أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أجمل من التفاح يا.....طماطم

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Apr 2009
    المشاركات : 59
    المواضيع : 24
    الردود : 59
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي أجمل من التفاح يا.....طماطم

    أجمل من التفاح يا.....طماطم
    أصبحتُ اليومَ مغموماً, ثقيلُ النفس ِأحركُ جسمى بالكادِ, فتقلباتُ الجو على أشدها, ولدىَّ حساسيةٌغريبةٌتجاه الفصولِ الأربعة, أقصد الفصول العشرين فحياتنا وواقعنا صارا وكأنهما فصولاً من قصةٍ عقيمةٍ أليمةٍ لا تنتهى, وشعرتُ بأنَّ عظمى قد طُحنَ بين فكَّى رحى, ورأسى يمكن أن يغلىَّ عليها فنجانُ قهوتى المفضلة الذى لا أشتهيه, أحسستُ أنى مقبلٌ على أوجاع ٍلاطاقةَ لى بها, وتُهتُ ورأيتنى فيما يرى النائم أجلسُ إلى طفلٍ لا يتعدى السابعة, لكنه كان ينادينى بجدو....فتعجبت! كيف أصيرُ جِدّاً وطفلى فى عامه الدراسى الأول؟ لكن بدا وجه الشبه قريباًبين ابنى الذى أعرفه وهذا الذى ينادينى بجدو. فسألته: فى أى عام نحن يا بنى؟ قال: نحن فى عشرين ثلاثين ياجدو ومقبلون على كأس العالم وستكون بلدنا من بين الدول المشاركة بعد غيابٍ دام أربعة عقود. بادرته سائلا: ومن يحكم الأن يا بنى؟ أجاب: رمز الجمال يا جدو. ورأيتنى قد اشتعل الرأسُ شيباً....تضمُّ ثيابى عظاماً لا إنساناً. فسالتُ المدعو حفيدى: وأين والدك يا بنى؟ أجاب: ألا تعلم يا جدو أنه خرج مغاضباً إلى غزة واستشهد فى عمليةٍ فدائيةٍ هناك؟ فحمدتُ الله أن أصبحتُ للشهيدِ أباً.
    وبادرنى الصغير بطلبٍ لم أتوقعه....كلمنى عن الماضى والتاريخ يا جدو نفسى أعرف كنتم عايشبن كيف؟ ووجدتنى منشرحُ الصدر....فطلبه يثيرُ لدى شجوناً وذكرياتٍٍ وحنين إلى طفولة وأدها القهرُ والفقرُوقلةُ ذات اليد.
    فقلت له: علمونا ونحن صغارٌيا بنى أن الإنسانَ حيوانٌ ناطقٌ لكى يسوقونا بالعِصِّى, ونسوا أو تناسوا أن لكلِّ حيوان لغته الخاصة التى يخاطبُ بها بنى جنسه, ويعبر بها عن احتياجاته ومشاعره, حتى أن النباتَ والجمادَ كلاهما له لغتهُ وإدراكهُ لكننا لا نفهم ماهية هذه اللغة .
    فالله قدر لكلِّ مخلوقٍ حياته وهداه لكى يمارس وظيفته فى هذا الكون(الذى خلق فسوى والذى قدر فهدى)....(وإن من شئ إلا يسبحُ بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم)....لكنهم يا بُنى لم يعلمونا أن الفرقَ بين الإنسان والحيوان ...هو: أن الإنسانَ هوالمخلوقُ الوحيدُ الذى له تاريخ واستطاع أن يُورِّثَ المعلومةَفى صورةٍ أو رسمٍ أو نحتٍ أو كلمةٍ, فلا أمم الحيواناتِ والطيور والأسماك على قدم تاريخها استطاعت أن تُورِّثَ معلومةً لمن يخلفها .
    ونحنُ كأمة الإسلام لدينا قراءةٌ للتاريخ الإنسانى من بزوغه...وبين دفات قرآننا نرى قصصَ القدماءِ والأنبياءِ ....أتعرف لماذا يا بنى؟ لنستخلصَ العظاتِ والعبرَ....ونتفادى الأخطاءَ فى الحاضروالمستقبل, صحيح أن لبعض الحيوانات والطيور قرونَ استشعارٍ تستطيع أن تتنبأ ببعض الظواهر الطبيعية قبل حدوثها, لكنها لا تفهم ولا تستطيع أن تتقى شرها.
    لكن...يبقى الإنسانُ متفرداً...يقرأ التاريخَ والماضى..يدونُ...يستخلصُ النتائج..يستلهم المستقبل.
