|
هاتِ اسقِنِيها لستَ مِنْ أنْصاري |
إِنْ لَمْ تكن للبوحِ مثلَ النارِ |
هيَ فيْضُ مَنْ ؟! ألقلبُ دافقُ حبرِها |
نَزْفاً ، وذاك العزفُ للأَشْعارِ |
يا مَنْ إذا لَمَسَ اليراعَ تفتَّحتْ |
كلماتُه ورْداً على الأسْفارِ |
يا مَنْ إذا هَمَسَ البيانَ تعنْدَلتْ |
نبراتُهُ دلا على الأوتارِ |
يا مَنٍْ إذا نصَّ الجنانَ تقنَّصتْ |
خطراتُهُ مُسْتَنْفرَ الأفكارِ |
أعرفتَني أمْ طولُ عهدِكَ مُنكري |
إنَّ الفراق مظِنَّةُ الإنكارِ |
إني بليغُ الصَّمتِ قد طوَّعتُهُ |
فقصائدي أُنْشودةُ الإضمارِ |
أنا عاشقٌ ،ألبوحُ طرْفُ لسانِهِ |
جذْبَ الحياءِ وقلبِهِ المهْذارِ |
أنا عاشقٌ ليلاهُ مَحْجِرُ عينِهِ |
قَرُبَتْ ، ولمْ أرَ لمْحةَ الإبصارِ |
ورأيتُ أسرابَ الهمومِ تُطيفُ بي |
- عجلى جموعُ جوالبِ الأكدارِ- |
دافعتُها ، فرأيتُ بين جموعِها |
حتفي بطعنةِ فاتكِ الأشْفارِ |
يا مَنْ تجلَّى العيدُ في نظَراتِهِ |
جذْلانَ يرْسُمُ فرحةَ الأزهارِ |
يا مَنْ تجلَّى السِّحرُ في همساتِهِ |
نشوانَ يحْكي صادحَ الأنهارِ |
عاتَبْتَني ، فأَبادَ عتْبُكَ في فمي |
أُمَماً مِنَ الأعذارِ والأعْذارِ |
إنّي أسيفُ القلبِ ؛ قدْ عاينتَهُ |
هل أنتَ بالحُمَمِ الدَّفينةِ داري ؟! |
عزََّ التماسُ العذْرِ لي ، وإخالُهُ |
ينوي نوىً ويلي مِنَ الإقْصارِ |
لا تُسْرِفَنْ ، بيني وبينَكَ ذمّةٌ |
ما أجدرَ العبراتِ بالتَّذكارِ!! |
تاللهِ ما باح المحبُّ ولا شكا |
في صدرهِ مَيْتٌ مِنَ الأسرارِ |
باللهِ ما لكَ لا تجودُ بأحرفٍ |
في طيّها نفحٌ من الأعطارِ |
وعَلِقْتُهُ كالبدرِ أسفرَ باسماً |
كالفجرِ، بلْ كصحائفِ الأبرارِ |
أَكْرمْ بها عربيّةً عربيةً |
سُقِيَتْ لُبانَ الطّهر بالأسحارِ!! |
آباؤُها شُمُّ الأنوفِ أماجدٌ |
صِيدٌ ملاذُ العزِّ للأحرار |
نَسْلُ الأُلى هُرِعوا غداةَ كريهةٍ |
كابنِ الشَّرى المُتَجَهِّمِ المِغوارِ |
آياتُ مَجْدِهِمُ حديثُ مُعَنْعِنٍ |
حنقَ البخيلِ ولطْمةَ الأغمارِ |
قومٌ إذا نابَ الزّمانُ رأيتَهمْ |
يَطْوون عند مواقدِ الأقمارِ |
أمُّوا النجومَ وقد توهجَ ضوءُهم |
فهمُ الشموسُ تلوحُ في الأطمار |
سِيَّانِ مِنْهُ : عَسيرهُ ، ويَسيرُهُ |
في جنَّتِيْهِ ، ونعمَ عُقْبى الدَّارِ |
قد ضاق مدحي عن مداكَ ولَمْ أَصِلْ |
بابَ الكرامِ ، فلُذْتُ بالأستار |
للهِ درُّ الطّاهرينَ صبابةً |
عشِقوا بقلبٍ طاهرِ الأوطار!! |
مُتَعَفِّفٌ ، متكتمُ ، متصبرٌ |
أهواهُ تحتَ سواطعِ الأنوارِ |
واحيْرةَ الصَّبِّ الذي عاتَبْتَهُ |
سَبَقَتْ إليهِ مخالبُ الأقدارِ!! |
أنا طائرٌ أَعْياهُ خَفْقُ جناحِهِ |
بينَ القِفارِ ولَفْحَةِ الإعصار |
ما زلتُ أَجْتازُ المسالِكَ عَسْرَةً |
- يُمْنى السَّبيلِ كثيرةُ الأوعارِ- |
لا لنْ أحِيدَ عنِ السَّبيلِ وإن غدا |
درْبُ الغَرورِ يسُحُّ بالأمطارِ |
سَفَرَ النَّهارُ فكلُّ مَنْ نامَ الضُّحى |
وأرادَ أنْ يرعى مع التُّجَّارِ، |
هَتَكَ السِّتارَ عنِ الكرامةِ لاهثاً |
خلْفَ العبيدِ مُضَيِّعي الأمصارِ |
أَوْدى بهِ كعْبُ النِّسا ، وأَذَلَّهُ |
حِرْصٌ يرومُ مَراشِفَ ( السِّيجارِ ) |
قالتْ له الأشْبارُ : إنَّكَ سامِقٌ |
طَوْدٌ ، فصدَّقَ قوْلةَ الأشْبارِ |
ويَبيتُ يَجْْمَعُ مَكْرَهُ ، ويَظنُّهُ |
كَسْباً ، وتعْساً حِيلةَ المكَّارِ |
مَنْ يَتْبَعِ الدِّينارَ يَسْمَعْ لحْنَها |
فرنينُها مِنْ جَوْقَةِ الدِّينارِ |
فإليكَ عنْ صَحْبِ اليَسارِ ، فإنَّما |
صَحْبُ اليَسارِ طوالِعُ الإعْسارِ |
ولقد رضيتُ بأنْ أكونَ مُغَيَّباً |
حيثُ الخَنا ودناءةُ الأوكارِ |
ولقد رضيتُ بأنْ يُقالَ : مُلَقِّنٌ |
لا ضيْرَ مِنْ سُقْيا أبي الخَطَّارِ |
أُفٍّ لأقْلامٍ سَقَى أوْراقََها |
حِبْرُ التَّحَذْلُقِ بَيِّنَ الآثارِ |
أَنَّى أَسِرْ أَجِدِ العُواءَ بِمسْمعِي |
وعلى المَدى روْضٌ مِنَ الأقذارِ |
أَوَّاهُ مِنْ عقلي وقلبي ، حَيْرَةٌ |
وتَحَسُّرٌ حتَّامَ يا سُمَّاري ؟! |
أَهواجِسي ، أَنْفاسُكُنَّ طويلَةٌ |
وذَوائِعي مَرْصودَةُ الأنظارِ |
إنَّ المِدادَ دعا الفؤادَ ، وطالما |
خَشِيَ الرَّشِيدُ وِشايَةَ الأحبارِ |
دعْ ذا ، ومُدَّ يدَ الرَّجاءِ بأوْبَةٍ |
فالغوثُ غوثُ الواحدِ الغفَّارِ |
يا ربِّ أَتْعبتِ الحياةُ رواحلي |
فامنُنْ عليَّ بِمِيتَةِ الأخْيارِ |