يا حادِي الأرواح .
ـــــــــ
يا حادِيَ الأرواح كم سَقَما .
ويا باعثَ الأنفاس كم ألَمَا .
أفِي كلِّ جوىً تركتني ، وهجرتني عَدَما
وفي كل عرق يجوسنني ، فصار هواءً بعد أن كان دَمَا .
هِيَ حياةٌ ، هِيَ أمانٌ ، هِيَ لذي الشوقِ حُلُمَا .
فتتلو عليّ ترانيم عشقِ كرَعْدٍ ألْقَحَ سحابا ، ثم هَمَى .
لأتلو ما أصدقه قلبي بثّاً ليحمى وَجْدٌ ،،، ويُنْفلني بدل الرشاد عمَى .
فغاض قول وتاه بوح ، فما أبقتْ لي لسانا ولا فَمَا .
لا أضِنُّ بها ولا أسْخُو وصرت بذيَّاك للناظرين عَلَمَا .
فجُدّتُ بقلبي فداءً لها فناله قلبُها ،،، وعليه جَثَمَا .
عظمتْ بالنَوَى ، والبَيْن بيني وبينها قد عَظُمَا .
أبْدَعْتُ حُبّا حارقاً لكبدي ، وأبْدَعَتْ هِيَ بُعْداً وجُرُمَا .
أعُدُّ الليلَ ساعة بعد ساعةٍ ، وهِيَ نائمةٌ وقلبُها ما عَلِمَا .
فتكتْ بجسمي وما من شبر إلا ألْفَيْتُه ثَلِمَا .
ربي إليكَ أشكو وحدتي وحسرتي ، فالْهِم حبيبتي أن الهجر ظُلمَا .
أموتُ لتحيا وأعْيَا لِتَبْرى ، وذاك مني إليها كَرَمَا .
فيا جفن أطبق ويا موت صَدّق ، فالحبّ لاكَنِي لَوْك مفترسٍ فلم يستسغ ، ثم رمَى .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
حسين الطلاع
11/فبراير/2009 م .
المملكة العربية السعودية - الجبيل