إلى هذا التراب يحنُّ ماءُ السماءِ إلى هذه الطيورً الشهيدة فوق الأفنان خدان أو شمسان أو هذه أقمار حشت بشحم عيني نورا البيان ما زال هذا الحنين يوقظ الماضي من القلب ومن الكتاب ومن السّنديان انثرها ركناً سادسا على الإسلام وليست تنثر هباء إلا وتنثر بالسّنان رقّت صورتها ارقَ من صورةَ الماء ورمتها فوق الأغصان صورةَ الجّمان ما لهذه الأرض ما زالت تهتف كأنَّ الفقيدةََ حمامةُ فوق الأغصان بطيئة المللِ لمّا كلامها في التّبسم يصب في لب البال لبابةَ المعان أول الثمار نضوجاً تفضحان تهب كل عينين إليهنّ تتحاسدان على تلٍ صغيرٍ ترقد بذرتُها عشرةُ أحوالٍ وقليلُ من الزمان نامت تثقب في النّجوم حلاوتها حتى بدت للرائي أسرابَ غزلان هذه كفٌ تراب وهذه سماء نمت في كلِّ نواحيها أروعُ الجِّنان فطنت لكلِّ شيءٍ إلا رحيلها كان عندها حقّاً في الحسبان يرى الأملُ جسماً لا يموت وهو بحرُ الموت يسْقي بالمجان صبرت حتى صرتُ روح سنبلة َ مخلصةَِ وخضراءَ وصفراءَ فتشهدان فاسكني يا طيورَ الأفنان في الزَّمان ولا تصمتي عن صلاتك حتى جلاء الأحزان