سينفض غبار الخيبة, وسينعم
أطفال فلسطين والعراق بالأمن والأمان, سيعمُ الخير وسيختفي الجوع ويتلاشى الفقر … !! قاطعتها : …. مهلا… مهلا ومن هو مالك العصا السحرية الذي يبدل الأحوال في رمشه عين يا جدة …؟؟ قالت : قلت لك أنك لم تسمع الأخبار هذا اليوم
ولد في الأمة رجل صالح قاد انقلابا عسكريا, أعدم الزعيم وغير الدستور وسير الجيوش فدانت له الملوك وهتفت له الشعوب … وقبل أن تنهي سرد أخبار البطولة
توجهت نحو التلفاز أتجول بين الفضائيات … ياللهول !! وجدت كل واحدة منشغلة
ببث احتفالات على ذوقها وعلى طريقتها الخاصة… سوبر ستار , ستار أكاديمي , خليجيات , رقصات شرقية , موسيقى غربية , مسلسلات تركية … ياللهول ..!! أهكذا نحتفل بالنصر ؟؟
فكرت مليا … هل الجدة خرفت ؟ هل زاغ عقلها ؟ … لا ..لا هي تعني ما تقول
نعم … نعم … اليوم الأول من نيسان ….. ؟؟؟ !!!