    وواقعنا المعاصريوحى لنا بأننا أمة جهلت تاريخها قسراً أحياناً وأحياناً أخرى عن عمدٍ, وصرنا يا بنى نتغنى ونرقص على نغماتِ فراعينَ لم يعرفوا لله اسماً ولم يقيموا فى دولتهم عدلاً, وكفانا أننا نتشدق بحضارة سبعة ألاف حجر أقصد سنة, جل مظاهرها يتجلى فى أصنامٍ وتماثيلَ وبعض الأعمال التى تدل على ذلِّ وهوان الشعوب, وكأننا فتشنا فى صفحات الماضى ليلهمنا بعض الأفاق نحو مستقبل لا يرحم فلم نجد إلا حورس وفورس ويغوث ويعوق ونسرا.
    وعلى امتداد عمرى يا بنى الذى شارف أن يودع حياتكم المريرة...أتذكر ثلاثة فقط ممن حكموا قريتنا التى كانت آمنة, عفوا يا بنى كدتُ أن أنسى ....هم للحق أربعة لكنهم استدرجوا الأول بوطنيته وخبرته وحين قويت شوكتهم عنوة عزلوه وفرضوا عليه الإقامة الجبرية فى مسكنه حتى مات دون أن يدرى أو يسمع به أحدٌ, وليتهم وقفوا عند هذا الحد, بل مسحوا اسمه من التاريخ كما يحاولون طمس اسم فلسطين من خريطة الدنيا, أما الثانى حقيقة لا الأول كذبا كما يدعون...كنا حين نلهو صغاراً نعتبره رب الأرباب أو هكذا صوروا لنا فى إعلامهم وكذبهم وأبواق دعايتهم, أتذكر كنتُ أداعب بعض الصغار مثلى فأقول: لو أنت فلان....أو ابن فلان....هل يمكن أن تقفز لتعبر هذا النهر أو البحر دون أن تبتل؟ هل لك قوة أو حيلة لتتسلق هذا المبنى الشاهق أو تقفز من فوقه دون أن تُدكُّ عظامك مثل ابن فلان....؟فارتبط اسم هذا الحاكم بخوارق العادات وارهاصات النبوة, ساعد فى ذلك جهل العامة..ونفاق وخوف الخاصة, فصوروا له أنه مصلح هذا الزمان ومحرركل المستعبدين , لنصحوا ونفيق على نكسةٍ فى سنواته الأخيرة سنظلُّ نجنى مرارتها أبد الدهر.
    وثالثهم..... بدأ تاريخَه بنصفِ نصرٍ, واعتبرناه أنذاك ملحمة من ملاحمَ العصرِ, ثم أعقبه اختلاط حابلٍ بنابلٍ وفُتحتْ البلد على مصرعيها للكلِّ يعربد ويهاجرفى سبيل الله عفوا فى سبيل الدينار والدولارفنشأ يا بنى جيلٌ مؤنثٌ فى غياب الأب وعجز الأم على أن تقود دفة الأسرة, لكن كله يهون فى سبيل...؟ ثم ختم تاريخه بأسوأ ما فى تاريخنا....فقد عقد مع إبليس صفقةَ الدهرليشترى لنا الخنوع والذلة, ونبيع أنفس ما لدينا(روح الجهاد وفريضته التى كانت تدوى وتملأ أرجاء الأرض)...وصار من ينادى بها وكأنه مرتدٌّ يُرمَى بالذندقة والإرهاب...فكانت عدالة السماء.
    أما فى عهد الذى تلاه....فقد استشرى الفسادُوالانحلالُ فى حبات العقدِ كافة, لا تُتركُ حبةٌ إلا نالتْ منهما نيلاً, وصار جسد الأمةِ وكأنه أُصيبَ ببرص ٍلا يبرأ ُويستفحل يوماً بعد يومٍ, وانفرطتْ منظومة الأخلاقِ والقيم وصعب على الجميع ترميمها, وكلما حاولنا الإمساك بحبةٍ تتدحرجُ أمامنا, فلا نحن نمسك بها, وهى تفرُّ كمن استعذب الألم.
    وصار للسيف فى أيامه معنى الخشبة التى يتكأ عليها عاجزٌ مستضعفٌ لا حيلة له, وتفوح منه رائحة الموتِ, وكأن إحدى قدميه تقطنُ قبراً من قسوة وغضب التعاريج التى ترتسم على محياهم, وصار للجبة والقفطان والعمامة معنى (أسباب ووسائل الرزق وسد جوع البطن) بعد أن كانت تحوى بداخلها العلم والإصلاح وقبسات النبوة.....
    أما هذا الذى حدثتنى عنه يا بنى فأنا مازلت أعيش فى أيام أبيه....ولا أدرى من أيامه شيئاً.
