تزوجتها ، فاحتضنت بناتي وأخاهن ، فكانت لهم الأم الرؤوم ، والوالدة الحنون ، غمرتنا جميعاً بعطفها وحنانها وحنوها ، فملكت منا القلوب ، فجزاها الله عنا خير الجزاء ، وقد ترجمتُ موقفها الرائع بأبيات على لسانها ، ثم رددتُ عليها بأبيات.
الأبيات
بناتك يا ضيا عَيْنِيْ باتي بهنَّ شُغِفْتُ مثل الوالدات سكنَّ أيا حبيبي عُمقَ قلبي وخالطنَ الحشا والخافقاتِ لأجلك لو يُرِدْنَ ضياء عيني لقدمتُ العيونَ الناظراتِ معي يحيينَ في أدبٍ وطهرٍ يَعِشْنَ حبيب قلبي المكرماتِ سأبذل ما استطعتُ لهنَّ جهدي ووقتي كي يَحُزْنَ العالياتِ ولن أرضى لهنَّ الذلَّ يوماً ولا هوناً وربِّ الذارياتِ كذا حَسَنٌ سأحفظه بعيني وأسقيه المشاعر سائغاتِ بدفئي والحنانِ ألفُّ اْبني وأمنحهُ العواطفَ مفعماتِ أربيهِ على التقوى وأُحْيِي به حبَّ الخصال الطيباتِ وأزرعُ فيه حب الخير دوماً وأدعوه لفعل الصالحاتِ لينشأ مثلما تبغيه شيخاً تقرُّ به العيونُ الآملاتِ فلا تهتمَّ يا أغلى البرايا ولا تحزن فقد سكنوا بذاتي وأنتَ رفيق مشواري ودربي وأنتَ القلبُ ينبضُ بالحياةِ أضيق إذا رأيتكَ في همومٌ ولا أهنأْ بعيشٍ أو سباتِ فأطلق نور وجهك في عيوني فأمنحك الشفاه الباسماتِ وأمنحك السعادة طول عمري وأُنْسِيْكَ الهمومَ السالفاتِ
الرد
حياتكِ يا منى عمري حياتي وذاتكِ يا ضيا عينيَّ ذاتي وأنتِ الشمسُ يغمرنا ضياها وتنشر دفئها في الناحياتِ وأنت الورد يرقص في رياضٍ وننشق منه نفحاً عاطراتِ وأنتِ حبيبتي سكنٌ وبيتٌ أنخناْ به المطايا الراحلاتِ فذي أرواحنا سكنت وباتتْ مهنأة وكنَّ المتعبـــــــــاتِ منحتينا الودادَ وصدقَ حبٍ وعانقنا أكفَّاً حانيـــــــــاتِ فعشنا في السعادةِ في هناءٍ وودعنا الليالي البائساتِ وكنتِ الأم للأبناء تحنو وترعاهم كرعي الأمهاتِ ولي كنتِ الوفية في زمانٍ شكا من ندرةٍ في الوافياتِ لك يا زوجتي القدحُ المعلَّى إذا ذكرَ الأنامُ الصالحاتِ