إلى/ مـــن لا يهمـــه الأمــــر
الشمس تشرق مرة أخرى
و خوفي يستعيد حبوره...
الشمس تشرق....
و الحياة كما هي...
موتٌ بطيءٌ ....
لا حياة و لا مماتْ
و نلم ادمعنا التي نزفت طوال الليل...
ننشر ما تبلل من ثياب الأمهاتْ...
بالدموعِ....
و بالتوجعِ....
و الحنين إلى الحياة...
الشمس تشرق...
موتانا ...
يثيرون الدعابة في المكان...
موتى يذيعون البيان:
فقد انتصرنا مرة اخرى ....
و ضيعنا الامان...!
***
نصغي الى الاخبار في مللٍ ..
فأخبار الإذاعة ...
منذ عصر السبي في بابلْ:
عن الملك الذي شيد سور صينِ
أو عن قائد باسل..!
أو عن جميلات الجواري..
و القصور الفخمة ... المنقوشة الجدران....
بالياقوت و المرجان...
و الثور المجنح ... و القوافل...
و تدور ايامٌ....
تطالعنا شعارات (التنابل) ....
و إعلانات عرض المسرحيات المزابل
هذه اخبارنا...
من عهد سبي (القدس) ... أو (بابلْ)
لم تحتفظ ذاكرة المذياع ...
في كل البلاد اليعربيّةْ
بالعيون الذابلات من الأسى....
بالدموع المشرقات مع المسا...
لم تحتفظ جعبة تلفاز البلاد ...
بوجه أمي...
أو ابي....
أو باليتامى و الارامل...
لم يذكر التاريخ
شعباً جائعاً ...
بدموع عزته يقاتل...
فمدون التاريخ ...
(مأجورٌ ... مقاول)
أدى وظيفته لمن أدى له ثمناً
لذلك قيــــل:
((أعظم من يعيشُ ومن يموتُ...
ملوك بابلْ))!
***
لقد انتصرنا مرة اخرى..
وعفرنا جبين البدر بالوحل..
و ضمخنا ايادينا بعطر الزعفران...
لقد انتصرنا مرة اخرى...
و قررنا...
بان الحبَّ ....
من فجر السلالات العريقة...
تهمة كبرى...
و افساد لأبناء الزمان...
و أنَّ الرقص في الحانات موهبة...ٌ
و ان الشعر ملعونٌ...
وماذا سوف نلعنه غداً ....
في جولنا اخرى..!
نقشنا في الخصور شعار أمتنا...
وطرزنا كتاب الله....
بالدم و الغبار...
و سلمنا أعنتنا لـ(ربٍّ) مستعـــارْ
عمَّ الدوارْ...
و استسلمت للذلِّ نخوتنا...
فمتى نغار....؟!