أحدث المشاركات
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 18 من 18

الموضوع: عن الموت والحب والرحيل

  1. #11
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    الفاضل [ راضي الضميري]
    :
    وبمثل حرفك يا أيها القدير لا شيء يقال..
    بحق هناك نصوص تلجمنا ،ومهما قلنا فيه فلن نوفيه حقه..ونصك هذا يندرج منهم..
    رائع

  2. #12
    الصورة الرمزية يسرى علي آل فنه شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    الدولة : سلطنة عمان
    المشاركات : 2,428
    المواضيع : 109
    الردود : 2428
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راضي الضميري مشاهدة المشاركة
    لساعات الرحيل حزن يدمي القلوب ، يحرق الأفئدة ويحيل الليل إلى نهار والنهار لا يدور لا يعلم إلى أين سيذهب ومتى الليل سيرحل كي يعود ، يطير النوم ويتغيّر المناخ ويتوه الوقت في الفضاء ، وتنعدم كل السبل أمام الحياة لتجلس تحت خط الاستواء تمامًا عاريًا مكشوفًا أمام نفسك وكل الكائنات من شدّة حرارة الموقف ولحظات الوداع ، فتأتي الدموع محمّلة بدفاتر الذكريات وأيام الشوق واللقاء ، مات فلان يرحمه الله كان اسمه فلان وكانت وكان وهذا هو حال الدنيا وحال الأنام .
    لطالما رأيت الموت يمشي من أمامي ومن خلفي ، يأخذ منّا ما نحب ومن أحبّنا ، ويترك لنا علامات وآثار لكي نتعظ وننتبه إلى ما هو قادم ، و نظرًا لانشغالنا بمصاب الفقد غالبًا لا نعير أي انتباه لكل ذلك ؛ فننخرط في الحزن والدموع تنفجر كينابيع اخترقت الأرض بعد أنْ ضاقت عليها بما رحبت ، ننسى أنفسنا ونغرق في أحزاننا ونتخيل من مات للتو ونكاد لا نصدق أعيننا ، أهذا من كان قبل قليل يكلمنا وتشع البسمة من وجهه ؟ما به لا يحرك ساكنا تخاطبه فلا يرد عليك تهمس في أذنه فلا تسمع جوابا ، تنظر من حولك وفي كل الوجوه فترى حالهم لا يختلف عن حالك ، غير أنّك لست مصدق أنّهم يعانون مثلك ، فلكل حزن إحداثياته الخاصة وظروفه وتشكيلاته التي بُنيت على حسب ما شكلته الأيام والشهور والعقود من أحداث ، لكنك لا تقتنع أنّك مثلهم فحالة التعب المصحوبة بالذهول تأخذك بعيدًا وأنت تدور بين نفسك وعقلك عن منفذ يخرجك من فوضى الألم وثورة الوجع وانتفاضة الأنين عليك وأنتَ تخنقك العبارات من هول نار الزفير ولهيب الشهيق وصدرك ينتفخ وينقبض بشدّة فيخيّل إليك أنّك ستتمزق وتتناثر في أية لحظة ، فماذا لو كنت وحيدًا ومرّرت بذلك يا قلب يا إنسان ؟
    الحزنُ مشروع والدموع لها حضورها الذي يخفّف بعض الألم ويطفئ شعلة اللهب في صدر كأنّه بركان يتفجّر تسمع فيه صوت العظام وهي تطقطق من خفقان القلب وانقباضاته التي تفوق قوة الزلزال . ولكنّ الموت حق وكلنا سنموت وستصبح أيامنا هذه ذكريات لها حضورها بقدر تأثيراتها على القلب والعقل ، نبدأ من الأمّ قلب الدنيا النابض إلى الأب عماد البيت والأسرة ، مرورًا بالأخت والأخ والزوج إلى الأبناء زينة الحياة الدنيا والأقارب والجيران ، لنصل إلى الحبيب ثمّ الصديق ، فلكل واحد منهم وجود خاص به وله ، وللقلب ميزانه وذاكرته التي لا تمحَ ، و نتذكّر كل ذلك في لحظات الفراق وما يعقبها ويا لقسوتها من لحظات !.
    في حياتي مرّرت - كما هو حال الجميع – بأيام الموت وما رافقها من عذاب منها ما ذهب لحاله نتذكره على عجالة فنذكره بالرحمة ، ومنها ما بقيّ في القلب لا يغادره فهو فيه مقيم ، وحضوره وغيابه عن شبكية العين والمخيخ له طقوسه الخاصة وألمه الذاتي فلا يشعر به أحد ولا يقيّم حجم غيابه سوى أنت ، وقبل قليل أيقظتني أختي أم إبراهيم رحمها الله ، ورأيتها كأنّها أمامي ، لا أدري ماذا حدث لي ، ففي لحظة رأيت كل أيامي التي عشتها معها تمرّ أمامي ، أتذكّرها وأكاد ألمسها بيديّ ، ثمّ أعود إلى واقعي فأقول رحمها الله فقد ارتاحت من هذه الدنيا وهمومها ، هكذا نقول جميعًا ، وهكذا سنقول غد أو بعد غد أو بعد سنيين فالعلم عند الله تعالى متى سيكون الرحيل .