    إن التاريخ يا بُنى...والماضى هو بمثابة إفساح الحياةلأنبياء وصالحين وقادة لأن يعيشوا بيننا, يصوبون...ويصححون لنا ما إعوج, والحاكمُ الطاغيةُ فى دولةٍ ضعيفةٍجاهلةٍ يظنُّ نفسه المشيئة المطلقة المنقذة التى لا تُخطئ, فيفسد ونظن فساده إصلاحاً فنصفق له, حماقته لدى شعبه منتهى الحكمةِ فنرددها كببغاءَ دون فهمٍ, شعوذته ضرباً من ضروب النبوة التى يُوحى إليه بها.
    يا بنى...لا قوى إلا بضعيف, ولا طاغية إلا بذليل, ولا كبير إلا بصغير, فهؤلاءِ يستعلوننا بضعفنا لا قوتهم, والحاكم يا بنى حين يشنقُ من يخالفه الرأى....فلا معنى فى عقله إلا حبلٌ من مسد, وحين يقتلُ من ينكرُ عليه خطأه ....فلا معنى فى قلبه إلا وأنزلنا الحديد فيه بأسٌ شديدٌ وردعاً لمن عصى, وحين يسجن من يعارضه....فلا قرآن فى رأسه إلا السجن أحبُّ إلىَّ مما يعارضنى فيه, أما إن كان يحاور ويناظر ويُقنِعُ ويَقتنعُ بالحجة ولديه أهل الرأى والمشورة....ففيه يابنى العقل الذى وهبه الله إياه, وهذا أسمى ما فى الإنسان.
    يا بنى...جعل اللهُ سنةَ الدفع ِ....يدفع الله الناسَ بعضهم ببعض ٍ أتدرى لماذا؟ ليظهرَ الحقُّ ويعلو عند الجميع من الجميع وإن أنكره البعضُ, ولكى يبقى الصغيرُ صغيراً والتافهُ تافهاً وإن آمن به قلةٌ, ويثبتُ الكبيرُ فى موضعه فلا ينقصُ وإن حاربه البعضُ, ويصحُّ الصحيحُ مادامت الشهادةُ له, ويفسدُ الباطلُ مادامت الشهادة عليه, وهذا يا بنى حين يكون فى الأمةِ عقلها المصوب وقانونها الرادع الذى لا يحابى أحداً ويستوى عنده الوزبر والغفير...لكن هيهات هيهات.....
    يا بنى ....التاريخ وإن حاولوا تضليله يحفظ ويتكلم عما فعله كلُّ حاكمٍ وسيحاسبه الله عليه...وقد جاءت الخلافة الراشدة بعد النبى صلى الله عليه وسلم لتجسد لمن بعدها كيف يحكم؟ وكيف يقيم العدل؟ أما من ظلم وطغى وآثر الحياة الدنيا ففى مذبلة التاريخ غير مأسوفى عليهم وسيقيمُ الله عدله عليه فى آخرته, فالحاكم يحكم من أجلنا لا من أجله....وقالوا قديماً لا نعطى الإمارة لمن طلبها, لكن الأن يا بنى نعطيها لمن يدفع أكثر ليسرقَ أكثر وأكثر.
    يأيها الحاكمُ ....كلماتك وأفعالك لا تستطيع تحقيقها إلا بشعبك وأفعاله...فلك الطاعة فيما يُصلحنا, والطاعة فى المعصية معصيةٌ أشدُّ, ولا أشد ولا أضر وطأة على الأمة من عقيدة الخطب الجوفاء والشعارات الكاذبة, فيصير الكلام يُقالُ ليُقالَ فقط, فتسود أخلاقُ الهزلِ واللعب ويصيرُ الكذبُ أصلاً يُبنى عليه ويُعملُ به, ونبالغ فى كل شئ فتنشأ ُ فوضى العقل فينا, حينها نصيرُ بلا عزمٍ .....بلا صبر....وتصبح حقيقتنا مكذوبة كأقوالنا فننادى على البصل ونقول: حَوَّالك عسل يا بصلُ(أى ان البصلَ يُسقى من مجرى مملوء بالعسل) وننادى على الطماطم فنقول: أجمل من التفاح....يا طماطمُ.
    يا بنى لو أمر الله حكامنا ليعصوا الله فينا, ما أطاعوه بهذا القدر وهو يأمرهم أن يقيموا العدل فينا.....وأفقتُ فجأة....فإذا وجوهٌ كثيرة حولى....وكمادت الثلج على رأسى وراحت عينى تفتشُ على حفيدى فلا أجده...وكنت أردد وأهذى ..أجمل من التفاح يا طماطم فإذا كفُّ الضابط تلطم وجهى قائلة: افتح محضر لابن......؟ لنعرف من التفاح ومن الطماطم؟ وحياة أمى لازم أفعصك زى......يا ابن...؟
    أحمد الحارون
    تلبانة- المنصورة

