أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: عندما ..! الجزء _4_5_6

  1. #1
    الصورة الرمزية شهد الجراح قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : في صومعة الابجدية
    العمر : 41
    المشاركات : 457
    المواضيع : 57
    الردود : 457
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي عندما ..! الجزء _4_5_6

    الجزء الرابع


    مع الايام ازاد الوضع سوءا .. فعمر قد رحلّ الى سجن سري لااحد يعلم عنه شيئامنذ عدة اشهر ,, وحالة ام عمر الصحية تزداد تدهورا يوما بعد يوم على حال فلذة كبدها
    ولم يبق باب الا وطرقته سارة ولم يبق خيط من الامل الا وتشبثت به لمواصلة دفاعها عن قضيتها العادلة ,, كانت وسائل الاعلام والصحف ومواقع النت غارقة في نشر فضائح التعذيب في السجون
    وهذا ماارعب الجميع وانتشرت في البلد ظاهرة خطيرة جديدة وهي اغتيال الكفاءات العلمية كالاطباء والمهندسين والمحامين وكل كاتب او صحفي يقف ضد الاحتلال ويساند المقاومة (اي الارهاب)من وجهة نظر السلطة يتعرض للاعتقال او القتل او شتى المضايقات لأجباره على الهجرة وترك البلد يسبح في بحر الجهل والمرض والفقر بالتالي الرضوخ للاجنبي وهذا بالطبع مايريده المحتل
    تعرض الدكتور خالد الى التهديد بعد ان وضع المجرمون له ظرف بداخله رصاصات مسدس ورسالة تخير العصابة فيها خالد اما السفر او حياته .. اخفى خالد هذا الامر على عائلته كي لا يقلقوا واخفاه حتى عن زملائه .. وكان يواصل عمله في المستشفى بشكل طبيعي .. ويغادر الى البيت بحذر وكل يوم يتخذ طريق جديد يوصله من المنزل الى مقر عمله ومن مقر عمله الى المنزل حتى يربك العصابة ..لان خالد اختار ان يقف مع الناس في هذا الظرف الصعب وعمله كطبيب يجبره على التمتع بأعصاب قوية وطول البال ..وفي مرة من المرات اتصلت رنا بسارة لتخبرها انها خطبت لأبن خالهاوانها قررت ان لا تعمل حفلة خطوبة او زفاف والوضع بالبلد صعب وقلق والناس بالكاد تخرج من بيوتها لقضاء مشاويرها المهمة فقط وهذا ماسيصعب عليهم تلبية دعوة الحضور الى حفلة الخطوبة فأتفقت مع خطيبها على عقد القرآن والزواج دون اي مراسيم احتفالية لكنهما سيعوضان ذلك بالسفر الى تركيا لقضاء شهر العسل وربما الاستقرار هناك .. فرحت سارة لهذا الخبر الذي اشتاقت سماعه من فترة وخاصة ان رنا لمحت ذلك لسارة منذ ايام الجامعة الاخيرة لكن دون تأكيد نهائي ..قالت سارة وهي تضحك : مبررررررروك يارنا ياحبيبتي والله افرحني هالخبر واخيرا راح تتزوجين واتخلص من ازعاجك لي ..؟
    ردت رنا بضحكة اكبر : الله يبارك فيكِ .. عقبالك .. بس والله مااعرف اني كنت مزعجة و ثقيلة على قلبك الى هذه الدرجة حتى تتخلصي مني ..؟
    سارة : امازحك يامجنونة ..انتِ اقرب صديقة لي .. واتمنى ان اشوفك سعيدة مع من يستحقك ويحبك بصدق واشيل اطفالك على كتفي .. بس ها اذا صار عندك بنوتة سميها على اسمي ..اكيد راح تطلع رائعة الجمال ..مثلي..
    ضحكت رنا لهذه العبارة من قلبها ..وتمنت ان تسمع خبر زواج سارة عن قريب هي الاخرى ..وقالت لها ممازحة ايضا .. انا لو كنت رجل ماكنت راح اتركك تروحين من يدي .. وضحكت الصديقتان .. بعدها قالت سارة لرنا بشيء من الحسرة والألم ..الله كريم كل شي قسمة ونصيب .. ندعوا الله ان يديم علينا نعمة الستر والعافية ويرزقنا بالامان أتعرفين يارنا بأني ومنذ الاحتلال شعرت ان الحب محمول بالتابوت ومتوجه الى المقبرة ,, فأي حباً هذا والبلد يغرق بشلال الدم ومن اين لنا وقت للحب..؟ الحب ياصديقتي متهم في بلدنا ..عوائلنا تعتبر ان هذه الامور هي قلة أدب وتفاهة وخاصة بعد ان يسمعوا القصص السخيفة والمبتذلة عن حب شباب هذه الايام حيث يكون للكذب دور البطولة في قصة عنوانها الحب وهنا الامر المؤسف .. فكيف لنا ان نحب اصلا ونحن محاصرين بهذا الكم من الاحباط والالم وممن يتلاعبون بأعراض الناس ويشوهون سمعتهم بأسمه,,؟ واين هم رجال البلد اصلا ..؟ فالبعض اختار الهجرة والزواج من اجنبيات والبعض الاخر يقبع في السجون وهناك منهم من يعاني من البطالة وضعف الموارد الماليةومنهم من قضى نحبه في الحرب وووووو قبل عدة ايام قرأت على النت دارسة كاملة تتكلم عن عدد النساء اللاتي بلا زواج في البلد .. العدد مخيف مخيف جدا يارنا .. قالت رنا : الله يكون بالعون والله حرام البلد حصل له الي حصل بس الحمد لله على كل شيء . نتمنى فقط ان تكون العاقبة على خير .. انا وخطيبي اخترنا الهجرة على مضض لاننا يقيننا عرفنا ان لا مستقبل سنؤسس له في ارضية وطننا وهنا المصيبة.. الوطن تدمر تماما ونحتاج الى عشرات السنين على الاقل لنعيد اعادته الى وضع مقبول فقط وليس جيد كما نحلم .. لكن الامل بالله موصول دائما
    قالت سارة : والنعم بالله شوفي وين وصلنا .. نروح ونرجع على كلام السياسة النكدي انا كرهت حتى مشاهدة الاخبار التي لا تنقل لنا الا الفجائع ونحن ماناقصين احباط ونكد وكآبة اصلا.. تصدقي انا صار عندي القلق هو وسواس مرضي في نفسيتي بعد ان اهلكني القلق على افراد أسرتي وعلى كل من اعرفه .. وخاصة بعد قصة عمر التي لااعرف كيف ستنتهي .. صرت اخاف حتى الذهاب للسؤال عنه ومتابعة قضيته كالسابق مؤخرا ومع هذا اخذت عهد على نفسي بأني لن اترك بعد ان وعدت والدته لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن . بعد ان سمعت عن عدة حوادث لأغتصاب النساء اللاتي يزرن اقاربهن او المحاميات اللاتي يتوكلن للدفاع عن موكليهن ومن قبل جنود الاحتلال ومن يواليهم . قالت رنا : الله يفك أسره وأسر كل مظلوم ويرجعه الى اهله سالم غانم ,, ويستر أمة محمد عليه الصلاة والسلام من كيد الظالمين
    لم تكف العصابة عن أبتزاز الدكتور خالد وهددته بالرسالة الاخيرة التي بعثوها له قبل أسبوع انها ستخطفه هو شخصيا او ستخطف احد افراد عائلته وستطلب من اسرته مبلغ مادي كبير لقاء حرية ولدهم .. هذا التهديد أربك خالد ليس لأنه يخاف على نفسه بل خوفه الاصلي هو ان تتعرض أسرته لهذا الابتزاز .. كان يعاني من الضيق جدا عندما اتصلت به سارة لتسأله عن وضع ام عمر الصحي .. شعرت سارة ان بصوته شيء غير طبيعي وهذا مازاد من خشيتها عليه .. ولانها تحبه بصدق ,, قالت : الو.. مساء الخير دكتور خالد ..كيفك؟
    رد بأقتضاب : الحمد لله
    قالت سارة : اتمنى مااكون قد أزعجتك اتصلت فقط لأطمئن على صحة ام عمر .. فلم استطيع زيارتها مؤخرا وكذلك اهلي بسبب مشاغل عدة .. كيف اصبح حالها طمني ..؟
    قال : وضعها صعب .. حالتها النفسية هي من تزيد حالتها الصحية سوءا .. الله يلطف بحالها
    قالت سارة : يارب .. الله يساعد قلبها فالامر ليس بالهين .. هي أم ومن الطبيعي ام يحصل لها ماحصل
    قال خالد : نعم والله
    ردت سارة : دكتور خالد .. اسفة لتطفلي لكن اشعر انك لست بخير وهذا واضح من طريقة كلامك .. خبرني ارجوك ..اخشى ان هناك أمر سيء لاسامح الله يحصل فأنت لاتعرف معزتك عندي .. قالتها برقة وعلى استحياء
    قال خالد : لااخفيك ِ القول ياسارة انا أمر بفترة صعبة جدا .. اشعر بالتيه والحيرة
    ردت سارة بصوت قلق : احكيلي .. كلامك اقلقني .. مالذي يحصل لك ..؟
    قال خالد :سأخبركِ لكن على شرط ان تحفظي سر الموضوع لاني لااريد اي شوشرة .ولا احتمل اي ضغط
    استمعت سارة الى قصة التهديد الذي يتعرض له الدكتور خالد وكادت ان تنهار اعصابها ..قالت له بقلق .. اسمع مني ياخالد وهذه هي المرة الاولى التي تخاطبه بلا القاب
    رنا ستتزوج وتسافر الى تركيا ولهذا لم يبق في البيت الا انت و والدتك ووالدك واخيك الصغير .. حاول ان تأخذ اجازة من العمل وتسافرون جميعا مع رنا .. اعتبروا الامر هو للسياحة والاستجمام وانتظروا الى ان تهدأ الاوضاع هنا قليلا وعودوا بعد ذلك ان
