|
وَغُرْبَةِ المَشْيِ فِي تَذْكَارِ مَنْ ذَهَبُوا |
مَازَالَ يَذْكُرُكُمْ فِي خَافِقِي السَّغَبُ |
مَازَال يَذْكُرُكُمْ شَوقٌ أَسُوقُ لَكُمْ |
فِي طَيِّهِ مُقَلُ العَيْنَينِ تَلْتَهِبُ |
وَاحَرَّ ذَكْرَى وَيَا حَرًّا يُقَلِّبُنِي |
كَأَنَّنِي فِي الجَحِيمِ الصِّرْفِ أَحْتَطِبُ |
والشِّعْرُ يُذْكِي لَهِيْبَ الرُّوحِ مِنْ سِعَةٍ |
فَكَيْفَ أَهْرُبُ وَهْوَ الغَوثُ وَالهَرَبُ |
وَكَيْفَ أَحْمِلُ مَا حُمِّلْتُ مِنْ وَجَعِي |
وَحْدِي وَتحَْمِلُنِي فِي طَيِّهَا الكُتُبُ |
أَنَا المُهَاجِرُ مِلءَ المَاءِ أَشْرِعَتِي |
وَلَيْسَ لِي وِجْهَةٌ أَمْضِي وَتَقْتَرِبُ |
أَرَى المَرايَا جُيُوشًا بَيْنَ أوردتي |
خُيولَها فِي لَهِيْبِ الصَّمْتِ تَصْطَخِبُ |
وَنَارَهَا لمَ ْتَبُحْ بِالنَّارِ غَيْرَ جَوًى |
جَمْرَاتُهُ مِنْ شُقُوقِ القَلْبِ تَنْشَعِبُ |
أَدِرْ عَلَىَّ التَّوَارِيْخَ التي انْسَكَبَتْ |
فُكُلُّهَا مِنْ دَمِي أَوْ لِي بِهَا نَسَبُ |
وَدَاوِنِي سَاعَةً مَا بَيْنَ أَنَدَلُس ٍ |
ثَكْلَى وِدِجْلَةَ فِي أَخْبَارِهَا العَجَبُ |
وَنَبِّنِي عَنْ أخٍ يَغْتَالُنِي عَلَنًا |
وليَسَ ثّمَّ قَمِيصٌ أَوْ دَمٌ كَذِبُ |
أَهَكَذَا تُؤْكَلُ الأَكَتَافُ وَاهِنَةً |
فَأيُّ مُنْقَلَبٍ فِي لَحْمِهَا انْقَلَبُوا |
هَاتِ اسْقِنِيْهَا كُمَيتَ اللَّونِ دَامِيَةً |
فِإنَّنِي جَارُهَا أُدْمَى وَأَنْسَكِبُ |
إِذَا سَكِرْتُ فَإنِّي شَارِبٌ وَجَعِي |
وَإِنْ تَوَجَّعْتُ ذَا رجْعٌ لما شَرِبُوا |
فَهَكَذَا صَارَ لِي فِي سَكْرَتِي مُدُنٌ |
وَهَكَذَا عَلَّمَتْنِي كَيْفَ أَغْتَرِبُ |