  2. #2
    الصورة الرمزية عبد الحميد محمود قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    العمر : 35
    المشاركات : 57
    المواضيع : 8
    الردود : 57
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    ههههههههههه

    جميلة

    أحسنت

    شعرت حينًا أنني أمام خطبة أو رسالة من العصر الأموي

    إلا أنني وقعت في النهاية ووجدتني ما بين بصل وطامطم !

    أظن هذه الطبخة ينقصها بعض السبك والحبك

    تحياتي لك ولكل أهل تلبانة

  3. #3
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Apr 2009
    المشاركات : 59
    المواضيع : 24
    الردود : 59
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي برجاء نقل المقال من منتدى القصة إلى منتدى فنون أدبية أخرى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الحميد محمود مشاهدة المشاركة
    ههههههههههه

    جميلة

    أحسنت

    شعرت حينًا أنني أمام خطبة أو رسالة من العصر الأموي

    إلا أنني وقعت في النهاية ووجدتني ما بين بصل وطامطم !

    أظن هذه الطبخة ينقصها بعض السبك والحبك

    تحياتي لك ولكل أهل تلبانة
    اخى عبد الحميد
    حياكم الله وأهلا بكم سيدى
    شكر الله مروركم...
    ربما معك حق ....حين ظننت الطبخة تحتاج بعض السبك
    لكنه مقال ووضع بالخطأ فى منتدى القصة
    فليت الأخوة الكرام ينقلونه إلى منتدى فنون ادبية أخرى
    تقبل تحياتى
    مودتى

المواضيع المتشابهه

  1. يَا غَزَّةُ يَا غَضَبَ اللَّهِ هُبِّي هُبِّي
    بواسطة سالم العلوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 24-10-2023, 03:14 PM
  2. ياَ فَتَاةْ العِشقِْ .. ياَ مَلِيـِحْةْ . .
    بواسطة ياسر مصطفي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 22-10-2014, 02:35 PM
  3. يَا حَسْرَةً عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الْعِبَادِ
    بواسطة د. عبد الفتاح أفكوح في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 27-10-2011, 11:03 PM
  4. يَا مَنْ قَتَلْتِ الحُبّ
    بواسطة أحمد موسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 42
    آخر مشاركة: 14-11-2009, 10:58 PM
  5. يَا مِصْرُ يَا فَخْرَ العَرَبْ ( بمناسبة فوز مصر بكأس إفريقيا )
    بواسطة محمد سمير السحار في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 28-06-2008, 02:50 PM