في ردهةِ الشَّطَرَنْجِ
يأسُرُني تَذَكُّرُها
فأهربُ من وجوهِ العابرينَ
إلى قصائدَ حاكَها الحبُّ المُقَدَّرُ مُنْذُ صَيْفٍ غابِرٍ
ها أنتَ تَجْلِسُ لاِحْتِضانِ الشَّمْسِ في هَذْيِ الحُروفِ
وتلتقي بعيونِها في كُلِّ قافِيَةٍ
ويَسْتَبْكِيكَ مقطَعُها الأخيرُ..
يقولُ:
"تسألُني..
-وهَلْ إنْ فَرَّقَتْنا البُومُ في يومٍ سَتَذْكُرُني؟
وتَذْكُرُ أنَّنِي في ذاتِ يومٍ كُنْتُ قَلْبَكَ؟
أنْتَ تُفْلِحُ في اجتثاثِ البؤْسِ مِنْ دَمِكَ المُعَطَّرِ حَيْثُ شِئتَ
وَلَيْسَ لِي إلاّ التَّنَكُّرُ خَلْفَ بُعْدِكَ...
فاذْكُرِ القَلبَ الكَسِيرَ هناكَ
وارأَفْ ،حين تَنْهَرُهُ ،بِمَنْ يَحْوِيهِ
-أنْتَ-
وبايِعِ اللَّيْلَ الجَديدَ على الهوى مِنْ بَعدِ بَسْماتي وبَعْدِكَ...
كُنْ بِحُبٍّ..إنْ تَعَدَّدَ نَبْضُكَ الدَّافي
وأيْقِنْ
أنَّنِي ملأَى بِحُبِّكَ
أُسْعِدُ الغُرَفَ الحزينَةَ باحتضاري حولَ وَردِكَ..."
***
أعْبُرُ الذِّكْرى
و أنْهَرُني
وتَخْلو ردهَةِ الشَّطَرَنْجِ مِنْ بَعضِ الرُّكامِ الآدَمِيِّ
وأعْبُرُ الذِّكرى
وأنْهَرُني
وأُقْسِمُ أنَّنِي ما زِلْتُ أشْهَدُ كُلَّ صُبْحٍ وَجْهَكِ الذَّهَبِيِّ
يَعْبُرُ مِنْ نوافِذِ غُرْفَتي
وأنا أراهُ الآنَ يَعْبُرُ ردهَةَ الشَّطَرَنْجِ نَحْوي باسِماً...
"لا ..لَسْتِ أنْتِ"
أقولُ إذْ بَسَمَ الرُّكامُ الأُنثَوِيُّ المُسْتَفِيضُ على جِدارٍ آخَرٍ نحوِي
وأهْرُبُ مِن عيونِ العابِرين...