    هؤلاء المجرمين لايخافون الله وليس لهم ضمير و انهم يعملون لجهات خارجية بشكل اكيد لأفراغ البلد من مبدعيه ومثقفيه في كل المجالات ان لم تكن تخاف على نفسك ففكر بعائلتك وبمن يهتم بأمرك ويحبك ويريد لك كل الخير .. قالتها واحست ان العبارة خرجت من فمها دون تفكير وبأستعجال ندمت عليه ,,خشيت ان يسئ خالد التفكير بها ويغير من نظرته اليها بعد ان كان ينظر لها بكل احترام ووقار .. صمتت قبل ان يبدأ هو بالكلام : قال بشيء من الحيرة انتِ محقة ياسارة لكن انا اشعر بتأنيب الضمير لاني سأترك مرضاي هنا وخاصة ان عدد لايستهان به من اطباء المستشفى قد غادر البلاد وهذا ماشجع العصابات في طريق الغي والظلال اكثرواكثر,,كان خالد شخص صاحب ضمير يقظ فوق المعتاد ..!
    قالت له سارة : سافر كما قلت لك لفترة مؤقتة وراقب الاوضاع من هناك
    قال خالد : سأفكر بما تقولين .. ولو اني لو غبت سأشتاق اليكِ
    ابتسمت سارة مع نفسها وهي تسمع هذه الكلمة التي تراقص لها قلبها الطاهر
    سارة : ستشتاق لي ..؟
    خالد : نعم اتعرفين ياسارة انك كبرتِ بنظري جدا وانا معجب بطريقة تفكيركِ وشجاعتك وثقافتك , انتِ امرأة مميزة حقا علاوة على جمالك وأصلك ,ومحظوظ من سترتبطين به
    سارة : ماكل هذا ..؟ اهذا كله سارة ..؟
    خالد : نعم واكثر من هذا
    سارة : شكرا جزيلا على طيب عباراتك يادكتور..فكر فيما قلته لك .. في آمان الله
    اقفلت سارة خط الهاتف وهي بحالة من الخجل والدهشة والفرح العارم التي لازمتها ,, كانت قد نسيت امر العاطفة والحب بعد ان طمرت الحرب والاحتلال نفوس البشر وجعلت منهم ..بشر آليين يفكرون فقط بهموم المعيشة لاغير ...
    راجع الدكتور خالد كلام سارة في باله ووجد انها محقة وتتكلم بطريقة منطقية وواقعية .. وحزم امره على السفر قريبا مع عائلته ,, لكن احزنه فراق سارة وخاصة انه متعلق بها جدا وان لم يبح لها بذلك ., ودعى الله ان يسهل الامور ويعود كل شيء الى وضعه الطبيعي ليفاتح سارة وعائلتها برغبته بالزواج منها ..
    مر ّ اسبوعان وجهز الدكتور خالد نفسه للسفر وحجز الطيارة وقد قرر ان يمر الى بيت ام سارة للسلام عليهم وتودعيهم قبل سفره..
    علمت سارة ان الدكتور خالد هو ضيف عندهم في البيت ويجلس في الصالة مع والدها واخوها ووالدتها
    فقررت ان تغير ملابسها وتنزل للسلام عليه .. وقلبها ينبض بالحب والشوق اليه
    سلمت على ضيفها بأدب وبأبتسامة رقيقة معبرة .. وكانت تبدو انيقة وجميلة بشكل لافت .. حتى ان خالد قد أمعن النظر في ملامحها وهو يصافحها بحرارة دون ان ينتبه .. ويقول بنفسه .. كم هي جميلة
    قالت والدة سارة لخالد : رغم حزننا على فراقك وفراق عائلتك ياولدي , لكن السفر افضل لكم من البقاء في هذا الوضع .. نحن نخشى عليكم من الاذى
    ردت سارة بلا تفكير وبطريقة فضولية : وهل قررت السفر يادكتور خالد اخيرا ..؟ قال .. نعم وجئت لأسلم عليكم واودعكم واوعدكم بأني عائد قريبا انتظر فقط استقرار الاوضاع .. رغم ان هذا ليس الخيار الذي اخترته بل هذا ماأجبرت عليه تمزق قلب سارة لوقع هذا الكلمات وخاصة انها احست ان الدكتور خالد بدأ يميل اليها ويعاملها بشكل مميز جدا وتقاربا بالفترة الاخيرة بشكل عميق لايشعر بهذا العمق الا قلبيهما .. وكان كثيرا ما يتناقش معها في امور السياسة والادب والامور الثقافية الاخرى اثناء جلسات العائلتين مع بعضهما
    لكنها صبرت نفسها بأن السفر افضل له .. خشية ان يتعرض الى مكروه لا سامح الله
    ثم حاولت تغيير الموضوع وسألته عن رنا : قال هي مشغولة جدا وتتحضر للسفر بعد اسبوع ولهذا لم تتصل بكِ
    سارة : لابأس اقدر وضعها وسأحاول ان التقي بها قبل السفر .. ولو ان غيابكم سيجعلنا نشعر بالوحدة والكآبة
    ماذا عن حالة ام عمر الصحية من سيهتم بها بعد سفرك ...؟
    خالد: لم يغب هذا الامر عن بالي .. لكني اوصيت زميل لي ان يتابع حالتها الصحية اولاً بأول
    واتمنى من قلبي ان تكتحل عينيها برؤية ولدها من جديد ..
    رد الجميع : آمين