    وكما للأهل حضور في القلب فللأصدقاء حضور كبير أيضا ، وصديق القلم لا ينسَ أبدًا ، فهو من شاركك أفراحك وأتراحك ، وهو من نصحك ووجهك وطيّب خاطرك بكلماته العذبة والجميلة ، وأمدّك بقوة معنوية كبيرة ، فلم تعد تخشى لحظات الضعف التي كانت تنتابك وأنت تكتب ، فتنطلق بثقة وعزم كبيرين ، صديق القلم له جمال مختلف ، وصديقك الآخر له حضور غير عادي أيضا والصداقة تبقى هي الصداقة بمفهومها النقي العذب .
    وعن الحبيب والحب والرحيل ، لن أتكلم كثيرًا ، فلطالما سألت الله تعالى أنْ يكون رحيلي قبل رحيله ، غير أنّ لله حكمة بالغة في كل شيء ، فلم أعد أتمنى أي شيء من جهة الرحيل وسلمت الأمر لصاحب الأمر ، وقلت ذات يوم في نفسي إنا أحب كل أهلي و حبيبي وأصدقائي وهم أيضًا يحبونّني ولو تمنيت الموت قبلهم جميعًا ومتّ فعلًا فكيف سيكون حالهم ؟ وأنا الذي لا يريد أنْ يتألم لموتهم أتراهم لن يتألموا هم أيضا ؟ وكيف بحبيبي بشكل خاص لو رحلت أو رحل عني ؟ يا الله كم نحن ضعفاء ! وكم نحن قساة على أنفسنا ! أليست هذه الدنيا لو دامت لغيرنا ما اتصلت إلينا ؟ لذا تركت السؤال والأماني للغفور الرحيم ، وقلت إنّ خير ما أفعله لهم هو أنْ أكون نعم الابن للأم والأب وأن أحفظ حقوق الأخوة والصداقة وحقّ الحبيب بما يرضي الله تعالى ، وحسبي أنْ أراقب نفسي وأرجو النجاة لي ولمن أحب ، وأنْ أقرأ قبل النوم آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة لأنام على وعد بيوم جديد أو حياة أخرى نتوسم فيها الخير بحسن الظن بإلهٍ لا تعدل عنده الدنيا وما فيها جناح بعوضة ، وقد أمسك عنده تسعة وتسعين جزءً من الرحمة وهي للبشر جميعا ؛ فبأي حال أقبل أيّها الإنسان وضع أمام ناظريك أنّه سبحانه غنيّ عنك وعن عذابك ، فأقبل ولا تدبر والموت نهاية كل شيء والرحيل إلى الحياة الأخرى له وقت معلوم ينتظرنا ولا نعلمه .
    أطال الله في عمركم جميعًا وأحسن ختامنا وثبتنا وإياكم على دينه في الدنيا والآخرة .
    أخي الراقي طيب النفس راضي الضميري
    أجمل مافي الحياة ماتحمله من مساحة رحبة للحب وأجمل مافي الرحيل شوقٌ يؤكد صدق مشاعرنا
    وربما للموتِ جماله عندما نراه سبيل حياةِ سرمدية مع من نحب
    كل مايحزننا في حقيقته جهلنا في أي حال نكون بعده
    نسأل الله رحمته لنا جميعاً أحياءً وأمواتا
    أيها الأديب
    حروفك معطرة بدمعة حب ونصح ودعاء
    حفظك الله وأكرمك دائماً بكل خير
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  3. #13
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مازن لبابيدي مشاهدة المشاركة
    الأخ والحبيب راضي الضميري
    ما أصدق ما كتبت أخي ، يبدو أننا نعيش في أيامنا العادية وكأنه لا موت ، ثم ينزل علينا الخبر كالصاعقة ، فلا أدري أنبكي الميت أم نبكي أنفسنا إذ تذكرنا فجأة أن هناك موت ؟
    خاتمة مقالتك في غاية الروعة ، والله لقد كدت تنجح في اعتصار الدمع من عيني لو لم يسعفني الممرض بقوله أن هناك مريضة في غرفة الطوارئ .
    أخي راضي أرجو أن أكون صديق قلم لك ، فلعلك تذكرني بخير في يوم من الأيام .
    أطال الله عمرك بالخير ومتعك بالعافية ، ورزقك السعادة في الدارين .
    الأخ الحبيب الأديب مازن لبابيدي

