أنا هنا في حضن الحبّ
أتطهر من التّشرد والتيه والعطش
عندَ مورد ماء لا ينضبَ.
أنا هنا لأنّي أردت العيش والارتواء من كل شيءٍ يحب
ولأنّي أردت سقفاً ملموساً
مع مصدر يعطي العاطفةَ اللازمةَ للامان
وليس لأنّي عاشقٌ في بقعة ليلٍ
أهدر وقتي من اجل سحابةَ صيفٍ.
أنا هنا لأحاول أن اصعدَ إلى الحياة
إلى عبور يمكنني منّي
وأن أكون حجراً ممكناً للبناء
وأن أولد ولو أنا تألمت.
ممزوجُ أنا دمي بدم البقاء
بحر الصحراء
وبزرقة السماء
فلن انتظرَ من احد، مودةً
ألا الّتي نادت الكلَ للحياة.
ولن أحبَ الأخذَ هكذا شارداً
لو أخذت منكم تعبَكم أصبحتُ انتم.
ولا تبسطوا أمامي بساطاً احمراً للكبرياء
فلن يمنح الحبَ
إلا عرقاً يتصبب بإخلاص
علمت بانّ المودةَ لا تمنحَ هكذا
علمت بانّ البقاءَ على الأرض
يتطلب كثيراً من الموت والصبر
وقليلا ً من الخبز والنوم.
علمت بأنّ حضنَ الحبِّ
إذا أردنا له أنْ يبقى
فعلينا بحفظ الوقت
وزرع القمحِ
في قلب اليدِ
وفي قلب الأرضِ
حتى الموتْ.