    ..
    سادت لحظات صمت اخرى قبل ان يقطعها خالد وهو يقول : سارة لا تنسي ان تخبريني عن كفاحك في قضية عمر الى اين وصلت .. واتصلي بي ان احتجتِ الى اي مساعدة ادعوا الله ان تنتهي بسلام


    ونرتاح جميعا من هذا العبء الكبير ويخرج الشاب بسلامه من الحبس
    الان سأودعكم ايها الغاليين وكلي امل وثقة بالله على ان يجمعنا قريبا ..قالها وهو يوجه نظراته الى سارة
    ففهمت سارة القصد دون ان تعلق رد الجميع بصوت واحد : الله معك سنشتاق لكم كثيرا سلم على العائلة ومبروك مقدما لزواج رنا
    اوصلت العائلة خالد الى سيارته مع كلام يقال في مواقف الوداع والسفر ..حاولت سارة التمعن بوجه خالد كي تخزن صورته بقلبها وخيالها اثناء غيابه عنهاوودعته والدموع تبرق في عينيها
    رجعت الى غرفتها ومارست عادتها الدائمة بكتابة مايخالج شعورها على الورق في دفترها الاحمر الانيق واعترف قلبها لها بتلك اللحظة وهو يصيح انا احب خالد
    ثم بكت على وسادتها ونامت ..قطع رنين الموبايل اغفاءة جفنيها لتفاجئ برسالة من خالد يقول فيها ((ظلت هذه الكلمات في صدري طويلا وقررت الان ان ابوح بها اليكِ قبل سفري حتى ارتب وضعي بناءا عليها انا احبك واريد الزواج منكِ على سنة الله ورسوله )) ارتبكت سارة ثم اعادت قراءة الرسالة مرة ثم مرة ثم مرة وكاد قلبها ان يقفز من بين ضلوعها ليتراقص كالفراشة ..احتارت ماذا تفعل الان وبهذا الوقت ..؟ أأتتصل به او ترسل له رسالة ولو ارسلت فماذا ستقول بها ..أتقول له انها تحبه ايضا وبجنوووون او تنتظر الى ان يفاتح اهلها بشكل رسمي ثم تعطي الجواب بالموافقة..كان الخيار الاول هو الاقرب الى عقلها وقلبها وقررت الاتصال به ..
    وكانت يداها ترتجف وهي تضغط على زر الاتصال .. رفع خالد السماعة على عجل وقال .. اهلا سارة ,, اخشى ان اكون قد ارتكبتك او احرجتك برسالتي هذه وبهذا الوقت المتأخر الا اني لم اعرف كيف افاتحك بمشاعري ومنذ فترة وخصوصا ان كلانا كان يغرق بمشاغله ... انتِ غارقة بقضية عمر وانا غارق بعملي بالمستشفى والاوضاع السيئة تحاصرنا من كل الجهات ..سارة انا احبكِ واقولها بكل جدية ونضج وصدق .. واتمنى ان تكوني شريكة حياتي . سأكون اسعد رجل في هذا العالم ان سمعت منكِ كلمة نعم .. واريدها ان تكون بتأني وعمق نابع من رغبة عقلِك وقلبكِ سويا.. تنهدت قبل ان تقول .. ياخالد والله مااعرف ماذا اقول بهذه اللحظة انا احبك ايضا, انا اعجبت بك من اليوم الاول الذي التقيتك به , وشعرت بأنك الرجل الذي طابق احلامي وطموحاتي وافكاري وانت بذاتك من ستكون سندا لي في هذا الدنيا .. رد خالد بأرتياح كبير : ياحبيبتي الله اكرمني بكِ .. اظن ان رنا قد حدثتكِ عن زواجي من امرأة المانية بعيدة عنا ّ كعرب ومسلمين بكل شيء ولي منها ولدان تزوجتها اثناء فترة دراستي بألمانيا . ونحن الان منفصلان ولا يجمعنا سوى الاولاد وانا لن اترك اولادي لها لطول العمر .. انتظر فقط ان يكبرا قليلا حتى اعود بهم الى الوطن ,,
    استمعت سارة بهدوء الى احلام وطموحات خالد ..وتناقشت معه بعدة امور هي الاخرى حتى اضطر خالد للاعتذار منها لانه يجب ان يكون في المطار بعد ساعتين ..ودعها مرة جديدة بكلمات الحب والاشتياق والامل باللقاء القريب والوعد بالتواصل..