    وأنت صديق قلم وقلب أيّها الحبيب ، ثق بذلك ونحن نحبك في الله .

    وهذه الحياة مصيرها إلى زوال ، وأجمل ما فيها أننا تعرفنا على أناس مثلك ، فنسأل الله تعالى أن يحسن ختامنا جميعنا وأن يعفو عنا .

    تقديري واحترامي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #14
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطاف سالم مشاهدة المشاركة
    يالهذا البهاء والطهر والجمال الذي خالج روحي هنا ..!
    نثارات حكيمة شجية أنيقة ورقيقة وتفوح شذا من عميق الشعور ..
    دمت بكل الود والتألق الدائم أيها الأديب الكبير وأخي العزيز راضي الضميري
    تقبل تحيتي وكل تقديري
    ولاعدمناك قلماً معبراً ومؤثراً كعادتك
    قلت مرة :
    غداً نكرر للشمس بعد الممات :
    أشرقي أو لا تشرقي إنما الدنيا ظلام !

    للموت قشعريرة لاشك تكوي المُهج
    وللرحيل احتراق لايزول أثر ميسمه
    وكذا للحب آثار من الإستحالة أن تمحى بمضي الزمان
    تقبل الله منك دعوتك الطيبة النبيلة في آخر المقال ورزقك بمثلها وزيادة
    سلمت ودمت في كل حال وبألف خير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    لا أجد ما أقوله أمام كلماتك الرائعة أختي الفاضلة ، فلقد كانت الحكمة تنبع من بين ثنايا حروفك الوقادة .

    الموت حق وكلنا يعرف ذلك ؛ ولكننا في لحظات الضعف التي تنتابنا بعد كل فقد نجد أنفسنا في مهب الريح ولو لا لطف الله بنا وعنايته وهذا الدين العظيم الذي يثبت أركان قلوبنا وعقولنا لذهب بنا اليأس إلى الهاوية . القلب يحزن والعين تدمع ولا نقول إلا ما يرضي الربّ عز وجل .
    الأديبة الرقيقة عطاف سالم
    شكرًا لك على كل حرف نثرته هنا.
    تقديري واحترامي

  5. #15
    الصورة الرمزية عايدة عبد الله قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Feb 2009
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 420
    المواضيع : 16
    الردود : 420
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    السلام عليكم
    الاخ راضي الضميري
    مع كل شمس تشرق
    مع كل يوم جديد
    نذكر من أحبونا و أحببناهم
    و نعيش على أمل لقياهم
    في جنات الخلد ان شاء الله
    نص يفيض يمشاعر صادقة رقيقة
    تقديري و احترامي
    عايدة

  6. #16
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Nov 2008
    المشاركات : 51
    المواضيع : 6
    الردود : 51
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    الفاضل راضي الضميري

    أحسن الله عزاءك وجبرمصيبتك الكبيرة بفقد والدك ...

