المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مولود خلاف
السلام عليكم
كتبت هذه القصيدة ردا على فكر خطير انتشر في الجزائر ولعله حتى في البلدان العربية الأخرى، وهو فكرة أن العلم لم تبق له مكانة في المجتمع وبأن الذهاب إلى الجامعة يعتبر بمثابة تضييع للوقت , وما شجع هذه الفكرة هو النظرة المادية التي طغت على كل شيء ،وكذلك المصير المؤسف الذي صار أغلب الطلبة يؤولون إليه بعد التخرج وهو مصير البطالة ،بينما أترابهم غير المتعلمين تجدهم في سعة من أمرهم ، والأخطر والأدهى أن هذا الفكر بدأ ينتشر كذلك بين أولادنا الصغار إذ أمسى الطفل يحتج أمام أبيه بالقول وما فعل الذين تعلموا؟؟؟!!!!!..... عافانا الله وأصلح أمرنا بإذنه
افخر بنفسك
اِفْخَرْ بِنَفْسِكَ إنَّ قَدْرَكَ في السَّما=وَدَعِ الثَّرى واصْعَدْ تُناجي الأَنُجُما
وَاقْصِدْ حُقولَ الفَهْمِ تَجْني وَرْدَهَا = فَبِريحِها جَمْعُ الأنامِ تَنَعَّمَا
وَانْعَمْ بِنورِ العِلْمِ كالقَمَرِ الذي=يَجْني الضِّيا لِيُنِيرَ ليْلًا مُظْلِمَا
واغنم إذا مَنَّ الزَّمانُ بَسَعْدِهِ = فَلَكَمْ تَبَسَّمَ أَمْسِ ثُمَّ تَجَهَّما
وَدَعِ الجهولَ فَقَوْلُهُ حَسَدٌ بَدَا= مَنْ غَيْرهُ لامَ الفَتى المُتَعَلِّما
يَسْعى الجهولُ لِكَيْ يُجَهِّلَ غَيْرَهُ= يَغْدو سعيدًا إنْ رَآكَ مُبَكَّما
وَيُصيبُهُ نَكَدٌ وَكَمْ يَغْتاظُ إنْ=تِرْبًا لهُ يوْمًا رآهُ تَعَلَّما
يَا طالبَ العلم الرَّفيعِ ألا انْتَبِهْ =لا تَسْمَعَنَّ لِحاسدٍ فيمَا رَمَى
لا تَرْكُنَنَّ إلَى سفاهةِ جاهلٍ= وَلْتَبْقَيَنَّ هُناكَ نَجْمًا في السَّما
اُثْبُتْ بِدَرْبِكَ هاجرًا نَهجًا مَشَوْا =فالماءُ لا يُعْطيهِ مَنْ هُوَ في الظَّمَا
يَا مانِعي العَيْنَ الرُّقادَ بَلَيْلِكُمْ =عَسلا سَيُمْسي جُهْدَكُمْ لا عَلْقَما
مَنْ قالَ أنَّ العِلْمَ هَمٌّ لِلْفتى؟=نَكَدُ العُلومِ ألَذُّ مِنْ رَقْصِ الدُّمَى
تَعَبُ العليمِ سعادةٌ ما مثلها=لولا حلاوتهُ بهِ ما أُغْرِما
فرحُ الجهولِ شقاوةٌ قدْ زُخْرِفَتْ= بالمُغْرَيَاتِ لكيْ يَراها بَلْسَما
إنَّ العليمَ مُخَيِّرٌ في أمْرِهِ =أمَّا الجهول ففي الجهالةِ أُرْغِما
يَا مَنْ يُعَيِّرُ عَالمًا بِجُيوبِهِ =أَوَلَيْسَ رِزْقُكَ كالعليمِ مُقَسَّمَا؟
أَخَزَائِنُ الرَّحْمانِ أمْلاكٌ لَكُمْ=فَتُوَزِّعُونَ وَتَحْرِمُونَ الدِّرْهَمَا؟
الرِّزْقُ مَكْتوبٌ كَما رَبِّي قَضَى=مِنْ مَوْلِدٍ، أمْ لَسْتَ مِثْلي مُسْلِما؟
يا قائلاً ماذا جَنَتْ أقْلامُكُمْ؟=أَهْدَرْتُمُ أَعْمَارَكُمْ مِنْ غَيْرِ مَا
إنْ كانَ عُمْري ضَاعَ يا هذا سُدًى= فَلِمَنْ تَلُوذُ إذَا صُداعٌ هَوَّما
وَلِمَنْ تَروحُ إذا شَكا تِلفازُكُمْ=وَلِمَنْ إذا جَارَ الظَّلومُ وأَبْرَما
سَتَعودُ حَتْمًا بَعْدَ حينٍ أَخْرَسًا = لِطبيبِنا تَرْجو الدَّوَا مُتَأَلِّما
وَتُديلُ أقوالاً عذلتَ بها الفتى =ويَصيرُ جَهْلُكَ ناصحًا ومُقَوِّما
وَتُحَفّزُ الولدَ الصغيرلِكَيْ يَعِي = وَتُوَفِّرُ الغَالي لهُ كَيْ يَفهَما
قَدْ يُخْطِئُ المَرْءُ اللَّبيبُ لِمَرَّةٍّ = فإذا أعَادَ الغَلْطَ أمْسَى مُجْرِمَا
شعر مولود خلاف