    الجزء الخامس
    سافر خالد الى تركيا وبمجرد وصوله ا لى هناك اتصل بسارة حتى يخبرها . ولمح لها بحديثه ان تخبر أسرتها بشكل ذكي حتى لايساء فهم العلاقة وخاصة ان خالد أكل وشرب معهم وهو صادق النية بحبه لأبنتهم ورغبته بالزواج منها فطمأنته وقالت سأخبر اهلي على مهل وبالوقت المناسب لانريد الاستعجال واعتقد ان اهلي لن يعارضوا هذا مادامت تتوفر بك مقومات الرجل الذي يمكن ان يسعدني ويحميني ويحترمني .. انا فقط اخشى ان يعترضوا على وضعك كمطلق وصاحب اولاد ..قال وهل من الممكن ان يعترضوا على هذا الامر وهم يعرفونني عن قرب ويعرفون اصلي وفصلي وهم دائما يشيدون بي .. قالت الاعتراض لن ينبع على اخلاقك وسمعتك طبعا فهذا معروف لكل الناس .. الاعتراض ينبع بقناعة خاصة عندهم وهو ان تتزوج الشابة العزباء برجل اعزب فهو من يناسبها حتما علاوة عن اصله ودينه وسمعته وليست مضطرة لتقديم تنازلات بالقبول بالارتباط بالمطلق او بالمتزوج مهما بلغت مزاياه مادامت تملك مواصفات جيدة وماتزال شابة وجميلة والفرص امامها كثيرة ووووو الخ .. تعرف كيف يفكرون الاهل دائما ..قال اطمئني حبيبتي انا سأحاول اقناعهم ان كان الاعتراض نابع من هذا الامر فقط لا غيره .. الان استأذنكِ لأني مرهق واحتاج للاستحمام والنوم ..قالت الله معك واهتم بحالك وطمني عنك دائما .. انتهت المكالمة التي كانت تجريها سارة بصوت منخفض لانها لاتريد اي احراج امام اسرتها ذي الطبع المحافظ جدا ..نزلت سارة الى المطبخ لتعد فنجان من القهوة حتى يرن جرس الباب وهنا المفاجأة .. فتحت الباب مريم البنت الصغرى للعائلة لتفاجئ (بأيمان)صديقة سارة القديمة والمقربة منها ومنذ ايام الثانوية ومعها رجل وطفل وتسأل عن سارة وعن الاحوال والاخبار وووووبلهفة عارمة ..! ادخلتها مريم الى صالة الضيوف وصاحت على سارة في المطبخ وقالت .. سارة احزري من كان بالباب ياشطورة ..؟ قالت سارة : من ..؟ حتى دخلت ايمان وهي تحمل طفل صغير الى المطبخ وقالت انا .. عقدت المفاجأة لسان سارة ولم تشعر الا وهي تحتضن وتقبل ايمان ..وتقول معقووووول ايمان امام عيني .. ماهذه الدنيا سبحان الله ..؟ ردت ايمان : الدنيا ياحبيبتي صغيرة والحمد لله الذي كتب لنا هذا اللقاء من جديد بعد سنوات طويلة من الغياب .. رجعت من اوربا قبل اسبوعين وطول تلك الفترة كنت راح انجن على اخبارك ..لكني اضعت رقم هاتفك ِ ومنذ سنوات ولا اعرف بريدك الالكتروني حتى اتواصل معكِ من خلاله .. وقلت لزوجي ونحن نمر بالقرب من منطقتكم ..اغلى صديقة عندي تسكن هنا ولااعرف عنها شيء ..اتمنى فقط ان امرّ واتأكد ان كانت تسكن في نفس البيت وعنوانها على ماهو عليه لم يتغير .. وانا الان امامكِ بشحمي ولحمي .. واعرفكِ على ابني ( رامي ) عمره لا يتجاوز الستة اشهر فقط ينفع ان تنتظريه كعريس ..ردت سارة بأندهاش : بالراحة عليّ شوي متى تزوجتني ومن منَ ؟تعالي خبريني عن كل شيء وبالتفصيل واين هو زوجك الان معكِ ..؟ قالت ايمان : نعم وهو يجلس في صالة الضيوف .. تعالي اعرفكِ عليه اسمه (أحمد) وحتى وصلت سارة برفقة ايمان والعائلة الى صالة الضيوف للتعرف على زوج ايمان حتى تفجر لغم المفاجأة الثانية .. وقعت انظار سارة على زوج ايمان لتكتشف ان (أحمد)التي كانت ترتبط بقصة عاطفية صغيرة وبعيدة منذ سني الجامعة الاولى هو زوج ايمان الان , كاد ان يغشى عليها من هول هذه المفاجأت المتلاحقة .. أحمد نفسه اندهش وايمان تقدم له سارة على انها اغلى واقرب الناس الى قلبها .. حاول ان يبدو طبيعي وصادق وهو يقول ..سارة اخت غالية وبنت محترمة واصيلة كانت معي تدرس في كلية الحقوق .. يالهذه الدنيا الغربية بحق.. ابتعلت سارة ريقها بصعوبة وعرفت ان كلامه هو دليل احترام وثقة وتقدير عال لها وعليها ان ترد بالمثل ولا تفتح ملفات قديمة اصبحت منسية تماما بالنسبة لها الان ..وخاصة ان الرجل الان هو زوج صديقتها وماحصل بينها وبينه في الماضي يجب تجاوزه بوعي .. قالت سارة : اخي احمد فعلا كما قلت الدنيا صغيرة .. نعم كان الاستاذ أحمد معي في نفس الكلية
    فرحت ايمان ان بين أحمد وصديقتها سارة معرفة سابقة .. وهذا ماخفف عليها تقديهما الى بعض كالغرباء ..اجتمع جميع افراد العائلة مع عائلة ايمان وسألوها عن احوالها وعن وضعها وعن كل شيء قالت أيمان : انا اعمل الان كناشطة في مجال حقوق الانسان وزوجي احمد يساندني بدوره كونه محامي يتولى الدفاع عن قضايا المعتقلين , قررنا العودة الى البلد لمؤازرة الناس في قضاياهم .. استمرت المناقشات السياسية وانهمك كل شخص في ابداء رأيه وقرأته المستقبلية للبلد وهم يتناولون طعام العشاء وبعد ان بدأ وقت حظر التجوال لم يبقى خيار لعائلة ايمان الا المبيت في بيت سارة .. أحمد قضى ليلته بالنوم في غرفة سالم شقيق سارة الصغير وباتت ايمان وصغيرها في غرفة سارة وتحدثتا طويلا وكأنهما يحاولن اختصاراحداث ثمان سنوات من الفراق في ليلة واحدة .. سألت سارة أيمان بحذر عن كيفية تعرفها بأحمد ..؟ قالت أيمان : احمد انهى دراسته الجامعية هنا وقرر ان يحضر الماجستير في اوربا وتحديدا في السويد وتم التعارف العادي لاني كنت اعيش هناك ايضا .. وبعد فترة تقدم لطلب يدي وتم النصيب ..ردت سارة بأرتياح : الحمد لله .. احمد انسان طيب ومن أصل .. قالت أيمان : الحمد لله وهو يحبني ويحب ابنه وبيته ونحن متفاهمان جدا خبريني انتِ عن اخباركِ ..؟ مافي عريس قريب ..؟ اعرف رومانسيتكِ وخياليتكِ وكيف هي مواصفات فارس احلامكِ ..؟ وهل مازلتي تمارسين الكتابة ..؟ اريد ان اقرأ كل حرف كتبتيه طوال هذه السنين ومنه سأكتشف اسراركِ وضحكت .. اخبرت سارة أيمان عن كل شيء مر بها طوال هذه السنين وأخبرتها عن علاقتها بخالد وقد اختارت ان لاتبوح بقصتها الصغيرة مع أحمد خشية تحسس ايمان من هذه القصة رغم انها باتت مركونة في رف الذكرى .. لااكثر .. وحدثتها ايضا عن عمر وعن توليها قضيته لكن دون فائدة .. بعد ان اصبح عمر هو قضية من بين الالاف القصة المتشابهة التي يكون الظلم هو الركن الاساسي فيها في هذ االوطن الجريح .. طرحت أيمان على سارة فكرة ان يساند أحمد سارة في قضية عمر كمحامي وهي تساندها ايضا من خلال عملها كناشطة في مجال حقوق الانسان ..في الصباح استقيظ الجميع وتجمعوا على مائدة الافطار وقد كرر أحمد كلمة اختي عدة مرات وهو يخاطب سارة وكانت سارة تستخدم كلمة اخي وهي ترد عليه حاول أحمد اضافة بعض المرح الى الجلسة وهو يقول ..الشرع والقانون حلل لنا التعدد فلماذا لانطبق هذا الامر لاافهم لماذا النساء يتحسسسن من هذه الامور ..حبيبتي أيمان مارأيك ان اتزوج عليكِ ,, قالت ايمان : لاغرابة فهذا حديث كل الرجال .. رحم الله من قال (الرجاّل دجال) و(يأمامنة للرجال يأمانة للمية في الغربال ) اسهل شيء عندكم يامعشر الرجال هو انكار العشرة .. مارأيك ياسارة الاتؤيدين قولي ..؟ ضحكت سارة وهي ترد: عندما يكون معك امرأة مثل ايمان فالتعدد محرم ..محرم ,,محرم
    وضحك الجميع وشكر احمد (الشيخة سارة على هذه الفتوى )وبعدها فاتحت أيمان زوجها أحمد بموضوع عمر وافق على الفور وابدى استعداده الكامل للدفاع عنه وطلب من سارة ان تحضر له اوراق القضية ليطلع عليها و كي يبدأ رسميا بالتحرك
    وبعد جهد جهيد تمكن احمد وسارة وايمان من الوصول الى مكان اعتقال عمر وطلبوا مقابلته وكشف لهم عن التعذيب الوحشي الذي تعرض له سواء بالحرق او بالضرب او التهديد بالاعتداء الجنسي مالم يعترف عن الجهة التي تموله ليقوم بالعمليات الارهابية (والمقصود بها طبعا المقاومة المشروعة التي تستهدف المحتل )وخصوصا ان اثار التعذيب ماتزال على جسده .. وسأل عن احوال والدته التي وللأسف الشديد تعرضت للجلطة والشلل النصفي وسأل عن احوال اخته نور التي تعيش الان مع احد اقرباء والدها المتوفي ..اختارت ايمان ان تفضح جرائم التعذيب التي تحصل في السجون من جديد مالم يتم اطلاق سراح من ثبتت براءته ومنهم عمر والذي يقبعون بالسجن منذ اكثر من سنة الى الان بلا سبب وجيه .. وهددت الضباط المسؤولين عن حفلات التعذيب هذه بكشف اسماؤهم وتقديمهم الى العدالة لينالو عقابهم .. وبعد مشاكل عميقة وتهديدات بالقتل وبالخطف استمرت الى ستة اشهر متعبة وثقيلة اضافة ً الى السنة التي مضت على اعتقال عمر .. خرج اخيرا من المعتقل وهو بحالة صحية سيئة بعد ان حاول بعض الضباط تسميمه انتقاما من موقف أيمان وسارة واحمد ومنظمات حقوق الانسان والصليب الاحمر ووسائل الاعلام التي وقفت معه ومع باقي المعتقلين الذين لم يركتبوا اي جناية الا انهم (ابناء الوطن المخلصين) .. وحتى تضمن بموته اخفاء ماحصل ويحصل من جرائم, استعد الجميع للاحتفال بخروج عمرمن السجن واعدوا العدة وكما يليق به وبعد ان اصبح ابطل واشهر معتقل بعد جراءته بالكشف عن جرائم سجانيه وبعد مساندة الفريق الطيب معه ..سوء الحظ لعب دوره بمثل هذه المواقف بعد ان خطف الموت ام عمر قبل وصول ابنها اليها وهي ترقد على سرير المرض بالمستشفى بنصف ساعة .. مما قلب الاحتفال الى مجلس عزاء ..بكى فيه الجميع بحرقة لايعادلها حرقة ..كان عمر يلطم رأسه ووجهه ويصيح بصوت عال ( امي ..امي ..امي ).. وانهار تماما بعد ان وصلت الجنازة الى المقبرة وبدأت مراسيم الدفن حتى انه جلس بجانب القبر وهو منهار وبمنظر يقطع القلب ويأبى يغادر قبر والداته .. مرت الايام ثقيلة ومملة واصبح عمر بعد تجاربه الاخيرة الصعبة رجل يعتمد عليه بأصعب المواقف يحظى بأحترام الجميع بعد ماعرف عنه من شهامة ونخوة وطيبة غابت عن الكثير .. في هذه الاثناء كانت سارة قد اباحت لعائلتها طلب الدكتور خالد بالزواج منها بعد ان اختار الدكتور احمد العودة الى ارض الوطن لأتمام مراسيم زواجه من سارة ..و بعد ان صبر الاثنان على الاوضاع التعيسة لفترات طويلة..عائلة سارة وافقت على خالد لكن بتحفظات كونه مطلق وله اولاد .. واستطاع بذكائه وصدقه وحبه وتمسكه الجادّ بسارة ان يقلب احساس التحفظ الى الى سعادة وقبول زرعه بنفوس عائلة سارة مع وعد منه ان يحافظ عليها ويحميها لطول العمرّ وقدد حددّ خالد يوم عودته الى الوطن حتى تستقبله سارة وعائلتها بالمطار ..
    الجزء السادس