    غفرالله لنا وله وأبدله دارا" خيرا" من هذه الفانية ...وينال كتابه بيمينه فيقول هآؤم أقروأ كتابيه...

    وينال العيش الراضية ..في جنة عالية ...لاتسمع فيها لاغية ...

    ونحن معه وكل من يشهد أن لاإله إلاالله خالصة لوجه الله الكريم..

    ويا{راضي} كن كإسمك راضيا" بقضاء الله عزوجل وقدره...

    فأنتم أساتذتنا ونحن نتعلم منكم ونقتدي بكم



    أعتذرأن تأخرت بالتعزية وهي واجب علي ولكني أعايش ظروفا" أخرتني عن دخول الملتقى وحين دخلت الآن
    وقرأت الخبر أحسست بالأسف لتأخري ولكن لعلكم تعذرونني...

    وأعذرني أخرى لإنني لم أقرأ خاطرتك هذه ...
    عجزت أن أقرأها تماما"
    فقدالوالدين هوغربة قاسية " جدا"
    أسأل الله أن يعينك
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #17
    الصورة الرمزية عبد الرحمن الكرد أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    المشاركات : 1,390
    المواضيع : 51
    الردود : 1390
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي


    الرائع راضي
    ليس هناك حقيقه ثابته غير الموت
    فالموت حق وهكذا هي الحياه دوره كامله ومتجدده
    ولكن طبيعة البشر هي النسيان وهي حكمه ربانيه
    لأعمار الكون
    تحياتي لقلمك الراقي

  8. #18
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 6,061
    المواضيع : 182
    الردود : 6061
    المعدل اليومي : 0.91

    افتراضي

    لساعات الرحيل حزن يدمي القلوب ، يحرق الأفئدة ويحيل الليل إلى نهار والنهار لا يدور لا يعلم إلى أين سيذهب ومتى الليل سيرحل كي يعود ، يطير النوم ويتغيّر المناخ ويتوه الوقت في الفضاء ، وتنعدم كل السبل أمام الحياة لتجلس تحت خط الاستواء تمامًا عاريًا مكشوفًا أمام نفسك وكل الكائنات من شدّة حرارة الموقف ولحظات الوداع ، فتأتي الدموع محمّلة بدفاتر الذكريات وأيام الشوق واللقاء ، مات فلان يرحمه الله كان اسمه فلان وكانت وكان وهذا هو حال الدنيا وحال الأنام .

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أكاد أجزم أن الموت هو الحقيقة الوحيدة ,,والحياة كذبة كبرى
    لكن للأسف,,, يؤمن الإنسان بالكذبة ويصدقها ,,ويتذكرها دائما
    ولا يتذكر الموت إلا لماما ,,لذلك يصعق ابن آدم كلما فقد أحد, حتى لو كان معرفة من بعيد ,والحقيقة أنه يتذكر الموت ويحسه قريبا منه ,ولهذا يصعق
    لقد وصفت الحالة وصفا دقيقا وعميقا وصادقا أخي العزيز راضي
    وتكلمت بلسان العارف المجرب المحترق حتى النخاع
    هذا النص رائع ومتقن وجميل
    سلّمك الله من كل شر وأذى وحزن أيها العزيز وأطال عمرك بكل خير ورضى
    وسلمت ريشتك الساحرة
    ماسة

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المواضيع المتشابهه

  1. ( سيدةُ العشق والرحيل )
    بواسطة كفاح محمود كريم في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 24-08-2008, 07:21 AM
  2. ملحمة الصمت والرحيل
    بواسطة صالح أحمد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28-08-2006, 11:32 AM
  3. ملحمة الصمت والرحيل
    بواسطة صالح أحمد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 22-05-2006, 01:08 AM
  4. الموت والحب
    بواسطة زرقاء اليامة (أميره) في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 31-08-2005, 02:18 AM
  5. النخيل والرحيل
    بواسطة بن عمر غاني في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 18-10-2004, 10:53 AM