    ,


    ماان حطت الطائرة على الارض حتى كان قلب سارة وقلب خالد يرتجف من الشوق لبعضهما, واعينهما تتسابق مع الزمن حتى تلتقي

    ويديهما تنبض بالسحر والالق .. وبمجرد نزول خالد من الطائرة اجهشت سارة بالبكاء فرحاً برؤيته وتدافعت مع جموع الناس حتى لايراها اهلها وهي تحتضن خالد وخاصة انهما لم يعقدا القران الى الان وتحتنضه بقوة كأم تتلهف للقاء طفلها الصغير الوحيد
    سلم خالد على عائلة سارة بمحبة كبيرة وعانق اختها مريم واخيها سالم بلطف وقبلهم وقبل رأس والداتها ووالدها ..فقد كان يكن لهم احتراما كبير غير مصطنع او متكلف
    قضوا الطريق الى البيت وهم يستمعون اليه و سألوه عن اخبار عائلته وعن اخبار رنا التي تزوجت واصبحت حاملا في الشهر الرابع وتعمل كمراسلة كصحفية في تركيا بعد ان استقرت هناك وعن وعن ,,, الخ
    حتى وصلوا الى البيت طلبت منه العائلة وسارة ان يستحم ويرتاح قليلا مع وعد بعدم ازعاجه الى حين موعد الغداء الذي حضرته سارة بيديها بعد ان عرفت انواع الطعام التي يحبها خالد لتصنعها له تكلم خالد مع والد سارة حول المهر والشبكة .. ووجد ان العائلة لاتهتم بالماديات بشكل كبير فالسعادة الحقيقة لاتكمن في المهر العالي او الذهب والمجوهرات بل تكمن في القلوب المحبة الطاهرة التواقة الى الحب والسلام والخير ومهر ابنتهم الحقيقي هو الاحترام والحب الذي يوفره لها
    وبعد نقاشات طويلة اختار خالد ان يسكن في بيت اهله على ان يكون الطابق الثاني من المنزل له ولسارة فقط , وقررا ان يبدأن بالتحرك السريع لشراءبعض الاحتياجات الضرورية كغرفة النوم والشراشف و الستائر ووو
    وان يخبر عائلته بالعودة من تركيا حتى يساعدان العروسان على تهيئة الاجواء المناسبة للسكن .. وقرر سارة وخالد ان يختصرا مراسيم الزواج كالحفلة و وو بعد ان كان الوضع الامني والسياسي في البلد مرتبك كثيرا وبعد ان ظهرت جماعات متطرفة تحرم حفلات الزواج المختلطة وتحرم ان تكون ليلة الدخلة في الفندق وبعض التفجيرات الاخيرة التي حصلت كتحذير
    ذهب خالد وعروسته في الصباح الباكر الى المحكمة وعقدا القران بفرح مخفي في القلوب فقط ولا يظهر الى العلن ..احتراما لأوضاع البلد
    وقد عادت عائلة خالد الى الوطن واتفق الجميع على ان يكون الزفاف هو يوم الخميس القادم, بدت سارةفي يوم زفافها وكأنها حورية الجنة وكان خالد بقمة الفرح وقد تقاسمت العائلتين وكل من يعرفهم احساس السعادة ..حتى ان احدهم قال .. ان سارة وخالد يشكلان ثنائي مميز جدا وهما يقفان مع بعضهما ليتقاسمان قطع الحلوى ويلتقطا ن الصور لتبقى ذكرى لهذا اليوم المميز في حياة كل انسان
    لم تكن هناك حفلة بالمعنى المعروف بل تجمع بسيط من الاصدقاء المقربين والجيران والاقارب في بيت خالد
    أكل وشرب الجميع بسعادة وقد حان الان وقت ان يزف العرسان الى الطابق الثاني في المنزل ..بعد ان قررا ا يتزوجان في البيت وبعد عدة ايام يسافران لقضاء شهر العسل في مصر وكما حلمت وتمنت سارة دائما
    دخل خالد وسارة الى غرفة نومهما الجديدة التي زينتها سارة بالورد الاحمر والشموع البيضاء مما اضفى عليها طابعا رومانسيا هائلا وهما متشابكي اليد ين ونظراتهم تزغرد بالفرح والشوق
    قال خالد : لااصدق انك ِ امامي ومعي الان ياحبيبتي .. ان كان هذا حلم فأرجوا ان لااصحى منه
    قالت سارة : وانا كذلك ياعمري ونور عيوني ..وانا الان معك ..اشعر بأني زاهدة بكل شيء الا انت
    خالد : الله على كلامكِ ياسارة ..لك من العبارات ماتجعلني اتعبد في محراب عينيك ِ بخشوع
    سارة : هذه الكلمات لم اكن لأنطقها ان لم اشعر بها ..واحساسي هو من يهمس ولساني هو من ينطق بها لأجلك
    خالد: ان مت اريد ان اكون بين يديكِ ..لتكون ولادتي حياة
    سارة : لاتقل هذه الكلمة ..صدق ان حدث ذلك (فأنا من سأموت قبلك تأكد من هذاتماما )
    خالد : تمني الان اي شيء,, وانا اقول شبيك لبيك,, انا منك ِ واليكِ
    سارة : اتمنى فقط ان اؤرخ لهذا الاحساس الذي يلازمني الان على دفتري الاحمر ..(فلم يبق منه الا ورقة وينتهي)وسيكون لك الحق الكامل بالاطلاع عليه ايمتى شئت
    ستقرأ كم نزفت لكِ به من مشاعر حب واشتياق ولوعة وغرام لم يعرفه بشرمن قبل
    خالد انا احبك بجنووووووووووووون
    قال : وانا اكثر منكِ جنونا وشوقا وغراما ,, واكتبي لي احساسكِ غاليتي لأطلع عليه لاحقا..ففعلت ذلك بعدها قالت

    ..


    لي طلب اخر .. اشعر ان روحي ضامئة للصلاة .. اريد ان اصلي صلاة الشكر لله عز وجل لأنه جعلك من نصيبي واتمنى ان اصلي وانا ارتدي بدلة الزفاف .. ساغسل وجهي من المكياج واضع الحجاب على شعري

    قال خالد : يالله على طهر روحك ياحياتي .. لكِ ماتشائين ..ادعي الله ان يبارك لنا ويجمعنا دائما على طاعته ويرزقنا بالذرية الصالحة
    وانا بهذه الاثناء .. سأتفقد اخبار العشاء الملوكي الذي وعدتنا به امي واعود لكِ بعد قليل .. اه لاتقولي لي انك عاملة ريجيم اليوم .. ضحكت سارة وقالت .. لا اطمئن
    توضئت سارة ووقفت على سجادة الصلاة ببدلة زفافها البيضاء
    وهي بحالة من المشاعر المختلطة مابين الخشوع الشديد والفرح
    وقبل ان تسجد سمعت صوت جرس الباب وهو يرن ليقاطعه صوت خالد وهو يقول من الطارق
    ؟؟
    وهنا دوى صوت اطلاقات رصاص قريبة جدا وجاء صوت ام خالد وهي تقول .. خااااااااااااااااالد
    نقل خالد الى المستشفى وهو في حالة خطيرة جدا بعد ان اطلقت العصابة التي كانت تهدده سابقا النار عليه ولاذت بالفرار
    تجمع الجيران والاصدقاء والعائلة في المستشفى وهم يبكون ويدعون لخالد بالسلامة وانهارت امه مما اضطر الاطباء الى نقلها في غرفة العناية المشددة بعد ان عرفت ان ابنها

    أدخل الى غرفة العمليات الكبرى ..وهو بحالة حرجة جدا فحياته على المحك في هذه اللحظات
    ومرت الساعات على الجميع وكأنها جبال من الجمر يحملوها على ظهورهم

    وكان والد خالد يمسك القران ويقراءه بصوت مرتفع .تشارك الكل احساس واحد في هذا وهم يسمعون وقع خطوات الطبيب وهو يمشي اليهم ولا يعرفون اي خبر يحمل ..فأذا كان الخبر هو وفاته فأ فضل ان لايصل بتاتا وان كان الخبر هو نجاح العملية فهذا هو الخبر الذي سيعيد الدماء الى وجوهم ..ويجعلهم يتنفسون الراحة
    قال الطبيب .. الحمد لله ياجماعة العملية نجحت الله قد اهدى لخالد عمر جديد بالرغم من ان الرصاصة كانت على مسافة قريبة جدا من قلبه
    اطمأنوا حالته الان مستقرة ومن الممكن ان تتصلوا بعروسته وتبشروها بهذا الخبر
    انتبه الجميع الى غياب سارة في هذا الوقت .. فلم يراها احد الا وهي تزف الى غرفتهاولم تظهر بعد ذلك
    قال الجميع ,,, مفاجأة الحادث اربكتنا وانستنا سارة اين هي الان يجب ان تعرف ان خالد بخير
    رجع البعض الى البيت ونادى سارة سارة ولم يأتي اي جواب دقوا الباب على باب غرفتها ولم يكن هناك رد ايضا ..
    فتحوا الباب فوجدوا سارة ماتزال ساجدة على سجادة الصلاة ببدلة زفافها
    اقترب احدهم اليها وقال .. سارة ..اطمئني خالد بخير عمليته نجحت
    اكيد انك تودين الان رؤيته ..
    ولم يكن هناك من جواب ايضا ..!
    سارة ماذا بكِ لاتردي ..؟
    وماان لمسوا سارة حتى انقلبت وجسمها بارد جدا والدموع اشبه بالناشفة على خديها
    صاحوا ساااااااااااااااااااااااا اااااااارة
    ماتت سارة عندما اطلقت الرصاصات على قلب حبيبها خالد ..
    وانتقل خبر وفاتها الى الجميع وارعبهم وادخلهم في دوامة من جنون الفقد واللوعة التي لا تنتهي .. واثناء تشريح الجثة اكتشفوا انها اصيبت بسكتة قلبية اثر انفعال مفاجئ ..
    فبكى عليها الغريب قبل القريب شيعت جنازة سارة بالزغاريد وكان تابوتها مزين بفرشة العرس التي كانت مفروشة على سريرها التي لم تلحق لتنام عليها ..
    انهار خالد تماما .. وظل يصيح انها لعنة الورقة الاخيرة من هذا الدفتر .. فبه انتهت حياتها ..ماتت حبيبتي ..ماتت أمي واختي وطفلتي وزوجتي اليوم ..ماتت كل نساء العالم اليوم .. انطفئ ضي عيني . لعنك الله ايها القدر الغبي ..لماذا تغابيت عني وتشطرت على سارة الطاهرة النقية.لن اعرف الضحكة بعد رحيلك ياسارةِ .. لم يعد الصباح هو الصباح ولا الليل هو الليل ,ولا الساعات هي الساعات .لمَ تركتني ورحلت في هذا الوقت المبكر لماذا .. فديتكِ ياسارة فديتكِ خذي روحي وعودي الى الحياة خذي نظر عيني ..لااحتمل فراقك لااحتمل .
    ولولا رحمة الله وقدرته العظمية على الهام الصبر للانسان لكان خالد وعائلتها وكل من عرفها قد مات من حزنه عليها
    بعد عدة سنين تزوج عمر من مريم شقيقة سارة وانجب منها بنت سماها سارة
    وتوفي والد سارة من حزنه على رحيل ابنته
    وعادت أيمان وأحمد الى اوربا بعد ان افتتحا منظمة كبيرة تعنى بحقوق الانسان
    عادت رنا الى الوطن بعد ان اصبحت ام للمرة الثالثة وتعمل ككاتبة وصحفية ومازالت تبكي فراق صديقتها
    اقعد المرض والشيخوخة والدة سارة ..ولا تمر ساعة حتى تجهش الام بالبكاء الحارق على رحيل أبنتها
    اما خالد فتحت ألحاح والدته ..تزوج زواجا تقليديا من بنت من اقربائه وهي الان حامل,,لكن مع هذا كله مازال حب سارة بقلبه وكثيرا مايشتاق لها ويدعوا لها بالرحمة ولنفسه بالصبر ..

    ماتت قلوب الناس ماتت بنا النخوة يمكن نسينا في يوم ان العرب اخوة

  2. #2
    الصورة الرمزية الطنطاوي الحسيني شاعر
    في رحمة الله

    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    المشاركات : 10,902
    المواضيع : 538
    الردود : 10902
    المعدل اليومي : 1.77

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ايتها الفاضلة شمس بغداد من بغداد الرشيد الحبيبة
    فك الله اسرها
    قصة رائعة جدا واظنها من الحقيقة وليست من الخيال او مزج بين هذا وذاك
    نصر الله المؤمنين المجاهدين بالعراق على الملاعيين الامريكان ومن والاهم امين
    صدقيني سرت مع القصة بجمال تنقل وشغف احداث وهي قصة من النوع الثقيل وتنفع فكرة فيلم جيد وقوي
    وابكيتني برصاصة خالد واكثر بموت سارة فله الله بعدها
    ولكن همسة اختاه اسم القصة غير موافق للشرع فليتك تغيريه بما يوحي حتى بمعنى اختلاف الاقدار وليس سبها فهنا سب علني للقدر انه يتغابى او يتعامى وهنا يأتي النهي الشرعي في الحديث القدسي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا الدهر فأنا الدهر) او كما جاء في نص الحديث
    ايضا جملة
    لعنك الله ايها القدر الغبي
    هذا لايحق للمسلم العادي فكيف يحق للمسلم الملتزم الذي لمحناه في شخصية د خالد شخصية الشيخة سارة هذا اضعاف للعمل وليس تجويد ستفتحين على نفسك القيل والقال وكثرة السؤال فلماذا ليتك تحذفينها او تبدلينها
    مثلا سبحان الله في قدره
    أو يال هذا القدر دون وصف
    اما عن باقي العمل فهو روعة وجميل جدا
    اما اللغة فاتركها لاصحابها
    تحياتي لك ولعملك الرائع هذا
    واتمنى الا اكون ازعجتك بنصحي ونقدي
    تحياتي وتقديري

  3. #3
    الصورة الرمزية خليل ابراهيم عليوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2009
    الدولة : اليمن
    المشاركات : 2,105
    المواضيع : 98
    الردود : 2105
    المعدل اليومي : 0.39

    افتراضي

    يا شمس بغداد:
    كنت كشمس بغداد القا وسيحرا و قوة ورونقا وصفاءا ووضوحا
    بوركت وبورك قلمك و نسال الله ان تعود بغداد كما كانت منارا للعلم والادب والفن و اما للعرب والمسلمين

    د خليل

المواضيع المتشابهه

  1. عندما يتغابى القدر ..! الجزء 1_2_3
    بواسطة شهد الجراح في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-12-2022, 12:18 PM